أماه ..
أَحِـنُّ إِلَى الكَـأْسِ التِي شَـرِبَتْ بِهَـا * وأَهْـوَى لِمَثْـوَاهَا التُّـرَابَ وَمَا ضَـمَّا
أمي ..
مصدر الحنان والرعاية والعطاء بلا حـدود
أمي ..
هـي التي تسهر الليالي ، لترعي ضعفي وتطبب علتي ...
أمي ..
هـي الإيثار والعطـاء والحـب الحقيقـي الذي يمنـح بلا مقابـل ويعطـي بلا منــّـة
أمي ..
هـي المرشـد إلي طريق الإيمان والهدوء النفسي
أمي ..
هي المصدر الذي يحتويني ليزرع فيّ بذور الأمن والطمأنينة
أمي ..
هـي البلسـم الشافـي لجروحي والمخفف لألامي
أمي ..
هـي إشراقة النـور في حياتي
أمي ..
هي نبع الحنـان المتجسد في صورة إنسان
أمي ..
هـي شمـس الحيـاة التي تضيء ظـلام أيامي وتدفئ برودة مشاعـري
أمي ..
هـي الرحمـة المهـداة مـن الله تعالـى
أمي ..
هـي التي عرفتني أن السعادة الحقيقية في حـب الله
لأمي حق لو علمت كبير*** كثيرك ياهذا لديه يسير
أتى رجل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك )
وسلام الله على النبي الكريم عيسى ابن مريم حينما أنتصر لأمة فقال (وَبَراً بِوَالِدَتِي وَلَم يَجعَلني جَباراً شَقِياً)
الوداع يا أمي ..
اليكِِ يامن خلعتِ ثوب الدنيا الزائف وتحليتِ بزي الآخرة الحقيقي
اليكِ يامن احتضنتني صبياً ورافقني شاباً ورأيتني كهلاً
اليكِ يامن عجز قلمي عن شرح مافي قلبي
اليكِ يامن ابكيت فؤادي دموعاً لم تجففها اناملي
اليكِ يامن استغنيت عن كل ما في الدنيا من افراح ومتاعب وآلام
اليكِ وقد جف حبري لانه لم يجد الكلمات التى تستحقينها
اليكِ وقد تهت ففراقك ليس بالسهل ولا الهين
مرضت ومرضت نفسي فليست بعدها سعادة
وأقبلتي على الله بنفس راضية وبترت في قومي !
وداعاً يا أماه فأنت كل شيء
ياليث أمي حية ما ودعت ياليثها ما فارقت أجفاني
ياليثني ما بقيت بعدها ياليثني حارت بي أركاني
قيل صبرآ..
قلت لست بقادرآ والعطف في اللحد مع الديدان
قيل صبـراً
قلت من ذا يصبر ويرى الحنان يلف في الأكفان
قيل صبرآ
قلت الله أكـــــــــــــــــــبر والله يجزي الدم بالغفران
تشتعل نيران الحنين لذكراها ومن غير أمـــــــــي يطفئ نيراني
ومن لي أذا جد الظلام ولفني بسواده وتفتت أحزاني
ويضمد جراح الفؤاد بعطفه ويمسح عني كـــــــــل إشجاني
ولا فرح يلذ من بعدها فالحزن ساكن بكل مـــــــكان
من فوقي ومن تحتي وبين الأضلع وعن الشمال ألتفت والايمين
يـــــــــا من رأى الأم الحنون تودع وتنطق الشهادة في الإيمان
ورأى المنايا تقتل أعضائها والقلب يمتنع عن الخفقان
لا يقدر إن الحياة ذليلة وكل ما فيها ومنها فـــــــــأني
قل للـــــــــذي رام الحياة وذلها إن الحياة دقائق وثواني
وداعاً ياأغلى وأحن وأطهر من خلق ربي
أقبلت على الله يا أمي فبترتني وعدني قومي يتيماً
وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإني على فراقك يا أماه لمحزون
ولله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى
ولا حول ولا قوة إلأ بالله العلي العظيم
توفيت والدتي بعد مغرب هذا اليوم بعد مرض لازمها الفراش سنوات فأرداها مقعدة وهي صابره محتسبة حتى أقبلت على الله بلا إله إلا الله
وأبلغكم بهذا لأنكم أخواني ولعظيم الدعاء المرتقب لها منكم بظهر الغيب وسؤال الله لها الرحمة والمغفرة والثبات في صلاتكم ..
والله المستعان
المفضلات