منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كيف تصبح مليونيراً

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    16-Mar-2003
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    11,961

    كيف تصبح مليونير

    كيف تصبح مليونيرا

    المصدر : د. وليد عرب هاشم

    الحلقة الاولى



    الاسلام دين حضاري وعملي ولا ينكر ابداً الغرائز البشرية الموجودة عند كل واحد منا, وانما يسعى لتهذيبها وتوجيهها الى ما هو خير للنفس البشرية, ومن هذه الغرائز حب المال وجمع الثروة, فلقد زين لنا حب الذهب والفضة والخيل والحرث وما شابه ذلك من الثروات ونعم الدنيا, وبالتالي ليس من الخطأ ان يسعى الانسان لجمع الثروات, بل ان هذا يتماشى تماماً مع طبيعته وانسانيته فهو اساساً مخلوق لاعمار الارض وذلك في ظل عبوديته لله, وعلى هذا الاساس يسعى الانسان بطبيعته لتنمية ما لديه ولجمع الثروة وكأنه في سباق مستمر مع الزمن لكي يترك اكبر مقدار ممكن من المال, ويصعب ان تقنع اي شخص بأن يتوقف عن هذا الجمع المستمر للثروة وان يقنع بما لديه, فلا يملأ عين بني آدم الا التراب, ولو كان لأحدنا مثل جبل أحد ذهباً لتمنى أن يحصل على جبل آخر.

    فحب المال هو شيء طبيعي وغريزة بشرية, ولكن ما هي العوامل التي تؤدي الى النجاح في تحقيق هذا الهدف, او ما هي اسباب او اساس النجاح في جمع الثروة? هذا سؤال يحير الكثيرين, وقد تختلف الاجابات عليه, ولكن عندما نقوم بتحليل دراسة علمية استمرت لعدة سنوات وقامت بدراسة اسباب عوامل النجاح في جمع الثروة في اغنى اقتصاد في العالم قد نجد ان الاجابات العلمية تختلف عما قد يتصوره بعضنا لاسباب النجاح.
    فلقد قام أحد الدكاترة الامريكيين بدراسة عن اصحاب الثروات في أمريكا وأعد احصائية عن طريق مقابلات شخصية واستبيانات مع اكثر من الف ومائة مليونير امريكي, وكتب بموجبها ثلاثة كتب حلل فيها نتائج هذه الدراسة والتي استغرقت اكثر من عشرين عاماً.

    ولقد كانت هذه النتائج الى حد كبير متطابقة مع توجيهات ديننا الحنيف, وكان فيها بعض المفاجآت التي لم يتوقعها حتى الكاتب نفسه, ومنها على سبيل المثال افادة معظم المليونيرية الأمريكان بإيمانهم الشديد بالله وباحترامهم للمبادئ والمثل, كما ان الغالبية العظمى منهم قد صرح بأن العامل الرئيسي الذي أدى الى نجاحهم والى جمع ثرواتهم كان هو العمل والاخلاص في العمل, وذلك حسب افاداتهم بأنفسهم, كما افاد معظمهم انه لا يؤمن بشيء اسمه الحظ الا ان كنا نعني بالحظ ان الله وفقنا الى طريق العمل والاخلاص, فهذان هما اسباب النجاح لدى الاغلبية العظمى -إن لم يكن لدى الجميع, كما اكتشف الباحث ان غالبية المليونيرية يؤكدون ان الزواج الصالح هو ايضاً من اهم اسباب النجاح وسرد بعضهم قصصاً عن وقوف زوجاتهم بجوارهم في الايام الصعبة وكيف انهن تحملن ضيق العيش وضغط العمل لكي يستطيع الزوج التركيز على استثماراته. فاختيار الزوجة الصالحة كان من اهم اسباب النجاح وتحقيق الثروة, كما كان النجاح يعتمد على حسن التعامل مع الزوجة ومع الآخرين فمن ضمن الألف ومائة مليونير الذين تم استجوابهم لم تكن نسبة المطلقين منهم سوى 5% فقط اما البقية من المتزوجين فهناك نسبة كبيرة منهم قضى اكثر من 20 عاماً مع نفس الزوجة وحوالي ثلثهم قضى 40 عاماً او ما يزيد. فالزوجة الصالحة او الزواج الصالح كان من اهم اسباب النجاح لهؤلاء المليونيرية.

