انا ماني فاهم هل نحن نعاود اكتشاف العجله ... الاسلام
فقد وضع الإسلام المبدأ المفتوح لإشباع تلك الحاجات، قال تعالى: (إنّ لَك ألا تجوع فيها ولا تعرى* وأن لا تظمأ فيها ولا تضحى). (طه/ 118- 119).
فذلك حقّ ثابت للإنسان، وبغضّ النظر عن موضع الخطاب، ومناسبته. وتدور التشريعات والقوانين ونظم الحياة في كلّ عصر حول هذا المحور، وللسلطة الشرعية أن تتّخذ من الإجراءات والقوانين والتعليمات ما ينفِّذ هذا الحق للإنسان في كل زمان ومكان عدا ما شرّع وقنّن من قوانين وأحكام ومفاهيم في الشريعة الإسلامية، والإنسان كان ولم يزل يحتاج إلى الأمن والاستقرار وحماية نفسه من ألوان الخوف جميعها، وتلك حاجة نفسية ومادية ثابتة في وجوده على هذه الأرض.
ويوضِّح القرآن المبدأ الثابت في مسألة الأمن والطمأنينة على النفس والمال والعرض في معرض السؤال الملائكي للباري جلّ شأنه وإستغرابهم أن يكون الخليفة في الأرض من يُفسد فيها ويُفسك الدِّماء.
فقد جاء ذلك في قوله تعالى:
(وإذ قال ربّك للملائكة أنِّي جاعلٌ في الأرضِ خليفة قالوا أتجعل فيها من يُفسِدُ فيها ويسفك الدِّماء ونحنُ نسبِّح بحمدِكَ ونُقَدِّسُ لَك) (البقرة/ 30).
وفي قوله: (مَن قتلَ نفساً بغيرِ نفسٍ أو فساداً في الأرضِ فكأنّما قتل النّاس جميعاً) (المائدة/ 32).
وفي قوله: (فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) (قريش/ 4).
وفي قوله: (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البِّر والبحرِ فضّلنا على كثيرٍ ممّن خلقنا تفضيلاً) (الإسراء/ 70).
وفي قول الرسول (ص): "كَلّ المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".
"لا يحلّ أخذ مال امرئ إلا عن طيب نفسه".
هذا الحديث يرويه سَلَمَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِحْصَنٍ الخَطْمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ - وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا)
رواه البخاري في "الأدب المفرد" (رقم/300) والترمذي في "السنن" (2346) وقال : حسن غريب .
وقال الشيخ الألباني رحمه الله بعد تخريجه الحديث عن جماعة من الصحابة : " وبالجملة ، فالحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري وابن عمر . و الله أعلم . انتهى. "السلسلة الصحيحة" (رقم/2318)
يقول المباركفوري رحمه الله في شرح هذا الحديث :
" قوله : ( من أصبح منكم ) أي : أيها المؤمنون . ( آمناً ) أي : غير خائف من عدو .
( في سِربه ) أي : في نفسه ، وقيل : السرب : الجماعة ، فالمعنى : في أهله وعياله . وقيل بفتح السين أي : في مسلكه وطريقه ، وقيل بفتحتين أي : في بيته . كذا ذكره القاري عن بعض الشراح . وقال التوربشتي :
( معافى ) اسم مفعول من باب المفاعلة ، أي : صحيحاً سالماً من العلل والأسقام .
( في جسده ) أي : بدنه ظاهراً وباطناً . ( عنده قوت يومه ) أي : كفاية قوته من وجه الحلال . ( فكأنما حيزت ) : بصيغة المجهول من الحيازة ، وهي الجمع والضم . ( له ) الضمير عائد لـ ( من ) ، وزاد في " المشكاة " : " بحذافيرها " . قال القاري : أي : بتمامها ، والحذافير الجوانب ، وقيل الأعالي ، واحدها : حذفار أو حذفور . والمعنى : فكأنما أعطي الدنيا بأسرها " انتهى.
