منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 26 من 26

الموضوع: المشروع التغريبي"كما يسميه السكران"

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    371

    المشروع التغريبي"كما يسميه السكران"

    المشروع التغريبي في السعودية

    في كل صبيحة يوم تتكشف تكتيكات المشروع التغريبي في السعودية أكثر وأكثر، وهو مشروع موزع بشكل جيد، ويملك أصحابه نفساً هادئاً وقدرات جيدة ومبهرة على إدارة الصراع، ليست القضية وليدة اليوم، القضية لها جذور ومحطات تاريخية، وجبهات يتم العمل عليها، سأحاول إلقاء الضوء وربط الخيوط ما أمكن.

    -الشخصيات المركزية:
    يكاد يتفق المراقبون على أن أهم شخصيتين عبقريتين أسستا للمشروع التغريبي في السعودية هما الراحلان: الشيخ عبدالعزيز التويجري (1918-2007) ، والدكتور غازي القصيبي (1940-2010)،أ
    رحمهما الله وعفا عنهما، وبينهما تركيبة مشتركة لافتة للانتباه فعلاً، فكلاهما عروبيان، وكلاهما أديبان بارعان، وكلاهما يحمل عداوة شديدة للاتجاه الإسلامي، وكلاهما يحظى بنفوذ سياسي اسثنائي أشبه بنائب الملك، فالقصيبي كان يد الملك فهد، والتويجري كان عين ويد وسائر جوارح الملك عبدالله.
    والأخيرة هي الأثر الذي يبحث عنه القائف.. فقد عمل الراحلان على تشييد المشروع التغريبي لا باعتماد (القلم) كما يفعل التغريبيون المثقفون، وإنما باعتماد (القرار) عبر التأثير على صانع القرار ذاته بشكل مباشر عبر المجالسة والمشاورة وتزكية شخصيات معينة الخ. وسنحاول الإشارة إلى شئ من جهودهما فيما يأتي.
    أشرنا للمشتركات بين الشخصيتين، وأما الفروق بينهما فمن أبرزها أن القصيبي رجل ساحر للجمهور، ولذلك تصفق له المنتديات والمؤتمرات، بخلاف الأستاذ عبدالعزيز التويجري فإنه داهية من دهاة العرب في التأثير على جلسائه، فلديه قدرات دبلوماسية مذهلة، وأعرف شاباً داعية ممن اعتقل أيام أزمة الخليج، فلما خرج استضافه بشكل شخصي الأستاذ عبدالعزيز التويجري عدة مرات، وما هي إلا أيام حتى تحول هذا الداعية الشاب إلى هارديسك آخر، وهذا الداعية الآن يحمل مشاعر نقمة شديدة تجاه الإسلاميين، ما السبب؟ السبب هو القدرات الخارقة للأستاذ عبدالعزيز التويجري في التأثير، خصوصاً في إشباع شهوة الجاه والتقدير في نفوس الناس.
    وبعد وفاة الأديب عبدالعزيز التويجري –رحمه الله- حلّ محله ابنه الأستاذ خالد التويجري وصار زمناً هو وغازي القصيبي (قبل مرضه) هما مركز التوجيه في البلد، ثم بعد مرض غازي ووفاته رحمه الله وعفا عنه؛ صار الأستاذ خالد هو الرقم الأهم في الديوان الملكي اليوم.
    والأستاذ خالد التويجري ورث مشروع والده، مع فارق كبير في القدرات بين الشخصيتين طبعاً، فالأستاذ خالد لا يملك الموروث الأدبي والدبلوماسي الذي يملكه والده، وقد كان الأستاذ عبدالعزيز التويجري يقول لولده خالد (إني أرى فيك شبابي) وقال له أيضاً: (إذا أردت أن تغير فلا تظهر في الإعلام) . ولذلك فقد عمل الأستاذ خالد بوصية والده، فلاتكاد تجد له صورة واحدة في الإعلام برغم مركزه السيادي النافذ، بل لما نشرت صحيفة حرف الالكترونية صورة له دمر الموقع مباشرة.

    استمرار الصراع

    استمر الصراع بين الإسلاميين وقيادات المشروع التغريبي، وكان على أشده أيام أزمة الخليج، وفي كل تلك المراحل كان الأمر سجال يدال عليهم ويدال على الإسلاميين، ولكن في مرحلة الملك عبدالله استطاع المشروع التغريبي تسديد أقوى ضرباته عبر صناعة الضباب الكثيف حول الملك عبدالله، وضرب الجمارك الفكرية حول عيون الملك فلا تصل له إلا صورة مصممة بشكل يدعم المشروع التغريبي، ويصور المخالفين على أنهم ضد التنمية وليسوا ضد التغريب، وساعد على صناعة الضباب حول الملك أن الملك عبدالله فيه طيبة وبساطة فطرية معروفة، فاستطاع المحيطون به منعه من التواصل المباشر مع كافة الأطياف الاجتماعية وكشف الحقيقة.
    ومن أوائل من أشار للضباب الكثيف الذي يحيط بالملك عبدالله الناقد التنموي د.محمد القنيبط في مقابلة شهيرة له في برنامج حديث الخليج بقناة الحرة حين قال (للأسف هناك ضباب كثيف حول الملك عبدالله).
    -التركيز على المرأة:

    يلاحظ المتابع للمشروع التغريبي أن هناك تركيزاً هائلاً جداً على ملف المرأة، فهناك إلحاح شديد على إنهاء بعض أحكام الشريعة حول المرأة المتعارضة مع الثقافة الغربية، مثل الاختلاط والحجاب وعلاقات الصداقة بين الجنسين ونحوها، يرى التغريبيون أنه حان الوقت لتجاوز أحكام القرآن المختصة بالمرأة مثل (وقرن في بيوتكن) ، (فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) ، (ولاتخضعن بالقول) ، (ولاتبرجن) ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) ، (لايحل لامرأة تؤمن بالله..) (إياكم والدخول على النساء) ، (طوفي من وراء الرجال) ، الخ ونحو هذه النصوص التي كن قرأها بشكل موضوعي متجرد باحث عن الحق لايشك أن مراد الله فيها هو التحفظ في العلاقة بين الجنسين، فهذا هو القدر المشترك بينها، وهذا هو "المقصد" لمن يبحث عن مقاصد الشريعة.
    المراد أن أصحاب المشروع التغريبي يرون أن فعلهم هذا ليس كراهة في القرآن والسنة، ولا جحداً لهذه النصوص، وإنما شعورٌ بأن أحكام القرآن والسنة المختصة بالمرأة إنما تناسب البيئة العربية التي وجد فيها محمد -صلى الله عليه وسلم- أما نحن اليوم في عصر الحداثة والتكنولوجيا فلا تناسب المرأة السعودية هذه الأحكام القرآنية النبوية المتحفظة في العلاقة بين الجنسين

    ومن هذه الجبهات التي فتحوها في ملف المرأة: خلط الشباب بالشابات في جامعة كاوست (نموذج من التعليم العالي) ، وخلط المعلمات بالصبيان في المراحل الأولية (نموذج من التعليم العام)، وتلاحظ أنهما عمليتان متعاكستان، واحدة من الأعلى والأخرى من الأسفل بهدف الالتقاء في المنتصف، التحضير لإخراج السعوديات في الأولمبيات الرياضية، برامج الكشافة للفتيات والرحلات والتدريب الخارجي المختلط، تكثيف حضور النساء السافرات في القنوات السعودية حتى كان بعض العامة يسمي قناة الإخبارية (المشغل) من كثرة النساء فيه، إقحام المرأة في مناصب نيابة الوزارة وما فيها من لقاءات غير لائقة بمسؤولين أجانب والتحضير لإدخالها في جلسات مجلس الوزراء، قرار امتهان الفتيات بوضعهن كاشيرات، لقاء الأمير خالد الفيصل بالطالبات الخريجات بشكل غير لائق، دفع الملك عبدالله للظهور في صور جماعية مع النساء ثم نشر الصورة لصناعة انطباع إيجابي بأن الملك داعم لهذه المشروعات التغريبية، الخ.
    -تغريب أحكام الكفار:

    يأتي في المرتبة الثانية بعد أحكام المرأة تغريب أحكام الكفار في كفر الكافر والبراءة منه والقتال ونحوها، فأما كفر الكافر فأغلب ما يدورون حوله هو إنكار (كفر من يجحد نبوة محمد) وقد أجمع أهل الإسلام في كل العصور والمذاهب على من أنكر نبوة محمد –صلى الله عليه وسلم- على أنه كافر تثبت له أحكام الكفار، فتراهم يقولون لك: اليهودي النصراني ونحوهم الذي يؤمن بالله ويعمل صالحاً مؤمن وليس بكافر (أي حتى لوكان كافراً بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم) وقد كتب هذا الرأي الذي يمثل ناقضاً من نواقض الإسلام في جريدة الرياض مرتين، وافتى فيها الشيخ البراك، ثم عرض هذه السنة وتم الترويج له في المسلسل الاجتماعي الشهير طاش ماطاش، وتشربه كثير من العامة والشباب غير المحصنين عقدياً.

