الدكتور غازي القصيبي أطلق عليه متنبي عصره نسبة الى المتنبي الشاعر
المعروف في العصر العباسي
ولا انسى قصيدته بعد مذبحة صبرا وشاتيلا وكنت قد علقتها على الجدار بغرفة السكن
بمبنى 10 في جامعة الملك سعود فقد كانت قصيدة عزاء لكل من ليس لديه حيله في
مواجهة تلك المذبحه وكانت وصفا دقيقا لحال الفلسطينيين وفرجة العرب
نهرُ من الدم..فامشي فيه..وأغتسلي مـن الـجنابة..يا أنـثىً بـلا خجلِ
تـأملي جـثث الأطـفال..وانفعلي! وطـالعي جـثث الأشياخ..واشتعلي
مـاذا يـخيفك؟هل بعد الحمام ردىً؟ وهل سوى الأجل المحتوم من أجلِ؟
هـا أنت مُتّ..فقومي الآن وانتفضي قـد يصبح الموت ميعاداً مع الأزلِ
***
نـهرٌ مـن الدم..يجري في مرابعنا بـلا شـموخٍ..بلا كـبرٍ..بلا بطلِ
مـامات فـيهِ عدّوى..مات فيهِ أخي بـطعنةٍ من أخي مـسمومةِ الـقُبلِ
مـازال يجري وتَسقيهِ العروقُ طلاً فالأرض ترقص في عُرسٍ بِلا جذَلٍ
نـهرٌ من الدم..فامشي فيهِ وارتشفِي حـتى الـثمالةَ..يا أضحوكةَ الدولِ
***
قـالوا "فـلسطين!"قلنا الحين عاجِلها فـاستسلمت لِمدى الجاني على عجَلِ
"أبــو فـلان"يغنّي فـوق جـثتها كـما يـغنّي غـرابٌ وحشة الطللِ
يـقولُ مـالذنب ذنـبي !..إن قاتلها "أبـو فـلان"..ومن أغـواهُ بالحيلِ
قـتـلتموها جـميعاً..إن واحـدكم "أبـا الخديعةِ"أضحى..أو "أبا الدَجَلِ"
ونـحن مـن خـلفكم..مابيننا رَجُلٌ لـم تـختصب يـده بالأحمر الهطلِ
ونـحن يـاسادتي مـا بـيننا رجلٌ إلا وطـلّقْ طـوعاً نـخوةَ الـرجُلِ
***
قـالوا "الـعروبة!"قُلّنا أمـةٌ درجتْ على الشقاق..فأضحت مضرب المثلِ
فـي كـلّ شـبرٍ زعـيمٌ رافع علماً يـقولُ إنـي وحـيد الناس في مُثُلي
تـمشي الـهزيمة عاراً فوقَ منكبه لـكنه بـاحتفال الـنصرِ فـي شُغُلِ
فــي كــل شـبرٍ مـد قـبضتهُ عـلى الـجموع..فلم تفعل..ولم تَقُلِ
وكـيف يـنطق من سدّوا حناجِره؟ وكـبف يمشي بعبء القيدِ ذو شلل؟
فـي كـل شـبرٍ زعـيمٌ من ينافِسَهُ على الزعامةِ..أمسى طعمه الأسلِ
فـداحسٌ لـم تـزل بـالثأر مولّعةً ونـشوةَ الحربِ في الغبراء لم تزلِ
وقادةُ العرب سلّوا السيف..وارتجزوا يـاأمَّةَ العرب سُلي السيف..واقتتلي!
***
نـهرٌ من الدم..عبر اليأس وشوشني بِأنّه سوف سوفَ يسقى الكون بالأملِ
وقــال إن دم الأطـفـالِ مُـبتَهِلٌ عـند الـذي لم يضيع جرح مبتهلِ
وقــال أن خـيـول الله قـادِمـةٌ وقــال أن بـنـود الله لـم تَـملِ
نـهرٌ مـن الـدم في قلبي..يبشّرني كـمـا أبـشِّـرهُ أن الـشهادةَ لـي
وهنا قصيدته في ابنته يارا وهي تلاعب الشيب في بداية عمرها
مالت على الشعرات البيض تقطفها
يارا و تضحك: لا ارضى لك الكبرا
يا دميتي! هبك طاردت المشيب هنا
فما احتيالك في الشيب الذي استترا؟
وما احتيالك في الروح التي تعبت؟
و ما احتيالك في القلب الذي انفطرا؟
و ما احتيالك في الايام توسعني
حرباً.. وتسألني: من يا ترى انتصرا؟!
يا دميتي! حاصرتني الاربعون مدى
مجنونةً.. وحراباً ادمت العمرا!
فمن يرد لي الدنيا التي انقشعت؟
ومن يعيد لي الحلم الذي عبرا؟
وما بكيت على لهوي ولا مرحي
لكن بكيت على طهري الذي انتحرا
المفضلات