السلام عليكم
يقول الدكتور هاني مكروم
بالعقل نقول إنه بدون رؤية فالحركة مجازفة بالغة الخطورة. والإنسان كأحد مفردات هذا الوجود يتحرك مع الكون كله نحو الغد، والغد مجهول، والتحرك في المجهول يلزمه مرشدات، نور وخريطة وبوصلة لتحديد اتجاه الحركة وتعديله كل فترة. مطلوب رؤية للكون الذي نعيش فيه، لأنه يحتوينا ونخضع لسننه وحركته وتقلباته.
وفي زمن المادية الصارخة بقسوتها وعنفوانها، يحسب الكثير من الناس أن الرؤية هي مجرد الرؤية الحسية المشاهدة بالعين، وربما ما يدرك بالحواس الخمس أو بالأجهزة المادية التي صنعها الإنسان، ولا يعترفون بغير ذلك، وتلك بداية خاطئة تغرق الإنسان في ظلمات مهلكات، ومَن يفعل ذلك يكون كمن يختار العمى. فالحواس بدون النشاط العقلي (المعنوي) تصبح محدودة الفائدة، وتعمل بالفطرة شبه الآلية ـ بدون تصور ـ كما هو الحال عند الأنعام
الرؤية العقلية الصحيحة تدرك ما يتيسر من الحقيقة، والرؤية المغشوشة الزائغة ترى الوهم متجسداً عنكبوتياً. وحين تزيغ الرؤية تبدو الأشياء على غير حقيقتها، وزيغ الرؤية ينتج عن الجهل فكلما تعمق الجهل كلما زاد الزيغ وتترجم إلى سلوكيات خاطئة. ولكل انسان رؤية يتصرف على أساسها، وتتباين الرؤى كالتباين بين السماء والأرض. وحالة الغفلة تجعل الانسان يرى أو يود أن يرى الأشياء متوافقة مع رؤيته وخلفيته هو، وإن كانت غير ذلك فيحاول أن يجعلها كذلك بشتى الوسائل وكلما اقتربت صورة الأشياء من الصورة التي يودها كلما شعر بسعادة.
بالعقل نقول إن سلامة الرؤية شرط لسلامة الحركة، ولذلك فضعف البصيرة يوجب شدة الحذر، لا الاندفاع الأحمق، لكن كيف تجتمع سلامة العقل وضعف البصيرة؟ لا يجتمعان، وكذلك ضعف العقل وسلامة الرؤية لا يجتمعان. الإنسان في تحريك جوارحه وفي كل نشاطاته المادية في الحياة يتجه نحو المستقبل مجبراً حتى ولو كان فكره مجذوباً للوراء، لأن الزمن محكوم بأمر الله واللحظة التي تمر لا تعود أبداً، إلى يوم القيامة، لذلك فالانسان أحوج ما يكون للرؤية السليمة لما أمامه، لمستقبله، للمحصلة النهائية التي لن تقبل التعديل ولا التصحيح.
الرؤية ليست ثابتة بل تتبدل وتتطور بتطور معلومات الانسان. ورؤية الأشياء غير الحكم عليها، فالرؤية هي أساس الحكم الحسن النية. وبما أن الرؤية تتطور بالمعلومات فيمكن للحكم المبنى عليها أن يتغير أيضاً. ويمكن أن توجد الرؤية، كأساس للحكم في مسألة ما، دون أن يبنى عليها حكم فوري، فلا داعي لإصدار الأحكام دون ضرورة، فالرؤية في حد ذاتها نشاط عقلي مطلوب، لكن الحُكم لا يُطلب دائماً. والتأني يتيح الفرصة لمزيد من وضوح الرؤية وبالتالي سلامة الحكم فقط حين يلزم، فالانسان لا يحاسب على رؤيته، لأنها أمر داخلي ولكن يحاسب على ما يبنى عليها من أحكام وأفعال. رؤية العاقل خاصة به (لنفسه)، أما الحكم فقد يمس الغير، فالحذر الحذر من التسرع في إصدار الأحكام.
-------------
بعد موضوع آب اللهاب وموضوع سنبني معك ياتويجري الذي كان ينطلق من رؤية عقلية لاخيكم بعد متابعة الاحداث وربط الامور ببعض من خلال دراسة نفسيات المتداولين ومتابعة مايدور على الساحة الاقتصادية محليا ودوليا وتنبأ بنتائج بعض الشركات المؤثرة مما قد يدخلنا في فوضى في سوق الاسهم بدأت ملامحها تظهر في تداولات يوم الاربعاء وتحول المحللين بين ليلة وضحاها من متفائلين الى متشائمين اقول وماتوفيقي الا بالله
ان قطاع التامين سيكون الصاعد الاقوى بعد هذه الفوضى وكلامي هذا ينطلق من متابعة خاصة جدا لهذا القطاع ولمستقبله في النصف الثاني فقد تمت دراسته تحديدا وباذن الله سيكون هذا القطاع ملاذا آمنا لمن يبحث عن الاستثمار الآمن
لا اتحدث من فراغ وادرس القطاع من خلف الكواليس وبعد دراستي هذه اقول وبالله التوفيق
التأمين الصاعد الأقوى بعد هذه الفوضى وببصمة مؤسسة النقد
المفضلات