السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
وقت عصيب يمر على العرب والمسلمين .. هذا وقت فتن ونسأل الله السلامة .. ومن يظن أن المسألة هي أنظمة وشعوب فقط فهو مخطئ مع كامل الاحترام له .. ما يحدث في مصر وحدث في تونس هي ثورة جياع .. والجوع أتى من خلق الدولار اللعين وأنظمة النظام المالي العالمي .. بهِ أُهتلكت القيم .. وبهِ أصبحت مساحة الغاية تبرر الوسيلة أكبر لدى الفرد .. دعارة على الهواء مباشرة .. خلق سمات سوداء ونسيان كثير من الأسس التي تقوم عليها الشخصية الإنسانية السوية ..
كان في السابق كفر وإلحاد ولكن كان هناك قيم للشعوب مهما بلغت حكوماتها من شرور .. أما أمريكا فما هي قيمها ..؟ الآن في الكنائس تتزوج الأنثى من أنثى وتسمع حتى في العالم الثالث أفكار مشوهة مادية هشة .. في نظري أن السبب الرئيسي لما يحدث هو الدولار وخلقه من العدم .. أمريكا عندها القيمة هي الدولار فقط والمادة ..
لا توجد دولة بها نمو بلا تضخم .. والتضخم درجات .. أنظروا إلى دبي مثلاً أو هونج كونج .. هذين المكانين انفجرا لأنهما مصب للنقود أكبر من الذي يستوعباه .. النقود تأتي .. وبأسواق المال والمحسوبيات تتركز في قلة من البشر .. ويتعامل الاقتصاد معها كأرقام ثم ترتفع السلع والخدمات مقابل نقود ضُخت واتجهت لأفراد قلة فيثور الجياع .. الديكتاتور مهما بلغت ديكتاتوريته ليس له أن يتمكن من إجاعة شعب بنفس الأسلوب والكيفية لو كان هناك نظام نقدي سوي ..
مشكلة كبيرة لا يمكن أن يتجاوزها أحد .. في تاريخ البشرية لم يحدث التضخم بهذا الشكل إلا عند ظهور الدولار بلا غطاء ذهبي وتم فرضه على العالم بمنطق القوة السياسية وليس للمنطقية الاقتصادية بالتعامل به في نفط وقمح وغير ذلك .. ومن يتجاوز ذلك من الاقتصاديين الذين يتسمرون في قنوات الاعلام فهم ولا مؤاخذة مغفلين جهلة .. ومن يراهن على أن الوضع الحالي هو الأنسب فهو ولا مؤاخذة أخرق بكل جدارة واستحقاق .. فلسفة سبقت الاقتصاد ومن أوجده .. الصح صح والخطأ خطأ .. وعمر الخطأ ما كان يبني بأركان صلبة .. لكن مع الرياح والزوابع وكثرة الضرب سينهار البناء .. هذا أمر سوداوي ولكنه حتمي بشهادة قرآننا الكريم في مواضع عدة فيما يخص الربا ..
إن من يشاهد مشاكل العالم وما يحدث في مصر رغم التحفظات على الرئيس حسني مبارك لن يحله أي أحد إلا بشكل جزئي .. التضخم سيأكل العالم وسيبدأ بالأضعف فالأقوى .. وأسواق المال ماهي إلا صيد ثمين للأفراد والأدوات كثيرة .. وقضية شخص بعينه ورحلة ملياردية في أسواق المال يقابلها رحلة ألوف للإفلاس .. طاولة قمار كبيرة .. وما الفائدة من النمو الاقتصادي ما دام عدد الجياع يزداد ..؟
مجتمعات قمار .. قبل أيام كنت أشاهد في قناة عربية أناس يلعبون القمار على الهواء مباشرة ..! ماذا ننتظر من الدنيا حتى لا تدير وجهها لنا ..؟ إنتهى كل شيء واتجهنا للغرائز من أجل المادة بشكل لم يسبق له مثيل والتردي مع الوقت يزداد .. وهناك علاقة وثيقة لا يربطها الكثير بين هذا الانحطاط وارتفاع السلع والخدمات بسبب الدولار .. وكل ما تسمعونه من الاقتصاديين سواء كان برفسور أمريكي أو عربي أو سلفادوري أو حتى أفغاني فكل حلوله كذب في كذب ومداراة للمشكلة الحقيقية والاقتصاديين يجب أن يكون الدولار قضيتهم الأساسية لأن مشاكل الشعوب الكادحة أكبر من أن تحلها سياسة مالية أو نقدية .. فرفع سعر الفائدة وخفضها وارتفاع السندات وطرحها كلها هراء في هراء ونفخ في البالون .. يجب أن تصل لكل فرد في هذا العالم هذه الحقيقة .. شعوب مسكينة .. يرون الدنيا يُشعلها الغلاء ويرمون اللوم على حكوماتهم .. وحكوماتهم تقول أتانا من الخارج .. معلوم أنه من الخارج ولكن كيف ..؟! إنهم يا سادة لا يستطيعون قول الحقيقة لشعوبهم ..
إن من يبحث عن حلول قبل حل مشكلة الدولار أشبهه ــ بالضبط ــ كمن أضاع مفتاح بيته في مكان مظلم وأخذ يبحث عن أمكنة النور ليبحث فيها .. الدولار ولد في الظلام ويسرق الشعوب في الظلام .. ويسرح ويمرح في إفساد قيم الناس في الظلام ..
بربكم .. كم منكم من فكر في السوق ومساره أكثر من أزمة شعب مسلم يجاورنا ..؟ إسألوا من قبلنا كيف كان في حرب 73 ..! لقد أخذنا المال بعيداً واستعبد الكثير لدرجة أنه أوصلني والله للإشمئزاز منه.. ستر الله علينا في هذا البلد وحفظنا من كل سوء وجميع المسلمين يا رب العالمين ..
(( محتقن جداً وأُفرغ جزء من الذي في الخاطر ))
تحياتي وتقديري للجميع,,
المفضلات