.
السلام عليكم ورحمة الله ...
هذا السؤال الذي يشغل الكثيرين ... ومنهم الإخوة لماح والجبل ولا يهون البقية الكرام ...
هل يتفق المسئولون الأمريكان على خطة لرفع سقف الدين قبل التاريخ المحدد أم لا !!!
للإجابة على هذا السؤال ... نرجع للتاريخ ... تاريخهم في مثل هذه الأمور ... ونروي هذه القصة ...
*****
في عام 1992 جاء بيل كلينتون (وإشرب مويته ) كرئيس للولايات المتحدة ... بعد 12 سنة من الحكم الجمهوري ...
وجاء معه إنتصار كاسح للديموقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين ...
وهذا يعني سيطرة كاملة للحزب الديموقراطي على السياسة الأمريكية ...
ولكن هذه السيطرة أنتجت خلافات داخلية داخل هذا الحزب ومع الرئيس الذي بدأ فترة حكمه مترددا وضعيفا ...
مما أعاق إنجازات مهمة في مجالات الإقتصاد والسياسة الداخلية التي أهملها الجمهوريون ...
وأهمها الدين القومي الضخم الذي أنتجته سياسة ريجان الجمهوري (مقداره حوالي تريليون دولار فقط) !!!
هذا الفشل أثار ردة فعل سلبية ضدهم جعلتهم يخسرون الإنتخابات التشريعية التالية في عام 1994 !!!
*****
في عام 1994 ... سيطر الجمهوريون على المجلسين التشريعيين (النواب والشيوخ) ... وبوجوه جديدة ومتحمسة ...
وكان قائد مجلس النواب هو النائب نيوت جينجريتش ... المرشح الحالي لرئاسة الجمهورية ...
حاول الجمهوريون فرض رؤيتهم لحل مشكلة الدين الأمريكي بتقليص البرامج الشعبية مثل الضمان الصحي والإعانة الإجتماعية ...
في المقابل كان الرئيس والديموقراطيون يرون تقليص النفقات العسكرية بسبب إنتهاء الحرب الباردة ...
حاول الجمهوريون تصعيد الموقف للضغط على الرئيس والفريق المقابل ... بالتهديد بعدم المصادقة على ميزانية الدولة ...
وهذا يعني إقفال دوائر الدولة (الوزارات) وبقاء الموظفين في بيوتهم ... لأن الدولة ليس لديها ميزانية لدفع مرتباتهم !!!
تصور الجمهوريون أن الرئيس "الضعيف والمتردد" سوف يرضخ لمطالبهم ويقبل خطتهم ...
ولكن الرئيس عاندهم وقبل التحدي ... ونزلت عليه الشجاعة والقوة من حيث لا يدري ولا يدرون !!!
وجاء الموعد المضروب لإقفال الدولة لعدم إقرار الميزانية ... وبالفعل تم إقفال الالدولة ... ولم يذهب موظفو الدولة لأعمالهم !!!
وهنا بدأ التلاوم بين الفريقين ... كل يلقي اللوم على الآخر ...
ولكن كان واضحا تعنت الجمهوريين ... وظهورم بمظهر من يلقي الأوامر وينتظر التنفيذ ...
وجاءت إستطلاعات الرأي تلوم الجمهوريين ... وتحملهم مسئولية الأزمة ...
وبعد فترة ليس قصيرة من عض الأصابع ... صمد الرئيس الضعيف ... وتراجع الجمهوريون الأقوياء وقبلوا التفاوض ...
وهنا خسروا مرتين ... الإصرار على التصعيد ... ثم التراجع ...
هذه الحادثة مسحت الصورة الضعيفة للرئيس كلينتون ... ما أعطاه الفرصة لإعادة إنتخابه لفترة ثانية ...
وقلصت من نفوذ الجمهوريين وحماسهم ... وعادوا أغلبية تشريعية عادية بعد أن تصوروا أنفسهم أغلبية حاكمة ...
*****
نلاحظ هنا الشبه الكبير في وضع أوباما مع وضع كلينتون ...
كلاهما فاز ومعه أغلبية تشريعية ... وكلاهما خسرها في أول إنتخابات تشريعية !!!
ونلاحظ الشبه الكبير بين الصراع الحالي وأزمة سقف الدين الحكومي ... وبين الصراع الماضي حول إقرار الميزانية ...
صراع بين رئيس ديموقراطي يعتبره الجمهوريون ضعيفا وأقلية ديموقراطية ... مقابل أغلبية جمهورية بوجوه جديدة ومتحمسة ...
وصراع حول سياسية الدولة المالية ... وطريقة تخفيضها بتقليص النفقات الداخلية ... أم بتقليص النفقات الخارجية !!!
هل يصل عض الأصابع في هذه المواجهة القائمة حاليا الى كسر العظم ... بتجاوز الموعد بدون إتفاق !!!
التوقع الأغلب ... وكما ذكر المقال الذي نقله أخونا الجبل ... أن يتم التوصل الى إتفاق قبل الموعد ...
لأنهم يدرسون التاريخ وبتعلمون منه ... رغم الوجوه الجديدة ... ورغم حماس هذه الوجوه ...
ولأن المسألة هذه المرة أخطر بكثير ... وتتعلق بتصنيف الدين الحكومي الأمريكي الذي تترتب عليه نفقات إضافية ...
*****
وبعيدا عن قصصهم ... بيت شعر من تاريخنا ...
ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى ... عدوا له ما من صداقته بد
*****
المفضلات