بعد انقطاع قرابة السنة أرحب بالجميع وأقول لكم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وكم نحن مشتاقون إليكم ، ثم أدلف إلى الموضوع الأساس وأقول :
لم أنصدم كما انصدمت الصين من منح المنشق الصيني لياو تشياوبو جائزة نوبل قبل أسبوع بغض النظر عن استحقاقه لها من عدمه ، وأنا هنا أريد أن أأكد على أمر هام وهو أن القائمين على الجائزة لا يهتمون بمقاييس الجودة والحسن والنفعية بقدر اهتمامهم بالمضمون لأبعاد سياسية و دينية وأهداف فكرية منحرفة ، وسأضرب عدة أمثلة تؤكد ذلك وأعود في الأخير إلى أسباب منحها لهذا المنشق الصيني .
فأقول : إن أعظم الجوائز العالمية على الإطلاق هي جائزة ( نوبل ) التي يُفترض أن تكون حيادية ، ولكن الواقع يُثبت أن المانحين للجائزة مضمونيون إلى حد النخاع ، فقد منحتها على سبيل المثال للكاتب الروسي إلكسندر سولجستين عام 1970م على روايته ( أرخبيل غولاغ ) التي تنتقد معاملة الإتحاد السوفيتي لمواطنيه ونددت بسجونه ومعتقلاته ، وهذا مما كان يُعجب الغرب في إبّان الحرب الباردة بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي ، فأصبح إلكسندر سولجستين من المغضوب عليهم وكاد أن يُقتل فبادر الغرب إلى احتوائه وتيسير خروجه من الإتحاد السوفيتي ثم منحه جائزة نوبل على تلك الرواية .
وقد تأخر حصول الأديب الألماني جراهام غراس على تلك الجائزة ، فقد نالها بعد زمن طويل جدًا بعد استحقاقه لها ؛ لأن اليهود انتقدوا روايته التي لم تتحدث عن ظلم النازية لهم .
كما نال نجيب محفوظ جائزة نوبل على روايته ( أولاد حارتنا ) لأنه سخر فيها من الدين الإسلامي والأنبياء ، وضمنها الكثير من الإساءة للدين الإسلامي وتعزيز الإلحاد فقد انتهت الرواية بموت الله عزّ وجل الذي سماه باسم جبلاوي ، وقد تُرجمت إلى اللغة الإنجليزية وأخذت عنوانًا آخرًا مطابقاً لمضمونها وهو : موت الإله .
وهناك جائزة فرنسية كبرى لا تبتعد عن جائزة نوبل كثيرًا وهي جائزة ( الجونكور ) ، وقد نال هذه الجائزة الكاتب المغربي الطاهر بن جلون على روايته ( ليلة القدر ) التي صوّر فيها خسّة الرجل العربي ووقاحته وتخلفه ، مثل الصورة النمطيّة التي يريدها الغرب .
وقد سجل عدد من النقاد الغربيين - ومنهم أعضاء مانحين لجائزة نوبل - شهادات تقدير للكاتبة غادة السمان ، لأن أدبها مضاد لقيم المجتمع العربي المحافظ . مثلما نجد الاحتفاء بنماذج الانحراف في أدبنا المعاصر كأدونيس وغيره ممن يقوم أدبهم على محاربة العقيدة الإسلامية والسخرية منها .
ولذلك منح القائمون على جائزة نوبل هذه الجائزة للمنشق الصيني لياو تشياوبو لدرجة أن رئيس المفوضية الأوروبية هنأه على حصوله عليها ، وقد أفصح الدالاي لاما في بيان له سبب منحه للجائزة فقال " إن مكافأة جائزة نوبل هي اعتراف من المجتمع الدولي بالأصوات المتعالية لدى الشعب الصيني لدفع الصين باتجاه إصلاحات سياسية وقضائية ودستورية" وهذا يخدم المصالح الغربية والأمريكية لما سيؤول إليه الأمر بعد هذه الإصلاحات لو حصلت ، والغريب أن منحه لهذه الجائزة جاء وهو يقبع في سجون الصين في محاولة منها لتأجيج قضيته عالميًا وداخليًا لترويج أفكاره .
هذه هي حقيقة هذه الجائزة الهلامية التي قامت على تحقيق أهداف يهودية صليبية على حساب مصالح الشعوب وأديانهم .
المفضلات