    الحلقة الثانية


    كما ذكرت كانت هناك دراسة طويلة استغرقت عدة سنوات لتحديد ماهي العوامل المشتركة ما بين اصحاب الملايين, لقد قامت الدراسة بحصر أكثر من ألف ومائة مليونير أمريكي وإجراء مقابلات وإعداد أسئلة ودراسة أساليب حياتهم لتحديد ما هي العوامل المشتركة ما بينهم واستنباط الاسباب التي جعلتهم يجمعون هذه الثروات, وقد كان أهم سبب اجمع عليه غالبية هؤلاء المليونيرية هو العمل والإخلاص في العمل, ولقد افاد أكثر من 95% من هؤلاء المليونيرية بأن العمل والإخلاص في العمل كان السبب الرئيسي في النجاح, بينما الحظ أو الإرث من أقل الأسباب أهمية, حيث ان معظم هؤلاء المليونيرية لم يعتبروا الحظ كعامل رئيسي في النجاح وجزء كبير منهم لم يعترف اصلا بشيء اسمه الحظ.

    اما بالنسبة للإرث فان هذا العالم كان من اقل العوامل تأثيرا في نجاح هؤلاء المليونيرية, فبينما كان عدد قليل منهم حظى بثروته عن طريق الإرث, إلا إن الأغلبية العظمى لم تحصل على شيء من الإرث, وقد قامت بجمع ثروتها بنفسها وبدأت من الصفر والغريب في الأمر إن بعض هؤلاء المليونيرية اعتبر ان الإرث أو الحصول على مساعدات نقدية من قريب غني في شكل هدايا أو هبات هي عوامل سالبة ليس فقط لاتساعد على جمع الثروة وإنما بالعكس تؤدي الى نقصانها.

    ولقد حلل الباحث هذه النتائج واستنبط ان الحصول على الإرث أو على هبات نقدية يؤدي الى شعور بعدم قيمة المال, وبالتالي يؤدي الى نمط من الحياة فيه الكثير من الانفاق بدون مراعاة لأهمية النقود, وبالتالي تبدد الثروة في سبيل الحفاظ على مظاهر الغنى بينما في الحقيقة لايكون لهذا الشخص مصادر الدخل التي تؤهله للحفاظ على مثل هذا المستوى من المعيشة, فالذي يحصل على ارث كبير أو هبة نقدية سوف يتصور نفسه غنيا وسوف يبدأ بإنفاقها ويتعود على هذا الانفاق بينما هو في الواقع ليس لديه مصدر دخل خاص به, والذي اصابه من الثراء كان مجرد حادث عرضي وليس من المتوقع أن يتكرر, فالإرث يحدث مرة واحدة بالكثير وبعد ذلك يتوقف بينما الانفاق يستمر وقد يزيد, إذ إن الشخص يبدأ في التعود على مستوى معين من المعيشة ويبدأ في مجاراة من يعتقدهم من الأثرياء وهكذا يستمر في الانفاق بينما يكون قد توقف الدخل.

    بالتالي قد لايكون الإرث أو الحصول على مساعدات مالية من أي جهة هما عاملان سلبيان يؤديان الى انخفاض الثروة وليس زيادتها, وقد صرح بذلك عدد كبير من الذين تم استجوابهم في الدراسة.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    16-Mar-2003
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    11,961

    كيف تصبح مليونير الحلقة الثالثة والرابعة عكاظ

    الحلقة الثالثة



    في دراسة لأكثر من ألف ومائة مليونير أمريكي اتضح أن أهم سبب لنجاحهم كان العمل والإخلاص في العمل, فلقد اتفق غالبية هؤلاء المليونيرية أن هذا هو العامل الرئيسي الذي ادى الى نجاحهم.
    أما بالنسبة للحظ أو الإرث فكما ذكرت في المقالين السابقين لم يعتبر معظم المليونيرية أن الحظ له أي أثر في النجاح, بل أن بعضهم أنكر أن هناك شيئا إسمه حظ, أما بالنسبة للإرث فإنه ايضا كان عاملا غير مهم لمعظم المليونيرية وإن كانت هناك قلة اعتبرته عاملا مهما للحصول على الثروة, إلا أن مجموعة أخرى من المليونيرية اعتبرته عاملا سلبيا لايساعد على الحصول على الثروة وانما يساعد على فقدانها, وقد شرحنا ذلك كيف يؤدي الإرث الى التعود على الاسراف أو التبذير ليجاري الشخص مستوى من المعيشة لم يكن متعودا عليه, كما أن ليس لديه الدخل الكافي ليستمر في هذا المستوى من الإنفاق.
    هذه النتائج جميعها الى حد ما متماشية مع التوقعات بأن الشخص الناجح يجب ان يعتمد على نفسه بعد الله سبحانه وتعالى, ولكن كانت هناك نتائج اخرى وبعضها لم يكن متوقعا, ومنها ان التعليم أو النجاح في الدراسة لم يكن له أثر كبير في النجاح في الحياة العملية وتحقيق الثروة, فغالبية المليونيرية الذين تم دراستها لم يكونوا من أصحاب الشهادات العليا, أو الدرجات المتفوقة, وهذه النتيجة قد تكون مفاجئة لنا.
    ولكن يجب ان نتوقف أولا لنفصل ما بين نوعين من انواع المليونيرية, فهناك منهم من حقق نجاحه واكتسب ثروته عن طريق تخصصه في مجال علمي معين, كالأطباء البارعين, أو المحامين المتخصصين أو المهندسين وخلافهم من حقق نجاحا مميزا في مجال علمي معين, أو في تخصص علمي نادر كجراحة اعصاب المخ على سبيل المثال, فهؤلاء جمعيهم حققوا نجاحهم بسبب امتيازهم في الدراسة, وبالتالي كان التحصيل العلمي أو الدراسة هو السبب الرئيسي في تحقيقهم لثرواتهم, وهنا كان التعليم أهم عامل من عوامل النجاح.
    ولكن هذه الفئة المتخصصة هي فئة قليلة من حجم المليونيرية ككل, وكان المتبقي من المليونيرية الذين حققوا نجاحهم بدون ان يتخصصوا في مجال علمي معين كانوا هؤلاء أغلبية, وهؤلاء لم يعتبروا ان الدراسة العليا, أو الامتياز في الدراسة كان من أهم العوامل في تحقيق نجاحهم بالطبع هذا لايعني انهم كانوا بدون تعليم, فغالبيتهم قد حصل على الشهادة الجامعية, أو على الاقل حصل على الشهادة الثانوية, ولكن لم يعتبروا هؤلاء ان الحصول على شهادات أعلى أو الحصول على درجات مرتفعة في الجامعة أو الثانوية كان له أثر رئيسي في نجاحهم في الحياة, حيث ان غالبيتهم كان من متوسط الطلبة, وتخرجوا بمعدل مقبول أو جيد, وقبل أن نحلل هذه النتيجة لاننسى ان صاحب أكبر ثروة في العالم لم يتخرج اصلا من الجامعة.



    الحلقة الرابعة


    لازلنا نستعرض نتائج البحث الذي قام بدراسة اكثر من الف ومائة مليونير امريكي, وذلك بهدف تحديد العوامل المشتركة التي ادت لنجاحهم في جمع ثرواتهم, ووجدنا في آخر مقال انه للأسف لم يعتبر معظم هؤلاء المليونيرية أن التعليم العالي او التميز فيه كان سببا رئيسيا أو هاما في نجاحهم.
    صحيح ان معظم هؤلاء المليونيرية لم يكونوا من الجهلة أو الاميين, بالعكس فالغالبية العظمى منهم حصل على الشهادة الثانوية أو اكمل التعليم الجامعي.
    وصحيح ايضا ان هناك فئة منهم أكملت دراسات أعلى من الجامعة وحصلت على تخصصات علمية مميزة, مثل الاطباء المتخصصين أو المهندسين المبدعين أو غيرهم, وهذه الفئة اعتبرت ان التعليم كان من أهم عوامل النجاح والحصول على الثروة, ولكن هذه الفئة كانت اقلية ولاتمثل سوى 10%, اما البقية وهم الاغلبية فإنهم لم يعطوا للتعليم أهمية كبيرة في نجاحهم.
    وانا كدكتور جامعي لم أحب هذه النتيجة, واعتقد ان كثيرا ممن يحترمون العلم والتعليم ايضا لن تعجبهم هذه النتيجة, وقد يطعنون فيها بطريقة او اخرى - كمثال بأن البحث كان متحيزا او ان رجال الاعمال الناجحين كانوا (يحقدون) على رجال العلم أو غيره, ومع ذلك إلا أني اعتقد أن النتيجة صحيحة, بل أنها واقعية, ولكن مع ضرورة توضيح عدة نقاط ومنها:
    اولا: عدم اعتبار غالبية المليونيرية بأن التعليم العالي او ان التميز في الدراسة كان سببا رئيسيا او هاما في نجاحهم, لايعني ان العلم بصفة عامة لم يكن سببا اساسيا للنجاح.
    فكما ذكرت هؤلاء المليونيرية لم يكونوا من الأميين أو الجهلة, بل كانوا من الحاصلين على الشهادة الجامعية أو الثانوية, بالتالي لديهم مقدار معين من التعليم, وانهم لم يكونوا من الطلبة المتميزين أو المتفوقين.
    ثانيا: التفوق في الدراسة لايعني بالضرورة التفوق في الحياة, فهناك من يأخذ الدرجات المرتفعة عن طريق حفظ المناهج, ويرددها بعد ذلك مثل الببغاء - دون أي تميز أو فهم, وهذا التلميذ حتى ولو حصل على درجات الامتياز فهو مؤهل للفشل في حياته العملية وليس النجاح.
    ثالثا: هناك خلط كبير ما بين العلم والشهادات, بينما في الواقع الفرق كبير ما بين الاثنين, وهنا أمثلة كثيرة وواضحة لأشخاص مثل فضيلة الشيخ علي الطنطاوي (رحمه الله) الذي كان عالما واستاذا للعلماء يستطيع تدريس وتقديم وتصحيح مائة دكتور بالرغم من أنه لم تكن لديه هذه الشهادة.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    6-Dec-2001
    الدولة
    Montreal - Canada
    المشاركات
    694
    تحياتي واحترامي للأخ غنيم و د. وليد عرب هاشم

    بتقديري من الخطأ والظلم المقارنة بين هدفي التحصيل العلمي الاعلى و هدف الثراء.

    من المؤكد ان التحصيل العلمي لا يضمن التفوق في التحصيل المادي في الحياة وان كان يضمن نوعا ما بنسب اضطرادية ضمان مستوى الدخل المادي المتوازن. و من المؤكد ان التحصيل المادي ليس مرتبط ابدا مع التحصيل العلمي فجمع المال موهبة و قدرة وامكانات وعلاقات واستيعاب لغايات وحاجات ورغبات مستهلكين او اسواق مالية معينة والى آخره...وكذلك استعداد لممارسة نشاطات معينة قد تكون أحيانا مريبة او معيبة....وبكل الأحوال التحصيل المادي الكبير لا يمكن ان يكون نتيجة مؤكدة لتحصيل علمي كبير.

    برأيي الارتقاء بالتحصيل العلمي والارتقاء بالتحصيل المادي هدفين مختلفيتن وليسا متقاطعين.

    ما يمكن كذلك تاكيده ان من يتمكن من الارتقاء الرفيع بتحصيله العلمي لا يشعر بنقص كبير لو لم يكن تحصيله المادي مرضيا لطبيعته الانسانية. انما من الملاحظ دائما أنه مهما وصل الشخص في تحصيله المادي لو كان تحصيله العلمي متواضعا فأن عقدة النقص تلازمه بل تزداد كلما كبرت ثروته.

    نتمنى للجميع السعادة دائما ورضى عن النفس وسدادا وعلما وثراءا.