"تحفة الأحوذي" (7/11)
وقال المناوي رحمه الله :
" يعني : من جمع الله له بين عافية بدنه ، وأمن قلبه حيث توجه ، وكفاف عيشه بقوت يومه ، وسلامة أهله ، فقد جمع الله له جميع النعم التي من ملك الدنيا لم يحصل على غيرها ، فينبغي أن لا يستقبل يومه ذلك إلا بشكرها ، بأن يصرفها في طاعة المنعم ، لا في معصية ، ولا يفتر عن ذكره . قال نفطويه :
إذا ما كساك الدهرُ ثوبَ مصحَّةٍ * ولم يخل من قوت يُحَلَّى ويَعذُب
فلا تغبطنّ المترَفين فإنه * على حسب ما يعطيهم الدهر يسلب
ومن ثم العالم المتقدم لخص الحاجات الاساسيه للفرد كما ذكرها ابراهام مازلو ...
ابراهام ماسلو (
بالإنجليزية: Abraham Maslow) (إبراهيم مازل) (
1 ابريل 1908 -
8 يونيو 1970)
عالم نفس أمريكي، ولد في
بروكلين،
نيويورك، أبويه مهاجرين
يهود من
روسيا. اشتهر بنظريته
تدرج الحاجات
بدأ بدراسة القانون بالجامعة تحت تأثير ضغط والديه ولكنه سرعان ما ترك مدينته ليدرس في جامعة وسكنس حيث حصل على بكالوريوس في الاداب (1930) وحصل على الماجستير في الاداب عام(1931) ودكتوراه الفلسفة عام(1934) وتزوج بصديقة طفولته (برثا جودمان) وانجبا طفلين وكان قد بلغ من العمر العشرين عاما وهو يعتبر أحد مؤسسى معهد ايسالن في كاليفورنيا من ابرز مؤلفاته : - نحو سيكولوجية كينونة(1968) -الدافعية والشخصية (1954) -ابعد ما تستطيعه الطبيعة البشرية(1972)
وبدأ التدريس في
كلية بروكلين وخلال فترة حياته اتصل بالعديد من المثقفين الأوروبين المهاجرين أمثال
ألدر،
فروم،
كورت جلودستن
ملخص نظريته المشهورة
قام عالم النفس الأمريكي أبراهام ماسلو [1] بصياغة نظرية فريدة ومتميزة في علم النفس ركز فيها بشكل أساسي على الجوانب الدافعية للشخصية الإنسانية. حيث قدم ماسلو نظريتة في الدافعية الإنسانية Human motivation حاول فيها أن يصيغ نسقا مترابطا يفسر من خلاله طبيعة الدوافع أو الحاجات التي تحرك السلوك الإنساني وتشكله. في هذه النظرية يفترض ماسلو أن الحاجات أو الدوافع الإنسانية تنتظم في تدرج أو نظام متصاعد Hierarchy من حيث الأولوية أو شدة التأثير Prepotency، فعندما تشبع الحاجات الأكثر أولوية أو الأعظم قوة وإلحاحا فإن الحاجات التالية في التدرج الهرمي تبرز وتطلب الإشباع هي الأخرى وعندما تشبع نكون قد صعدنا درجة أعلى على سلم الدوافع.. وهكذا حتى نصل إلى قمته. هذه الحاجات والدوافع وفقا لأولوياتها في النظام المتصاعد كما وصفه ماسلو هي كما يلي:
1- الحاجات الفسيولوجية Physiological needs مثل الجوع.. والعطش.. وتجنب الألم.. والجنس.. إلى آخره من الحاجات التي تخدم البقاء البيولوجي بشكل مباشر.
2- حاجات الأمان Safety needs وتشمل مجموعة من الحاجات المتصلة بالحفاظ على الحالة الراهنة.. وضمان نوع من النظام والأمان المادي والمعنوي مثل الحاجة إلى الإحساس بالأمن.. والثبات.. والنظام.. والحماية.. والاعتماد على مصدر مشبع للحاجات. وضغط مثل هذه الحاجات يمكن أن يتبدى في شكل مخاوف مثل الخوف من المجهول.. من الغموض… من الفوضى واختلاط الأمور أو الخوف من فقدان التحكم في الظروف المحيطة.
وماسلو يرى أن هناك ميلا عاما إلى المبالغة في تقدير هذه الحاجات.. وأن النسبة الغالبة من الناس يبدو أنهم غير قادرين على تجاوز هذا المستوى من الحاجات والدوافع.
3- حاجات الحب والانتماء Love & Belonging needs وتشمل مجموعة من الحاجات ذات التوجه الاجتماعي مثل الحاجة إلى علاقة حميمة مع شخص آخر الحاجة إلى أن يكون الإنسان عضوا في جماعة منظمة.. الحاجة إلى بيئة أو إطار اجتماعي يحس فيه الإنسان بالألفة مثل العائلة أو الحي أو الأشكال المختلفة من الأنظمة والنشاطات الاجتماعية.
(أ) المستوى الأدنى أو مستوى الحب الناشئ عن النقصDeficit or D-love وفيه يبحث الإنسان عن صحبة أو علاقة تخلصه من توتر الوحدة وتساهم في إشباع حاجاته الأساسية الأخرى مثل الراحة والأمان والجنس….. الخ.(ب) المستوى الأعلى أو مستوى الكينونةBeing or B-love وفيه يقيم الإنسان علاقة خالصة مع آخر كشخص مستقل… كوجود آخر يحبه لذاته دون رغبة في استعماله أو تغييره لصالح احتياجاته هو.4 – حاجات التقدير Esteem needs هذا النوع من الحاجات كما يراه ماسلو له جانبان:
(أ) جانب متعلق باحترام النفس.. أو الإحساس الداخلي بالقيمة الذاتية.(ب) والآخر متعلق بالحاجة إلى اكتساب الاحترام والتقدير من الخارج… ويشمل الحاجة إلى اكتساب احترام الآخرين.. السمعة الحسنة.. النجاح والوضع الاجتماعي المرموق.. الشهرة.. المجد… الخ.وماسلو يرى أنه بتطور السن والنضج الشخصي يصبح الجانب الأول أكثر قيمة وأهمية للإنسان من الجانب الثاني.
5- حاجات تحقيق الذات Self-actualization والحاجات العليا Metaneeds تحت عنوان تحقيق الذات يصف ماسلو مجموعة من الحاجات أو الدوافع العليا التي لا يصل إليها الإنسان إلا بعد تحقيق إشباع كاف لما يسبقها من الحاجات الأدنى. وتحقيق الذات هنا يشير إلى حاجة الإنسان إلى استخدام كل قدراته ومواهبه وتحقيق كل إمكاناته الكامنة وتنميتها إلى أقصى مدى يمكن أن تصل إليه. وهذا التحقيق للذات لا يجب أن يفهم في حدود الحاجة إلى تحقيق أقصى قدرة أو مهارة أو نجاح بالمعنى الشخصي المحدود.. وإنما هو يشمل تحقيق حاجة الذات إلى السعي نحو قيم وغايات عليا مثل الكشف عن الحقيقة.. وخلق الجمال.. وتحقيق النظام.. وتأكيد العدل.. الخ. مثل هذه القيم والغايات تمثل في رأي ماسلو حاجات أو دوافع أصيلة وكامنة في الإنسان بشكل طبيعي مثلها في ذلك مثل الحاجات الأدنى إلى الطعام.. والأمان.. والحب.. والتقدير. هي جزء لا يتجزأ من الإمكانات الكامنة في الشخصية الإنسانية والتي تلح من أجل أن تتحقق لكي يصل الإنسان إلى مرتبة تحقيق ذاته والوفاء بكل دوافعها أو حاجاتها.
المفضلات