    ومن وسائل ترويج تغريب أحكام الكفار مؤتمرات الحوار والتقارب بين الأديان التي صارت ترعى وتكثف لها الدعوات والتلميع الاعلامي.
    -ترقيق الدين بالخلافيات:

    هذه هي الملمح الثالث في المشروع التغريبي، فمن وسائل تحييد حاكمية النص الشرعي الاحتجاج بالخلاف على النص، فإذا أتى التغريبي من ينكر عليه شأناً ما، قال لك: "المسألة فيها خلاف"، وإذا أتى التغريبي يريد أن يتبنى نظرية غربية ما، وقلت له فيها العيوب الشرعية التالية، قال لك: "المسألة فيها خلاف"، وهكذا ضاعت فائدة النصوص لأنها صار يحكم عليها بالخلاف.



    الطريف في الأمر أن الله أنزل النصوص لتحكم على الخلاف، وهؤلاء يصنعون العكس، فيحكمون بالخلاف على النصوص، حيث يقول تعالى (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) [النساء 59]. ويقول تعالى (وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) [البقرة 213].

    فتلاحظ في هذه النصوص أن الله يجعل النص حاكماً على النزاع، وحاكماً على الخلاف، وهؤلاء قاموا بالعكس تماماً.

    ومن أوائل من نشر هذه الطريقة الشاذة ابوسعيد بن لب –رحمه الله وعفا عنه- الذي رد عليه الشاطبي في الموافقات، ثم ماتت هذه الطريقة ولله الحمد، يقول الشاطبي في الرد عليها:

    (فصل: وقد زاد هذا الأمر على قدر الكفاية؛ حتى صار "الخلاف في المسائل" معدوداً فى حجج الإباحة، ووقع فيما تقدم وتأخر من الزمان الاعتماد فى جواز الفعل على كونه مختلفاً فيه بين أهل العلم..، فربما وقع الإفتاء فى المسألة بالمنع؛ فيقال "لِمَ تمنع والمسألة مختلف فيها؟" فيجعل الخلاف حجة فى الجواز لمجرد كونها مختلفاً فيها، لا لدليل يدل على صحة مذهب الجواز، ولا لتقليد من هو أولى بالتقليد من القائل بالمنع، وهو عين الخطأ على الشريعة) [الموافقات، 5/92]
    ومن أهم ما في معالجة الشاطبي لهذه القضية إشارته إلى رقة الدين التي يسببها الاحتجاج بالخلافيات، كما يقول رحمه الله:

    (مما في اتباع "رخص المذاهب" من المفاسد: الانسلاخ من الدين بترك "اتباع الدليل" إلى "اتباع الخلاف"، وكالاستهانة بالدين إذ يصير بهذا الاعتبار سيالاً لا ينضبط) [الموافقات، 5/102]

    وهذه الطريقة، أعني الاحتجاج بالخلافيات على النصوص تشربها كثير من الشباب والعامة للأسف، وقد نجح التغريبيون في ترويجها نجاحاً مذهلاً.
    -الاستعانة بالفكر العلماني العربي:

    من أهم الأدوات التي استعان بها المشروع التغريبي السعودي محاولة استثمار الكتب والدراسات العلمانية العربية لتفكيك البنية السلفية وتقويض يقينياتها وإدخال الشكوك والارتيابات فيها، تمهيداً لتقبل الفكر التغريبي، وقد كان الأستاذ عبدالعزيز التويجري يستضيف عامة المفكرين العلمانيين العرب في مهرجان الجنادرية المشهور، وفي أوائل سنواته كان يحضره بعض الدعاة، وتثور بينهم وبين المفكرين العلمانيين مجادلات ساخنة، منها مداخلات للشيخ سعيد بن زعير وغيره.
    ثم أصبحت كتابات العلمانيين تدخل عبر معارض الكتب وخصوصاً مركز دراسات الوحدة العربية ودار الساقي والجمل ونحوها، وقد أقبل بعض الشباب على هذه الكتب وبنوا تصوراتهم عن السنة النبوية وأصول الفقه والتاريخ الإسلامي من خلال هذه الكتب التي هي إعادة إنتاج للاستشراق التقليدي (الفيلولوجي)، وخصوصاً أمثال دراسات جولدزيهر وشاخت وهنري كوربان ورينان ونحوهم، ويحتاج هذا ورقة خاصة لتوضيحه.
    المهم أن استضافة المفكرين العلمانيين العرب، والتقاؤهم بالشباب السعودي الغر على هامش تلك المؤتمرات، وقراءتهم لكتبهم، وبناؤهم تصوراتهم الشرعية من خلال كتب العلمانيين، كان له دور كبير جداً في صناعة عقليات شبابية صالحة لزراعة التغريب.
    -التشويه الإعلامي للعلماء والدعاة المعارضين للتغريب:

    من أهم أدوات المشروع التغريبي توجيه رؤساء التحرير لفتح المجال للكتّاب التغريبيين والمستخدمين لتشويه العلماء والدعاة المعارضين للمشروع التغريبي، وتلميع العلماء المتصالحين مع المشروع التغريبي، ولذلك تجد الصحفيين مطبقين على إسراف المديح على شخصيات دينية بعينها، في مقابل تشويه رموز فقهية ودعوية بعينها، كتشويههم للشيخ البراك واللحيدان والمنجد والأحمد ونحوهم، هذا التواطؤ على مديح شخصيات دينية بعينها، وذم شخصيات دينية أخرى لا يمكن تفسيره بتاتاً بكونه عرضاً واتفاقاً بل هو جزء من البرنامج قطعاً

    ومن أهم مدراء الكيانات الإعلامية المحنكين في إدارة المعركة: الأساتذة: تركي السديري، وعبدالرحمن الراشد، والوليد الابراهيم، وهم في الغالب لا يواجهون مباشرة بل يتحكمون بشكل غير مباشر في طريقة وصول الرسالة للمتلقي النهائي.

    -استعمال العلماء المتصالحين مع المشروع التغريبي:

    ثمة بعض الفضلاء من الدعاة كانوا في مرحلة أزمة الخليج خصوماً للدولة والإعلام الليبرالي، وبعد الاعتقال وصلوا إلى قناعة أنه لا يمكن مصارعة الدولة والإعلام الليبرالي، فتحولوا إلى مصالحة النظام السياسي والإعلام الليبرالي كلاهما، لكن تحولت سهامهم إلى السلفيين تدريجياً وبلا شعور منهم فيما أظن.

    هؤلاء الدعاة الفضلاء تم استعمالهم في تعزيز المشروع التغريبي وهم لا يشعرون، ولا أشك أنهم لو شعروا لنفروا إن شاء الله من ذلك، فهم أخيار في أنفسهم، المهم أنهم صاروا يقدمون تزكيات هائلة لرموز تغريبية كمديح غازي القصيبي وأنه نموذج يحتذى، والدفاع عن الجابري، والحكومات العلمانية كالنظام التونسي والليبي، وعمارة النفوس بتعظيم الغرب وأن أمريكا لن تسقط، في مقابل لمز الحركات الإسلامية، وسيد قطب، وحزب النهضة التونسي، وأنهم يسعون للسلطة، ولمز المحتسبين، بل وضع السلفيين في خانة الأعداء (شكراً أيها الأعداء)، وتمييع النصوص بالتخيير والتشهي في الخلافيات.

    ولذلك فإن المفتي بالأمس أرسل رسالة لا تخلو من تنبيه لاذع حول خطورة أن يقوم الإعلام الليبرالي باستغلال هذه الشخصيات الدينية لتزكيتها وتخفيف مشاعر النقمة تجاهها، كما يقول المفتي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ:

    (وإن كان الخروج –في القنوات- لأمور عادية، وقد يراها أصحاب القنوات بأنها تزكية لهم إذا خرج من هم أهل التقى والصلاح في قنواتهم، والواقع أن منهجهم وبرامجهم غير سليمة؛ فلا ينبغي أن نعطيهم تزكية بخروجنا معهم) [الشرق الأوسط، 6سبتمبر2010]

    وأنا واثق إن شاء الله أن هؤلاء الأخيار سيتنبهون للدور الخطير الذي يضعهم فيه الإعلام الليبرالي ويدفعهم له ويطريهم ويثني عليهم، ولذلك تجد الأستاذ الوليد الابراهيم يختار وقت الذروة لبرامج رموز دينية معينة لأنه يعلم جيداً أنها توفر أجواء غير عدائية لمشروعه التغريبي، ولوكانت هذه البرامج تهدد التغريب لما دعمها وحرص عليها ووضعها في أغلى الأوقات.
    -التغريب السياسي:

    وثمة بعض الفضلاء من الاسلاميين المهتمين بالبعد السياسي في النهضة، أكثرهم فاضل في نفسه وصادق في البحث عن مخرج؛ ولكنهم انجرفوا بلا وعي في التغريب السياسي، فصاروا ينادون بالديمقراطية والحرية (الحرية هي ترجمة الليبرالية أصلاً!)، وحجتهم في ذلك أن التغريب إنما هو بسبب الفساد السياسي، ولا يمكن مواجهة الفساد السياسي إلا بالديمقراطية، وهذه الحجة تحتاج لقراءة هادئة احتراماً لصدق أصحابها، فالمقدمة الأولى منها مقدمة صحيحة جزئياً، وهو أن من أهم أسباب التغريب جوانب القصور في نظام الحكم، ولكن الحل ليس هو بالديمقراطية والحرية التغريبية، فإن التغريب لا يواجه بالتغريب، وإنما يواجه بالشريعة، والفساد السياسي يواجه بالسياسة الشرعية، والسياسة الشرعية تتضمن أموراً كثيرة منها (العدل في الحكم، وتولية الأكفاء، والشورى، ومحاسبة الولاة، واستقلال القضاء، الخ)

    وهؤلاء الفضلاء صاروا ينادون بالحرية، ويجعلون من معناها (حق أهل الضلال في نشر ضلالهم) وهذه حرية تغريبية وليست حرية شرعية، ومن حججهم التي يقولونها: أن الإسلاميين إن دعوا للتضييق على أهل الضلال فسيكونون هم أول ضحية، وأن الإسلاميين لم يضيق عليهم إلا لأنهم لم يطالبوا بالحرية.
    ونحن نحتاج هاهنا أن نناقش هذه بهدوء، لأن بعض من يقولها صادق في طلب الحق إن شاء الله، فالحقيقة أن من يقول هذه الحجة غفل عن أن المعيار في القضايا الشرعية ليست هي المصالح الشخصية، بل الشريعة، والشريعة جاءت بحكمين متوازيين: التمكين للعلماء والمفكرين والأدباء الخ من نشر علومهم وآرائهم، ومنع أو معاقبة من يخرج على الشريعة منهم. فلا يصح أن نطالب بالجزء الأول ونترك الثاني بحجة أننا حتى لا نكون ضحية، هذا تفكير يصلح في برنامج سياسي وليس تفكيراً منطلقاً من الالتزام بالشريعة.

    ولذلك فسائر أئمة الإسلام الكبار طالبوا بمنع المضلين ومعاقبة من لايرتدع إلا بالعقوبة، مع كون هؤلاء الأئمة –أيضاً- كانوا ضحايا للسلطة كسعيد بن المسيب ومالك وسفيان الثوري وأبي حنيفة وأحمد وابن تيمية وغيرهم، وقد ساق المؤرخ ابوالعرب (ت333هـ) في كتابه المحن عجائب من ابتلاء أئمة السلف، فكل هؤلاء تعرضوا لاضطهاد السلاطين ولم يمنعهم ذلك أن يطالبوا بمنع المضلين، بسبب كون أئمة السلف موضوعيين علميين في نظرهم في الشريعة وليسوا سياسيين يفكرون بحرياتهم الشخصية، فهل يسوغ أن نقول طبقاً لمنطقكم هذا: إن ما أصاب ابن المسيب ومالك وأحمد وابن تيمية ونحوهم إنما هو بسبب دعوتهم لمعاقبة المبتدع ومنعه فكان هؤلاء الأئمة هم أول الضحايا؟ هل يسوغ هذا في نفس رجل يحب الله ورسوله وأئمة السلف؟!
    المهم أن هؤلاء الاسلاميين المعنيين بالقضية السياسية صاروا ينزعون إلى التغريب السياسي بلا شعور منهم عبر الترويج للديمقراطية والحرية التغريبية، بل وإدمان المديح للغرب، وإدمان المديح للغرب ليس مجرد خلل (فكري)، بل هو إخلال (عقدي) بأصل من أصول أهل السنة وهو وجوب اعتقاد (خيرية واجتباء هذه الأمة على سائر الأمم) كما قال تعالى (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) [آل عمران، 110].

    وبين الله اجتباء هذه الأمة في قوله (هُوَ اجْتَبَاكُمْ) [الحج 78].

    بل وجعل تعالى هذه الأمة شاهدة على الناس بسبب حبه وتعظيمه لها جل وعلا كما قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) [البقرة: 143]

    والمراد أن من يغالي في مديح الغرب وشتم هذه الأمة المسلمة فقد انتهك أصلاً عقدياً من أصول أهل السنة وهو وجوب اعتقاد فضل وخيرية واجتباء هذه الأمة على سائر الأمم، وهذا لا يخالف الثناء الجزئي على أمر جزئي معين، كقوله تعالى (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [الروم:7] ومع أنها سيقت في معرض الذم! لكنها تضمنت ثناء جزئياً.


    يتبع...........
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    26-Apr-2002
    المشاركات
    361
    جميل أن يعرف الانسان مايدور حوله.

    ولكن من هو السكران؟
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    26-Oct-2005
    المشاركات
    1,084
    يتبع...........
    وين بقية المقال
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    8-Nov-2007
    المشاركات
    1,157
    ابوعمر ... كاتب قنبله ... بعثر قبائل وفروخ بني علمان وتركهم في حالة يرثى لها
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    2-Nov-2005
    المشاركات
    2,956

    Talking

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزوز مشاهدة المشاركة
    جميل أن يعرف الانسان مايدور حوله.

    ولكن من هو السكران؟
    يبدو انه ابراهيم السكران .. كان مستشرق وأسلم ..
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    11-May-2005
    المشاركات
    217
    خالد التويجري واحد من اصل ثلاثة يتحكمون في اصدار المراسم الملكية..... وهم على سبيل المثال من يختار الوزير ...والملك فقط يوقع....للاسف هذا هو الواقع
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    11-May-2005
    المشاركات
    217
    محمد الطبيشي (احد الثلاثة)
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    20-Jun-2005
    المشاركات
    9,251
    استمرار الصراع


    استمر الصراع بين الإسلاميين وقيادات المشروع التغريبي، وكان على أشده أيام أزمة الخليج، وفي كل تلك المراحل كان الأمر سجال يدال عليهم ويدال على الإسلاميين، ولكن في مرحلة الملك عبدالله استطاع المشروع التغريبي تسديد أقوى ضرباته عبر صناعة الضباب الكثيف حول الملك عبدالله، وضرب الجمارك الفكرية حول عيون الملك فلا تصل له إلا صورة مصممة بشكل يدعم المشروع التغريبي، ويصور المخالفين على أنهم ضد التنمية وليسوا ضد التغريب، وساعد على صناعة الضباب حول الملك أن الملك عبدالله فيه طيبة وبساطة فطرية معروفة، فاستطاع المحيطون به منعه من التواصل المباشر مع كافة الأطياف الاجتماعية وكشف الحقيقة

    لاجديد تهميش دور الملك عبدالله ووصفه بأنه لايعلم عن احوال المواطنين
    او ماذا يجرى وهذا الجبن بعينه والضباب الكثيف للهروب من المسؤوليه عند
    المسأله فالشجاعه ليست فى مهاجمة الاموات وتحميلهم دم عثمان ,
    الشيخ التويجرى والدكتور القصيبى رحمهم الله لهم ايادى بيضاء فى خدمة وطنهم ولن يؤثر عليهم ثرثرة السكران ومحاولة اقناع العامه بأنهم الملوك
    وربما محاولة اثارة الامراء الكبار عليهم رغم وفاتهم وايهام العامه بانهم
    الكل فى الكل ,
    اين تأثير الامير سلطان او الامير نايف والامير سلمان والامير سعود الفيصل وغيرهم من الامراء اصحاب النفوذ ام ان الكاتب نسى انه يخاطب
    الشعب السعودى الذى لايجهله مايحدث فى الوطن وتخيل انه يخاطب الشعب
    الايطالى الذى يستطيع تمرير سوء اخلاقه وقلة ادبه بمهاجمة الاموات
    واصباغ صفة الغباء على اولاياء الآمر ,
    على العموم موضوعه وطريقة طرحه لاتختلف عن منهج الشيخ يوسف الاحمد وطيب الذكر الذى افتى العام الماضى بأن من يشاهد ام بى سى
    ديوث دون مراعاة لمشاعر الملايين من المسلمين وهو مادرج عليه الكاتب
    السكران وغيره ممن يسعون للشهره باساليب مشوهه ومتناقضه
    والى يبى يفهمنى ان الملك مايدرى عن مايحدث ومعه اولاياء الامر
    النائب الاول والنائب الثانى وحدد مايحدث بأنه من سلطة الاموات
    اقول له كفى تهريج واستغباء عبادالله بمنطق اقل مايقال عليه
    انه مفلس ويعانى من صدمه لم يستوعبها عقله بعد ان اتجهت
    الدوله حفظها الله الى حماية المواطنين من امثال اخونا السكران
    وغيره ممن يغردون خارج السرب وكأنهم اوصياء الله على خلقه
    فالذى يحكم ان هناك ضباب كثيف على الملك فأنه بسهوله يستطيع ان يحكم
    بأن المواطنين مغفلين وجهلاء ,
    الحمد لله ان امثال هذا الكاتب حده المنتديات فهو ومن سار فى طريقه
    تجدهم خارج السرب يغردون ولافى يدهم حل وربط وهذا من فضل رب العزه
    والجلال فحدودهم منتديات الانترنت التى تزخر بالطالح والصالح
    وتكثر فيه خفافيش الظلام والتخلف ,
    رأى شخصى والله اعلم
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    8-Nov-2007
    المشاركات
    1,157
    جزى الله الكاتب الفاضل ابراهيم السكران كل خير

    وحفظه الله من دسائس فروخ بني ليبرال

    الذين يريدون ان يسكتو ويكممو افواه

    المصلحين الحقيقيين
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    3-Jul-2005
    المشاركات
    1,409
    المقال لا يتكلم من فراغ فمشروع التغريب في المملكه العربيه السعوديه وفي دول الخليج واقع يعيشه ويشاهده الجميع ويعاني منه من في قلبه ايمان وخشيه لله رب العالمين ( انما يخشى الله من عباده العلماء ) وبالنسبه للاعبون في هذا المشروع المريب فهم كثر وتتبدل ادوارهم المكشوفه بحسب الظروف والاهداف المرحليه

    ففي البخاري عن حذيفة بن اليمان قلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ فقال: نعم، قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير ؟؟ قال: نعم وفيه دخن . قلت: وما دخنه ؟ قال: قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر، قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا .... الحديث "

    ***************

    دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها 0 فهم من بني جلدتنا ( من بني قومنا ) ويتكلمون بألسنتنا ( بلغتنا )

    **************
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    14-Nov-2007
    المشاركات
    868
    الملاحظ ان هناك صراعات قد ينتج منها تقسيم المملكة مستقبلا "صوريا" على اساس عقائدي او مذهبي.
    القصيم وما جاورها.. تشدد اصولي طالباني
    القطيف وما جاورها تشدد صفوي
    باقي المملكه امة وسط
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    1-Apr-2003
    الدولة
    عجمان
    المشاركات
    93
    جميل أن يعرف الانسان مايدور حوله
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    371
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ranger مشاهدة المشاركة
    الملاحظ ان هناك صراعات قد ينتج منها تقسيم المملكة مستقبلا "صوريا" على اساس عقائدي او مذهبي.
    القصيم وما جاورها.. تشدد اصولي طالباني
    القطيف وما جاورها تشدد صفوي
    باقي المملكه امة وسط
    أنت تحلم! المملكه كيان واحد شمالها وغربها شرقها وجنوبها
    ولا فرق بين القطيف وعرعر وعسير........\
    والكتاب على اختلاف ميولهم وثقافاتهم يتفقون على وحدة الأرض
    ويبقى لكل رأيه في المشروع الاصلاحي أو التوجه العام للدوله
    أو توزيع المناصب وغيرها.
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    2-Nov-2005
    المشاركات
    2,956
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ranger مشاهدة المشاركة
    الملاحظ ان هناك صراعات قد ينتج منها تقسيم المملكة مستقبلا "صوريا" على اساس عقائدي او مذهبي.
    القصيم وما جاورها.. تشدد اصولي طالباني
    القطيف وما جاورها تشدد صفوي
    باقي المملكه امة وسط
    خذ العلم .. سترى مستقبلا ثلاث دول فقط من الست الخليجيه ..
    والاسباب اقتصاديه .. اجتماعيه .. مناخيه ..

    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    18-Jun-2005
    المشاركات
    6,999
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سكوري مشاهدة المشاركة
    خذ العلم .. سترى مستقبلا ثلاث دول فقط من الست الخليجيه ..
    والاسباب اقتصاديه .. اجتماعيه .. مناخيه ..

    :d

    ـ انت تقصد ما قاله النفيسي
    ـ لن يبقى الا ثلاث دول
    ـ السعودية واليمن وعمان
    ـ او معلومة اخرى نجهلها !!
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    371
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جراند مشاهدة المشاركة
    ـ انت تقصد ما قاله النفيسي
    ـ لن يبقى الا ثلاث دول
    ـ السعودية واليمن وعمان
    ـ او معلومة اخرى نجهلها !!
    لا تصدق كل ماتقرأ بل حكم بعقلك ماتقرأ...
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    1-Oct-2002
    المشاركات
    1,917

    قراءة شرعية في تنظيم الفتوى والاحتساب

    اطلعتُ على العديد من الكتابات والإشادات بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز القاضي بتنظيم الفتوى والاحتساب، التي نوه بها عدد من الفعاليات الشرعية الحكومية والأهلية وحشد من أفراد العلماء وطلبة العلم داخل المملكة وخارجها، وكذلك على ما أشار إليه الجميع من أن التوجيه الملكي يحفل بالمعاني والمضامين، وأنه جاء وفق تطلعات المؤسسات العلمية والبحثية والمجامع الفقهية منذ سنين، وعلى الأخص مجمع الفقه الإسلامي برابطة العالم الإسلامي، ومجمع الفقه الإسلامي بمنظمة المؤتمر الإسلامي، بل وفق ما توصلت إليه هيئة كبار العلماء في المملكة قبل أشهر عدة من اقتراح ضبط الفتوى بآلية شرعية.
    وفي تضاعيف الأمر الملكي دلالات وأبعاد توخت مصلحة البلاد والعباد، جرى التصدي لها بقرار سياسي حاسم؛ أداء للواجب الشرعي والوطني، وتحقيقاً لمناشدات أهل العلم والمجامع العلمية منذ أمد، مؤسسين مطالباتهم على نصوص الشريعة ومقاصدها الجليلة، وبيان أهل العلم، ويطلبون من ولاة الأمر اليقظة والغيرة على حرمة الشرع.

    والمتأمل في الأمر الملكي يجده تأسس على تلك الأصول والمقاصد التي جاءت بحفظ الدين، وضرورة الاحتساب على الفتيا ممن زكى نفسه وتصدر لها، وَحَسِبَ أن منعه حتى يثبت تأهله بقرار من مرجع الفتوى "سماحة المفتي" هو حجر على أهل العلم، وحسب أن ضبط الاحتساب وتفويت الفرصة على قُطّاع الطريق ممن لم يقنع بجهاز الحسبة وقدح في اضطلاع رجاله بمسؤولياتهم الشرعية هو لإسقاط شعيرة الحسبة، وذلك في تجاهل ومكابرة لجهاز مؤسسيّ هو أول من دافع عنه في السابق، وحَمَل على من يريد النيل منه، وإضعاف هيبته في النفوس؛ ليأتي القرار السياسي من منطلقاته الشرعية التي تأسس عليها كيانه، بتعزيز هذا الدور، واحترام رجاله، وعدم التشكيك في صدقهم ونصحهم ونهوضهم بمسؤولياتهم على أكمل وجه، وأن جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما تأسس إلا لتكونَ أمور الدولة الشرعية ضمن سياج مؤسسي يحظى بتقدير وارتياح الجميع، ومن رغب في الاحتساب فليكن ضمن سلكه، ولن يعدم الترحيب به ما دام على جادة الحق والسبيل التي سار عليها الجهاز منذ نشأ، غير أن هناك من يمتهن الإرجاف لحظوظ نفس، أو سوء تدبير، ممن ألمح إليهم الأمر الملكي بقوله: "ومنهم من يكتب عرائض الاحتساب للمسؤولين فيما بينه وبينهم، كما هو أدب الإسلام، ثم يعلن عنها ـ على رؤوس الأشهاد ـ ليهتك ما ستر الله عليه من نية، أو سوء تدبير على إحسان الظن به"، وما أكثر هؤلاء - وهم في تناقض عجيب - المزكين لجهاز الحسبة ورجالها، بل استحال هذا العنصر الغريب في الآونة الأخيرة (بعد الانفتاح على الفضائيات والإنترنت) إلى سيل منهمر، كلٌ منهم يتلقف الناس، ويجلبهم إلى ساقيته وشربه، لم يُبق في الإجلاب والطلب إلا تصفيق النساء، وصفير السفهاء، وما أسعدهم بالرد عليهم في سجال يخرجون منه بنتيجة واحدة هي: "الشهرة والتصدر وخالفْ تُذكر"، وإن كانت الحال منطوية على ريبة، وتلاعب بمصالح الأمة في جلبة وتهاتر، يجمعهم عليها طبل، وتفرقهم عصا، حتى غالط بعضهم، مشيراً إلى أن ملامة الأمر الملكي على مَنْ يُعلن للملأ احتسابه هاتكاً لستر الله عليه، إنما هو ستر الاحتساب، متجاهلاً أن الهتك لما ينطوي عليه من نية بسبب إشهار احتسابه عما كاتب فيه المحتسب عليه (فيما بينه وبينه من مناصحة)، كما هو ظاهر سياق الأمر.

    وغالطَ أخرى في كونها قضية عين، في حين أنها تمثل غالب ما تعج به بيانات لفيف المحتسبين ليس على أشخاص معينين، بل على هيئة الاحتساب نفسها؛ قدحاً وهمزاً ولمزاً على دورها وتخاذلها كما ينطبق به لسان حال كل من غره جهله وحلم الدولة عليه، وعلى الجانب الآخر لو نال أحد من جهاز الحسبة لجاءت نبرة استهداف شعيرة الحسبة ممثلة في جهازها.

    لقد كان فارس المعقول والمنقول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ شديد الإنكار على من يفتي الناس وليس بأهل، حتى إنه كان يحتسب عليهم ويَزَعُهُم عن هذا التكلف، فلما قال له أحدهم: «أَجُعِلْتَ محتسباً على الفتوى؟ قال له: يكون على الخبازين والطباخين محتسبٌ ولا يكون على الفتوى محتسب؟".
    وفي مثله يقول ربيعة (الرأي) بن أبي عبدالرحمن - شيخ الإمام مالك: "لَبَعْضُ من يفتي هاهنا أحقُّ بالسجن من السُّرَّاق"، وقد أورد ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله أن رجلاً دخل على ربيعة وهو يبكي فقال: ما يبكيك - وارتاع لبكائه - أدخلت عليك مصيبة؟ فقال: لا، ولكن "استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم".
    وكل مفتٍ عناه شيخ الإسلام وربيعة الرأي له في زمننا نظير كشف عن غطائه بعدما شخص بصره على مسمع إرعاد وإبراق البينات والزبر التي أنارت نصوص الأمر الملكي، على أن الأمر بتنظيم الفتوى لم يحجر الفتوى على أحد، ولم يقصرها على هيئة كبار العلماء فحسب، بل فتح الأمر لكن بآلته وأهليته، وحجر على من زكوا أنفسهم وحسبوا أنهم على شيء، وتهافتوا على الفتوى بعد أن كان أهل الإسلام من الأئمة الأعلام يتدافعونها، مستصحبين: "أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم على النار".
    وقد لبَّس بعضهم وغالط بأن شيخ الإسلام ابن تيمية أفتى بالرغم من منعه، ونسي بأن الأمر الملكي فتح المجال للفتاوى الخاصة غير المعلنة ولم يمنعها، ولم يتصدر شيخ الإسلام منصب المفتي ويحل محل السبكي وينتحل صفته في زمنه، بل كانت رسائل وكتابات يوجهها لمن سأله، يقول ـ رحمه الله ـ: (يجيئني الرجل المسترشد المستفتي بما أنزل الله على رسوله فيسألني مع بعده، وهو محترق على طلب الهدى، أفيسعني في ديني أن أكتمه العلم؟!)، وهذا يدل على أنها كانت بينه وبين السائل، وللسائل أن ينفع بها غيره، وهكذا انتشر علمه، فلما كانت فتاواه نافعة ومسددة حفظها الله في الصدور والسطور، وكل هذا لم يمنع منه الأمر الملكي، وكيف يمنعه وقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}، وقال نبينا صلى الله عليه وسلم: "من سئل من علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة"، وكيف يمنعه وقد اتفقت الأمة على أن المسلم لا يمنع من سؤال من يرتضيه في دينه.

    وغير خافٍ أن الأمر الملكي لم يحمل الناس في الفتوى العامة على مذهب معين، بل على جمع من أهل العلم ثبتت كفايتهم وأهليتهم للفتوى بمختلف اجتهاداتهم، بقرار من يملك آلية ذلك، وهو المفتي؛ وبالتالي لا وجه لما شغب به البعض من قول شيخ الإسلام: "وولي الأمر إن عرف ما جاء به الكتاب والسنة حكم بين الناس به، وإن لم يعرفه وأمكنه أن يعلم ما يقول هذا وما يقول هذا حتى يعرف الحق حكم به، وإن لم يمكنه لا هذا ولا هذا ترك المسلمين على ما هم عليه، كل يعبد الله على حسب اجتهاده؛ وليس له أن يلزم أحداً بقبول قول غيره وإن كان حاكمًا، وإذا خرج ولاة الأمور عن هذا فقد حكموا بغير ما أنزل الله ووقع بأسهم بينهم، وهذا من أعظم أسباب تغيير الدول"، وفي معناه قول أهل العلم: "لا يختص الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بأصحاب الولايات، بل ذلك جائز لآحاد المسلمين، قال إمام الحرمين: والدليل عليه إجماع المسلمين، فإن غير الولاة في الصدر الأول والعصر الذي يليه كانوا يأمرون الولاة بالمعروف وينهونهم عن المنكر، مع تقرير المسلمين إياهم، وترك توبيخهم على التشاغل بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من غير ولاية"، وهو قول صحيح، لكن متى ما نظم ولي الأمر الأمور، وسد الحاجة برجال الحسبة، وكثرت قالة السوء وأهل الشغب والمهاترات، واختلط الطالح بالصالح، والمسيء بالمحسن، وكل قال "أنا أهل للفتيا وللاحتساب"، وأجاز نفسه في شؤون رُتبت أمورها، وللتساهل فيها تبعاتها، في خضم تعقد الأمور، وانتظام ترتيبات شؤون الدولة كافة، متى صار ذلك ورأى ولي الأمر أن من مصلحة الأمة وصلاح الحال الاكتفاء برجال حسبته جاز له ذلك، ولاسيما أن الفتيا والحسبة من فروض الكفايات، خاصة وقد تشبع الناس بعدم قبولهم الاحتساب عليهم إلا من جهات الدولة، وإلا صار اللغط، بل والفتنة والقتل، وصار شيء من هذا، وهذا.

    وإذا كان رجال الحسبة وهم أصحاب ولاية رسمية ومعهم الجند يكابدون اللأواء والشدة مع كثير من الفساق، وتحصل المواجهة معهم، فكيف بأفراد المحتسبين.
    وليت بعض المحتسبين استفاد في هذا من قوله: "فبإجماع الباحثين في العلوم السياسية أن دولة النظام من أهم مؤشرات النضج السياسي، وليس من مصلحتنا جميعاً أن تصبح الأمور فوضى"، لكنه لم يستفد من هذا النص؛ لأنه أتى به في سياق آخر، وما علم أنه سيؤخذ به من ترقوته، وهذا لعمري لا يخلو من غفلة أو تغافل، والنصوص والنظريات تحضر وتغيب، والله الموعد.

    وقد جاء المحتسب بالنص في معرض التهديد بعدم تنفيذ الأمر الملكي، لكن الله أراد أن يوقعه به في دلالة أخرى هي أحرى به، ثم هو لهلاميات وساوسه وظنونه يقول:"ثم إن القرار لا ثمرة له عملياً، ولنأخذ مثالاً على ذلك: لنفترض أنه أنشئت جامعة أخرى مختلطة على غرار كاوست، وتهيب المرخص لهم بالفتيا من الفتيا خوفاً من أن تسحب رخصهم، فها هنا يجب على غير المرخص لهم من أهل العلم أن يصدعوا بالحق، وعليه فإن فكرة هذا القرار لا فائدة لها عملياً في تقييد العلماء المستقلين"، وهذا من ظنه السيئ بعشرين عالماً يفتون حالياً، ومن سيرخص لهم بأمر سماحة المفتي إن شاء الله، فعنده أن كل مرخص له يحتمل أنه لن يجرؤ على الصدع بالحق وكأن شرط الرخصة الخور وخفر الذمة، أما من لم يرخص له فهو في فسحة وسعة وعليه فعدم الترخيص أبرأ للذمة وأثبت للجنان.
    على خلاف معه في موضوع كاوست وهل اختلاطها اختلاط منكر؟ أم هي جامعة علمية للدراسات العليا ليس فيها إلا مخابر ومعامل، نظير ما في المشافي الحكومية والأهلية على قدم المساواة، ولنا أن نسأل صاحبنا: هل استطببت في مشفى؟ وهل كان مختلطاً؟ وإذا كان ذلك فهل جاز لك الدخول في "معاطن" اختلاط، وهل أنكرت على الجميع وعلا صوتك وانتفخت أوداجك منكراً على الجميع اختلاطهم، وهل كان قبل الاستطباب أو بعده؟ وهل استخدمت عمالة في بيتك؟ فإن لم تكن فهلا أنكرت على الأمة ما ابتليت به من استقدام الخدم واختلاطهم في البيوت على مدار الساعة، وليس ساعة أو ساعتين أو ثلاثاً، وهلا أصدرت في هذا بيانات التحذير، وهل طافت النساء خلف الرجال تحت جدار الكعبة؟ إن كان ذلك فهل هو اختلاط أم لا؟ فإن لم يكن قال لك الآخر سوف أجمع النساء والرجال في مشهد واحد وسأفصل بينهم في محاضرة مثلاً أو غيرها، فما جوابك؟ لتعلم أن شأن الاختلاط زلت فيه أقدام بين مفرط ومفرط، ودين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه.
    ثم بعد هذا يندب على إغلاق بعض المواقع والمحطات الفضائية وينسى أن مناكفة ولي الأمر وتحدي أمره السلطاني بما في ذلك من أبعاد وخطورة هو السبب، وأن هؤلاء الصبية لم يسعهم ما وسع غيرهم، وفي شرع الله نصوص توجب حسم أمرهم إن تجاوزوا الحد بعد الإغلاق.

    لقد كانوا في السابق هم أول منادٍ بضبط الفتوى عندما تكلم المشايخ العبيكان والغامدي والكلباني في بعض القضايا، ولما صدر الأمر الملكي وشملهم الأمر تحولت الحال.

    ثم يمضي حامي الوطيس خالي الوفاض متكلفاً في الاعتذار عن أهل الشغب في تصرفاتهم، ويصور حال الأمة وكأنها تسير برعاية قناة متطرفة أو جوال متطفل، مع أن الأمر الملكي جاء ليحمي البيضة، ويوحِّد الكلمة، ويقضي على القيل والقال واللغط، صوناً للدين، ورعاية لأهل العلم والإيمان، حتى وصفهم بقوله:"حملة الشريعة وحراسها" واعتز بهم.

    وهو يكثر الاستطراد في النقول وفي إزائها نقول أخرى تتقاطع معها لا يوردها، وما أزفت عقولنا وأسأنا لكثير من قضايانا الشرعية إلا بنقل نصوص قديمة قيلت في زمن فائت له ظروفه، ثم تورد حالاً للعمل بها، ومن نُقل عنهم هم من قرر قاعدة تغير الأحكام بتغير الأزمنة والأمكنة والأحوال والعوائد.

    ومن عجب نقله عن علماء لا يرتضي مذهبهم كما فعل مع أبي حامد الغزالي، ولو نقل المخالف عنه لنال منه ولم يُبق ولم يذر على الناقل والمنقول وصاحبه، وهكذا تزدوج المعايير، وتستدعى النصوص عند الحاجة، ويترك ما سواها عند عدم الحاجة، وتعظم المصيبة عندما يسير مع مجازفات قلمه ويستدل في هذا بأدلة قول الحق عند السلطان الجائر، وكأن متطفلي الفتوى ومزكي أنفسهم حالهم مع ولاة أمرهم حال من وُلِّي عليهم سلطان على وصفه، ولا شك أن هذا من منكر القول وزوره، ومن جازف به تعين تأديبه وتهذيبه.
    على أن بعض أهل العلم تحفظ على اجتهاد شيخ الإسلام آنف الذكر، وهو بشر ـ رحمه الله - لا عصمة له، وبعض الناس يسوق كلام بعض أهل العلم وكأنها نصوص شرعية محكمة، بل إنه يجادل في النص الشرعي ولا يجادل في قول العالم، وقول شيخ الإسلام وغيره يحتج له ولا يحتج به، ومن فتاواه وترجيحاته ما خالفه فيه أئمة الدعوة.

    ومتى أمر ولي الأمر أياً من الناس (عالماً أو غيره) بالسكوت ولزوم البيوت لم يسعه إلا ذلك، وهو في عافية وذمته بريئة، وقد ناقش بعض أهل العلم شيخ الإسلام في إصراره على الفتوى بعد منعه مع أنها - كما ذكرنا - بينه وبين المستفتي، وليست عامة، في حين نجد أن الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ قال في مناقشته لمن شغب على ولي الأمر بإنشاء لجنة خاصة لحقوق الإنسان دون إذن وبمكابرة ومنازعة لولي الأمر بدعوى قول كلمة الحق، قال ـ أجزل الله مثوبته ـ منكراً عليهم: "لو قال لي ولي الأمر اسكت والزم بيتك لفعلت"، قال هذا وهو وتد من أوتاد العلم، يفتي وينصح ويرشد منذ عقود، وهو محل الرضا وملء السمع والبصر لدى الخاص والعام، لكن المشاغب نقل عن العلامة ابن عثيمين ما يريده، في معنى تكلَّف في الاستدلال به وترك هذا القول؛ لأنه ينسف مقالته ويأتي عليها من القواعد، ولا يوافق أساليب التنفيس التي يطالب بها.

    ولنا أن نسأله: هل ما تفعله خارج أمر ولي أمرك إبراء للذمة أو للتنفيس؟ فإن كان الأول فذمتك بريئة ويسعك ما وسع غيرك، وفيمن اختير لمهمة الفتوى والاحتساب خيرٌ عظيم وسد لهذا الثغر، وإن كان للتنفيس فليس على حساب السمع والطاعة والأمن واستقرار الحال وفتنة الناس وإلهاب الأغرار والسذج وإغراء الآخرين بمناجزة الأوامر السلطانية، وللحالات النفسية علاج غير الشغب على الأمة، ثم هو يستبق ويرجم بالغيب عما سيكون من الإعلام وغيره في ركام ظنونه السيئة من هلامية المد التغريبي من أمريكا وأوروبا والمد التشريقي من الصين واليابان، وكأننا بين فكي كماشة، وفي إحن ومحن، ورعد وبرق، ولا نرى إلا سحابة الدين تطير فوق رؤوسنا بفعل الرياح العاصفات، وفساد الناس، وذوبان الدين، وتكالب الأعداء وخور العلماء، والبقية لا يكملها إلا ألفية، تتقطع ألماً، وتتفطر كمداً وتسيل دمعاً ودماً.

    أعود فأقول:
    لقد كان سلف الأمة يُختبرون للفتوى، حتى إذا حصل الاطمئنان على الأهلية أذنوا بالإفتاء. أورد أبو الحسن الماوردي أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - مرّ بالحسن البصري وهو يتكلم على الناس، فاختبره فقال له: "ما عماد الدين؟ فقال: الورع. قال: فما آفته؟ قال: الطمع. قال: تكلم الآن إن شئت".
    وعلى مرأى ومسمع نرى في الآونة الأخيرة سوقاً للفتوى والاحتساب راجت بالغش والمزايدة والتدليس والتلبيس، سمسارها كل محترق لاهث على فتنة التصدر والشهرة، يعرف في لحن قوله، وإكثاره، وتنطعه، ومشاغبته، وإشهاره للنصائح الخاصة، فمن مبيح للاختلاط جملة وتفصيلاً، ومن محرّم له جملة وتفصيلاً، راداً ومردوداً عليه، في مواجهات لا تني ولا تنقطع، والحلقة المفقودة العقل والنقل، ليقع الأول في صور من الاختلاط لا تجيزها فطرة مسلم في قلبه شيمة أو حياء فضلاً عن الشرع والديانة، ويقع الآخر في تناقضات يباشرها في ليله ونهاره دون تقرير ولا تحرير للمسألة، والعلم جمع وفرق وسبر وتقسيم، ومن التحرير التثبت في الاستدلال حتى لا يرتد الدليل على التقرير، ومن مجيز للغناء ولو بفحشه ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً، وهو يعلم على القول بترجيحه لرأي من استدعى فتواهم من مجيزي الغناء وآلات الطرب أنهم لا يرتضون الصور المعاصرة بمجونها وإسفافها وسياقات عرضها أياً كان مقصودهم بجواز الغناء، ولأن يستمع الناس إلى الغناء المحرّم وهم يعلمون أنهم آثمون ويستغفرون ربهم خيرٌ من استماعهم إليه وقد انطووا على حله، بل وتجاوز الأمر ببعضهم إلى التقرب إلى الله بالغناء والطرب في ملتقيات الدجل والخرافة!

    والمتأمل يجد أن تنظيم الفتوى الذي هُديت إليه الدولة لم يمنع الفتوى الخاصة، بل منع الفتوى العامة، ونص على ذلك صراحة، ولا مراء في أن الأصل هو عدم التأهل للفتوى وإن لوح البعض بأعلى المؤهلات العلمية في الشريعة حتى تتحقق كفايته وتأهله بتوافر شروط الإفتاء فيه، ولا التفات لمن فوت عليه الأمر الملكي مصلحة التصدر الديني، أو العائد المادي، وللمناكف الحديد، ولا مكان له في دولة قامت على هدي الإسلام، واستقامت بها الحال، ومن جاءنا وأمرنُا جميعٌ على ولي أمرنا يريد أن يفرق جماعتنا ويشق عصانا فله جزاء شرعي يحسم شرَّه.

    لقد أسفت غاية الأسف وأنا أسمع عن تكبد أحدهم خسارة عائدات خدمة فتاوى جواله ـ بعد إيقافه ـ بمئات الآلاف، وأسفت أن أحدهم لم يُطق إسكات لسانه، وقد اعتاد الصولات والجولات ومخاطبة الرأي العام ومحاولة توجيهه وتسييره، والخروج في الفضائيات وتلقي الدعوات وعبارات الإعجاب وشارات التقدير، ووسام حامي الأمة ومضمد جراحها، وكاشف موجة التغريب ومواجهها، مذكياً مشاعر الغوغاء بجمل وعبارات يُحسن المفتون توظيفها لتمريرها على السذج، في مشاهد تبدأ بالاستعراض لسرد تاريخي وتحليل لتحولات التغريب، وكأنه صبحكم مساكم، وقد هلكت الأمة، وانحلت عراها، وقاب قوسين أو أدنى "ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم"، وكأن مأرز الإسلام ومعدنه ومنبت رجاله ومؤله على شفا جرف هارٍ، وما علم هؤلاء أن هذه البلاد محفوظة بحفظ الله، قبل أن ينتصب سفهاء الأحلام للمزايدة على حكامها وعلمائها ومحتسبيها، وإرجاف الناس على ثوابتها، وكأنهم المصدر الموثوق عما يدور حولها أو يُدار عليها، وأنهم خلف موقدها، وربابين سفينة نجاتها، وقد أسلمت الأمة نفسها وفلذات أكبادها إلى هؤلاء، فلا رجال فيها ولا خطام لها ولا زمام إلا بأيدي هؤلاء، وما إنْ يعي أحدهم ويراجع نفسه، أو يؤخذ بالحديد والجريد، حتى تستقيم قناته، وينكشف للناس غطاؤه.

    وعندما تقرأ ما كتب منذ قيام هذه الدولة، وما صار لبعض موجات التطرف في سني عمر المملكة، تجد أن ما قيل قبل خمسين سنة لا يختلف عما قيل اليوم، ونحن بحمد الله في مزيد من الدين والخير وقيام شرع الله، وتوالي أفضاله علينا.

    ولأن كنت لا أحبذ الظرف في سياق الجد لكن الإملاح في الكلام من سمت أهل الأدب والفضل، متى كان في سياقه وله إشاراته. لقد كتب أحدهم عن خيار الانفتاح على اليابان والصين والتواصل الثقافي معهم، فقال هذه التفاتة تغريبية في ثوب جديد مع أن الوجهة شرقية!!.
    سنكون تغريبيين فيما ليس شعاراً للغرب ولا مفسداً لديننا، ولن نكون ـ بحفظ الله لفرقتنا الناجية ـ تغريبيين (ولا تشريقيين!!) في عقيدتنا وهويتنا.
    ولأن صار من بعض السفهاء أخطاء وكبوات فإننا نسأله سبحانه ألا يؤاخذنا بما فعلوا، وهم أهل للعقوبة والجزاء، ولن يرضى ولاة أمرنا بتسلل حسابات ومصالح سفهاء آخرين ـ في مقابلهم ـ على حساب ديننا ووحدة كلمتنا وصفنا، اعتادوا البريق والشغب فما تسكن أنفسهم إلا عليه، وصار في تحول آخر مصدر إثراء، على نحو ما ذكرنا.

    وديدنهم منذ عشرات السنين: بدأت طلائع التغريب، ونزلت بساحتنا، واخترقت هويتنا، ومُنظّره زيد، ونافخ فيه عمرو، وقصته كذا، في أساطير ينسجها الواحد منهم على أريكته، لو وردت في مصادر استخباراتية بإمكاناتها واحترافها لما صُدِّقت؛ لوضوح سُبُحات خيالها، والنسج حولها، ونظائر لها قبل عشرات السنين بان إرجافها، بل كان الزمن الأول وهو الأبعد عن التغريب ـ في أطروحاتهم ـ أخف وطأة، وأبعد عن التطرف والإرهاب، ولا ننسى أنه دُونت فيه كتابات ومقالات عديدة عن "المد الاشتراكي"، و"الشيوعي" و"الرأسمالي"، و"الناصري" و"الحضارة الغربية وهويتنا الإسلامية"، وعندما تقرأ ـ وقتها ـ هذه الكتابات تشعر بأنك على مرمى حجر من محاضن القوم، وتترقب وتتربص انسلاخ الهوية والتنازل عنها، والاندماج في ثقافة غيرنا، وطمس كياننا، وقد خيّب الله ظنونهم.
    لقد تجاوز أحدهم بعد وفاة الدكتور غازي القصيبي ـ رحمه الله ـ فلم يُبق فيه ولم يذر، آكلاً لحمه قبل أرض لحده، ولما فوتح بحديث: "اذكروا محاسن موتاكم" قال ضعيف وصدق، واستدل بحديث أنس رضي الله عنه قال: مرّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة، فأثني عليها خير، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت، ومرّ بجنازة فأثني عليها شر، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت. فقال عمر فداك أبي وأمي، مرّ بجنازة فأثني عليها خير، فقلت وجبت وجبت وجبت، ومر بجنازة فأثني عليها شر فقلت وجبت وجبت وجبت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار؛ أنتم شهداء الله في الأرض"، وقال إن غازي القصيبي أثني عليه شر. والسؤال من أثنى عليه شراً، هل هو سماحة المفتي الذي صلى عليه وترحم وأثنى على جهوده، أم بقية الأخيار؟ وفي هذا الملحظ نقف على مكمن الخطر وهو أن أحدهم يحسب أنه وفئته الناس أجمعين، إلا إذا كان ـ تخريجاً ـ نعيم بن مسعود الأشجعي في آية النساء.
    ونهاية المطاف ـ في هذا البيان ـ في صور التغريب وجلبته وإجلابه ما لا أنساه وأنا أتابع في سنين خلت ـ لحظة بلحظة ـ مناكفة تعليم المرأة، وقد هبَّ كثير من الناس حينها بأن هذه فالية الأفاعي لتغريبها، وتقاسموا بالله لا تتعلم في المدارس؛ فتخرجَ من بيتها، وقد أُمرت أن تقر فيه على الدوام، حسب تفسيرهم الغالي، ثم تحولت الحال فيما بعد إلى تهافتهم على تعليمها، ونظائر ذلك كثير وكثير لا نطيل بذكره، وما توفيقنا إلا بالله، وهو الموعد.


    د. عادل بن حمد العمير
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    2-Mar-2008
    المشاركات
    851
    مقال المكتوب ناقص ..............

    وهو لا يعني ما قاله الكاتب في مقاله أنا نتفق معه في كل شيء

    فهناك نقاط يصدقها الواقع و نقاط تحتاج بحث و نحن بخبركم غاطسين بين الاسهم
    ندور الخراج ولكن فقطة قاتله ذكرها المقال :

    [طار الإعلام الليبرالي بهذه العبارة، ووضع لها العناوين الإرجافية أن الشيخ اللحيدان يدعوا لقتل ملاك الفضائيات ، طبعاً ما سبب الانزعاج الليبرالي من ذلك؟ يقولون أن السبب هو الحرص على حفظ الدماء وأن لاتكون الفتيا فيها بهذه البساطة، حتى لو كان ملاك الفضائيات ينشرون الفنون الهابطة حسناً .. لنفترض أن هذا هو السبب، وهو الغيرة والحمية لدماء المسلمين من قبل الليبراليين، فلماذا لم نسمع ذلك الدوي حين نشرت الوطن مستبشرة مهللة هذا الخبر (كشف القاضي في محكمة الاستئناف الدكتور فؤاد الماجد بأن عقوبة مخالف الأمر الملكي ستكون تعزيرية، وعقوبتها تتراوح ما بين أخذ التعهد إلى أن تصل إلى حد القتل) [صحيفة الوطن، لماذا لم نسمع عناوين من مثل (الماجد يفتي بقتل المفتين) على غرار (اللحيدان يفتي بقتل ملاك الفضائيات)؟ شي يخوف ؟؟؟
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف الغفلة ; 12-09-2010 الساعة Sun 3:45 PM سبب آخر: 12
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    29-Jan-2007
    المشاركات
    1,516
    جزاك الله خير د . عادل ,, الأمور أرى أن تؤخذ باليسير منها دون مخالفة الأصول ,, وما قولك بأن المرحوم إن شاء الله ابن عثيمين وهو عمود من أعمدة الأمة الرواسي ( لو أمرني ولي الأمر بالجلوس في البيت ,, لجلست ) وهو ابن عثيمين رحمه الله و أسكنه فسيح جناته ,, و النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الشريف ( الدين المعاملة ) ,
    فلنتمسك بعروة الله الوثقى ونترك الأفتاء لاهله لتسيير امور حياتنا , ولو سرنا على نهج ديننا الحنيف ووصايا نبيه لاصبحنا كما ورد بالاحاديث الشريفة ( أحسن و افضل امة اخرجت للناس ) ,, الدين المعاملة ,, الدين المعاملة ,, الدين المعاملة ( الصدق و الأمانة و الاخلاص بالعمل والشرف وحب الغير وعدم مصادرة الراي الآخر واحترام حقوق الآخرين و قضاء حاجات الناس واللطف بهم ومعهم و أن يلطفوا بنا ) هذي اعمدة الحياة وبساطتها ,
    والله الهادي إلى سواء السبيل ,, ( أنا لستُ فقيها ولستُ عالما و لستُ متعصبا ولا متعمقا في اصول الدين ,, ولكني أفقه أصول التعايش الكريم مع الناس حسب ما أوصاني به نبي الانسانية رسول الله صلى الله عليه وسلم ,, ) ,,, والله ولي التوفيق
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    2-Mar-2008
    المشاركات
    851
    أستاذ أمجد قول الشيخ محمد رحمة الله ليس نص شرعي بل وجه نظر شخصية فهذه قدرته