    وشكرا لاتاحة الفرصة.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    16-Mar-2003
    الدولة
    جدة
    المشاركات
    11,961

    كيف تصبح مليونيرا ''الحرص 2''

    الحلقة الخامسة


    " الحرص " نأتي أخيراً للعلاقة التي تدور في بالنا ما بين الحرص أو البخل وبين جمع الثروة, فلا شك أن هناك كثيراً من الأسئلة حول هذه العلاقة , إذ أن البعض قد يعتقد أن الحرص أو عدم الإنفاق هو الطريق الرئيسي لجمع الثروة, بينما يعتقد آخرون أن الصرف أو الكرم هي من صفات الأغنياء أو المليونيرية.
    وفي الحقيقة كانت نتائج البحث الذي قام به دكتور / توماس استانلي لحوالي ألف مليونير أمريكي تؤيد أن التبذير أو الصرف الزائد ليس من صفات غالبية المليونيرية, صحيح فإن هناك فئة تعيش في مستويات مرتفعة من الصرف والإنفاق, ولكن هذه ليست الغالبية , وقد ظهر كثير من النتائج التي تؤيد أن المليونيرية يميلون الى الحرص في الانفاق, فعلى سبيل المثال وجد الدكتور إستانلي أن حوالي 70 % من المليونيرية الذين درسهم يقومون بإصلاح أحذيتهم القديمة, بدلاً من شراء جديدة , وأكثر من 70 % لا يدخلون الى أي بقالة أو متجر إلا ولديهم قائمة بالمشتروات التي يرغبون الحصول عليها . أي أن التسويق ليس عبارة عن نزهة أو موضوع عشوائي.
    وكان حوالي نصف المليونيرية الذين تم دراستهم يؤيدون تصليح أو إعادة تنجيد مفروشات منازلهم عوضاً عن شراء فرش جديد, وحوالي نصفهم يستخدم كوبونات الخصم عند الشراء , ويتابع جمعها من الصحف أو المجلات.
    أكثر من نصف المليونيرية يسكنون منازل فيها 4 غرف نوم أو أقل.
    وفيها 3 حمامات أو أقل , وحوالي 16 % منهم ليس بمنازلهم سوى ال 3 غرف نوم أو أقل . بصفة عامة فإن شرائهم للمنازل عادة لا يكون بالدين بالرغم من أن الشراء عن طريق الدين هو الوسيلة الرئيسية لشراء المنازل في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم اجراء الدراسة . وحتى لو قام هؤلاء المليونيرية بالاقتراض لشراء منازلهم يحاولون بقدر الإمكان تخفيف مبلغ الدين, كما يحاولون بتسديده بأسرع فرصة ممكنة.
    ووجدت الدراسة أن نسبة ضئيلة من المليونيرية وهي حوالي 20 % هي فقط التي تقوم بالسفر إلى أوروبا لقضاء إجازاتها خلال العام , ونسبة أخرى شبيهة هي التي تقوم بأخذ رحلات بحرية في يخوت فخمة , أما البقية الغالبية فإنهم يفضلون قضاء أجازاتهم قريباً من أهلهم وداخل بلادهم.


    الحلقة السادسة


    كما ذكرت في المقال السابق دلت الدراسة التي قام بها الدكتور توماس استانلي بأن هناك علاقة مابين الحرص وجمع الثروة, إذ أن أكثر من نصف المليونيرية الذين تم دراستهم أجابوا بأنهم يفضلون تصليح أو اعادة تنجيد مفروشات منازلهم بدلا من شراء فرش جديد.

    كما أفاد أكثر من نصفهم بأنهم يفضلون قضاء اجازاتهم مع ذويهم في داخل وطنهم, وكانت هناك نسبة ضئيلة لاتزيد عن 20% من يسافرون سنويا الى اوروبا او غيرها بغرض الاجازة.

    من هذه النتائج, ونتائج اخرى كثيرة كان واضحا أن معظم هؤلاء المليونيرية لايفضلون حياة البذخ, ويحرصون في إنفاق مالهم, ويتدبرون أمور معيشتهم, فنسبة ضئيلة جدا لديهم قصور كبيرة, او يستبدلون سيارتهم كل عام بموديلات جديدة. أما الغالبية العظمى فهي تستخدم نفس السيارة لعامين أو اكثر, ولا تشكل منازلهم الا 20% أو اقل من اجمالي حجم ثروتهم.

    بالتالي هناك علاقة وثيقة مابين التدبير او الحرص في الانفاق, وجمع الثروة, ولكن يجب أن نلاحظ أن هناك فرقا واضحا ما بين الحرص والبخل.

    فغالبية هؤلاء الميلونيرية يضعون أولادهم في أفضل مدارس ويحرصون على ذلك ولايقبلوا بأي بديل, ونسبة كبيرة منهم لاتقوم بنفسها بأي عمل يدوي وانما تستأجر من هو مختص ليقوم بذلك, فبصفة عامة لايقوم غالبية الميلونيرية باصلاح ماقد يعطل في منازلهم من كهرباء أو نجارة او سباكة, وانما يستدعون المختصين للقيام بهذه العمليات, وصحيح انهم يفضلون اعادة تنجيد مفروشاتهم بدلا من شراء مفروشات جديدة, ولكن عندما يقومون بشراء مفروشات جديدة, فإنهم يفضلون أفضل ماهو معروض, ويتجهون للأثاث القيم أو المصنوع من الخشب الأصلي, ولايتجهون بصفة عامة لاتباع الموضة, ونجد نفس التصرفات عند شرائهم لملابسهم, فهم يشترون أفضل ما هنالك, ولكن معظمهم لايتبع الموضة عند قيامه بهذه المشتريات, انما يشتري من بيوت عريقة وملابس تقليدية ذات جودة واصلية.

    غالبية المليونيرية لايمانعون في صرف مبالغ كبيرة على انفسهم او ذويهم, ولكنهم لايصرفون من أجل الصرف فقط وانما يحرصون على وضع المال في مكانه المناسب.
    وللحديث بقية


    الخلاصة


    كنا نستعرض دراسة للدكتور توماس استانلي, بحث فيها سلوكيات اكثر من الف مليونير امريكي في محاولة منه لتحديد العوامل المشتركة التي قد تكون وراء نجاحهم في جمع ثرواتهم, فوجد التالى:
    اولا: معظم المليونييرة الذين تم دراستهم بدأوا من الصفر, وقاموا بجمع ثرواتهم من بدايات متواضعة, ومعظمهم لايؤمن بشيء اسمه الحظ, كما انهم لايؤمنون بفائدة الاعتماد على الغير, او الحصول على ارث او هبات نقدية من صديق, او قريب, النجاح كان يعتمد على عوامل اخرى, ومن اهم هذه العوامل كان العمل والاخلاص في العمل, والصدق والامانة, والعلاقات الطيبة مع الغير.
    معظم المليونيرية مؤمنون ايمانا قويا بالله, ويتبرعون من مالهم ووقتهم للاعمال الخيرية, ويحافظون على صلات قوية بأهلهم وذويهم, والغالبية العظمى ترى ان الزوج الصالح او الزوجة الصالحة من اهم عوامل النجاح, فحوالي 90% منهم استمر مع نفس الزوجة مدى حياته.
    معظم المليونيرية يحافظون على ثرواتهم من التبذير, ولا يميلون لاي نوع من انواع الانفاق بدون مبرر, او الترف في المعيشة, فمعظمهم يحتفظ بسيارته لأكثر من عام, ويعيش في بيت يعتبر متواضعما (بالنسبة لثروته) فغالبية هؤلاء المليونيرية يسكنون في منازل ذات اربع غرف نوم او اقل, وحوالي 15% من هؤلاء المليونيرية ليس في منزلهم سوى غرفتي نوم او غرفة واحدة.
    معظم المليونيرية لايؤمنون بالانفاق على الموضة, ولا بالانفاق لمجرد الانفاق, فالتسوق ليس نزهة, والسفر في الاجازات ليس ضرورة, وليس اهم من قضاء الاجازة مع الاهل والابناء.
    الايمان بالله والعمل الجاد والمثابرة والاستمرار والصدق والامانة, وتدبر المعيشة, والاعتدال في الصرف, والمحافظة على الثروة, هذه جميعا صفات من المتوقع ان من كان يتحلى بها سوف يحقق ثروة, وفي اعتقادي ان هذه الثروة لن تكون فقط ثروة مادية, فمن يتحلى بهذه الصفات لن يصبح مليونيرا فقط ويجمع ثروة لنفسه -باذن الله - وانما هو في حد ذاته ثروة لمجتمعه ولوطنه, فهذه جميعا صفات حميدة ومفيدة للشخص, ولمن حوله, وليس من المستغرب ان نجدها عوامل مشتركة لمن حققوا النجاح في حياتهم, بل ان المستغرب هو لماذا يغفل عنها الاخرون, فهي واضحة كاسلوب وسلوك, وطريق سريع للنجاح.

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك