بسم الله الرحمن الرحيم
استغرب من تشاؤوم البعض الغير منضبط في ما يخص التعامل مع أسواق المال. ففي حال الهبوط تجد السلبية المطلقة, و في حال الإرتفاع تجد الإيجابية المطلقة. بينما التاريخ يقرر أن الفرص توجد في الحالتين, و التجارة تقوم على تحمل نوع من المخاطرة في أساسها.
في هذا الموضوع سأحاول الإجابة عن التساؤلات المنتشرة في كل مكان فيما يخص شركة زين.
لا خلاف أن خسائر الشركة كبيرة, و ربما غير مبررة في البداية. لكن الخلاف على ملاحظة التحسن الواضح على النتائج المالية والذي يعطي انطباعاً أن الشركة على الأقل في أول الطريق الصحيح.
ما هي المشكلة؟
المشكلة ببساطة أن القيمة الدفترية للسهم تآكلات على مدى السنوات الثلاث الماضية من 10 إلى ما يقارب 3.70 بخسارة تقارب 63% من أصل قيمة الورقة المالية (10 ريال).
بمعنى لو اعلنت الشركة رغبتها في الإفلاس و فض الشركة, فإن نصيب مالك السهم هو 3.7 ريال عن كل سهم.
لماذا انخفضت القيمة الدفترية؟
الشركة تمر بمرحلة تأسيس في سوق شبه متشبع مع وجود مشغلين, زد على ذلك قيمة الرخصة المبالغ فيها. ارتكبت إدارة الشركة أخطاء و لا شك تسببت في ضياع أموال المساهمين عن طريق الخسائر التشغيلية المتراكمة منذ التأسيس لكن في المجمل فإن الشركة قامت بجهد ملحوظ في انشاء بنية تحتية خاصة مكنتها من تحسين عملياتها التشغيلية و بالتالي زيادة هوامش الربح.
لتدعم الشركة نشاطها لجأت للقروض في بدايتها, و لكن القرار و للأسف لم يكن حصيفاً حيث أن التمويل تحصليت عليه الشركة بتكلفة مرتفعة جداً نتيجة للأزمة المالية و ارتفاع المخاطر. هذا اضاف مزيداً من الحمل على رأس المال المتهالك أصلاً
هل وضع الشركة سيء؟
نعم, ولا شك في ذلك. لكن إلى أي مدى هنا يقع الخلاف بين المستثمر و المضارب اللي يبي يصير مستثمر. الشركة ستستمر في تسجيل الخسائر التشغيلية على الأقل إلى نهاية السنة. وهذا سيؤدي إلى انخفاض لقيمتها الدفترية ربما إلى ما تحت 2.5 ريال مما يجعلها عرضة للإيقاف. غير أن الشركة تعول على طلبها تخفيض رأس المال ( خفض عدد الأسهم) في مقابل التخلص من مخاطر الورقة المالية بانخفاض قيمتها.
هل زين فرصة؟
ربما, كعادتنا في السوق السعودي لا يوجد كثير من المصداقية (إن وجدت أصلاً) في الأخبار أو المعلومات المتعلقة بالشركات. فمثلاً مدى تغلغل الشركة في قطاع البيانات و من له الحصة الأكبر بين المشغلين, سيظل سؤلا دون إجابة لفترة. الشائع هو سيطرة موبايلي على سوق الأفراد و تفرد زين بسوق الشركات لكن من يستطيع تأكيد مثل هذه المعلومات. لكن مالا غبار عليه هو النمو الأكثر من رائع في نتائج زين من ربع إلى آخر بوتيرة متتابعة خصوصاً أن الربعين القادمين هما أكثر الأرباع دخلاً في سوق الإتصالات السعودي نظراً لموسمي الحج و العمرة خلال الربع الثالث و الرابع.
هل الشركة تتقدم أم تتراجع؟
هيرمس توقعت خسائر بقيمة 504 مليون لهذا الربع
الراجحي المالية توقعت خسائر بقيمة 486 مليون لهذا الربع
الأهلي كبيتال تقول أنها توقعت خسائر بقيمة 418 مليون, غير أني لم اتمكن من العثور على أي تقرير منشور بهذا الخصوص
الشركة حققت خسائر بقيمة 446 مليون متفوقةً على التوقعات وهذا بحد ذاته جيد.
الشركة اعلنت عن اتفاقية اعادة تمويل خلال الربع الماضي , بمبلغ إجمالي قدره 2.25 مليار ريال سعودي لمدة تصل إلى سنتين وبسعر تنافسي
سيؤدى إلى خفض جوهري في المصاريف التمويلية للشركة، وذلك للوفاء بالتزاماتها المالية السابقة المتمثلة بإعادة تمويل القرض قصير الأجل السابق بقيمة 585 مليون دولار أمريكي ما يعادل 2.194.000.000 ريال سعودي تقريباً مع مجموعة من البنوك بقيادة بنك بي ان بي باريبا وكذلك لغرض تمويل عدد من مشاريع الشركة الرأسمالية.
الشركة بدأت في التحرك بجدية لملاحقة موبايلي والإتصالات, و لكن أمانة الطريق سيكون طويل و صعب. خدمة مناقلة الأرقام تظل معلقة للشركة وهذا بحد ذاته حاجز نفسي أمام المزيد من العروض للعملاء المتواجدين عند مشغلين آخرين
الشركة فازت بعرض من صندوق التنمية الشاملة لتطوير خدمات البرود باند في المجمعة و رماح و الخفجي وهذا بحد ذاته توسع جيد
ملاك الشركة, ما دورهم؟
الملاك الكبار كان بإمكانهم البيع ابتداء من شهر 4 لكن لم نلاحظ تغير يذكر في نسب التملك (على الأقل فيما أذكر). و نلاحظ من القوائم المالية أن اغلبهم قام بدعم الشركة على هيئة قروض.
صفقة زين مع المملكة و بتلكو؟
ينبغي أن نعرف أن بتلكو والسوق البحيريني بشكل عام مغاير للسوق السعودي من ناحية الطلب, لكن السيء في الموضوع أن بقاء زين مع مجموعة زين مكلف مادياً دون فائدة تذكر للمجموعة نظراً لعدم تحرك الشركة فما يخص التجوال المجاني.
تكمن المشكلة الكبرى في عدم وضوح العرض, فكل وسيلة اعلام ترمي أرقاماً و البائع يتكلم و المشتري يتكلم دون وضوح في الطرح. السؤال المهم للمستثمر هو: بكم قيم سعر السهم في طلب الشراء. خصوصاً أن الشراء من المفترض أن يتم قبل خفض رأس المال. الأرقام المطروحة كثير.. منها ما هو فوق 10 ريال و هذا و لاشك مبالغ فيه و منها ما هو تحت 5 ريال و هذا الآخر لن يكون مغري للبيع فيما يخص زين عند مقارنته مع القيمة السوقية.
ماذا تقول الشركات المالية في آخر التقارير عن السهم؟
صدر اليوم بعد إعلان النتائج تقريرين
الأول من الرياض المالية وهو تقرير يميل للتفاؤول
http://bit.ly/ruj5B3
و الثاني من الأهلي كبيتال وهو تقرير يميل إلى الحياد, مع تغليب التفاؤول
http://bit.ly/nKxJCn
هل نشتري, أم نبيع؟
هذا السؤال أنت وحدك من يستطيع الإجابة عليه. كل ما سبق هو محاولة إعادة صياغة للأخبار المنشورة عن السهم خلال الفترة الماضية لكوني أحد المهتمين بقطاع الإتصالات. يمكن الحصول على نفس المعومات من نفس المصادر, كما يمكنك قراءة القوائم المالبة للشركة للسنوات الماضية لتفهم التاريخ بشكله الصحيح.
ما أحاول القيام به, هو فقط قراءة لما يدور حول السهم دون ادنى توجيه بشراء أم بيع. فلا أتوقع أن يوجد شخص يدخل للإنترنت ليطبق مع يعتقد الآخرون أن الصواب و لكن بماله الخاص.
ما كتبته, أعلاه اغلبه من الذاكرة و حاولت استرجاع بعض المعلومات من مصادرها لكن لضيق الوقت آثرت أن اترك المجال للقاريء للبحث و الإطلاع مع ايضاح لبعض النقاط و الخطوط العريضة.
موقع تداول, أو أرقام أو مباشر حافلة بأخبار الشركة و التقارير الخاصة عنها ستجد أغلب ما ذكر أعلاه متضمن في محتويات المئات من المقالات المنتشرة هناك.
دعوتكم لأخيكم ..
والله يوفق الجميع لما يحب و يرضى
المفضلات