منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: يا عقلاء قومي ,إما الاحتساب وإما الطوفان!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    22-Jun-2005
    المشاركات
    102

    يا عقلاء قومي ,إما الاحتساب وإما الطوفان!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    الاحتساب أو الطوفان! شريعة الأمر بالمعروف ,والنهي عن المنكر محسومة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين فهي الفريضة التي لا يمكن أن يهنأ المجتمع باستقراره وأمنه بدونها , ولا يمكن أن تُحفظ الأمة من الكيد الخارجي أو المكر الداخلي إلا بظهورها وتمكينها من ممارسة دورها بكل حيوية واقتدار!
    ولقد ظلت الحسبة ركيزة من ركائز كل الدول التي حملت راية الإسلام واتخذت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم دستوراً ونظاماً للحكم ,ابتداء من دولة الإسلام الأولى بقيادة النبي صلى الله وعليه وسلم ومروراً بدولة الخلفاء الراشدين ثم دولة بني أمية وبني العباس وانتهاء بالدولة السعودية – حفظها الله – التي أسست جهازاً خاصا بالحسبة قام ويقوم بدور لا يجحد في الحفاظ على أخلاق المجتمع وآدابه .
    وأما نبينا -عليه السلام - فلا تنقضي أحاديثه ومواعظه وتوجيهاته وهو يأمر بإجلال هذه الفريضة وضرورة القيام بأعبائها وواجباتها !
    ففي حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم
    وفي حديث حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله عز وجل أن يبعث عليكم عذابا من عنده ثم تدعونه فلا يستجابلكم)رواه الترمذي وحسنه .
    بل إن الله تعالى لعن أمة وأبعدها لتركها هذه الفريضة التي أقضت مضاجع أهل الأهواء والشهوات , وقوضت أركان رذائلهم ومجونهم!كما زلزلت الأرض من تحت مرضى الشبهات وقمعت فساد عقولهم!
    ((لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ )) المائدة: ٧٨
    إن هذه البلاد هي محطُ آمال الأمة كلها فهي حاملة لواء الإسلام وحاضنة الحرمين الشريفين والمنادية بتطبيق شريعة الإسلام من بين أُمم الأرض قاطبةً, فلا مناص من تعزيز فعالية هذه الشعيرة في كل أوساط المجتمع واضفاء مزيد من القوة والمتانة لجهازها الرسمي وحمايته من تطاول السفهاء وحماقة المراهقين!
    لقد ظل احتساب الأخيار طوال العقود الماضية أكبر وأوثق صمام أمان لمجتمعنا أمام هدير الشهوات العنيف حتى ألف المجتمع أصوات المحتسبين وهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر بكل أدب وذوق رفيع مقروناً بحرص وإشفاق نادرين, ينمان عن طيبة قلب وحسن خلق, ورغبةٍ في استنقاذ كل منحرف عن الجادة أو محاصر بأوضار الرذيلة !
    وما تميز المحتسبين بتلك الأخلاق الفاضلة إلا أثر من آثار التربية المحافظة التي نعموا بها ,فضلا عن سماعهم الدائم لكلام ونصح علماء أجلاء ملأوا أرجاء المجتمع بمواعظ الرفق والحكمة وتقدير المصالح!
    فكم لابن باز وابن عثيمين وآخرين-رحمهم الله- من التوجيه المسدد الذي ما كان لشباب الحسبة من الرسميين وغيرهم ليجعلوا شيئاً منه دُبر آذانهم أو خلف ظهورهم.
    وإنه لمن المؤسف حقاً أن توضع العراقيل أمام جموع المحتسبين وتوصد في وجوههم الأبواب بدعوى وجود جهاز رسمي للحسبة!
    فأي شيء يثير الامتعاض, ويبعث القلق حين يفسح المجال للمحتسب ليقول لهذا:اتق الله .أو لتلك:تستري ستر الله وجهك عن النار .؟!
    وأي مصلحة حين تعرقل جهود المحتسبين الذين هم خط الدفاع الأول عن الفضيلة والدرع الواقي أمام تيار الإباحية الهادر؟! .
    وليس من الحكمة ولا من المروءة أن يكافأ هؤلاء الأخيار بالتجريم والتقريع في حين يظل الراقصون والراقصات يمارسون فجورهم أحراراً طلقاء !
    إنها مفارقة يعسر على العقل السليم استيعابها, بل يجبن الذهن عن مجرد تصورها ولكنها تحدث باستمرار والله المستعان!
    ثم للأسف الشديد ثانية وثالثة وألفا أن يحدث كل هذا في مجتمعنا الذي ظللنا لحقب طويلة من الزمن نباهي الدنيا بأننا آخر معاقل البلاد الحاكمة بشرع الله والرافعة للواء الحسبة في هيئة رسمية !
    إنه لخطاْ فادح أن يتصدى البعض بنفوذه لوأد الجهود الحثيثة الرامية لكبح جماح الرذيلة تحت أي ذريعة أو عبر أي مبرر وما لم يتم استدراك أبعاد ذلك التصدي لجهود المحتسبين فإن الطوفان سيغمر أرجاء المجتمع وسيغرق الجميع ويخسر الجميع عياذاً بالله.
    إن على العلماء خاصة -ممثلين بهيئة الكبار او لجنة الإفتاء- أن يصدعوا بكلمة الحق ولا يتركوا المحتسبين ضحية الحيرة في أمرهم ؛فإنما تعلموا الاحتساب من دروس علمائهم ونهلوا قدسية المقام من معينهم !
    كما إنها حيرة مثيرة تلك التي يعانيها المباشرون للاحتساب في الميدان حين يجدون الميدان خاليا تماماً من أي عالم محتسب, أوطالب علم متمكن يطوف أرجاء المجتمع ليقول:أيها الناس, مالكم لاترجون لله وقاراً ؟
    وليس أخطر على دولة من الدول من شيئين اثنين :-
    أولاهما : عدو خارجي يصبحها ليلا أو نهاراً حين يضعف الإعداد الحربي اللازم, وتقل قوة الردع الكافية .
    وثانيهما : انفلات داخلي حين يضعف الاحتساب فيمارس كل أحد ما يحلو له من الأهواء والشهوات على حساب القيم والمبادئ , وحقوق الآخرين في الحياة الكريمة الآمنة!
    ولقد أشار الكثير من العلماء إلى سقوط كثير من الإمبراطوريات العريضة حين غلبت الشهوات واختلط الرجال بالنساء حتى ذابت الأخلاق وتقوضت أركان العفة والفضيلة .
    يا عقلاء قومي , أخرسوا الأصوات النشاز وخذوا على أيدي السفهاء وكفوا شرور عواجيز الصحافة!
    يا عقلاء قومي ,إما الاحتساب وإما الطوفان!

    الدكتور/ رياض بن محمد المسيميري
    http://islaamlight.com/index.php

    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    29-Apr-2011
    المشاركات
    280
    جزاك الله خيراً وبارك الله فيك
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك