أرامكو .. و«الباي باي آوت»
الاربعاء, 13 أكتوبر 2010
عبدالعزيز السويد
بعض موظفي شركة أرامكو السعودية هذه الأيام في حالة لا يحسدون عليها ، بعدما أبلغتهم الشركة بعرض التسريح «الباي آوت» ، أو «إنهاء الخدمة ، في مقابل منحة مالية لموظف لم تتوافر لديه شروط التقاعد المبكر، فَهِمَه المستهدف إبعادهم أنه «الباي باي آوت».
يبدو العرض للوهلة الأولى مغرياً، 36 راتباً ، إضافة إلى خمس سنوات علاج للموظف وزوجته وأولاده إذا وافق خلال المهلة ، أما إذا وافق بعدها تتبخر ميزة العلاج ، في حين إذا رفض يتم نقله إلى منطقة أخرى! تحجير لا يشير إلى وفاء من الشركة لموظفيها ، وللعرض تبعات ، فالموظفون المستهدفون لم يمضوا المدة النظامية المستحقة للتقاعد المبكر ليحصلوا على راتب تقاعدي ، وربما يخسر بعضهم ما اقتطع من راتبه للتأمينات إذا لم يبادر باستمرار التسديد من جيبه ، يضاف إلى هذا حصولهم على قروض للسكن ولا بد من تسديدها ، وبالتالي لن يخرج معظمهم إلا بالنزر اليسير جداً إذا وجد .
في مقابل هذا تتعاقد «أرامكو» مع شركات توفر موظفين «غير سعوديين» ، وهذه الصيغة التي انتشرت لدى البنوك والشركات الكبيرة وأخذت بها «أرامكو» وهي الشركة المملوكة للدولة تسهم في نتائج سلبية عدة ، إضافة إلى زيادة الاستقدام وإحلال غير المواطن مكان ابن البلد فهي لا توطن الخبرة ، هذه الصيغة تجب مراجعتها من الجهات المعنية ؛ لأن نتائجها على المدى الطويل بالغة الضرر .
لستُ ضد أن تقوم شركةٌ ما بالاستغناء «الاختياري لا القسري» عن بعض موظفيها ، شريطة ألا تكون بحاجة حقيقية إليهم، فلا تستقدم موظفين من الخارج بعقود مع شركات، أنشد العدل هنا وشيئاً من الوفاء ، بدلاً من التحجير بالشروط ، وأنبه إلى ضخ مزيد من العاطلين إلى سوق العمل .
إننا نكاد ننسى أن من الثمرات المنتظرة لإنشاء الشركات ودعمها هو توفير الفرص الوظيفية لأبناء البلد ، ولو كانت «أرامكو» شركة محتاجة أو في وضع مالي صعب لتم تفهم الأمر ، لكن - وهي على ما هي عليه مما هو معلوم - يصعب تقبل هذا التوجه ، من هنا ينتظر التدخل، فبعد استفحال موجة الاستغناء المتركزة على موظفين مواطنين في القطاع الخاص ، ها هي الموجة تجتاح شركة حكومية عملاقة .
.................................................. ...................
من الطبيعي أن يكونوا مستحقي التقاعد هم المستفيدين الأكبر ، لكن ما ذنب البقيه ؟؟!!!
الأخوة موظفي ارامكو أعتقد هم الأقرب للإدلاء بارائهم و إنطباعهم حول ما ذكره الكاتب ..
المفضلات