منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 30 من 55

الموضوع: قبل الافطار يوميات صحابي (1)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483

    قبل الافطار يوميات صحابي (1)





    أبو بكر الصديق

    أحد العشرة المبشرين بالجنة


    ( ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )
    قرآن كريم


    من هو ؟


    هو عبد الله بن أبي قحافة، من قبيلة قريش
    ولد بعد الرسول بثلاث سنين


    أمه أم الخير سلمى بنت صخر التيمية بنت عم أبيه ،
    كان يعمل بالتجارة ومنأغنياء مكة المعروفين


    وكان أنسب قريشاً لقريش وأعلم قريش بها وبما كان فيها من خير وشر


    وكان ذا خلق ومعروف يأتونه الرجال ويألفونه اعتنق الاسلام دون تردد
    فهوأول من أسلم من الرجال الأحرار
    ثم أخذ يدعو لدين الله فاستجاب له عدد من قريش من بينهم عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام ، وعبدالرحمن بن عوف ، والأرقم ابن أبي الأرقم

    إسلامه


    لقي أبو بكر - رضي الله عنه - رسول الله فقال :
    أحقّ ما تقول قريش يا محمد من تركِكَ آلهتنا ، وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آباءَنا ؟! ) ... فقال الرسول : إني رسول الله يا أبا بكر ، ونبّيه بعثني لأبلغ رسالته ، وأدعوك الى الله بالحق ، فوالله إنه للحق أدعوك الى الله يا أبا بكر ، وحده لا شريك له ، ولا نعبد غيره ، و الموالاة على طاعته أهل طاعته ) ...
    وقرأ عليه القرآن فلم ينكر ، فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد ، و أقرّ بحقّ الإسلام
    ورجع أبو بكر وهو مؤمن مُصَدّق ...
    يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - : ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كَبْوَة وتردد ونظر إلا أبا بكر ما عَتّم عنه حين ذكرته له وما تردد فيه )...


    أول خطيب
    عندما بلغ عدد المسلمين تسعة وثلاثين رجلاً ، ألح أبو بكر على الرسول في الظهور فقال الرسول : يا أبا بكر إنّا قليل )...
    فلم يزل يلح حتى ظهر الرسولوتفرّق المسلمون في نواحي المسجد ، وكل رجل معه ، وقام أبو بكر خطيباً و رسول الله جالس ، وكان أول خطيب دعا الى الله عزّ وجل والى رسول الله
    وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين ، فضربوهم ضربا شديدا ، ووُطىءَ أبو بكر ودنا منه الفاسق عتبة بن ربيعة ، فجعل يضربه بنعلين مخصوفين ، وأثّر على وجه أبي بكر حتى لا يعرف أنفه من وجهه ، وجاء بنو تيم تتعادى ، فأجلوا المشركين عن أبي بكر ، وحملوا أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه ولا يشكون في موته ، ورجعوا بيوتهم و قالوا .. والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عُتبة )...
    ورجعوا الى أبي بكر وأخذوا يكلمونه حتى أجابهم فتكلم آخر النهار فقال : ما فعل رسول الله ؟ )... فنالوه بألسنتهم وقاموا ...



    أم الخير
    ولمّا خلت أم الخير ( والدة أبي بكر ) به جعل يقول : ما فعل رسول الله - ؟ ) .. قالت : والله ما لي علم بصاحبك )... قال : فاذهبي الى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه )... فخرجت حتى جاءت أم جميل ، فقالت : إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله ؟)... قالت : ما أعرف أبا بكر و لا محمد بن عبد الله وإن تحبي أن أمضي معك الى ابنك فعلت ؟)... قالت : نعم )... فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعا ، فدنت أم جميل وأعلنت بالصياح وقالت : إنّ قوما نالوا منك هذا لأهل فسق ؟! وإنّي لأرجو أن ينتقم الله لك )...

    قال : فما فعل رسول الله ؟)... قالت : هذه أمك تسمع ؟)...قال : فلا عين عليك منها )... قالت : سالم صالح )... قال : فأين هو ؟)... قالت : في دار الأرقم )... قال : فإن لله عليّ ألِيّة ألا أذوق طعاما أو شرابا أو آتي رسول الله )... فأمهَلَتا حتى إذا هدأت الرِّجْل وسكن الناس خرجتا به يتكىء عليهما حتى دخل على رسول الله - فانكب عليه يقبله وانكبّ عليه المسلمون ورقّ رسول الله فقال أبو بكر : بأبي أنت وأمي ليس بي إلاّ ما نال الفاسق من وجهي ، وهذه أمي بَرّة بوالديها ، وأنت مبارك فادعها الى الله ، وادع الله لها عسى أن يستنقذها بك من النار )... فدعا لها رسول الله ثم دعاها الى الله عزّ وجل ، فأسلمت فأقاموا مع رسول الله في الدار شهراً ، وكان حمزة يوم ضُرِب أبو بكر قد أسلم ...



    جهاده بماله

    انفق أبوبكر معظم ماله في شراء من أسلم من العبيد ليحررهم من العبودية ويخلصهم

    من العذاب الذي كان يلحقه بهم ساداتهم من مشركي قريش ، فأعتق بلال بن رباح وستة آخرين من بينهم عامر بن فهيرة و أم عبيس ...

    فنزل فيه قوله تعالى :"( وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى ")
    منزلته من الرسول


    كان - رضي الله عنه - من أقرب الناس الى قلب رسول اللهوأعظمهم منزلة عنده حتى قال فيه :
    ان من أمَنِّ الناس علي في صحبته وماله أبوبكر ، و لو كنت متخذا خليلا غير ربي لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن أخوة الاسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُدّ إلا باب أبي بكر)
    كما أخبر الرسول بأن أبا بكر أرحم الأمة للأمة ، وأنه أول من يدخل معه الجنة فقد قال له الرسول : أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي )... وأنه صاحبه على الحوض فقد قال له الرسول : أنت صاحبي على الحوض ، وصاحبي في الغار )...
    كما أن أبو بكر الصديق هو والد أم المؤمنين عائشة لذا كان عظيم الإفتخار بقرابته من رسول الله ومصاهرته له وفي ذلك يقول : والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله أحبُّ إليّ من أن أصل قرابتي ..



    الاسراء والمعراج
    حينما أسري برسول اللهمن مكة الى بيت المقدس ذهب الناس الى أبي بكر فقالوا له : هل لك يا أبا بكر في صاحبك ، يزعم أنه قد جاء هذه الليلة بيت المقدس وصلى فيه ورجع الى مكة !)... فقال لهم أبو بكر : إنكم تكذبون عليه )... فقالوا : بلى ، ها هو ذاك في المسجد يحدث به الناس ) فقال أبو بكر : والله لئن كان قاله لقد صدق ، فما يعجّبكم من ذلك ! فوالله إنه ليخبرني أن الخبر ليأتيه من الله من السماء الى الأرض في ساعة من ليل أو نهار فأصدقه ! فهذا أبعد مما تعجبون منه ) ...

    ثم أقبل حتى انتهى الى الرسول فقال : يا نبي الله ، أحدثت هؤلاء القوم أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة ؟)... قال : نعم )... قال : يا نبي الله فاصفه لي ، فإني قد جئته )... فقال رسول الله : فرفع لي حتى نظرت إليه )... فجعل الرسول الكريم يصفه لأبي بكر ويقول أبوبكر : صدقت ، أشهد أنك رسول الله )... حتى إذا انتهى قال الرسوللأبي بكر : وأنت يا أبا بكر الصديق )... فيومئذ سماه الصديق ...



    الصحبه
    لقد سجل له القرآن الكريم شرف الصحبة مع رسول الله أثناء الهجرة الى المدينةالمنورة
    فقال تعالى :"( ثاني اثنين اذ هما في الغار ، اذ يقول لصاحبه لا تحزن ان الله معنا )"
    كان أبو بكر رجلا ذا مال ، فاستأذن رسول الله في الهجرة
    فقال له الرسول : لا تعْجل لعل الله يجعل لك صاحباً )... فطمع بأن يكون رسول الله إنما يعني نفسه حين قال له ذلك ، فابتاع راحلتين فاحتبسهما في داره يعلفهما إعدادا لذلك ، وفي يوم الهجرة ، أتى الرسول بيت أبي بكر بالهاجرة في ساعة كان لا يأتي فيها ، فلما رآه أبو بكر قال : ما جاء رسول الله هذه الساعة إلا لأمر حدث )...
    فلما دخل تأخر له أبو بكر عن سريره ، فجلس رسول الله وليس عند أبي بكر إلا أسماء وعائشة ، فقال الرسول : أخرج عني من عندك )... فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إنما هما ابنتاي ، وما ذاك ؟ فداك أبي وأمي !)
    فقال : إن الله قد أذن لي في الخروج والهجرة )...
    فقال أبو بكر : الصُّحبة يا رسول الله ؟)... قال : الصُّحبة )... تقول السيدة عائشة : فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحدا يبكي من الفرح حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ )... ثم قال أبو بكر : يا نبيّ الله إن هاتين راحلتان قد كنت أعددتهما لهذا )... فاستأجرا عبد الله بن أرْقَط ، وكان مشركاً يدلهما على الطريق ، فدفعا إليه راحلتيهما ، فكانت عنده يرعاهما لميعادهما ...



    أبواب الجنة
    عن أبا هريرة ‏قال :‏ ‏سمعت رسول الله ‏‏يقول :‏ ‏من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دعي من أبواب‏ ‏- يعني الجنة - يا عبد الله هذا خير ، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد ، دعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان )... فقال أبو بكر ‏: ‏ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة )... وقال : هل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله )... قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا ‏‏أبا بكر )...



    مناقبه وكراماته
    مناقب أبو بكر - رضي الله عنه - كثيرة ومتعددة فمن مناقبه السبق الى أنواع الخيرات والعبادات حتى قال عمر بن الخطاب : ما سبقت أبا بكر الى خير إلاّ سبقني )... وكان أبو بكر الصديق يفهم إشارات الرسول - التي تخفى على غيره كحديث : أن عبداً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده ، فاختار ما عنده ) ، ففهم أنه عليه الصلاة والسلام ينعي نفسه ، ومن ذلك أيضا فتواه في حضرة الرسول وإقراره على ذلك ...
    وهو أول خليفة في الإسلام ، وأول من جمع المصحف الشريف ، وأول من أقام للناس حجّهم في حياة رسول الله وبعده ... وكان في الجاهلية قد حرم على نفسه شرب الخمر ، وفي الإسلام امتنع عن قول الشعر ... كما أنه - رضي الله عنه - لم يفته أي مشهد مع الرسول... وقد قال له الرسول : أنت عتيق الله من النار ) ، فسمّي عتيقاً ...

    وقد بلغ بلال بن رباح أن ناساً يفضلونه على أبي بكر فقال : كيف تفضِّلوني عليه ، وإنما أنا حسنة من حسناته !!)...

    عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : ‏كنت جالسا عند النبي ‏‏إذ أقبل ‏‏أبو بكر‏ ‏آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته ، فقال النبي ‏‏أما صاحبكم فقد ‏‏غامر ‏‏)... فسلم وقال : إني كان بيني وبين ‏‏ابن الخطاب ‏ ‏شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت ، فسألته أن يغفر لي ، فأبى علي فأقبلت إليك )... فقال : يغفر الله لك يا ‏أبا بكر ‏)... ‏ثلاثا ، ثم إن ‏عمر ‏ندم ، فأتى منزل ‏أبي بكر ‏، ‏فسأل : أثم ‏أبو بكر ‏)... فقالوا : لا )... فأتى إلى النبي ‏ ‏‏فسلم ، فجعل وجه النبي‏ -‏ ‏‏يتمعر ، حتى أشفق ‏‏أبو بكر ،‏ ‏فجثا ‏‏على ركبتيه فقال : يا رسول الله ، والله أنا كنت أظلم مرتين )... فقال النبي ‏- ‏: ‏إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت ، وقال ‏ أبو بكر‏ ‏صدق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي )... مرتين فما أوذي بعدها ...



    خلافته
    وفي أثناء مرض الرسول أمره أن يصلي بالمسلمين ، وبعد وفاة الرسول الكريم بويع أبوبكر بالخلافة في سقيفة بني ساعدة ، وكان زاهدا فيها ولم يسع اليها ، اذ دخل عليه ذات يوم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فوجده يبكي ، فساله عن ذلك فقال له : يا عمر لا حاجة لي في امارتكم !!)... فرد عليه عمر : أين المفر ؟ والله لا نقيلك ولا نستقيلك) ...



    جيش اسامه
    وجَّه رسول الله أسامة بن زيد في سبعمائة الى الشام ، فلمّا نزل بذي خُشُب - واد على مسيرة ليلة من المدينة - قُبِض رسول الله وارتدّت العرب حول المدينة ، فاجتمع إليه أصحاب رسول الله فقالوا : يا أبا بكر رُدَّ هؤلاء ، تُوجِّه هؤلاء الى الروم وقد ارتدت العرب حول المدينة ؟!)... فقال : والذي لا إله إلا هو لو جرّت الكلاب بأرجل أزواج رسول الله ما رَدَدْت جيشاً وجَّهه رسول الله ولا حللت عقدَهُ رسول الله )... فوجّه أسامة فجعل لا يمر بقبيل يريدون الارتداد إلا قالوا : لولا أن لهؤلاء قوّة ما خرج مثل هؤلاء من عندهم ، ولكن ندعهم حتى يلقوا الروم )... فلقوا الروم فهزموهم وقتلوهم ورجعوا سالمين فثبتوا على الإسلام ...



    حروب الرده
    عد وفاة الرسول ارتدت العرب ومنعت الزكاة ، واختلف رأي الصحابة في قتالهم مع تكلمهم بالتوحيد ، قال عمر بن الخطاب : كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله : أُمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا منّي دماءَهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله ؟!)... فقال أبو بكر : الزكاة حقُّ المال )... وقال : والله لأقاتلن من فرّق الصلاة والزكاة ، والله لو منعوني عَنَاقاً كانوا يُؤدّونها الى رسول الله لقاتلتهم على منعها )... ونصب أبو بكر الصديق وجهه وقام وحده حاسراً مشمِّراً حتى رجع الكل الى رأيه ، ولم يمت حتى استقام الدين ، وانتهى أمر المرتدين ...



    جيوش العراق والشام
    ولمّا فرغ أبو بكر - رضي الله عنه - من قتال المرتدين بعث أبا عبيدة الى الشام و خالد بن الوليد الى العراق ، وكان لا يعتمد في حروب الفتوحات على أحد ممن ارتدَّ من العرب ، فلم يدخل في الفتوح إلا من كان ثابتا على الإسلام ...



    استخلاف عمر
    مّا أراد أبو بكر أن يستخلف عمر بن الخطاب بعث إليه وقال : إني أدعوك إلى أمر متعب لمن وليه ،فاتق الله يا عمر بطاعته ، وأطعه بتقواه ، فإن المتقي آمن محفوظ ، ثم إن الأمر معروض لا يستوجبه إلا من عمل به ، فمن أمر بالحق وعمل بالباطل ، وأمر بالمعروف وعمل بالمنكر يوشك أن تنقطع أمنيتُهُ ، وأن يحبط عمله ، فإن أنت وليت عليهم أمرهم فإن استطعت أن تخفّ يدك من دمائهم ، وأن تصم بطنك من أموالهم ، وأن يخف لسانك عن أعراضهم ، فافعل ولا حول ولا قوة إلا بالله )...


    وفاته
    ولد أبو بكر في مكة عام ( 51 قبل الهجرة ) ومات بالمدينة بعد الرسول - بسنتين وثلاثة أشهر وبضع ليال سنة ( 13 ه )... ولمّا كان اليوم الذي قُبض فيه أبو بكر رجّت المدينة بالبكاء ، ودهش الناس كيوم قُبض الرسول وجاء علي بن أبي طالب باكيا مسرعا وهو يقول : اليوم انقطعت خلافة النبوة )... حتى وقف على البيت الذي فيه أبو بكر مسجّىً فقال : رحمك الله يا أبا بكر ، كنت أول القوم إسلاما ، وأكملهم إيمانا ، وأخوفهم لله ، وأشدهم يقينا ، وأعظمهم عناءً ، وأحوطهم على رسول الله ، وأحدبهم على الإسلام ، وآمنهم على أصحابه ، وأحسنهم صُحْبة ، وأفضلهم مناقب ، وأكثرهم سوابق ، وأرفعهم درجة ، وأشبههم برسول الله به هدياً وخُلُقاً وسمتاً وفعلاً ...


    غدا باذن الله سنكون مع صحاب ثاني
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    22-Jun-2005
    المشاركات
    253
    جزاااك الله خير
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    1-May-2007
    المشاركات
    2,084
    جزاك الله خيراً و بارك الله فيك
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    24-Dec-2008
    المشاركات
    1,486
    الله عليك يابو عبدالله الله عليك
    ماشاءالله تبارك الرحمن
    فكرة الموضوع رائعه جداً
    جزاك الله خير
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    11-May-2005
    المشاركات
    4,028
    الله يجزاك خير أخي الفاضل ........
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    المشاركات
    282
    جزاك الله خير أخي العزيز أبو عبدالله
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483
    قلم رصاص . الواقع . ابن زيدون .عادل الوافي . المغامر الاول
    اشكركم على المشاركه واسال الله ان يجزاكم كل خير
    ابي استشيركم هل اجعل الموضوع واحد لكل الصحابه ام كل صحابي موضوع خاص
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    22-Jun-2005
    المشاركات
    253
    اتوقع كل صحابي موضوع خاص ... يكون أفضل ... والخيار لك

    ويعطيك العافيه
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    11-May-2005
    المشاركات
    184
    اسال الله ان يجعلنا واياك ممن يحشر في زمرتهم ومن مر ومن سيمر على هذا الموضوع وان يستعملنا في طاعته
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المستحيل مشاهدة المشاركة
    اسال الله ان يجعلنا واياك ممن يحشر في زمرتهم ومن مر ومن سيمر على هذا الموضوع وان يستعملنا في طاعته
    اللهم ااامين
    جزاك الله الف خير
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلم رصاص مشاهدة المشاركة
    اتوقع كل صحابي موضوع خاص ... يكون أفضل ... والخيار لك

    ويعطيك العافيه
    اخي الغالي اشكرك على اقتراحك لكن الا ترى ان كل صحابي في موضوع خاص
    سوف يوثر على المنتدى من حيث كثرة المواضيع مما قد يفقد الموضوع متابعينه لكن
    موضوع واحد مترابط لن يوثر وجوده في الصفحه الاولى وتكون متابعته لمن حب سهله ومفيده استبيحك عذرا وجزاك الله الف خير
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    4-Nov-2006
    المشاركات
    3,151
    جزاك الله خير يابو عبدالله

    ذكرتني بكتاب صور من حياة الصحابه كان الكتاب المدرسي الوحيد اللي نستمتع بقرائته
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483

    قبل الافطار يوميات صحابي ( 2 )

    عمر بن الخطاب



    أحد العشرة المبشرين بالجنة



    " يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط الا سلك فجا غير فجك "
    حديث شريف



    من هو ؟



    الفاروق أبو حفص ، عمر بن الخطاب بن نُفيل بن عبد العزَّى القرشي العدوي ، ولد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة ( 40 عام قبل الهجرة ) ، عرف في شبابه بالشدة والقوة ، وكانت له مكانة رفيعة في قومه اذ كانت له السفارة في الجاهلية فتبعثه قريش رسولا اذا ما وقعت الحرب بينهم أو بينهم و بين غيرهم وأصبح الصحابي العظيم الشجاع الحازم الحكيم العادل صاحب الفتوحات وأول من لقب بأمير المؤمنين
    إسلامه



    أسلم في السنة السادسة من البعثة النبوية المشرفة ، فقد كان الخباب بن الأرت يعلم القرآن لفاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد عندما فاجأهم عمر بن الخطاب متقلدا سيفه الذي خرج به ليصفي حسابه مع الإسلام ورسوله ، لكنه لم يكد يتلو القرآن المسطور في الصحيفة حتى صاح صيحته المباركة ( دلوني على محمد )

    وسمع خباب كلمات عمر ، فخرج من مخبئه وصاح ( يا عمر والله إني لأرجو أن يكون الله قد خصك بدعوة نبيه فإني سمعته بالأمس يقول ( اللهم أيد الإسلام بأحب الرجلين إليك ، أبي الحكم بن هشام ، وعمر بن الخطاب ) فسأله عمر من فوره ( وأين أجد الرسول الآن يا خباب ؟) وأجاب خباب ( عند الصفا في دار الأرقم بن أبي الأرقم )

    ومضى عمر الى مصيره العظيم ففي دار الأرقم خرج إليه الرسول فأخذ بمجامع ثوبه وحمائل السيف فقال ( أما أنت منتهيا يا عمر حتى يُنزل الله بك من الخزي والنكال ما أنزل بالوليد بن المغيرة ؟ اللهم هذا عمر بن الخطاب ، اللهم أعزّ الدين بعمر بن الخطاب ) فقال عمر ( أشهد أنّك رسول الله )
    وباسلامه ظهر الاسلام في مكة اذ قال للرسولوالمسلمون في دار الأرقم ( والذي بعثك بالحق لتخرجن ولنخرجن معك ) وخرج المسلمون ومعهم عمر ودخلوا المسجد الحرام وصلوا حول الكعبة دون أن تجرؤ قريش على اعتراضهم أو منعهم ، لذلك سماه الرسول ( الفاروق ) لأن الله فرق بين الحق والباطل
    لسان الحق



    هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب ( إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه ) كما قال عبد الله بن عمر ( مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )

    ‏عن ‏أبي هريرة ‏-‏رضي الله عنه- ‏‏قال :‏ ‏قال رسول الله ( لقد كان فيما قبلكم من الأمم ‏‏محدثون ،‏ ‏فإن يك في أمتي أحد فإنه ‏‏عمر ‏) و‏زاد ‏‏زكرياء بن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏سعد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة ‏ ‏عن ‏أبي هريرة ‏‏قال ‏: ‏قال النبي ‏ ‏( ‏ لقد كان فيمن كان قبلكم من ‏بني إسرائيل‏ ‏رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء ، فإن يكن من أمتي منهم أحد ‏‏فعمر ) ‏‏قال ‏‏ابن عباس ‏-‏رضي الله عنهما- ( ‏‏من نبي ولا محدث ‏)
    قوة الحق



    كان قويا في الحق لا يخشى فيه لومة لائم ، فقد ‏استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏‏على رسول الله ‏‏وعنده ‏‏نسوة ‏من ‏قريش ،‏ ‏يكلمنه ويستكثرنه ، عالية أصواتهن على صوته ، فلما استأذن ‏‏عمر بن الخطاب ‏قمن فبادرن الحجاب ، فأذن له رسول الله‏ ‏فدخل ‏‏عمر ‏‏ورسول الله ‏‏يضحك ، فقال ‏‏عمر (‏ ‏أضحك الله سنك يا رسول الله ) فقال النبي ‏( عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي ، فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ) فقال ‏‏عمر (‏ ‏فأنت أحق أن يهبن يا رسول الله ) ثم قال عمر ‏( ‏يا عدوات أنفسهن أتهبنني ولا تهبن رسول الله ) ‏فقلن ( نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ) ‏فقال رسول الله ‏( إيها يا ‏ابن الخطاب ‏، ‏والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا ‏فجا ‏قط إلا سلك ‏‏فجا ‏غير‏فجك )

    ومن شجاعته وهيبته أنه أعلن على مسامع قريش أنه مهاجر بينما كان المسلمون يخرجون سرا ، وقال متحديا لهم ( من أراد أن تثكله أمه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي ) فلم يجرؤ أحد على الوقوف في وجهه

    عمر فى الاحاديث النبوية




    رُويَ عن الرسول العديد من الأحاديث التي تبين فضل عمر بن الخطاب نذكر منها ( إن الله سبحانه جعل الحق على لسان عمر وقلبه )
    ( الحق بعدي مع عمر حيث كان )
    ( لو كان بعدي نبيّ لكان عمر بن الخطاب )
    ( إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خرَّ لوجهه )
    ( ما في السماء ملك إلا وهو يوقّر عمر ، ولا في الأرض شيطان إلا وهو يفرق من عمر )

    قال الرسول ( رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميصاء امرأةِ أبي طلحة وسمعت خشفاً أمامي ، فقلت : ما هذا يا جبريل ؟ قال : هذا بلال ، ورأيت قصرا أبيض بفنائه جارية ، فقلت : لمن هذا القصر ؟ قالوا : لعمر بن الخطاب ، فأردت أن أدخله فأنظر إليه ، فذكرت غيْرتك ) فقال عمر ( بأبي وأمي يا رسول الله أعليك أغار !)
    وقال الرسول ( بيْنا أنا نائم إذ أتيت بقدح لبنٍ ، فشربت منه حتى إنّي لأرى الريّ يجري في أظفاري ، ثم أعطيت فضْلي عمر بن الخطاب ) قالوا ( فما أوّلته يا رسول الله ؟) قال ( العلم )
    قال الرسول ( بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون عليّ وعليهم قمصٌ ، منها ما يبلغ الثدي ومنها ما يبلغ أسفل من ذلك ، وعُرِضَ عليّ عمر بن الخطاب وعليه قميص يجرّه ) قالوا ( فما أوَّلته يا رسول الله ؟) قال ( الدين )
    خلافة عمر



    رغب أبو بكر -رضي الله عنه- في شخصية قوية قادرة على تحمل المسئولية من بعده ، واتجه رأيه نحو عمر بن الخطاب فاستشار في ذلك عدد من الصحابة مهاجرين وأنصارا فأثنوا عليه خيرا ومما قاله عثمان بن عفان ( اللهم علمي به أن سريرته أفضل من علانيته ، وأنه ليس فينا مثله ) وبناء على تلك المشورة وحرصا على وحدة المسلمين ورعاية مصلحتهم

    أوصى أبو بكر الصديق بخلافة عمر من بعده ، وأوضح سبب اختياره قائلا (اللهم اني لم أرد بذلك الا صلاحهم ، وخفت عليهم الفتنة فعملت فيهم بما أنت أعلم ، واجتهدت لهم رأيا فوليت عليهم خيرهم وأقواهم عليهم ) ثم أخذ البيعة العامة له بالمسجد اذ خاطب المسلمين قائلا (أترضون بمن أستخلف عليكم ؟ فوالله ما آليت من جهد الرأي ، ولا وليت ذا قربى ، واني قد استخلفت عمر بن الخطاب فاسمعوا له وأطيعوا ) فرد المسلمون (سمعنا وأطعنا) وبايعوه سنة ( 13 ه )
    انجازاته



    استمرت خلافته عشر سنين تم فيها كثير من الانجازات المهمة لهذا وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال ( كان اسلام عمر فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمه ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)
    فهو أول من جمع الناس لقيام رمضان في شهر رمضان سنة ( 14 ه ) ، وأول من كتب التاريخ من الهجرة في شهر ربيع الأول سنة ( 16 ه ) ، وأول من عسّ في عمله ، يتفقد رعيته في الليل وهو واضع الخراج ، كما أنه مصّر الأمصار ، واستقضى القضاة ، ودون الدواوين ، وفرض الأعطية ، وحج بالناس عشر حِجَجٍ متوالية ، وحج بأمهات المؤمنين في آخر حجة حجها
    وهدم مسجد الرسول - وزاد فيه ، وأدخل دار العباس بن عبد المطلب فيما زاد ، ووسّعه وبناه لمّا كثر الناس بالمدينة ، وهو أول من ألقى الحصى في المسجد النبوي ، فقد كان الناس إذا رفعوا رؤوسهم من السجود نفضوا أيديهم ، فأمر عمر بالحصى فجيء به من العقيق ، فبُسِط في مسجد الرسول
    وعمر -رضي الله عنه- هو أول من أخرج اليهود وأجلاهم من جزيرة العرب الى الشام ، وأخرج أهل نجران وأنزلهم ناحية الكوفة

    الفتوحات الاسلامية



    لقد فتح الله عليه في خلافته دمشق ثم القادسية حتى انتهى الفتح الى حمص ، وجلولاء والرقة والرّهاء وحرّان ورأس العين والخابور ونصيبين وعسقلان وطرابلس وما يليها من الساحل وبيت المقدس وبَيْسان واليرموك والجابية والأهواز والبربر والبُرلُسّ وقد ذلّ لوطأته ملوك الفرس والروم وعُتاة العرب حتى قال بعضهم ( كانت درَّة عمر أهيب من سيف الحجاج )

    هيبته وتواضعه



    وبلغ -رضي الله عنه- من هيبته أن الناس تركوا الجلوس في الأفنية ، وكان الصبيان إذا رأوه وهم يلعبون فرّوا ، مع أنه لم يكن جبّارا ولا متكبّرا ، بل كان حاله بعد الولاية كما كان قبلها بل زاد تواضعه ، وكان يسير منفردا من غير حرس ولا حُجّاب ، ولم يغرّه الأمر ولم تبطره النعمة

    استشهاده



    كان عمر -رضي الله عنه- يتمنى الشهادة في سبيل الله ويدعو ربه لينال شرفها ( اللهم أرزقني شهادة في سبيلك واجعل موتي في بلد رسولك) وفي ذات يوم وبينما كان يؤدي صلاة الفجر بالمسجد طعنه أبو لؤلؤة المجوسي ( غلاما للمغيرة بن شعبة ) عدة طعنات في ظهره أدت الى استشهاده ليلة الأربعاء لثلاث ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ولما علم قبل وفاته أن الذي طعنه ذلك المجوسي حمد الله تعالى أن لم يقتله رجل سجد لله تعالى سجدة ودفن الى جوار الرسول وأبي بكر الصديق -رضي الله عنه- في الحجرة النبوية الشريفة الموجودة الآن في المسجد النبوي في المدينة المنورة
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    21-Nov-2005
    المشاركات
    472
    جزاك الله خيرا

    و بارك فيك
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    31-Oct-2007
    المشاركات
    568
    بارك الله فيك اخي الكريم وصدق الشاعر حين ذكرهم بقوله
    الله يشهد ما قلبت سيرتهم =يوماً وأخطأ دمع العين مجراه
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    جزاك الله خير

    إجاده مابعدها إجاده في نقل سير عظماء الأمه

    بارك الله فيك
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    19-Nov-2005
    المشاركات
    914
    جزاك الله خيراً أخي الفاضل .
    فكرة ممتازة وجديرة بالمتابعة .

    لكل صحابي موضوع مستقل أفضل .. وترقمها حتى نهاية الشهر .


    لو لم يكن من الفضل لأبي بكر إلا الآية التالية : (( لا تحزن إن الله معنا )) لكفته .
    مناقب عديدة وعظيمة أذكر منها قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهو في أيام مرضه الذي توفي بعدها : (( مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس )) .. وهذا من أكبر الأدلّة على فضله على بقية الصحابة ودليلٌ قاصم على إدّعاء الشيعة بولاية عليّ رضي الله عنه .

    وأحبّ أن أضيف إذا سمحت لي أخي الكريم أن كُره الشيعة لأبي بكر أنه بزعمهم ظلم فاطمة رضي الله عنها بعدم إعطائها ( فـَدَك ) وهو إرثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وفَدَك هذه هي أرض لرسول الله في خيبر .. كانت فاطمة تظن أن الأنبياء يُورَثُون .. فطالبت بها بعد وفاته .. فقال لها أبا بكر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( نحن معاشر الأنبياء لا نُوْرَث .. ما تركناه فهو صدقة ) .

    العجيب في الموضوع أن الشيعة يعتبون على أبا بكر في هذا ويسمّون فعله ( مظلومية الزهراء ) .. أقول أن العجيب أن عليّ رضي الله عنه لما تولى الخلافة لم يُعطي إبنيه الحسن والحسين رضي الله عنهما شيئاً من ( فدك ) بحكم أن أمهما قد تركته لهم بعد وفاتها .. ولا حتى الحسن رضي الله عنه لما تولى الخلافة بعد وفاة أبيه لم يأخذ من فدك شيئاً ولم يُعطي لأخيه الحسين رضي الله عنهما شيئاً .

    رضي الله عن أبا بكر
    ورضي الله عن عمر وعثمان وعليّ ومعاوية والحسن والحسين أجمعين .
    قلوبنا تتّسع لهم كلهم وتحبّهم كلهم وتترضّى عنهم كلهم .. فلله الحمد على هذه النعمة الكبيرة .. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وأزواجه وسلم تسليماً كثيراً .
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Crystal مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً أخي الفاضل .
    فكرة ممتازة وجديرة بالمتابعة .

    لكل صحابي موضوع مستقل أفضل .. وترقمها حتى نهاية الشهر .


    لو لم يكن من الفضل لأبي بكر إلا الآية التالية : (( لا تحزن إن الله معنا )) لكفته .
    مناقب عديدة وعظيمة أذكر منها قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهو في أيام مرضه الذي توفي بعدها : (( مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس )) .. وهذا من أكبر الأدلّة على فضله على بقية الصحابة ودليلٌ قاصم على إدّعاء الشيعة بولاية عليّ رضي الله عنه .

    وأحبّ أن أضيف إذا سمحت لي أخي الكريم أن كُره الشيعة لأبي بكر أنه بزعمهم ظلم فاطمة رضي الله عنها بعدم إعطائها ( فـَدَك ) وهو إرثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وفَدَك هذه هي أرض لرسول الله في خيبر .. كانت فاطمة تظن أن الأنبياء يُورَثُون .. فطالبت بها بعد وفاته .. فقال لها أبا بكر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( نحن معاشر الأنبياء لا نُوْرَث .. ما تركناه فهو صدقة ) .

    العجيب في الموضوع أن الشيعة يعتبون على أبا بكر في هذا ويسمّون فعله ( مظلومية الزهراء ) .. أقول أن العجيب أن عليّ رضي الله عنه لما تولى الخلافة لم يُعطي إبنيه الحسن والحسين رضي الله عنهما شيئاً من ( فدك ) بحكم أن أمهما قد تركته لهم بعد وفاتها .. ولا حتى الحسن رضي الله عنه لما تولى الخلافة بعد وفاة أبيه لم يأخذ من فدك شيئاً ولم يُعطي لأخيه الحسين رضي الله عنهما شيئاً .

    رضي الله عن أبا بكر
    ورضي الله عن عمر وعثمان وعليّ ومعاوية والحسن والحسين أجمعين .
    قلوبنا تتّسع لهم كلهم وتحبّهم كلهم وتترضّى عنهم كلهم .. فلله الحمد على هذه النعمة الكبيرة .. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وأزواجه وسلم تسليماً كثيراً .
    اشكرك اخي الكريم على الاضافه
    اما طلبك اني اجعل كل صحابي في موضوع فياخي نحن في منتدى اسهم والله يجزاء
    ادارتنا خير الجزا بعدم نقل الموضوع الى المواضيع الاسلاميه فلو وضعنا كل موضوع في موضوع مستقل
    فسيؤثر على المنتدى بكثره على الصفحه الاولى فاتمنا ان تسمح لاخوك بان يجعل الموضوع واحد

    رجاء رجاء خاص لكل من يشارك في الموضوع اتمنا منكم الابتعاد عن المذاهب
    وعدم الخروج عن الموضوع باي شكل كان
    لكي لا يكون الموضوع محل فتنه ويتسبب في اغلاقه الهدف من الموضوع هو ذكر سيرةالصحابه والتعرف علىسيرتهم فاتمنا منكم المشراكه والاضافه الجميله

    دمتم بخير وصحه
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    19-Nov-2005
    المشاركات
    914
    تأمر أمر طال عمرك .. وحنا نعين ونعاون .
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Crystal مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيراً أخي الفاضل .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Crystal مشاهدة المشاركة

    فكرة ممتازة وجديرة بالمتابعة .


    لكل صحابي موضوع مستقل أفضل .. وترقمها حتى نهاية الشهر .




    لو لم يكن من الفضل لأبي بكر إلا الآية التالية : (( لا تحزن إن الله معنا )) لكفته .
    مناقب عديدة وعظيمة أذكر منها قوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وهو في أيام مرضه الذي توفي بعدها : (( مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس )) .. وهذا من أكبر الأدلّة على فضله على بقية الصحابة ودليلٌ قاصم على إدّعاء الشيعة بولاية عليّ رضي الله عنه .



    وأحبّ أن أضيف إذا سمحت لي أخي الكريم أن كُره الشيعة لأبي بكر أنه بزعمهم ظلم فاطمة رضي الله عنها بعدم إعطائها ( فـَدَك ) وهو إرثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وفَدَك هذه هي أرض لرسول الله في خيبر .. كانت فاطمة تظن أن الأنبياء يُورَثُون .. فطالبت بها بعد وفاته .. فقال لها أبا بكر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( نحن معاشر الأنبياء لا نُوْرَث .. ما تركناه فهو صدقة ) .



    العجيب في الموضوع أن الشيعة يعتبون على أبا بكر في هذا ويسمّون فعله ( مظلومية الزهراء ) .. أقول أن العجيب أن عليّ رضي الله عنه لما تولى الخلافة لم يُعطي إبنيه الحسن والحسين رضي الله عنهما شيئاً من ( فدك ) بحكم أن أمهما قد تركته لهم بعد وفاتها .. ولا حتى الحسن رضي الله عنه لما تولى الخلافة بعد وفاة أبيه لم يأخذ من فدك شيئاً ولم يُعطي لأخيه الحسين رضي الله عنهما شيئاً .



    رضي الله عن أبا بكر
    ورضي الله عن عمر وعثمان وعليّ ومعاوية والحسن والحسين أجمعين .
    قلوبنا تتّسع لهم كلهم وتحبّهم كلهم وتترضّى عنهم كلهم .. فلله الحمد على هذه النعمة الكبيرة .. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وأزواجه وسلم تسليماً كثيراً .

    إضافة أكثر من رائعه اخي العزيزبارك الله فيك


    أما كره الشيعة لأبي بكر رضي الله عنه واتهامه بتهم لاتنتهي فهي لسبب واحد أنه سير أول جيش لإسقاط الامبراطوريه الفارسيه



    كل من ساهم في اسقاط الفرس او ضعفهم هو متهم في دينه واخلاقه
    أبو بكر رضي الله عنه سير أول جيش لبلاد فارس
    خالد بن الوليد رضي الله عنه قاد اول جيش متوجه للفرس
    عمر رضي الله عنه تمت في عهده معركة تهاوند والتي سميت بفتح الفتوح
    عثمان رضي الله عنه سقط في عهده آخر معقل من معاقل الفرس
    معاويه رضي الله عنه تمت في عهده وحدة المسلمين واستمرار القوه الاسلاميه
    هارون الرشيد رحمه الله تمت في عهده نكبة البرامكه
    أمهات المؤمنين عائشه وحفصه رضوان الله عليهن تهمتهما انهما ابنتي ابي بكر وعمر رضوان الله عليهما



    ولذا نجد ان ابنة الهرمزان -احد قادة الفرس وأسر الملك ببلاد فارس - حينما اهديت
    الى الحسين رضي الله عنه كسبيّه أنضووا عدد من الفرس -الذين دخلوا الاسلام

    رهبة وليس رغبه - تحت لواء الحسين شكلا وتحت ابنة الهرمزان مضمونا للسعي من خلالها الى إعادة
    مجد فارس



    وبدؤا من ذلك التاريخ بصناعة دين جديد يقرب بين الاسلام وبين الزرادشتيه عقيدة

    الفرس والتي ابرز قواعدها شيوع المال ( الخمس ) وشيوع النساء ( المتعه )
    ولأن الزرادشتيه دين وضعي فقد استعانوا باليهود
    أصحاب الدين السماوي الذين طردوا من خيبر فجمعتهم
    مصلحة انتقامهم من هذا الدين
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  21. #21
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاترينا مشاهدة المشاركة
    إضافة أكثر من رائعه اخي العزيزبارك الله فيك


    أما كره الشيعة لأبي بكر رضي الله عنه واتهامه بتهم لاتنتهي فهي لسبب واحد أنه سير أول جيش لإسقاط الامبراطوريه الفارسيه



    كل من ساهم في اسقاط الفرس او ضعفهم هو متهم في دينه واخلاقه
    أبو بكر رضي الله عنه سير أول جيش لبلاد فارس
    خالد بن الوليد رضي الله عنه قاد اول جيش متوجه للفرس
    عمر رضي الله عنه تمت في عهده معركة تهاوند والتي سميت بفتح الفتوح
    عثمان رضي الله عنه سقط في عهده آخر معقل من معاقل الفرس
    معاويه رضي الله عنه تمت في عهده وحدة المسلمين واستمرار القوه الاسلاميه
    هارون الرشيد رحمه الله تمت في عهده نكبة البرامكه
    أمهات المؤمنين عائشه وحفصه رضوان الله عليهن تهمتهما انهما ابنتي ابي بكر وعمر رضوان الله عليهما



    ولذا نجد ان ابنة الهرمزان -احد قادة الفرس وأسر الملك ببلاد فارس - حينما اهديت
    الى الحسين رضي الله عنه كسبيّه أنضووا عدد من الفرس -الذين دخلوا الاسلام

    رهبة وليس رغبه - تحت لواء الحسين شكلا وتحت ابنة الهرمزان مضمونا للسعي من خلالها الى إعادة
    مجد فارس



    وبدؤا من ذلك التاريخ بصناعة دين جديد يقرب بين الاسلام وبين الزرادشتيه عقيدة

    الفرس والتي ابرز قواعدها شيوع المال ( الخمس ) وشيوع النساء ( المتعه )
    ولأن الزرادشتيه دين وضعي فقد استعانوا باليهود
    أصحاب الدين السماوي الذين طردوا من خيبر فجمعتهم
    مصلحة انتقامهم من هذا الدين
    اخي الفاضل زادك الله علم
    لكن رجائي الخاص ولغيرك اتباع ماكتب في الرد السابق
    ياخوان تكفون لاتخرجوا من الموضوع في مواضيع طائفيه الموضوع في غنا عنها
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  22. #22
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483
    ار استك .خالد . اللحيدان .كاترينا . كرستال
    اشكر مروركم الكريم
    اسال الله ان يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  23. #23
    تاريخ التسجيل
    22-Sep-2009
    المشاركات
    741
    طبت وطاب مسعاك يا اباعبدالله
    اسعدك المولى في الدارين وجمعنا الله وإياك ومن نحب ومن قرأ هذا الموضوع في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  24. #24
    تاريخ التسجيل
    22-Jun-2005
    المشاركات
    253
    جزاك الله خير ... اليوم استمتعناا والاخوه بالصحابي الثاني رضي الله عنهم جميعا
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  25. #25
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483
    عابر سبيل . قلم رصاص
    اسال الله لي ولك التوفيق
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  26. #26
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483
    عثمان بن عفان

    أحد العشرة المبشرين بالجنة



    "ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة "
    حديث شريف



    من هو ؟

    عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أميّة القرشي ، أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يد أبي بكر الصديق ، توفي رسول الله وهو عنه راضٍ صلى إلى القبلتين وهاجر الهجرتين وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلام
    إسلامه
    كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- غنياً شريفاً في الجاهلية ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، فكان من السابقين إلى الإسلام ، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله الهجرة الأولى والثانية وقد قال رسول الله ( إنّهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوطٍ )
    ( إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ )
    وهو أوّل من شيّد المسجد ، وأوّل من خطَّ المفصَّل ، وأوّل من ختم القرآن في ركعة ، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت أخا حسّان

    قال عثمان ( ان الله عز وجل بعث محمداً بالحق ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله ، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْرَ رسول الله وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولا غَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل )
    الصلابة
    لمّا أسلم عثمان -رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً ، وقال ( أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين ) فقال عثمان ( والله لا أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ ) فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه
    ذى النورين
    لقّب عثمان -رضي الله عنه- بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبيرقيّة ثم أم كلثوم ، فقد زوّجه رسول الله ابنته رقيّة ، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم فلمّا ماتت تأسّف رسول الله على مصاهرته فقال ( والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجنُكَها يا عثمان )
    سهم بدر
    أثبت له رسول الله سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله فقد قال الرسول ( إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه )
    الحديبية
    بعث الرسول عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة ، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته ، فضرب الرسول بشماله على يمينه وقال ( هذه يدُ عثمان ) فقال الناس ( هنيئاً لعثمان )
    جهاده بماله
    قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً

    كان الصحابة مع رسول الله في غزاةٍ ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ، فلما رأى الرسول ذلك قال ( والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ ) فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي منها بتسعٍ ، فلما رأى ذلك النبي قال ( ما هذا ؟)
    قالوا أُهدي إليك من عثمان .. فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبييديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده ( اللهم اعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان )
    قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- دخل رسول اللهعليَّ فرأى لحماً فقال ( من بعث بهذا ؟) قلت عثمان فرأيت رسول الله رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان
    جيش العسرة
    وجهّز عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً ، واستغرق الرسول في الدعاء له يومها ، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيه فقد جاء عثمان إلى النبي بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره ، فجعل يقلبها ويقول ( ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم ) مرتين
    الحياء
    قال رسول الله ( أشد أمتي حياءً عثمان )
    قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- استأذن أبو بكر على رسول الله وهو مضطجع على فراش ، عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله وأصلح عليه ثيابه وقال ( اجمعي عليك ثيابك ) فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، فقلت ( يا رسول الله ، لم أركَ فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !!)
    فقال ( يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته ) وفي رواية أخرى ( ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة )
    فضله
    دخل رسول اللهعلى ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال ( يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقاً ) وقال رسول الله ( مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله ) وقال ( اللهم ارْضَ عن عثمان ) وقال ( اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه )

    اختَصّه رسول الله بكتابة الوحي ، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى ، وأثنى عليه جميع الصحابة ، وبركاته وكراماته كثيرة ، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة ، كثير القيام بالليل

    قال عثمان -رضي الله عنه- ( ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ ، ولا وضعتُ يدي اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله وما مرّت بي جمعة إلا وإعتقُ فيها رقبة ، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام ، ولا سرقت )
    اللهم اشهد
    عن الأحنف بن قيس قال انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة ، فدخلنا المسجد ، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص .. فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان عليه ملاءة صفراء قد منع بها رأسه فقال ( أها هنا علي ؟) قالوا نعم ..
    قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله قال ( من يبتاع مِرْبدَ بني فلان غفر الله له ؟) فابتعته بعشرين ألفاً أو بخمسة وعشرين ألفاً ، فأتيت رسول الله فقلت ( إني قد ابتعته ) .. فقال ( اجعله في مسجدنا وأجره لك ) ؟ قالوا نعم

    قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله قال ( من يبتاع بئر روْمة غفر الله له ) فابتعتها بكذا وكذا ، فأتيت رسول الله فقلت ( إني قد ابتعتها ) فقال ( اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك )؟ قالوا نعم

    قال ( أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله نظر في وجوه القوم يوم ( جيش العُسرة ) فقال ( من يجهز هؤلاء غفر الله له ) فجهزتهم ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً )؟ قالوا نعم
    قال ( اللهم اشهد اللهم اشهد ) ثم انصرف
    الخلافة
    كان عثمان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين ، فقد بايعه المسلمون بعد مقتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 23 ه ، فقد عيَّن عمر ستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة ، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم ، ثم أخذ العهد والميثاق أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه ، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك ، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجباً هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم

    ومن خُطبته يوم استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال
    ( أمّا بعد ، فإنَّ الله بعث محمداً بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله ، وهاجرت الهجرتين ، وبايعت رسول الله والله ما غششْتُهُ ولا عصيتُه حتى توفاه الله ، ثم أبا بكر مثله ، ثم عمر كذلك ، ثم استُخْلفتُ ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم ؟!)
    الخير
    انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية
    الفتوح الاسلامية
    وفتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخرة وفارس الأولى ثم خو وفارس الآخرة ، ثم طبرستان ودُرُبجرْد وكرمان وسجستان ، ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن
    الفتنة
    ويعود سبب الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفاً بأقاربه وكانوا قرابة سوء ، وكان قد ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السّرح فشكوه إليه ، فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له ، وكتب لهم العهد ، وخرج معهم مددٌ من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي السّرح ، فلمّا كانوا على ثلاثة أيام من المدينة ، إذ همّ بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى ، وعليه خاتم عثمان ، إلى ابن أبي السّرح يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه ، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله ، وصدق -رضي الله عنه- فهو أجلّ قدراً وأنبل ذكراً وأروع وأرفع من أن يجري مثلُ ذلك على لسانه أو يده ، وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل !

    ولمّا حلف لهم عثمان -رضي الله عنه- طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم ، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى ، لأن النبيكان قد قال له ( عثمان ! أنه لعلّ الله أن يُلبسَكَ قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه )
    الحصار
    فاجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه ، فأغلق بابه دونهم ، فحاصروه عشرين أو أربعين يوماً ، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة ، ويذكّرهم سوابقه في الإسلام ، والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة ، فيعترفون بها ولا ينكفّون عن قتاله !!
    وكان يقول ( إن رسول الله عهد إليّ عهداً فأنا صابرٌ عليه )
    ( إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن )

    وعن أبي سهلة مولى عثمان قلت لعثمان يوماً ( قاتل يا أمير المؤمنين ) قال ( لا والله لا أقاتلُ ، قد وعدني رسول اللهأمراً فأنا صابر عليه )

    واشرف عثمان على الذين حاصروه فقال ( يا قوم ! لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم ، فوالله إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت ، أصبتُ أو أخطأتُ ، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعاً أبداً ، ولا تغزوا جميعاً أبداً ولا يقسم فيؤكم بينكم ) فلما أبَوْا قال ( اللهم احصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تبق منهم أحداً ) فقتل الله منهم مَنْ قتل في الفتنة ، وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفاً فأباحوا المدينة ثلاثاً يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم
    مقتله
    وكان مع عثمان -رضي الله عنه- في الدار نحو ستمائة رجل ، فطلبوا منه الخروج للقتال ، فكره وقال ( إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها ) فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه ، و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمه عليه ، وكان ذلك صبيحة عيد الأضحى سنة 35 ه في بيته بالمدينة

    ومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان أن عثمان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه ، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال ( إني رأيتُ رسول اللهالبارحة في المنام ، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي اصبر ، فإنك تفطر عندنا القابلة ) فدعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقُتِلَ وهو بين يديه

    كانت مدّة ولايته -رضي الله عنه وأرضاه- إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً ، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة
    ودفِنَ -رضي الله عنه- بالبقيع ، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم
    يوم الجمل
    في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ( اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت ( إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله ( ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة )000وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعد

    فانصرفوا ، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت ( اللهم إني مشفقٌ مما أقدم عليه ) ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا ( يا أمير المؤمنين ) فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت ( اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى )
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  27. #27
    تاريخ التسجيل
    27-Oct-2005
    الدولة
    جنب بيت أخوي
    المشاركات
    10,423
    جزاك الله خيرا اخي البدر سيرة عطرة لصحابي جليل غنم المسلمون في زمانه خيرا كثيرا
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  28. #28
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاترينا مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا اخي البدر سيرة عطرة لصحابي جليل غنم المسلمون في زمانه خيرا كثيرا
    الله يجزاك خير وشاكر لمتابعة الموضوع
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  29. #29
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483
    على بن ابى طالب

    أحد العشرة المبشرين بالجنة



    " من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله
    ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله "
    حديث شريف



    من هو ؟
    هو ابن عم النبي ، ولد قبل البعثة النبوية بعشر سنين
    وأقام في بيت النبوة فكان أول من أجاب الى الاسلام من الصبيان ،
    هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، وزوجته فاطمة الزهراء ابنة النبي صلى الله عليه وسلم ...
    ووالد الحسن والحسين سيدي شباب الجنة ...
    الرسول يضمه اليه
    كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله وصدق بما جاءه من الله تعالى : علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه ، وهو يومئذ ابن عشر سنين ، فقد أصابت قريشاً أزمة شديدة ، وكان أبو طالب ذا عيال كثير فقال الرسول الكريم للعباس عمه : يا عباس ، إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة ، فانطلق بنا إليه فلنخفف عنه من عياله ، آخذ من بنيه رجلا وتأخذ أنت رجلا فنكفهما عنه ) ... فقال العباس ( نعم ) ...

    فانطلقا حتى أتيا أبا طالب فقالا له ( إنا نريد أن نخفف من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ) ... فقال لهما أبو طالب ( إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما ) ... فأخذ الرسول علياً فضمه إليه ، وأخذ العباس جعفراً فضمه إليه ، فلم يزل علي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بعثه الله تبارك وتعالى نبياً ، فاتبعه علي - رضي الله عنه - وآمن به وصدقه ، وكان الرسول إذا حضرت الصلاة خرج الى شعاب مكة ، وخرج علي معه مستخفياً من أبيه وسائر قومه ، فيصليان الصلوات معا ، فإذا أمسيا رجعا ...
    منزلته من الرسول
    لمّا آخى الرسول بين أصحابه قال لعلي ( أنت أخي ) ... وكان يكتب لرسول الله ، وشهد الغزوات كلها ما عدا غزوة تبوك حيث استخلفه الرسول في أهله وقال له ( أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ) ...
    وكان مثالا في الشجاعة و الفروسية ما بارز أحد الا صرعه ، وكان زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة قال فيه النبي ( من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ) ...
    دعاه الرسول وزوجته فاطمة وابنيه ( الحسن والحسين ) وجلَّلهم بكساء وقال ( اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهِّرْهُم تطهيراً ) ... وذلك عندما نزلت الآية الكريمة ...

    قال تعالى ( إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت ) ...

    كما قال ( اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة : إلى علي ، وعمّار وبلال ) ...
    ليلة الهجرة
    في ليلة الهجرة ، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول في فراشه ، فأتى جبريل - عليه السلام - رسول الله فقال ( لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه ) ... فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي ( نم على فراشي ، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه ، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم ) ...

    ونام علي - رضي الله عنه - تلك الليلة بفراش رسول الله ، واستطاع الرسول من الخروج من الدار ومن مكة ، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريموأقام علي - كرّم الله وجهه - بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس ، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله في قباء ...
    ابو تراب
    دخل ‏علي ‏‏على ‏فاطمة - رضي الله عنهما -‏ ‏، ثم خرج فاضطجع في المسجد ، فقال النبي ‏( ‏أين ابن عمك ) ... قالت ( في المسجد ) ... فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره ، وخلص التراب إلى ظهره ، فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول ( اجلس يا ‏‏أبا تراب ) ... ‏مرتين ...
    يوم خيبر
    في غزوة خيبر قال الرسول ( لأُعْطينّ الرايةَ غداً رجلاً يحب الله ورسوله ، ويُحبه الله ورسوله ، يفتح الله عليه ، أو على يديه ) ... فكان رضي الله عنه هو المُعْطَى وفُتِحَت على يديه ... ‏
    خلافته
    لما استشهد عثمان - رضي الله عنه - سنة ( 35 ه ) بايعه الصحابة والمهاجرين و الأنصار وأصبح رابع الخلفاء الراشدين ، يعمل جاهدا على توحيد كلمة المسلمين واطفاء نار الفتنة ، وعزل الولاة الذين كانوا مصدر الشكوى ...

    ذهبت السيدة عائشة زوجة الرسول الى مكة المكرمة لتأدية العمرة في شهر محرم عام 36 هجري ، ولما فرغت من ذلك عادت الى المدينة ، وفي الطريق علمت باستشهاد عثمان واختيار علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين ، فعادت ثانية الى مكة حيث لحق بها طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام - رضي الله عنهما - وطالب الثلاثة الخليفة بتوقيع القصاص على الذين شاركوا في الخروج على الخليفة عثمان - رضي الله عنه - ، وكان من رأي الخليفة الجديد عدم التسرع في ذلك ، والانتظار حتى تهدأ نفوس المسلمين ،وتستقر الأوضاع في الدولة الاسلامية ، غير أنهم لم يوافقوا على ذلك واستقر رأيهم على التوجه الى البصرة ، فساروا اليها مع أتباعهم ...
    معركة الجمل
    خرج الخليفة من المدينة المنورة على رأس قوة من المسلمين على أمل أن يدرك السيدة عائشة - رضي الله عنها - ، ويعيدها ومن معها الى مكة المكرمة ، ولكنه لم يلحق بهم ، فعسكر بقواته في ( ذي قار ) قرب البصرة ، وجرت محاولات للتفاهم بين الطرفين ولكن الأمر لم يتم ، ونشب القتال بينهم وبذلك بدأت موقعة الجمل في شهر جمادي الآخرة عام 36 هجري ، وسميت بذلك نسبة الى الجمل الذي كانت تركبه السيدة عائشة - رضي الله عنها - خلال الموقعة ، التي انتهت بانتصار قوات الخليفة ، وقد أحسن علي - رضي الله عنه - استقبال السيدة عائشة وأعادها الى المدينة المنورة معززة مكرمة ، بعد أن جهزها بكل ما تحتاج اليه ، ثم توجه بعد ذلك الى الكوفة في العراق ، واستقر بها ، وبذلك أصبحت عاصمة الدولة الاسلامية ...
    مواجهة معاوية
    قرر علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ( بعد توليه الخلافة ) عزل معاوية بن أبي سفيان عن ولاية الشام ، غير أن معاوية رفض ذلك ، كما امتنع عن مبايعته بالخلافة ، وطالب بتسليم قتلة عثمان - رضي الله عنه - ليقوم معاوية باقامة الحد عليهم ، فأرسل الخليفة الى أهل الشام يدعوهم الى مبايعته ، وحقن دماء المسلمين ، ولكنهم رفضوا ... فقرر المسير بقواته اليهم وحملهم على الطاعة ، وعدم الخروج على جماعة المسلمين ، والتقت قوات الطرفين عند ( صفين ) بالقرب من الضفة الغربية لنهر الفرات ، وبدأ بينهما القتال يوم الأربعاء (1 صفر عام 37 هجري ) ...

    وحينما رأى معاوية أن تطور القتال يسير لصالح علي وجنده ، أمر جيشه فرفعوا المصاحف على ألسنة الرماح ، وقد أدرك الخليفة خدعتهم وحذر جنوده منها وأمرهم بالاستمرار في القتال ، لكن فريقا من رجاله ، اضطروه للموافقة على وقف القتال وقبول التحكيم ، بينما رفضه فريق آخر ... وفي رمضان عام 37 هجري اجتمع عمر بن العاص ممثلا عن معاوية وأهل الشام ، وأبو موسى الأشعري عن علي وأهل العراق ، واتفقا على أن يتدارسا الأمر ويعودا للاجتماع في شهر رمضان من نفس العام ، وعادت قوات الطرفين الى دمشق والكوفة ، فلما حان الموعد المتفق عليه اجتمعا ثانية ، وكانت نتيجة التحكيم لصالح معاوية ...
    الخوارج
    أعلن فريق من جند علي رفضهم للتحكيم بعد أن اجبروا عليا - رضي الله عنه - على قبوله ، وخرجوا على طاعته ، فعرفوا لذلك باسم الخوارج ، وكان عددهم آنذاك حوالي اثني عشر ألفا ، حاربهم الخليفة وهزمهم في معركة ( النهروان ) عام 38 هجري ، وقضى على معظمهم ، ولكن تمكن بعضهم من النجاة والهرب ... وأصبحوا منذ ذلك الحين مصدر كثير من القلاقل في الدولة الاسلامية ...
    استشهاده
    لم يسلم الخليفة من شر هؤلاء الخوارج اذ اتفقوا فيما بينهم على قتل علي ومعاوية وعمرو بن العاص في ليلة واحدة ، ظنا منهم أن ذلك يحسم الخلاف ويوحد كلمة المسلمين على خليفة جديد ترتضيه كل الأمة ، وحددوا لذلك ثلاثة من بينهم لتنفيذ ما اتفقوا عليه ، ونجح عبد الرحمن بن ملجم فيما كلف به ، اذ تمكن من طعن علي - رضي الله عنه - بالسيف وهو خارج لصلاة الفجر من يوم الجمعة الثامن عشر من رمضان عام أربعين هجرية بينما أخفق الآخران ...

    وعندما هجم المسلمون على ابن ملجم ليقتلوه نهاهم علي قائلا ( ان أعش فأنا أولى بدمه قصاصا أو عفوا ، وان مت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين ، ولا تقتلوا بي سواه ، ان الله لا يحب المعتدين ) ... وحينما طلبوا منه أن يستخلف عليهم وهو في لحظاته الأخيرة قال لهم ( لا آمركم ولا أنهاكم ، أنتم بأموركم أبصر ) ... واختلف في مكان قبره ... وباستشهاده - رضي الله عنه - انتهى عهد الخلفاء الراشدين ...
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  30. #30
    تاريخ التسجيل
    5-May-2002
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    2,483
    طلحة بن عبيد الله

    أحد العشرة المبشرين بالجنة



    " من سره أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض؛ فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله "
    حديث شريف



    من هو ؟
    طلحة بن عبيد الله بن عثمان التيمي القرشي المكي المدني ، أبو محمد ...
    لقد كان في تجارة له بأرض بصرى ، حين لقي راهبا من خيار رهبانها ،
    وأنبأه أن النبي الذي سيخرج من أرض الحرم ، قد أهل عصره ،
    ونصحه باتباعه ...
    وعاد الى مكة ليسمع نبأ الوحي الذي يأتي الصادق الأمين ،
    والرسالة التي يحملها ، فسارع الى أبي بكر فوجده الى جانب
    محمد مؤمنا ، فتيقن أن الاثنان لن يجتمعا الا على الحق ،
    فصحبه أبو بكر الى الرسول حيث أسلم
    وكان من المسلمين الأوائل ...
    ايمانه
    لقد كان طلحة - رضي الله عنه - من أثرياء قومه ...
    ومع هذا نال حظه من اضطهاد المشركين ، وهاجر الى المدينة
    وشهد المشاهد كلها مع الرسول الا غزوة بدر ،
    فقد ندبه النبي ومعه سعيد بن زيد الى خارج المدينة ،
    وعند عودتهما عاد المسلمون من بدر ، فحزنا الا يكونا مع المسلمين ،
    فطمأنهما النبي بأن لهما أجر المقاتلين تماما ،
    وقسم لهما من غنائم بدر كمن شهدها ... وقد سماه الرسول الكريم
    يوم أحُد ( طلحة الخير ) ...
    وفي غزوة العشيرة ( طلحة الفياض ) ...
    ويوم حنين ( طلحة الجود ) ...
    بطولته يوم احد
    في أحد ... أبصر طلحة - رضي الله عنه - جانب المعركة
    الذي يقف فيه الرسول فلقيه هدفا للمشركين ،
    فسارع وسط زحام السيوف والرماح الى رسول الله
    فرآه والدم يسيل من وجنتيه ، فجن جنونه وقفز أمام الرسول
    يضرب المشركين بيمينه ويساره ، وسند الرسول
    وحمله بعيدا عن الحفرة التي زلت فيها قدمه ، ويقول أبو بكر - رضي الله عنه -
    عندما يذكر أحدا ( ذلك كله كان يوم طلحة ، كنت أول من جاء الى النبي
    فقال لي الرسول ولأبي عبيدة بن الجراح
    " دونكم أخاكم ... " ونظرنا ، واذا به بضع وسبعون بين طعنة وضربة
    ورمية ، واذا أصبعه مقطوعة ، فأصلحنا من شأنه ) ...
    وقد نزل قوله تعالى " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
    فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا " ...

    تلا رسول الله هذه الآية أمام الصحابة الكرام ،
    ثم أشار الى طلحة قائلا ( من سره أن ينظر الى رجل يمشي على الأرض ،
    وقد قضى نحبه ، فلينظر الى طلحة ) ...
    ما أجملها من بشرى لطلحة - رضي الله عنه - ، فقد علم أن الله سيحميه
    من الفتنة طوال حياته وسيدخله الجنة فما أجمله من ثواب ...
    عطائه وجوده
    وهكذا عاش طلحة - رضي الله عنه - وسط المسلمين مرسيا لقواعد الدين ،
    مؤديا لحقوقه ، واذا أدى حق ربه اتجه لتجارته ينميها ،
    فقد كان من أثرى المسلمين ، وثروته كانت دوما في خدمة الدين ،
    فكلما أخرج منها الشيء الكثير ، أعاده الله اليه مضاعفا ،
    تقول زوجته سعدى بنت عوف ( دخلت على طلحة يوما فرأيته مهموما ،
    فسألته ما شأنك ؟ ... فقال المال الذي عندي ، قد كثر حتى أهمني وأكربني ...
    وقلت له ما عليك ، اقسمه .. فقام ودعا الناس ،
    وأخذ يقسمه عليهم حتى ما بقي منه درهما ) ...

    وفي احدى الأيام باع أرضا له بثمن عال ، فلما رأى المال أمامه فاضت عيناه من الدمع
    وقال ( ان رجلا تبيت هذه الأموال في بيته لا يدري مايطرق من أمر ، لمغرور بالله ) ...
    فدعا بعض أصحابه وحملوا المال معه ومضى في الشوارع يوزعها
    حتى أسحر وما عنده منها درهما ...

    وكان - رضي الله عنه - من أكثر الناس برا بأهله وأقاربه ،
    وكان يعولهم جميعا ، لقد قيل
    ( كان لا يدع أحدا من بني تيم عائلا الا كفاه مئونته ، ومئونة عياله ) ...
    ( وكان يزوج أياماهم ، ويخدم عائلهم ، ويقضي دين غارمهم ) ...
    ويقول السائب بن زيد ( صحبت طلحة بن عبيد الله في السفر و الحضر
    فما وجدت أحدا ، أعم سخاء على الدرهم ، والثوب ، والطعام من طلحة ) ...
    طلحة والفتنة
    عندما نشبت الفتنة في زمن عثمان بن عفان - رضي الله عنه -
    أيد طلحة حجة المعارضين لعثمان ، وزكى معظمهم فيما ينشدون من اصلاح ،
    ولكن أن يصل الأمر الى قتل عثمان - رضي الله عنه - ، لا ...
    لكان قاوم الفتنة ، وما أيدها بأي صورة ، ولكن ماكان كان ، أتم المبايعة
    هو والزبير لعلي - رضي الله عنهم جميعا - وخرجوا الى مكة معتمرين ،
    ومن هناك الى البصرة للأخذ بثأر عثمان ...

    وكانت ( وقعة الجمل ) عام 36 هجري ... طلحة والزبير في فريق
    وعلي في الفريق الآخر ، وانهمرت دموع علي - رضي الله عنه -
    عندما رأى أم المؤمنين ( عائشة ) في هودجها بأرض المعركة ،
    وصاح بطلحة ( يا طلحة ، أجئت بعرس رسول الله تقاتل بها ، وخبأت عرسك في البيت ؟) ...
    ثم قال للزبير ( يا زبير نشدتك الله ، أتذكر يوم مر بك رسول الله
    ونحن بمكان كذا ، فقال لك يا زبير ، الا تحب عليا ؟؟ ...
    فقلت ألا أحب ابن خالي ، وابن عمي ، ومن هو على ديني ؟؟ ...
    فقال لك يا زبير ، أما والله لتقاتلنه وأنت له ظالم ) ...
    فقال الزبير ( نعم أذكر الآن ، وكنت قد نسيته ، والله لاأقاتلك ) ...
    الشهادة
    وأقلع طلحة و الزبير - رضي الله عنهما - عن الاشتراك في هذه الحرب ،
    ولكن دفعا حياتهما ثمنا لانسحابهما ، و لكن لقيا ربهما قريرة أعينهما بما قررا ،
    فالزبير تعقبه رجل اسمه عمرو بن جرموز وقتله غدرا وهو يصلي ،
    وطلحة رماه مروان بن الحكم بسهم أودى بحياته ...

    وبعد أن انتهى علي - رضي الله عنه - من دفنهما ودعهما بكلمات أنهاها قائلا
    ( اني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان من الذين قال الله فيهم
    ( ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين ) ...
    ثم نظر الى قبريهما وقال
    ( سمعت أذناي هاتان رسول الله يقول
    ( طلحة و الزبير ، جاراي في الجنة ) ...
    قبر طلحة
    لمّا قُتِلَ طلحة دُفِنَ الى جانب الفرات ، فرآه حلماً بعض أهله فقال
    ( ألاّ تُريحوني من هذا الماء فإني قد غرقت ) ...قالها ثلاثاً ،
    فأخبر من رآه ابن عباس ، فاستخرجوه بعد بضعة وثلاثين سنة ،
    فإذا هو أخضر كأنه السِّلْق ، ولم يتغير منه إلا عُقْصته ،
    فاشتروا له داراً بعشرة آلاف ودفنوه فيها ، وقبره معروف بالبصرة ،
    وكان عمره يوم قُتِلَ ستين سنة وقيل أكثر من ذلك
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك