بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ من حيث انتهينا في الموضوع السابق بعد التأكيد الكبير على قدرة السوق من الارتداد من الـ 5800 وتذكر ما قلته بعد ذلك في رد سابق :
أشوف إن اللي دخل من اجل المضاربة يطلع بكرة عند منطقة 6150 كزيادة حرص لو وصلها المؤشر لأن حول الـ 6180 ارتدوا يوم السبت وصرفوا كميات وأرى من الصعب إنهم يدخلون أعلى منها
.
.
.
والذي حدث بالضبط أن المؤشر كح وكح وكح وما تعدى 6161 .. ويا ليت يتعادها وتربحون .. أو يحدث ارتداد داو جونزي ويتخطاه لكن والله صعبة منطقياً وإن كانت الخطوط تقول لا ..
طبعاً فيه ناس أعطت ترجيح ارتداد من نقطة أدنى .. والكثير رجح قمة أبعد أيضاً .. ورأيي رغم اني من جنبها في التحليل الفني إن اللعب على أفكار الصناع وقدرة الاساسيات على الاغراء في الدخول والخروج ومتى بالضبط تخلوا عن كمياتهم إلا إني أثق كثيراً في قراراتي ولا يجب أن توضع النقاط كنقاط وإن كسرت هذه فهناك الأخرى وهكذا حتى تصبح بعض الارتدادت بلا فائدة كبيرة .. ابداع التحليل الفني ليس وضع ثلاث نقاط ارتداد لتشتري قبل كل واحدة ولكن ترجيح الأقوى واللعب عليها وهنا مكمن الخبرة ولا يمكن من وجهة نظري أن ينجح من يتجه للفني وأن يتعامل معها كأرقام فقط .. هناك خبرة وممارسة وإلا لما نجح مثلي وأن الذي يجهل التحليل ويعتمد على المراقبة الشخصية للسوق والكميات وأنا وربي دخلت بكامل سيولتي عند الـ 5800 لثقتي بأن الصناع يُريدون ذلك ..
بالنسبة للسوق فإنني مقتنع إلى حد كبير أنه كان بخير قبل خبر التصنيف ولا ينتظر إلا إشارة الأمان لينطلق على الرغم من علمي بأن الكثير من المتعاملين بالاسواق المالية يعرفون حجم المشكلة وأن الأزمة عميقة وما حدث من حلول سابقة خلال الثلاث سنوات السابقة ما هو في منظوري إلا زيادة في كرة الجليد .. خبر التصنيف كان أثره النفسي أكبر من تأثيره المادي من وجهة نظري كون الغالبية العضمى يُدركون حجم المشكلة ولكنه جعل المتعاملين في أسواق المال العالمية في مواجهة صريحة مع المخاطرة وسقطت ورقة التوت التي ببقائها كنت وغيري يطمح في ردة فعل ايجابية قد تستمر في أسواق المال لفترة وخصوصاً أن سوقنا لم يتفاعل في الأساس مع الأسواق الغربية رغم المكررات المتدنية ولنا في التصنيع وينساب وسابك أفضل الأمثلة ..
والآن .. أرى الأقرب للسوق بأنه يتجه للموت البطيء والله أعلم .. وأن سابك ربما تفقد 40% من قيمتها حتى آخر العام ونحوه .. أي أنها ربما ستتجه دون الـ 60 والله أعلم وربما قبل نهاية 2011م .. سياسات التقشف لها تبعات كبيرة على النواتج الاجمالية للدول الكبرى وتأثيرها قوي على أسعار النفط والمنتجات البتروكيماوية .. وخطورة ما يحدث في الاسواق المالية من تخبط ينبئ إلى حد كبير بأن هناك يوماً سيُسمى بالأسود سيكون في عام 2011م والله أعلم وعسى إن حدثت نكون وقتها في معمعة السوق نعبث ..
نقطة مهمة جداً ومفصلية .. إن كان السوق لم يرتفع وسابك بمكرر يقل عن العشرة فالمرجح ببساطة أنه لن يرتفع وسط هذه الظروف .. فالمعلقين إن تعلموا الدخول بالتدريج عليهم الاستخارة والخروج أيضاً بالتدريج إن كان الخروج مؤلماً ..
لم يتعود من دخل السوق قبل عشرة أعوام أن يرى سوقاً بلا سيولة .. ففي يوم خميس ذات الفترة الواحدة أتذكر بأن تداول السوق بأكمله كان 35 مليون ريال فقط .. حدث ذلك في عام 1999م تقريباً .. نقص الثقة في السوق ووجوده في نطاق أساسي جيد قد لا يتيح له فرصة في السقوط العمودي ولهذا وحتى خبر التصنيف كان سوقنا في منأى عن الاسواق العالمية .. وحتى بعد خبر التصنيف أظهر تماسكاً وإن أنكره البعض عليه لكن الأرقام لا تكذب إن عُدنا إليها وحكمنا بإنصاف ..
إن أسوأ وضع سوقي هو النزول التدريجي إن كانت السوق أساسياته ممتازة من مكررات وأرباح وتجد السلبيات تتزاحم عليه ولكن بهدوء ويأخذك للأسفل شيئاً فشيئاً .. سعر النفط مثلاً بـ 90 ثم بعد شهر بـ 80 وبعده بـ 70 وأقل .. في هذه المراحل يعاني السوق فيها بشدة من مسألة السيولة لأسباب نفسية متتابعة جراء فقد الثقة في الانعكاس الإيجابي .. في هذه الحالات تكون النطاقات ضيقة للمؤشر الذي يسير في هذه الاوضاع بطريقة الموت البطيئ .. لا أستغرب أبداً أن أجد السيولة آخر العام أقل من مليار في يوم تداول كامل ..
بالنسبة لمن ينتظر ارتداداً مجزياً فإني اتوقع بأنه لن يحن إلا عند كسر منطقة 5800 التي تم الارتداد منها .. قبلها لا تعبث كثيراً وأنصح من كل قلبي عدم متابعة من ليس له في الخطوط لأهل الخطوط .. المناطق التي نحن فيها تقريباً أُستهلكت بيع ولا تستحق المغامرة .. فسوق لم يرتفع في ظروف أفضل من التي نحن فيها نفسياً وكواقع أسواق وكسعر نفط من البديهي أن لا يوثق به ..
خواطر أكتبها من واقع ممارسة ومتابعة وحوارات كثيرة مع عدة مدارس ومع من يملكون المحافظ بأنواعها .. والأقرب والله أعلم مما أراه هو موت بطيئ لن يتخلله ارتدادات مجزية كثيرة عدا إرتدادين أو ثلاثة على الأكثر .. وأن كان هناك من ينتظر أكثر من ذلك فإن ذلك من وجهة نظري عبث إن نجح التنبؤ وواصلت أسعار النفط قممها الهابطة .. ربما صاحب المليون عندما تصل سابك لدون الستين يُصبح مالكاً لنصف مليون وإن كان جيداً فثلاثة ارباع المليون ..
هذه هي وجهة نظري .. وأكرر .. من ليس له في الخطوط فليحفظ ماله ولا يذهب وراء المحللين ويدخل أجواء القمار بتفاؤل كاذب .. والكلام أعلاه لا يمكن لأهل الخطوط أن يصلوا إليه فانتبهوا يا أخواني فلن ينفعكم أحد وأغلبه كلام فارغ لسنا مجبرين على احترامه إن كنا نرى بأنه أداة لأهلاك محافظ أخوان لنا عن طريق إغوائهم بإيحائات كاذبة في أغلبها ..
سيكون هناك تحديث للموضوع إن شاء الله لتعديل الإنحراف لسعر سابك إن حدث انحراف كبير .. والمسألة تنبئية صرفة من واقع خبرة صرفة .
تحياتي للجميع,,
المفضلات