يقولون(موظفي البنوك أغنياء جدا)
مقال للكاتب
صالح محمد الشيحي
في الواقع هم
آلات بشرية.. منهكة!
ليس لنا سوى الظاهر.. فموظف البنك رجل أنيق مبتسم.. ينبغي عليه الوقوف لأجلك ومصافحتك مرتين الأولى عند قدومك والثانية عند مغادرتك، كما ينبغي عليه إبداء سعادته لأنه سيقوم بخدمتك، حتى لو لم يكن يطيق النظر لوجهك البائس!
أما الحقيقة فهي أن هذا الموظف في أحيان كثيرة أشد بؤساً منك.. أشد حاجة وعوزا منك.. راتبه متدنٍ أكثر منك.. أكثر معاناة وظيفية منك.. لكنها البنوك، طوعت موظفيها ودربتهم وصهرتهم وقدمت لنا آلات بشرية تتحرك بنظام صارم.. آلات تتحدث وتعمل وفق خطوات مبرمجة سلفا..
ما أسمعه بين فترة وأخرى أن بعض هذه الآلات البشرية في بعض البنوك بدأ يصيبها العطل.. بدأت تعمل بطاقاتها القصوى دون أدنى حافز أو مؤثر، وكلنا يعلم أن أي آلة تعمل بطاقتها القصوى فترة طويلة معرضة للعطل بسهولة.. أبرز ما يواجهه هؤلاء هو عدم توفر الاستقرار الوظيفي.. فالقلق مسيطر على كل تفاصيل عملك اليومي.. فإن كنت محاسبا أو صرافاً، فإن غلطة واحدة فقط قد تكلفك مستقبلك بالكامل.. وتحولك من موظف محترم إلى متسول.. وإن كنت في خدمة العملاء أو في أقسام الاداره و غيرها فإن زيادتك السنوية مرتبطة بأدائك.. وهذا جميل لولا أن ظروف الإنتاج ليست محددة بإطار واقعي.. الرؤية ضبابية: أنت لابد أن تكون موظفاً مجتهدا.. كيف.. لا تدري؟! ـ الأمر بالغ الغرابة أن البنوك لا تقرض منسوبيها أبداً كما تقرض بقية المواطنين.. أنا هنا وإن كنت أقف موقفا ضد عملية الإقراض والاقتراض دون حاجة ضرورية أو ملحة، ألا أنني أسأل: كيف يرفض البنك منح موظفه قرضاً؟ ـ وحتى لا نحسن الظن كثيراً بالبنوك أود القول إن البنك لا يهدف إلى حماية موظفيه من القروض، وما تجر خلفها من ويلات ومصائب.. بل يبحث عن مصلحته أولا وثانيا وعاشرا وحتى مالا نهاية.. والدليل على ذلك أن البنك يُقرض موظفيه في حالة واحدة وهي أن يكون الكفيل أحد زملائه في البنك ممن يمتلك حساب إدخار أو استثمار!!
هذه نماذج عشوائية من معاناة موظفي البنوك
آه جابها على الجرح
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
المفضلات