    ولنا في فتنة خلق القران دليل فالكل قال به لموافقة الخليفة الأمين أو المومن نسيت غير الأمام أحمد بن حنبل من العلماء رفض القول بذلك فصبرى وعرض على السيف و عذب حتى مات الخليفة و تغير منهج الخليفة في تقرير الناس للقول بخلق القران

    لكن نقول الله يصلح الحال
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  21. #21
    تاريخ التسجيل
    29-Jan-2007
    المشاركات
    1,516
    أخي ضيف الغفلة ,,,,, أولا عيدك مبارك وأيامك سعيدة ,, الخليفة المأمون العباسي أبن هارون الرشيد رحمهم الله هو من عاصره الامام أحمد ابن حنبل رضى الله عنهما جميعا وهو من تخالف معه في قضية خلق القرآن ,,
    خلاصة القول :: أنا في مداخلتي لستُ مع أو ضــد ,, أنا طرحت وجهة نظري و أرجو أن تكون وجهة نظر العوام ( مثلي ) بسيطة و ببساطة لأن الفقه وقوانينه حلت مشاكلي الشرعية ( دينية و مدنية - دنيوية - ) فيما يخص حقوقي وواجباتي الشرعية ( الارث و الزواج و الطلاق - لا قدر الله -
    وطاعة الوالدين وعلاقتي مع الناس وأن اكون نظيف اليد و مدافعا عن ديني ووطني بما أستطيع والمحافظة و المدافعة عن حقوقي وأن لا أتعدى على حقوق الآخرين لا بالفعل و لا بالقول و أن لا أكون شيطانا أخرس يعجز عن قول الحق في تصحيح أخطاء عامة و ليست دينية لأن للدين لهُ رجاله و ان يكونوا تحت مظلة ولي الأمر ,, خصوصا أن ولي الأمر قائم على الشرع ,, و نحن من الدول القليلة التي تطبق شرع الله ,, ولو أن معايير التطبيق تغيرت قليلا مواكبة للعصر ولم تنحرف ( إن شاء الله ) مع المحافظة على أصول الدين وقواعدة و أحكامه و أركانه في ( الشهادتين و الصلاة و الزكاة و الصيام وحج البيت من إستطاع اليه سبيلا ) ,, ولو حصل خلاف فقهي فيكون حله و الفصل فيه تحت مظلة الدولة و قوانينها الشرعية ,,,,,,,, هذا ما عندي حسب مفهومي وقياسي البسيط و أعتقد بالنسبة لي شخصيا لن أحتاج لما هو اكثر منه ,,, و الله اعلم
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  22. #22
    تاريخ التسجيل
    2-Mar-2008
    المشاركات
    851
    جزاك الله عني بكل خير ياأستاذي .....

    و نحن كعوام نأخذ بالنصوص التي تخاطبنا ....

    لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ...الدين النصيحة ...... قول خير أو أصمت
    المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ..... درهم ربا أشد على الله من 70 زنيه ....

    وغيرها من نصوص الاحاديث التي تدلنا على العمل و الطريق الصحيح المؤدي لطريق الجنة جعلنا الله و أياك و كل من يقراء و يعمل بها من أهل الجنة وأن لا يؤخذنا بذنوبنا
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  23. #23
    تاريخ التسجيل
    12-May-2005
    المشاركات
    130
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alrajel مشاهدة المشاركة
    استمرار الصراع




    استمر الصراع بين الإسلاميين وقيادات المشروع التغريبي، وكان على أشده أيام أزمة الخليج، وفي كل تلك المراحل كان الأمر سجال يدال عليهم ويدال على الإسلاميين، ولكن في مرحلة الملك عبدالله استطاع المشروع التغريبي تسديد أقوى ضرباته عبر صناعة الضباب الكثيف حول الملك عبدالله، وضرب الجمارك الفكرية حول عيون الملك فلا تصل له إلا صورة مصممة بشكل يدعم المشروع التغريبي، ويصور المخالفين على أنهم ضد التنمية وليسوا ضد التغريب، وساعد على صناعة الضباب حول الملك أن الملك عبدالله فيه طيبة وبساطة فطرية معروفة، فاستطاع المحيطون به منعه من التواصل المباشر مع كافة الأطياف الاجتماعية وكشف الحقيقة

    لاجديد تهميش دور الملك عبدالله ووصفه بأنه لايعلم عن احوال المواطنين
    او ماذا يجرى وهذا الجبن بعينه والضباب الكثيف للهروب من المسؤوليه عند
    المسأله فالشجاعه ليست فى مهاجمة الاموات وتحميلهم دم عثمان ,
    الشيخ التويجرى والدكتور القصيبى رحمهم الله لهم ايادى بيضاء فى خدمة وطنهم ولن يؤثر عليهم ثرثرة السكران ومحاولة اقناع العامه بأنهم الملوك
    وربما محاولة اثارة الامراء الكبار عليهم رغم وفاتهم وايهام العامه بانهم
    الكل فى الكل ,
    اين تأثير الامير سلطان او الامير نايف والامير سلمان والامير سعود الفيصل وغيرهم من الامراء اصحاب النفوذ ام ان الكاتب نسى انه يخاطب
    الشعب السعودى الذى لايجهله مايحدث فى الوطن وتخيل انه يخاطب الشعب
    الايطالى الذى يستطيع تمرير سوء اخلاقه وقلة ادبه بمهاجمة الاموات
    واصباغ صفة الغباء على اولاياء الآمر ,
    على العموم موضوعه وطريقة طرحه لاتختلف عن منهج الشيخ يوسف الاحمد وطيب الذكر الذى افتى العام الماضى بأن من يشاهد ام بى سى
    ديوث دون مراعاة لمشاعر الملايين من المسلمين وهو مادرج عليه الكاتب
    السكران وغيره ممن يسعون للشهره باساليب مشوهه ومتناقضه
    والى يبى يفهمنى ان الملك مايدرى عن مايحدث ومعه اولاياء الامر
    النائب الاول والنائب الثانى وحدد مايحدث بأنه من سلطة الاموات
    اقول له كفى تهريج واستغباء عبادالله بمنطق اقل مايقال عليه
    انه مفلس ويعانى من صدمه لم يستوعبها عقله بعد ان اتجهت
    الدوله حفظها الله الى حماية المواطنين من امثال اخونا السكران
    وغيره ممن يغردون خارج السرب وكأنهم اوصياء الله على خلقه
    فالذى يحكم ان هناك ضباب كثيف على الملك فأنه بسهوله يستطيع ان يحكم
    بأن المواطنين مغفلين وجهلاء ,
    الحمد لله ان امثال هذا الكاتب حده المنتديات فهو ومن سار فى طريقه
    تجدهم خارج السرب يغردون ولافى يدهم حل وربط وهذا من فضل رب العزه
    والجلال فحدودهم منتديات الانترنت التى تزخر بالطالح والصالح
    وتكثر فيه خفافيش الظلام والتخلف ,

    رأى شخصى والله اعلم
    حبذا لو تعلمت الإملاء قبل الكتابة يا رجل
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  24. #24
    تاريخ التسجيل
    15-Oct-2002
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    6,969

    Cool

    قبل 25 سنة لم نكن نسمع او نعرف شيء اسمه " تغريبي - علماني - ليبريال - طائفي - متشدد - وهابي - شيعي - ... الخ "
    وكنا مسلمين وسعوديين وش حليلنا ولا نزال ... ان شاء الله

    وش تغير فينا وصرنا نردد هالمفردات بشكل يومي ... يالربع !؟
    و مالذي سنجنيه والفائدة لنا كمجتمع من التناحر والمناقر بيننا !؟
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  25. #25
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    617
    السكران يلعب بالنار
    اتوقع يكون هذا آخر مقال يكتبه بعد ما تعرض للتواجر وبالذات عبدالعزيز التويجري
    حتى الملك ماراح يسكت له
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  26. #26
    تاريخ التسجيل
    20-Jun-2005
    المشاركات
    9,251
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله البدراني مشاهدة المشاركة
    حبذا لو تعلمت الإملاء قبل الكتابة يا رجل
    نصيحتك مقبوله لواكملت فائدتها بتصحيح الخطأ لكى اتفاده مستقبلا ,
    اما بطريقة طرحك لها بهذا الشكل المشابه لوحات الاعلانات التى
    فى الشوارع من حجم الخط فأنها تفسر فى اكثر الاحتمالات
    بانها ( كلمة حق اوريد بها باطل )
    وعلى كل حال يوجد ايجابيه فيها لخلوها من كلمات الرويبضه وغيرها
    من فلاشات التوقف الذهنى عن الادراك ,,,,
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك