في تفسير اختفاء النقود ذات القيمة الذاتية اود ان اوضح ان المسلمين لا يفهمون الدور الذي يلعبه نظام النقود الذي صنعه الاوربيون في منح اعداء الاسلام المقدرة على سرقة اموال البشرية على نطاق واسع وبطريقة جعلت قانونية.
كما ان علماء المسلمين واخص بالذكر علماء السعودية لا يمتلكون الدراية بالمصيبة التي خطط لها اعداء الدين والا لكانوا اول من يدين نظام النقود الورقي الذي لا يمكن استرداد قيمته على انه احتيال فهو بذلك حرام.
كما ذكرنا في الحلقات السابقة ان المرحلة الاخيرة من تطور نظام النقد الحلي ستشهد قبولا للنقود الالكترونية وهي كما ذكرنا المع جوهرة في تاج النظام الربوي اللعين وهو كبديل للعملات الورقية المبنية على الاحتيال .
والواقع ان هذه المرحلة قد بدات فعلا وكل ما يحتاجه الاسرائيليون فهم المسيطرون على النظام المالي العالمي هو ازمة عالمية ( حرب عالمية ثالثة او اي كارثة تدب الذعر مجددا في اوساط المجتمع العالمي والامريكي بالاخص ) ينتج عن ذلك انهيار تام للدولار يتبعه بقية العملات المرتبطة به وهو ما يسمى الفرار الجماعي من العملات الورقية الى عملة جديدة هي العملة البلاستيكية
وحتى يتاكد الجميع ان الرغبه من هذه الخطط هو السيطرة على النظام العالمي وبالتالي السيطرة على الشعوب فان اي منشق عن النظام العالمي سيتم اعدامه الكترونيا بمسح ارصدته المالية وبالتالي الموت لا محاله سواء دولة او شركة او على مستوى الفرد والناتج هو العبودية التامة لهذا النظام.
وصدق الرسول الاعظم حيث جاء في حديث تميم الداري ان المتبع للدجال والمستجيب له حيث
سيأمر السماء ، فتمطر، والأرضَ فتنبت، وتعود عليهم إبلهم وبقرهم وأغنامهم ضخمة الأجسام ، ممتدة في الطول والعرض سِمَناً ، ويكثر لبنُها . وهذا استدراج كبير نسأل الله الثبات على دينه
ان الانهيار الوشيك للدولار ينعكس في ارتفاع سعر الذهب ارتفاعا صاورخيا وانا اتوقع ان يصل الى مستوى 3000 دولار امريكي للاوقية وسيتبعه النفط وسترون ذلك بام اعينكم.
ومع صعود الذهب والنفط وانهيار ستؤدي تلك الصدمة كذلك الى ذعر جماعي يسهل من خلاله استبدال النقود الورقية بنقود الكترونية كنظام نقود عالمي جديد حيث لا يسمح بالدفع نقدا على الاطلاق
ان النقود الذي يصفها القرآن الكريم والتي اسميها النقود السنية او نقود السنه هي نقود تمتلك قيمة ذاتية مخزونة في داخل النقود وهي بذلك محصنة من التلاعب الخارجي وخفض القيمة بشكل اعتباطي.
ان النظام الذي صنعه الاوربيون ومن خلفهم اليهود صمم خصوصا لازالة النقود ذات القيمة الذاتية من نظام النقد العالمي واستبدالها بنقود ليس لها قيمة في ذاتها، وهذه العملات الورقية التي لا يمكن استرداد قيمتها يمكن اذا ان تخفض قيمتها وعندما تخفض قيمتها فان ذلك يشكل ظلما وسرقة جعلت قانونية لاموال الذين كانوا يستعملون تلك العملة المخفضة وبالتالي ستزداد تكلفة سداد القروض ذات الفائدة على تلك البلدان وفي النهاية تجد تلك البلدان انفسها متورطة في قروض لا يمكن تسديدها ابدا فتصبح تحت رحمة الذين كانت قروضهم الضخمة تثير الشك وكان القصد منها اعطاؤهم تلك السيطرة
وعندما تخفض قيمة النقود فان كلفة الممتلكات واعملل والبضائع والخدمات في مواطن العملات المخفضة ستصبح ارخص فارخص بالنسبة للذين صنعوا نام النقود وفي النهاية نجد جزا من العالم بارتياح بينما بقية العالم اصحاب العملات التي تخفض قيمتها باستمرار يكدحون في عبودية جديدة ( فليس من المستغرب ان تضغط امريكا على الصين لتويم عملاتها وبالتالي تخفيض قيمتها )
تكمن الخطة الكبرى لليهود في استعباد الناس ماليا عن طريق الديون وارغامهم بشكل غير مباشر على الاستهلاك والشراء كما انهم سيتحكمون بالعالم قريبا جدا بحكم دكتاتوري وستمهد هذه الدكتاتورية بدورها الطريق لدولة اسرائيل لتصبح الدولة الحاكمة للعالم ( اذا لماذا يراد توريط امريكا في حروب واستنزافات مالية وتدمير بيئتها الاجتماعية من قبل اليهود المسيطرون على المال والاعلام والتعليم والنظام الصحي ) سؤال محير ؟؟
ستمهد الدكتاتورية الاسرائيلية الحاكمة للعالم لاحد حكامها بان يذهل العالم بادعاء زائف للغاية وهو انه المسيح الحقيقي . وفي الواقع سيكون هو المسيح الدجال ولقد اقتربنا من ذلك الحدث كل ما عليكم الجلوس فقط وانتظار سقوط امريكا من قبل اليهود
انني احاول بكل جهد ان اقنع الكثيرين بواقع الخطة التي تحاك لكن بلا جدوى والحقيقة تحدثت مع شخصيات كبيرة للغاية عن خطة تهدف الى ارجاع الدينار الذهبي كنقود ولكن المساعي فشلت فشلا ذريعا
