بقلم الكاتب : علي بطيح العمري
أحداث الربيع العربي سقطة مدوية للعلمانية التي جثمت على العباد والبلاد لعقود طويلة ،
وهذه العلمانية صادرت الحرية وسلبت الناس عقيدتهم وفرضت الفساد ونشرت الإلحاد ،
كما أنها مستبدة، وفاسدة إلى أبعد الحدود، وفشلت في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ..
وها هي تكب في زبائل التاريخ غير مأسوف عليها!
قام الطغاة من حكام العرب بتوجيه من سدنة الغرب ومن العم سام - بوظيفة سوم الإسلاميين سوء العذاب ،
وما فتئوا يبثـون في الأمـة خطرهم والتحذير منهم ، ويكرّسون فيها بالعجز ، ويغرسون فقدان الثقة بالذات ..
وكان للحركات الإسلامية رموزاً ، وفكـراً ، وفرادى ، وجماعات ، النصيب الأكبر من الملاحقة ،
والتحطيـم والتعذيب ، والتضييق ، والطرد ، والإذلال .. الخ
وبعد هذا العذاب والإقصاء أراد الله أن يمنّ على الذين استُضْعفوا في الأرض ، ويجعلهم أئمة ، ويجعلهم الوارثين ،
وأتى الله الطغاة من حيث لم يحتسبوا ، فتفجرّت الشعوب فأطاحت بالرؤساء بعد أن تسمروا في كراسيهم!
من حق الناس أن يرشحوا وأن يختاروا من يثقفون بدينه وأمانته ..
والشعوب الإسلامية اختارت الإسلاميين وصوتت لهم لأسباب من بينها:
إن الإسلاميين هدفهم واضح يرتقي بالناس ويحافظ على إيمانهم ودينهم وقيمهم..
وليس لديهم أجندة خفية ولا يتكلمون بالنيابة ولا وجود "للخضوع" في قراطيسهم إلا للواحد الأحد..
وانحازت الشعوب إليهم لأنهم جربوا – غصبا وإكراها – العلمانية وأخواتها الليبرالية والحداثة وما بعدها! والتنوير!! فوجدوها شعارات ترفع لسياسة ما ثم يكفر بها أهلها الذين رفعوها لما جاءت الأمور كما لم يخططوا لها!
التناقض العلماني – والليبرالي- بدأ واضحاً لكل ذي عينين!!
فالليبرالية تدعو إلى حرية التعبير لكن أهل الليبرالية يكفرون بليبراليتهم عندما تكون ضدهم!
وأزعجوا الناس بالحقوق لكنها حقوقهم فقط ، ويدعون إلى التصويت وصناديق الاقتراع
لكن دعاتها يلعنونها إن كانت النتائج ضدهم!
باختصار الليبرالية وكذا العلمانية لا يعجبها العجب فحينما تكون الأمور لصالحهم يرحبون بها
وحين تكون عليهم "علي وعلى أعدائي"!
منذ زمن "وعرابوا" العلمانية يكيلون التهم للإسلاميين عبر إعلامهم وفي أدبياتهم ..
حيث يتهمونهم بالتشدد .. مع ملاحظة أن الطرح الليبرالي لا يفرق بين التشدد والتدين!
وبالغ أحدهم في وصفهم بأنهم “ تتار العصر “ الذين يدَّعون أنهم يملكون مفاتيح السماء ويرغبون في التحكم في المستقبل!! ..
ويخافون من الإسلام "السياسي" وأن مريدوه "يحاولون بطريقة أو بأخرى الوصول إلى الحكم والاستفراد به،
وبناء دولة دينية ثيوقراطية وتطبيق رؤيتها للشريعة ". بالإضافة إلى "الرجعية" والظلامية .. الخ التهم!!
والفكر التغريبي في رجمه للإسلاميين وهجومه عليهم يتبع سياسة قوم لوط لنبيهم "عليه السلام" عندما قالوا:
"{ ..أَخْرِجُوۤاْ آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}. فقوم لوط عابوا على لوط وبناته أنهم لم يشاركوهم في غيهم!
ولسان حال الليبراليين اليوم يقول بهذا المنطق: أخرجوا الإسلاميين من قريتكم العالمية!!
فهم أناس يتطهرون لا يريدون عمالة ولا يعرفون "انبطاحاً" ولا ينشدون "نفاقاً"!!
أخيراً..
لا أحد يبرئ أحد من الخطأ والزلل ، فالخطأ طبيعة بشرية ، لكن في ظني أنه مهما كانت أخطاء "الإسلاميين"
إلا أنها لن تبلغ معشار الانحراف الليبرالي والعلماني!
وأنهي مقالي بهذه الرسالة العجيبة والطريفة التي تتحدث عن حال الإسلاميين في
تعامل الغرب والليبرالية والإعلام معهم:
حال الإسلامي مع الانتخابات والإعلام
مرة واحد إسلامي دخل الانتخابات ..
نجح ، قالوا : بسبب الشعارات الدينية!!
سقط ، قالوا : خايب ودخلها ليه أساساً .!!
قاطع الانتخابات ، قالوا : شفتم السلبية وبيتكلم عن الإيجابية والمشاركة ؟!!
... دخل بأغلبية ، قالوا : عشان يكوش على المقاعد وتبقى دولة دينية!!
دخل بثلث المقاعد ، قالوا : عشان حق الفيتو ويعترض لنا في كل حاجة!
دخل بأقلية ، قالوا : شفتم .. ده حجمهم الحقيقي!
ساب لهم البلد ومشى ,قالوا : سابولنا البلد خربانة وطفشوا!!
ساب الأرض وراح المريخ , قالوا : شفتم ... حايعمل غزو عربي وينشر الوهابية!!
رجع ثاني يزورهم , قالوا : عاوز يبقى زي الخوميني ويمسك الحكم!!
رفع عليهم قضية سبّ قالوا : بسيئ استخدام الحق العام وضد حرية التعبير واحنا كنا بنهزر!!
فقد أعصابه وشتمهم قالوا شفت السفالة!!
سابهم وراح اعتكف قالك شووف الدروشة!!
زهق ورمى نفسه من عمارة قالك انتحر ابن الكفرة!!
قعد على جنب يقرا قرآن، قالوا بيعزم علينا
قال حسبي الله و نعم الوكيل، قالوا بيحسبن علينا
قام راح شغله، قالوا طمعان في الدنيا!!
نزل التحرير، قالوا ركب الثورة
سابلهم التحرير، قالوا خان الثورة
ربى دقنه، قالوا متمسك بالمظهر مش الجوهر
حلق دقنه، قالوا منافق!
بس خلاص كفاية..!!
ولكم تحياااااتي
المفضلات