منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 23 من 23

الموضوع: عيون المها بين الرصافة والجسر !!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423

    Talking عيون المها بين الرصافة والجسر !!

    يُقال أن الشاعر العباسي علي بن الجهم عاش في شبابه في بيئة صحراوية قاسية،
    على الرغم من الشاعرية الفذة التي تتأجج في صدره، إلا ان البيئة تؤثر في الإنسان،
    وتتكون في شخصيته آثارها، لذا قيل عن علي بن الجهم ان قساوة البادية اثرت فيه كثيرا،

    كان علي بن الجهم بدويا جافا قاسيا أثرت فيه البادية كثيرا مع انه كان رشيق
    المعاني لطيف المقاصد إلا أن الحياة الجافة اثرت على الفاظه
    فذات مرة ضاقت به الحال فذهب إلى المتوكل على الله (ناصر السنه ) لينشده الشعر

    فعندما دخل على المتوكل قال:

    أنت كالكلب في حِفاظِكَ للود
    وكالتيسِ في قراعِ الخطوبِ
    أنت كالدلوِ لا عدمناك دلوا
    من كبار الدلاء كثير الذنوبِ

    الذنوب: معناها كثير السيلان بسبب امتلائه
    فعندما قال هذه الأبيات لخليفة المؤمنين أجمع الحضور على ضربه
    فقال المتوكل: أتركوه..!
    لقد عرف المتوكل قوة على بن الجهم الشعرية ولكن قسوة الألفاظ تسيطر عليه بحكم
    البية التي يعيشها، لذلك أصدر المتوكل أمرا بأن يتم منح على بن الجهم بيتا في
    بستان قريبا من الرصافة على نهر دجله وهي مدينة عند جسر بغداد. وكان تلك المنطقة خضراء
    يانعة، وفيها سوق، وكان علي بن الجهم يرى الماء والخضرة والجمال في ذلك الحي.
    وبعد فترة من الزمن، وبعد أن تأقلم على بن الجهم على ذلك المكان دعاه المتوكل
    وجمع الناس وقال لعلي بن الجهم أنشدنا شعرا.
    فقال علي بن الجهم قصيدة تعتبر اروع ما قاله، حتى قال عنها الشعراء، لو لم يكن
    لديه إلا هي تكفيه أن يكون اشعر الناس.

    فقال على بن الجهم:
    عيون المها بين الرصافة والجسر
    جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري

    قوامها 56 بيت كل بيت اروع من الآخر
    وقال فيها أيضا وهو يصف المبيت مع حبيبته
    وبتنا على رغم الحسود كأننا
    خليطان من ماء الغمامة والخمرِ

    وقال فيها أيضا عندما سألته التي يحبها: هل أنت شاعر؟
    فقلتُ اسأتِ الظنَّ بي، لستُ شاعرا
    وإن كان أحيانا يجيشُ بهِ صدري!!

    وقال فيها أيضا:
    فما كل من قادَ الجيادَ يسوسها
    ولا كل من اجرى يقالُ لهُ مجري!

    وقال فيها أيضا يمدح كرم المتوكل:
    ومن قال أن البحر والقطرِ اشبها
    يَداهُ، فقد اثنى على البحرِ والقطرِ

    وبعد أن إنتهى على بن الجهم من قصيدته.. اصيب الجميع بالدهشة
    لا يعقل من كان يقول كالكلب وكالدلو أن يأتي بهذا الكلام فائق الروعة..
    فسكت الخليفة المتوكل وكأنه خائف على علي بن الجهم.
    فقال له الحاضرون : ما بالك يا أمير المؤمنين.
    فقال: إني اخشى عليه أن يذوب رقة
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    24-Dec-2008
    المشاركات
    1,486
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاترينا مشاهدة المشاركة
    فقال: إني اخشى عليه أن يذوب رقة
    مشكور ياكترينا
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    11-May-2005
    المشاركات
    264
    يعطيك العافيه
    احلى قصه واحلى قصيده
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    14-Oct-2009
    المشاركات
    196
    أمتعتنا

    متّعك الله بما تتوق له نفسك من الخيرات والملذّات
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    29-Nov-2007
    الدولة
    عالم التقنية والأعمال
    المشاركات
    6,624
    أعتقد انه عندما قال هذه الأبيات الاولى قالها على سبيل الدعابة وليس بسبب ان البداوة تؤثر عليه ولكن المؤرخون في كثير من الأحيان يحورون بعض الأشياء والدليل رائعته عيون المها بين الرصافة والجسر

    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن زيدون مشاهدة المشاركة
    مشكور ياكترينا
    شاعرنا ابن زيدون
    أشكر لك اطلالتك ومرورك البهي
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاسر الاسهم مشاهدة المشاركة
    يعطيك العافيه
    احلى قصه واحلى قصيده
    أشكرك أخي كاسر

    فأنت أحلى مرور وتكريم
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مرسول السلام مشاهدة المشاركة
    أمتعتنا

    متّعك الله بما تتوق له نفسك من الخيرات والملذّات
    أخي مرسول أشكرك
    متعك الله بالصحة والعافيه
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة croom مشاهدة المشاركة
    أعتقد انه عندما قال هذه الأبيات الاولى قالها على سبيل الدعابة وليس بسبب ان البداوة تؤثر عليه ولكن المؤرخون في كثير من الأحيان يحورون بعض الأشياء والدليل رائعته عيون المها بين الرصافة والجسر
    وجهة نظر تستحق القراءه

    وبما أن الانسان ابن بيئته والشاعر كما أخبر به الرواة أنه كان يعيش حياته بالبادية أول أمره

    فالباديه هي المغذي الافضل لشاعرية الانسان والرعي هي المهنه الاكثر توافرا

    ومع ذلك الأدب التاريخي لايخلو من الاضافه الاسطوريه والملح لتعطي القصه مناسبة جذابه

    أشكر لك مرورك واطلالتك ومداخلتك الجميله أخي بدر
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    6-Feb-2008
    المشاركات
    1,940
    أمطرت أنفسنا بوابلٍ أصاب أرضاً خصبة تؤتي أُكلها كل حين .. تحياتي يالنــّقي.
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    7-Jun-2007
    المشاركات
    787
    فعلا البيئة تؤثر في الانسان
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    20-Mar-2006
    الدولة
    الرياض مؤقتا .. وعند اول قدم نضعها في الجنة مستقبلا ... بإذن الله ...
    المشاركات
    18,118
    إنّ الزرازيرَ لمّا قامَ قائمُها ،تَوَهّمَتْ أنّها صارَتْ شَواهينا

    ياليت تشرح لنا هذا البيت وماهي الزرازير ..؟؟

    ------------
    استغفر الله
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    24-Dec-2008
    المشاركات
    1,486
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن بطوطة مشاهدة المشاركة
    إنّ الزرازيرَ لمّا قامَ قائمُها ،تَوَهّمَتْ أنّها صارَتْ شَواهينا

    ياليت تشرح لنا هذا البيت وماهي الزرازير ..؟؟

    ------------
    استغفر الله
    الزرزور = عصفور
    الزرازير = عصافير
    ان هذه العصافير عندما تكاثرت توهمت بقوتها واعتقدت انها تنافس الصقور(الشاهين)
    يستخدم الشاعر هذا البيت للتقليل من شأن الخصم
    فهو يشبهم بالعصافير التي يفترسها الصقر
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رايق!! مشاهدة المشاركة
    أمطرت أنفسنا بوابلٍ أصاب أرضاً خصبة تؤتي أُكلها كل حين .. تحياتي يالنــّقي.
    أخي الحبيب رايق

    كلماتك تدغدغ

    أشكر لك علو إحساسك وذوقك يالغالي وتشريفي بإطلالتك
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مستثمر عقاري مشاهدة المشاركة
    فعلا البيئة تؤثر في الانسان
    أكيد أخي العزيز
    أشكر لك مرورك الكريم
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن بطوطة مشاهدة المشاركة
    إنّ الزرازيرَ لمّا قامَ قائمُها ،تَوَهّمَتْ أنّها صارَتْ شَواهينا

    ياليت تشرح لنا هذا البيت وماهي الزرازير ..؟؟

    ------------
    استغفر الله
    ههههههههه هلا بك بن بطوطه

    تركت كل السالفه وحولت على التوقيع

    عزيز وغالي طال عمرك

    الزرزور طائر صغير من فصيلة العصافير مثلما تفضل شاعرنا القدير بن زيدون وهي لفظة أهل الشام بالأخص

    لدينا بالاحساء طائر أكبر من الجراد ينتشر بالمزارع ونسميه الزرزور ونطلق عليه ايضا أم جفير

    أشكر لك تشريفك ومرورك الكريم
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن زيدون مشاهدة المشاركة
    الزرزور = عصفور
    الزرازير = عصافير
    ان هذه العصافير عندما تكاثرت توهمت بقوتها واعتقدت انها تنافس الصقور(الشاهين)
    يستخدم الشاعر هذا البيت للتقليل من شأن الخصم
    فهو يشبهم بالعصافير التي يفترسها الصقر
    أشكرك شكر عميق على مداخلتك الرائعه والشرح المختصر الأروع

    تحياتي لك أخي الحبيب شاعر قرطبه
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    10-Feb-2008
    المشاركات
    3,745
    إختيار جميل الأخ كاترينا ...

    وقصة القصيدة تبدو منطقية ...
    حتى إسم الشاعر يبدو عليه البداوة والتجهم ... علي بن الجهم ...
    فلا غرابة أن يكون شعره في البداية متأثرا ببيئته الأولى ...

    *****


    بحثت عن القصيدة كاملة ... ورتبتها للعرض هنا


    عُيونُ المَها بَينَ الرُصافَةِ وَالجِسرِ *** جَلَبنَ الهَوى مِن حَيثُ أَدري وَلا أَدري

    أَعَدنَ لِيَ الشَوقَ القَديمَ وَلَم أَكُن *** سَلَوتُ وَلكِن زِدنَ جَمراً عَلى جَمرِ

    سَلِمنَ وَأَسلَمنَ القُلوبَ كَأَنَّما *** تُشَكُّ بِأَطرافِ المُثَقَّفَةِ السُمرِ

    وَقُلنَ لَنا نَحنُ الأَهِلَّةُ إِنَّما *** تُضيءُ لِمَن يَسري بِلَيلٍ وَلا تَقري

    فَلا بَذلَ إِلّا ما تَزَوَّدَ ناظِرٌ *** وَلا وَصلَ إِلّا بِالخَيالِ الَّذي يَسري

    أحينَ أزحنَ القَلبَ عَن مُستَقَرِّهِ *** وَأَلهَبنَ ما بَينَ الجَوانِحِ وَالصَدرِ

    صددنَ صدودَ الشاربِ الخمر عندما *** روى نفسَهُ عن شربها خيفةَ السكرِ

    ألا قَبلَ أَن يَبدو المَشيبُ بَدَأنَني *** بِيَأسٍ مُبينٍ أَو جَنَحنَ إِلى الغَدرِ

    فَإِن حُلنَ أَو أَنكَرنَ عَهداً عَهِدنَهُ *** فَغَيرُ بَديعٍ لِلغَواني وَلا نُكرِ


    وَلكِنَّهُ أَودى الشَبابُ وَإِنَّما *** تُصادُ المَها بَينَ الشَبيبَةِ وَالوَفرِ

    كَفى بِالهَوى شُغلاً وَبِالشَيبِ زاجِراً *** لَوَ اَنَّ الهَوى مِمّا يُنَهنَهُ بِالزَجرِ

    أَما وَمَشيبٍ راعَهُنَّ لَرُبَّما *** غَمَزنَ بَناناً بَينَ سَحرٍ إِلى نَحرِ

    وَبِتنا عَلى رَغمِ الوُشاةِ كَأَنَّنا *** خَليطانِ مِن ماءِ الغَمامَةِ وَالخَمرِ

    خَليلَيَّ ما أَحلى الهَوى وَأَمَرَّهُ *** وَأَعلَمَني بِالحُلوِ مِنهُ وَبِالمُرِّ


    بِما بَينَنا مِن حُرمَةٍ هَل رَأَيتُما *** أَرَقَّ مِنَ الشَكوى وَأَقسى مِنَ الهَجرِ


    وَأَفضَحَ مِن عَينِ المُحِبِّ لِسِرِّهِ *** وَلا سِيَّما إِن أَطلَقَت عَبرَةً تَجري

    وَما أَنسَ مِ الأَشياءِ لا أَنسَ قَولَها *** لِجارَتِها ما أَولَعَ الحُبَّ بِالحُرِّ

    فَقالَت لَها الأُخرى فَما لِصَديقِنا *** مُعَنّىً وَهَل في قَتلِهِ لَكِ مِن عُذرِ

    عِديهِ لَعَلَّ الوَصلَ يُحييهِ وَاِعلَمي *** بِأَنَّ أَسيرَ الحُبِّ في أَعظَمِ الأَمرِ

    فَقالَت أَداري الناسَ عَنهُ وَقَلَّما *** يَطيبُ الهَوى إِلّا لِمُنهَتِكِ السِترِ

    وَأَيقَنَتا أَن قَد سَمِعتُ فَقالَتا *** مَنِ الطارِقُ المُصغي إِلَينا وَما نَدري

    فَقُلتُ فَتىً إِن شِئتُما كَتَمَ الهَوى *** وَإِلّا فَخَلّاعُ الأَعنَّةِ وَالعُذرِ

    عَلى أَنَّهُ يَشكو ظَلوماً وَبُخلَها *** عَلَيهِ بِتَسليمِ البَشاشَةِ وَالبِشرِ

    فَقالَت هُجينا قُلتُ قَد كانَ بَعضُ ما *** ذَكَرتِ لَعَلَّ الشَرَّ يُدفَعُ بِالشَرِّ

    فَقالَت كَأَنّي بِالقَوافي سَوائِراً *** يَرِدنَ بِنا مِصراً وَيَصدُرنَ عَن مِصرِ

    فَقُلتُ أَسَأتِ الظَنَّ بي لَستُ شاعِراً *** وَإِن كانَ أَحياناً يَجيشُ بِهِ صَدري

    صِلي وَاِسأَلي مَن شِئتِ يُخبِركِ أَنَّني *** عَلى كُلِّ حالٍ نِعمَ مُستَودَعُ السِرِّ

    وَما أَنا مِمَّن سارَ بِالشِعرِ ذِكرُهُ *** وَلكِنَّ أَشعاري يُسَيِّرُها ذِكري

    وَما الشِعرُ مِمّا أَستَظِلُّ بِظِلِّهِ *** وَلا زادَني قَدراً وَلا حَطَّ مِن قَدري

    وَلِلشِّعرِ أَتباعٌ كَثيرٌ وَلَم أَكُن *** لَهُ تابِعاً في حالِ عُسرٍ وَلا يُسرِ

    وَما كُلُّ مَن قادَ الجِيادَ يَسوسُها *** وَلا كُلُّ مَن أَجرى يُقالُ لَهُ مُجري

    وَلكِنَّ إِحسانَ الخَليفَةِ جَعفَرٍ *** دَعاني إِلى ما قُلتُ فيهِ مِنَ الشِعرِ

    فَسارَ مَسيرَ الشَمسِ في كُلِّ بَلدَةٍ *** وَهَبَّ هُبوبَ الريحِ في البَرِّ وَالبَحرِ

    وَلَو جَلَّ عَن شُكرِ الصَنيعَةِ مُنعِمٌ *** لَجَلَّ أَميرُ المُؤمِنينَ عَنِ الشُكرِ

    فَتىً تَسعَدُ الأَبصارُ في حُرِّ وَجهِهِ *** كَما تَسعَدُ الأَيدي بِنائِلِهِ الغَمرِ

    بِهِ سَلِمَ الإِسلامُ مِن كُلِّ مُلحِدٍ *** وَحَلَّ بِأَهلِ الزَيغِ قاصِمَةُ الظَهرِ

    إِمامُ هُدىً جَلّى عَنِ الدينِ بَعدَما *** تَعادَت عَلى أَشياعِهِ شِيَعُ الكُفرِ

    وَفَرَّقَ شَملَ المالِ جودُ يَمينِهِ *** عَلى أَنَّهُ أَبقى لَهُ أَحسَنَ الذِكرِ

    إِذا ما أَجالَ الرَأيَ أَدرَكَ فِكرُهُ *** غَرائِبَ لَم تَخطُر بِبالٍ وَلا فِكرِ

    وَلا يَجمَعُ الأَموالَ إِلّا لِبَذلِها *** كَما لا يُساقُ الهَديُ إِلّا إِلى النَحرِ

    وَما غايَةُ المُثني عَلَيهِ لَو أَنَّهُ *** زُهَيرٌ وَأَعشى وَاِمرُؤُ القَيسِ من حُجرِ

    إِذا نَحنُ شَبَّهناهُ بِالبَدرِ طالِعاً *** وَبِالشَمسِ قالوا حُقَّ لِلشَمسِ وَالبَدرِ

    وَمَن قالَ إِنَّ البَحرَ وَالقَطرَ أَشبَها *** نَداهُ فَقَد أَثنى عَلى البَحرِ وَالقَطرِ

    وَلَو قُرِنَت بِالبَحرِ سَبعَةُ أَبحُرٍ *** لَما بَلَغَت جَدوى أَنامِلِهِ العَشرِ

    وَإِن ذُكِرَ المَجدُ القَديمُ فَإِنَّما *** يَقُصُّ عَلَينا ما تَنَزَّلَ في الزُبرِ

    فإن كان أمسى جعفرٌ متوكِّلاً *** على الله في سرِّ الأمورِ وفي الجهرِ

    وولَّى عهودَ المسلمين ثلاثةً *** يُحَيَّونَ بالتأييد والعزِّ والنصرِ

    أَغَيرَ كِتابِ اللَهِ تَبغونَ شاهِداً *** لَكُم يا بَني العَبّاسِ بِالمَجدِ وَالفَخرِ

    كَفاكُم بِأَنَّ اللَهَ فَوَّضَ أَمرَهُ إِلَيكُم *** وَأَوحى أَن أَطيعوا أولي الأَمرِ

    وَلَم يَسأَلِ الناسَ النَبِيُّ مُحَمَّدٌ *** سِوى وُدِّ ذي القُربى القَريبَةِ مِن أَجرِ

    وَلَن يُقبَلَ الإيمانُ إِلّا بِحُبِّكُم *** وَهَل يَقبَلُ اللَهُ الصَلاةَ بِلا طُهرِ

    وَمَن كانَ مَجهولَ المَكانِ فَإِنَّما *** مَنازِلُكُم بَينَ الحَجونِ إِلى الحِجرِ

    وَما زالَ بَيتُ اللَهِ بَينَ بُيوتِكُم *** تَذُبّونَ عَنهُ بِالمُهَنَّدَةِ البُترِ

    أَبو نَضلَةٍ عَمرو العُلى وَهوَ هاشِمٌ *** أَبوكُم وَهَل في الناسِ أَشرَفُ مِن عَمرو

    وَساقي الحَجيجِ شَيبَةُ الحَمدِ بَعدَهُ *** أَبو الحارِثِ المُبقي لَكُم غايَةَ الفَخرِ

    سَقَيتُم وَأَسقَيتُم وَما زالَ فَضلُكُم *** عَلى غَيرِكُم فَضلَ الوَفاءِ عَلى الغَدرِ

    وُجوهُ بَني العَبّاسِ لِلمُلكِ زينَةٌ *** كَما زينَةُ الأَفلاكِ بِالأَنجُمِ الزُهرِ

    وَلا يَستَهِلُّ المُلكُ إِلّا بِأَهلِهِ *** وَلا تَرجَعُ الأَيّامُ إِلّا إِلى الشَهرِ

    وَما ظهر الإسلامُ إِلّا وجاركم *** بني هاشمٍ بين المجرَّةِ والنسرِ

    فَحَيّوا بَني العَبّاسِ مِنّي تَحِيَّةً *** تَسيرُ عَلى الأَيّامِ طَيِّبَةَ النَشرِ

    إِذا أُنشدَت زادت وليَّكَ غبطةً *** وكانت لأهل الزيغ قاصمةَ الظهرِ

    *****
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    11-May-2005
    المشاركات
    8,538
    الله يسعدك أبا عبد الرحمن
    دائما أطروحاتك مميزة شيقة ..


    وجدت هذا التقرير الرائع يوضح ان البدوي و مهما كانت بيئته لا يكون بهذه القساوة .. :

    قصة علي بن الجهم مع المتوكل :



    يشيع بين المتأدبين في مجالسهم وفي بعض منتدياتهم ومحاضراتهم قصة تقول : إن علي بن الجهم كان بدوياً جافياً ، فقدم على المتوكل العباسي ، فأنشده قصيدة ، منها :
    أنت كالكلب في حفاظك للود (م) وكالتيس في قِراع الخطوب
    أنت كالدلو ، لا عدمناك دلواً من كبار الدلا كثير الذنوب
    فعرف المتوكل حسن مقصده وخشونة لفظه ، وأنه ما رأى سوى ما شبهه به ، لعدم المخالطة وملازمة البادية ، فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة ، فيها بستان حسن ، يتخلله نسيم لطيف يغذّي الأرواح ، والجسر قريب منه ، وأمر بالغذاء اللطيف أن يتعاهد به ، فكان – أي ابن الجهم – يرى حركة الناس ولطافة الحضر ، فأقام ستة أشهر على ذلك ، والأدباء يتعاهدون مجالسته ومحاضرته ، ثم استدعاه الخليفة بعد مدة لينشده ، فحضر وأنشد :
    عيون المها بين الرصافة والجسر جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
    فقال المتوكل : لقد خشيت عليه أن يذوب رقة ولطافة.