اذا ما هي النقود في القرآن والسنه؟
يؤمن كثير من المسلمين المتعلمنين اي الذين يتبعون الفكر العلماني بحتمية انه لا يجوز للدين ان يكون له علاقة بالاقتصاد والسياسة وهؤلاء لن يستطيعو فهم او شرح الحدث التالي من حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
فعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء بلال الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمر برني، فقال له رسول الله: من اين هذا ؟ قال بلال : كان عندنا تمر رديء فبعت منه صاعين بصاع ليطعم النبي فقال النبي : أوه أوه !!! عين الربا ، لا تفعل ولكن اذا اردت ان تشتري فبع التمر ببيع اخر ثم اشتر به
نفهم من ذلك ان النبي حرم مقايضة كمية من التمر بكمية لا تساويها من التمر واعلن ان هذه المقايضة هي جوهر الربا ولكن هناك دليلا ان مقايضة عدد من الجمال بعدد لا يساويه من الجمال هي حلال: فعن يحيى عن مالك عن نافع ان عبدالله ابن عمر اشترى راحلة باربعة ابعرة مضمونة عليه يوفيها صاحبها بالربذة
والسؤال لمذا حرمت مقايضة كميتيم مختلفتين من التمر ولم تحرم مقايضةعددين مختلفين من الجمال ؟
والجواب نجده في حديث هام ايها الاخوة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم يشرح ما هي النقود فعن ابي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبر بالبر والشعير بالشعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلا بمثل يدا بيد فمن زاد او استزاد فقد اربى الاخذ والمعطي فيه سواء
( صحيح مسلم)
هذا الحديث يقرر فيه الرسول بوضوح امور كبيرة للغاية
اولا : قرر عليه الصلاة والسلام ان النقود في الاسلام تكون معادن ثمينة كالذهب والفضة او سلع اخرى كالقمح والشعير والتمر والملح وهي سلع تستهلك بشكل اعتيادي كغذاء ولكن يمكن تخزينها فترة طويلة قبل بيعها او مقايضتها
فعندما لم يتوفر ما يكفي من الذهب والفضة في سوق المدينة استعمل الناس بدلا عنها كنقود سلعا كالتمر متوفرة في السوق بمقادير كبيرة ويمكن تخزينها بدون تلف
وبناء عليه يمكن ان نجيب على السؤال المطروح اعلاه
ان مقايضة عدد من الجمال بعدد لا يساويه من الجمال حلال لان الجمال لا تستعمل كنقود اطلاقا اما مقايضة مقدار من التمر بمقدار لا يساويه فقد لزم تحريمه لان التمر كان يستعمل كنقود والسماح بمثل هذه المقايضة سيفتح الباب للذين يقرضون النقود ان يقرضوها بالفائدة.
يقول بعض علماء الاسلام الذين قابلتهم مع الاسف ان البشر احرار في استعمال اي شيئ كنقود حتى حبات الرمل ولذلك لا يحرم طبع الورق كنقود وحلال اعطاؤه اي قيمة
وجوابي هو ان حبات الرمل لا تصلح لان تكون نقودا في الاسلام لانها ليست معادن ثمينة ولا هي سلع تستهلك كطعام بشكل اعتيادي
ثانيا: عندما استعمل الذهب والفضة والقمح والشعير والتمر والملح كنقود كانت قيمة النقود في (داخل) النقود لا (خارجها) وبذلك قرر الحديث ان النقود في الاسلام يجب ان تمتلك قيمة ذاتية
ثالثا: كانت النقود دائما من خلق الله وهي سلعه خلقها الله والله تعالى هو الذي اعطاها قيمتها وهو الذي اعلن انه هو الرزاق ( خالق المال)
الان نستطيع ان نصف النقود في الاسلام بحسب سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما يلي:
1- معادن ثمينة او سلع كما وصفته اعلاه
2- نقود لها قيمة ذاتية
3- نقود من خلق الله والله تعلى هو الذي جعل لهذه النقود قيمة وهو خالق المال
وقد يسارع بعض علماء الاسلام في تذكيرنا بأن السنة تتكون
من قسمين :
الاول جاءنا من الرسول عليه الصلاة والسلام ولكنه
على الهدى الالهي ،
والثاني هو ما كان مبنيا على رايه الخاص . والنبي نفسه عليه الصلاة والسلام نصح أتباعه بشأن القسم الثاني قائلا : "أنتم أعلم بأمور دنياكم ." وهذه النصيحة تقتضي أن اتباع مثل هذه السنة ليس واجبا
ثم يرى هؤلاء العلماء أن النقود هي من هذا القسم الثان
وبالتالي فهم يقولون انه يوافق الشرع تماما ان يقبل المسلمون النظام الحالي للنقود الورقية التي لا يمكن استرداد قيمتها، وبموجب هذا النظام يطبع التحالف اليهودي النصراني اوراقا كنقود بكل بساطة ثم يعطيها قيمة خيالية وبذلك يصبحون الخالقين لاي مقادير يشاؤونها من الاموال ثم يستطيعون شراء ما يشاؤون بعملاتهم هذه في اي مكان في العالم
والواقع ان علماء الاسلام هؤلاء لم يصرحوا ابدا ان نظام النقود الحالي المكون من نقود ورقية لا يمكن استرداد قيمتها هو نظام حرام ويبدوا انهم لن يفعلو ذلك ابدا
يتبع ان شاء الله............
المفضلات