«الغارديان»: الصراع في ليبيا على النفط
قالت صحيفة «الغارديان» البريطانية ان الصراع في ليبيا كان من اجل النفط ان لم يكن صراعا على النفط، حيث يعتمد اقتصاد الدولة كليا على العوائد النفطية، وأهم أهداف الحكومة الانتقالية الآن هو اصلاح الآبار النفطية واعادتها للانتاج مرة اخرى في اقرب وقت ممكن.
ويبدو ان فرنسا وبريطانيا قلقتان حول مستقبل امدادات الطاقة في المستقبل، وبالفعل قامتا بدفع واظهار «من يجب ان يستحق ماذا» من عوائد الطاقة قبل ان ينفض الغبار السياسي عن طرابلس (كما عادت بي بي وشل في العراق مرة أخرى بعد دخول قوات التحالف الى هناك).
فالحكومة البريطانية كانت تعمل يدا بيد مع بعض أطراف صناعة النفط لتغيير النظام الحاكم في ليبيا، وقامت شركة «فيتول» الوسيطة النفطية (لها عقد مع مؤسسة البترول الكويتية لتصدير الغاز المسال من 2010 الى 2013 في الفترة من أبريل الى أكتوبر)، بعقد اجتماع مع وزير التنمية العالمية البريطانية آلان دنكان (وهو مستشار سابق للشركة)، ولعبت دوراً في الحفاظ على امدادات الوقود للثوار، بينما حاول الآخرون حرمان قوات القذافي من الوقود.
هل كانت هذه عملية لاضعاف قوات معمر القذافي، او اشارة قوية الى ان سياسة الغرب والنفط قريبان للغاية، لدرجة ان اجنداتهما متداخلة؟
ومن ناحية اخرى، قامت فرنسا بإدلاء دلوها هي الأخرى، فوزير الخارجية آلن جوبيه الفرنسي حاول ان يوقف نشر مقال في صحيفة «ليبراسيون» يرجح ان باريس وقعت اتفاقا مع الثوار، بموجبه تحصل فرنسا على 35 في المائة من النفط الليبي في المستقبل مقابل الدعم العسكري لهم، وقال جوبيه ان الاتفاق «عادل ومنطقي» بالنسبة له ان يلجأ المجلس الوطني الانتقالي الى فرنسا لاعادة بناء الدولة.
ولم يعلن البريطانيون عن توقعاتهم، ولكن من المعروف أن «بي بي» قامت بمحادثات مع قادة المعارضة الجدد، وتستعد الآن للدخول مرة أخرى الى ليبيا، ومن الواضح ان دور «فيتول» وطائرات «راف» سيتطلبان تقديرا من ليبيا الجديدة على الأقل من الأطراف السياسية والنفطية في بريطانيا.
ويبدو أن الآفاق جيدة، حيث صرح تنفيذي من شركة النفط التابعة للثوار «اجوكو» بأن الشركات البريطانية والفرنسية والايطالية سيتم تفضيلها على الآخرين غير المتعاونين مثل روسيا والصين.
ولكن ألا يرغب المجلس الانتقالي في إدارة القطاع النفطي بشكل مختلف وربما دون اللجوء إلى الغرب على الإطلاق؟ في الأساس قام معمر القذافي بطرد جميع الشركات الغربية، ولكن بعد رفع عقوبات الأمم المتحدة بسبب حادث تفجير لوكيربي قام بدعوتهم مرة اخرى.
المشكلة بالنسبة للمجلس الانتقالي أن النفط يوفر كل دخل الدولة، وحتى وإن كانوا يفضلون تأميم الصناعة، فعودة الانتاج بأسرع وقت واصلاح المنشآت النفطية من الأمور الملحة للغاية.
مشاركة الغنائم
وصل انتاج ليبيا في السابق الى 1.6 مليون برميل يوميا اي ما يقدر بنحو 1.3 مليار دولار في الاسبوع وفق اسعار النفط الحالية، وهذه الأموال يحتاج إليها بشدة المجلس الانتقالي حتى وان كان ذلك سيؤدي الى مشاركة الغنائم.
فأيا كان الاتفاق الذي سيتم التوصل اليه، من غير المحتمل ان يكون كل شيء او لا شيء: التأميم او حق الامتياز، وما سترغب فيه بالتأكيد الحكومة الجديدة هو شروط اكثر صرامة على مشاركة الشركات النفطية، وفكرة أن تمنح ليبيا ثلث نفطها لفرنسا غير معقولة، وستكون بمنزلة انتحار سياسي للمجلس الوطني.
وما حدث في العراق مفيد، فعلى الرغم من أن «بي بي» وآخرين أتيحت لهم فرص الوصول الى المخزون العراقي فإنهم لم يعملوا وفق الشروط المثالية التي وضعوها، فالمزادات هناك نتج عنها اتفاقيات خدمات فنية، حيث تعمل «بي بي» ومثيلتها كمقاولين وتحصل على دولارين عن كل برميل نفط يتم انتاجه ولا تمتلك الاحتياطيات كما هي الحال في بحر الشمال او كما كان الحال في السابق قبل أن يطردهم صدام حسين.
نقاط قوة
وتمتلك الشركات الغربية العالمية أحدث التقنيات وسهولة الوصول الى رؤوس اموال الاسواق المالية وعزيمة قوية، ولكنهم ايضا في وضع دفاعي عن مصالحهم، لانهم اضعفوا عالميا تدريجيا من قبل الشركات الوطنية في اماكن مثل فنزويلا والبرازيل وروسيا.
والمحاولة الاخيرة البائسة الفاشلة من «بي بي» لتبادل الاصول مع «روسنفط» على الرغم من كل المشاكل التي تواجهها في روسيا مجرد دليل آخر على ضعف هذه الشركات العالمية.
وتقلق الحكومات الغربية بشدة بشأن احتياطات المستقبل، ذلك في ضوء نضوب العديد من الاحواض مثل بحر الشمال، والفشل في تطويرها والفشل في تطوير مبادرات لإنتاج طاقة منخفضة الانبعاث.
وترى الغارديان أن الحرب في ليبيا كانت حول النفط، ولكن الحكومة الانتقالية في ليبيا يمكنها أن تفوز بها أيضا.
-------------
انتهى مقال الغارديان ولفت نظري مالون بالخط الازرق
فهل تعلم ماهي حصة فرنسا سابقا من النفط الليبي ؟
اليك هذه الصورة
10 % فقط
الربيع العربي !!!!
المفضلات