    أقول : هكذا وردت القصة – بتصرف يسير – في محاضرات الأبرار ومسامرات الأخيار لابن عربي الصوفي ( 2/3 ) وعنه نقل محمد أحمد جاد المولى وصاحباه في قصص العرب (3/298) وخليل مردم في تحقيقه لديوان علي بن الجهم (حاشية ص 143) فالمصدر واحد لا ثاني له ، وقد حاولت أن أجد لها أصلاً في كتب المتقدمين كالجاحظ وابن قتيبة والمبرد وابن عبد ربه وآخرين فلم أقع على شيء من ذلك ، وهذا وحده كاف في توهينها .
    فإذا عرفت أن ابن عربي أسند روايتها إلى مجهول فقال: ( حكى لنا بعض الأدباء …) زاد وهنها عندك ، علما أن بين ابن الجهم ( ت 249هـ) وابن عربي ( ت 638هـ) ما يقارب أربعة قرون ، فأين انزوت هذه القصة الطريفة طوال أربعمائة سنة ؟!
    زد إلى ذلك أن ابن عربي نفسه متّهم في دينه ، مطعون في إيمانه ،بل متهم بالكفر ، نقل ذلك فيمن نقل الذهبي (سير أعلام النبلاء : 23/48 ) فقال : إن الشيخ العز بن عبد السلام يقول عن ابن عربي : ( شيخ سوء كذاب ) ، وقال الذهبي نفسه : ( ومن أردأ تواليفه كتاب الفصوص ، فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر ) . فهذا الذي يتهم بالكفر كيف لا يتهم بصناعة قصة طريفة يأنس بها الناس ويهشون إليها ؟
    أما وقد تسرّب الشكّ إلى نفسك في صحة هذه القصة - من حيث تفرّد امرئ مغموز في دينه ، متأخّر زمنه بروايتها _ فاعلم أن متن القصة يحوي شيئاّ يكذبها :
    قال : ( إن علي بن الجهم كان بدوياً جافياً ) ،والتاريخ يقول خلاف هذا ، ففي معجم الشعراء للمرزباني ( ص 286) أن أصله من خراسان ، ولا يعني هذا أنه غير عربي ، ونقل عمر فروخ ( تاريخ الأدب العربي 2/289) أنه ولد ببغداد عام 188هـ ، وفي طبقات الشعراء لابن المعتز (ص 319) ما يدل على أنه حضري لا صلة له بالبادية ، فقد روي أنه حبس في المكتب ، فكتب إلى أمه :
    يا أمّـنا أفـديك من أمّ أشكو إليك فظاظة الجهم
    قد سرّح الصبيان كلهم وبقيت محبوسـاً بلا جرم
    وفي تاريخ الطبري ( 9/152) أن علي بن الجهم مدح الواثق بعد أن ولي الخلافة ، وهذا يدلّ على صلته بالخلفاء قبل المتوكل ، وعلى معرفته بما يلائم وما لا يلائم من فنون القول وضروب التشبيه .
    وفي هذه القصة لفحة شعوبية تريد تصوير العرب أجلافاً لا يعرفون ذوقاً ، ولا يدركون الحسن من السيئ ، ولذا جاء هذا البدوي فشبه الخليفة بالتيس والكلب والدلو _ على سليقته زعموا _ وعنده أن هذه الأشياء خير ما يشبه به.
    والتاريخ الأدبي يكذب هذه الفرية ، فالعرب لم تمدح أحداً بتشبيهه بالحمار أو التيس أو الكلب ، وهذا أدبهم بين أيدينا ، إنما شبّهوا بالبحر والقمر والشمس والسماء والجبل وغيرها من المشبهات الحسنة، أما عند الهجاء فلا عجب أن يشبهوا بالكلب أو الدلو أو ما قلّ وحقر في عيونهم.
    هذا وقد وصف خليل مردم هذه القصة بأنها خيالية ، وقال : إن أثر الوضع ظاهر عليها (انظر ديوان ابن الجهم ص 117،143) ولكنه لم يبيّن سبب شكّه ، ومع ذلك أثبت البيتين الواردين فيها ضمن الديوان (ص117) واكتفى بقوله : ( والذي نراه - إن صحت نسبة البيتين له - أنه قالهما في أحد مجالس المتوكل يعبث ببعض الندماء أو المضحكين ).
    أقول : إذا ثبت فساد القصة - وقد ثبت - فلا يصحّ أن يلحق البيتان بديوان ابن الجهم ؛ لعدم ورودهما في المصادر المتقدمة ، ولو أن مردماً جعلهما في آخر الديوان في ضمن ما ينسب للشاعر مع تحقيق ذلك لكان أولى ، والله أعلم.

    الدكتور . عبد الله بن سليم الرشيد حفظه الله
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو المحاميد مشاهدة المشاركة
    إختيار جميل الأخ كاترينا ...


    وقصة القصيدة تبدو منطقية ...
    حتى إسم الشاعر يبدو عليه البداوة والتجهم ... علي بن الجهم ...
    فلا غرابة أن يكون شعره في البداية متأثرا ببيئته الأولى ...

    *****

    بحثت عن القصيدة كاملة ... ورتبتها للعرض هنا


    *****




    أخي الحبيب بو المحاميد

    الشكر لايفيك حقك

    بحثت عنها في النت لم أجدها

    وحقيقة قصيده لايمل قارئها

    أشكر لك سابقتك الدائمه ومرورك العطر الكريم
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  21. #21
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أ. العربي مشاهدة المشاركة
    الله يسعدك أبا عبد الرحمن

    دائما أطروحاتك مميزة شيقة ..

    وجدت هذا التقرير الرائع يوضح ان البدوي و مهما كانت بيئته لا يكون بهذه القساوة .. :




    أهلا بأمير التحليل الفني وعينه البصيره

    ما أعرفه عن علي بن الجهم أنه قرشي الأصل وتجمعه قرابة قويه بالعباسيين

    وأما بالنسبة لطبيعة البدوي فهو يتميز بالذكاء الفطري ولكن الرواة هم من يزيدون وينقصون

    والادب التاريخي هو فسحة أدباء المسلمين منذ القدم في الزيادة والنقصان في أدبهم

    التاريخي ويرون أن الزياده في الروايه اذا كانت ستزيد بالقصة استحسانا فلا بأس

    أشكر لك الإضافه الرائعه أخي الحبيب بو مشاري
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  22. #22
    تاريخ التسجيل
    20-Mar-2006
    الدولة
    الرياض مؤقتا .. وعند اول قدم نضعها في الجنة مستقبلا ... بإذن الله ...
    المشاركات
    18,118
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن زيدون مشاهدة المشاركة
    الزرزور = عصفور
    الزرازير = عصافير
    ان هذه العصافير عندما تكاثرت توهمت بقوتها واعتقدت انها تنافس الصقور(الشاهين)
    يستخدم الشاعر هذا البيت للتقليل من شأن الخصم
    فهو يشبهم بالعصافير التي يفترسها الصقر
    الله يجزاك خير وما قصرت
    يازين العلم والتعلم
    فبالعلم تعيش مرتاح .. تساير جميع طبقات المجتمعات .

    ------------
    استغفر الله
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  23. #23
    تاريخ التسجيل
    20-Mar-2006
    الدولة
    الرياض مؤقتا .. وعند اول قدم نضعها في الجنة مستقبلا ... بإذن الله ...
    المشاركات
    18,118
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاترينا مشاهدة المشاركة

    ههههههههه هلا بك بن بطوطه

    تركت كل السالفه وحولت على التوقيع

    عزيز وغالي طال عمرك

    الزرزور طائر صغير من فصيلة العصافير مثلما تفضل شاعرنا القدير بن زيدون وهي لفظة أهل الشام بالأخص

    لدينا بالاحساء طائر أكبر من الجراد ينتشر بالمزارع ونسميه الزرزور ونطلق عليه ايضا أم جفير


    أشكر لك تشريفك ومرورك الكريم
    الله يجزاك خير
    شفت الموضوع عن الشعر قلت فرصة بلقى من يسهب في شرح بيت الشعر المذكور

    ---------------
    استغفر الله دوما
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك