نشأت مجموعة العشرين
تم إنشاء مجموعة العشرين في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية التي حدثت عام 1999م، لمناقشة التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، وسبل مواجهتها بصورة جماعية وتضم مجموعة العشرين 19 دولة بالإضافة إلى ممثل عن الإتحاد الأوروبي وهذه الدول هي: الولايات المتحدة الأمريكية ، كندا ، استراليا ، الصين ، المملكة المتحدة ، ألمانيا ، فرنسا ، إيطاليا ، روسيا ، الأرجنتين ، البرازيل ، اليابان ، المملكة العربية السعودية ، جنوب أفريقيا ، كوريا الجنوبية ، تركيا، الهند ، اندونيسيا ، والمكسيك.
وقد كانت اجتماعات مجموعة العشرين في السابق تقتصر على وزراء المالية ومديري البنوك المركزية إلا أن نشوء الأزمة المالية العالمية عام 2008م أدى إلى رفع مستوى التمثيل في هذه المجموعة لتصبح على مستوى القادة.
اهمية مجموعة العشرين الاقتصادية
تمتلك مجموعة العشرين ثقلا اقتصاديا وسياسيا ضخما حيث تستحوذ على نحو 90% من الناتج الإجمالي العالمي لعام 2009، فضلا عن 80 % من حجم التجارة العالمية ، وتستهلك نحو 80% من طاقة العالم ، ويسكن فيها نحو ثلثي سكان العالم. وتضم المجموعة أهم الدول المقرضة والمقترضة والمانحة الرئيسية على مستوى العالم ، وتسيطر على معظم حركة التجارة والاستثمار والائتمان العالمي ، وتملك المجموعة أسواق المال الرئيسية، وكبريات الشركات الصناعية، والمصارف التجارية، كما تملك الأساليب التقنية والتكنولوجية الحديثة في كافة المجالات الإنتاجية ، وتحدد بنوكها المركزية السياسات النقدية والمالية العالمية ، وأسعار الفائدة ، وأسعار الصرف للعملات الرئيسية.
اجتماعات قمة العشرين
وقد عقد قادة دول المجموعة أول اجتماع لهم بواشنطن في نوفمبر عام 2008م، إبان الأزمة المالية العالمية ، والذي تمخض عنه إتفاق حكومات الدول الأعضاء على تبني سياسات "التحفيز المالي" لمواجهة الأزمة، وإصلاح النظام المالي العالمي، بما في ذلك زيادة التعاون في وضع التنظيمات المالية، وإصلاح المؤسسات المالية العالمية. ثم عقد قادة المجموعة اجتماعهم الثاني في لندن بتاريخ 2 ابريل 2009م ، حيث أقروا خطة لإنعاش الاقتصاد العالمي بكلفة بلغت نحو 1.1 تريليون دولار 750 مليار دولار لتعزيز قدرات صندوق النقد الدولي و 250 مليار دولار لتعزيز حركة التجارة العالمية و100 مليار دولار لمساعدة مصارف التنمية الدولية على مساعدة الدول الفقيرة
أما الاجتماع الثالث لقادة المجموعة فقد عقد خلال الفترة من 24-25 سبتمبر عام 2009م، في مدينة بيتسبرج في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، وكان من أبرز القرارات التي تم اتخاذها قيام البنوك المركزية بتشديد الرقابة على المؤسسات المالية لمنع حدوث انحرافات مالية قد تضر بالاقتصاد العالمي.
أما القمة الرابعة والأخيرة لقادة المجموعة فقد عقدت في مدينة تورنتو بكندا خلال الفترة 26-27 يونيو 2010م وناقشت العديد من الموضوعات مثل : أزمة الديون الأوروبية، شبكات الأمان المالي العالمي وغيرها. وإتخذت عددا من القرارات من أهمها العمل على ضبط النظام المصرفي وخفض الديون السيادية تطبيق نظام للرقابة والإنذار المبكر للأزمات المالية والاقتصادية ، وتأسيس مجلس عالمي للإنذار المبكر وتفعيل مبداء الحوكمة والشفافية
اهم المؤشرات الاقتصادية للمجموعة
ساكتفي بالتطرق الى اهم المؤشرات الاقتصادية وهي اخر احصائيات توصلت اليها من بعض المصادر واهمها (The Economist- volume 396 - June 2010)
يتضح من خلال بيانات الجدول السابق أن الصين من المنتظر أن تحقق أعلي نسبة نمو في الناتج المحلي الإجمالي لدول مجموعة العشرين للعام الحالي 2010 مقارنة بالعام السابق 2009م بنسبة بلغت نحو
9.9 %. تلتها الهند بنسبة نمو تبلغ نحو 7.8 %، ثم البرازيل بنسبة نمو تبلغ نحو 6.3 %. بينما بلغت نسبة النمو في الاقتصاد السعودي نحو 3.6 %، وتعتبر نسبة نمو جيدة في ظل الأوضاع الاقتصادية الدولية الراهنة.
كما حققت اليابان اعلي معدل لنمو الإنتاج الصناعي بنسبة بلغت نحو 25.9%، تليها كوريا الجنوبية بنسبة نمو بلغت نحو 19.9%، ثم الهند بسبة نمو تبلغ نحو 17.6%. بينما بلغت نسبة النمو في الصناعة السعودية لعام 2008م، نحو 5.4 %.
من ناحية أخرى شهدت الهند أعلى نسبة تضخم في المجموعة بلغت نحو 12%
تلتها الأرجنتين بنسبة تضخم بلغت نحو 11.7 % ثم تركيا بنسبة تضخم بلغت نحو 10.1 %. بينما بلغت نسبة التضخم في المملكة نحو 3.5% والتي تعتبر نسبة معتدلة تسمح بالحفاظ علي مستوي جيد للنمو وفي نفس الوقت عدم ارتفاع الأسعار بصورة مفرطة
من ناحية أخرى ، بلغ عجز الميزان التجاري الأمريكي لآخر اثني عشر شهرا نحو - 550.1 مليار دولار وهو العجز الأكبر بين دول المجموعة بينما حققت ألمانيا أكبر فائض في الميزان التجاري بقيمة بلغت نحو 211.9 مليار دولار ، فيما بلغ فائض الميزان التجاري السعودي نحو 104.4 مليار دولار خلال نفس الفترة
وحققت المملكة العربية السعودية فائضا في الميزانية العامة بلغت نسبته 4.3% مما يوضح الموقف المالي القوي للمملكة.
المملكة ومجموعة العشرين
المملكة العربية السعودية هي الدولة العربية الوحيدة المتواجدة في مجموعة العشرين وتحتل المملكة وفقا لمؤشر حجم الناتج المحلي الإجمالي المرتبة رقم 17 بين دول مجموعة العشرين كما تحتل المرتبة رقم 23 على المستوي العالمي، وفقا لأحدث إحصاءات صندوق النقد الدولي. وعليه فإن الاقتصاد السعودي يعد من أكبر الاقتصاديات العالمية بل ويتجاوز العديد من الدول الأخرى الكبرى مثل: النرويج ، النمسا ، الدانمرك ، الأرجنتين ، اليونان ، وجنوب إفريقيا.
عضوية المملكة في هذه المجموعة يؤكد قوة ونفوذ المملكة اقتصاديا وسياسيا وأنها أصبحت طرفا مؤثرا في صنع السياسات الاقتصادية العالمية. فعضوية المملكة جاءت ليس فقط لأهمية المملكة كمصدر ومسعر للطاقة العالمية التي تهم جميع دول العالم وإنما لمجموعة من العوامل الاقتصادية منها ارتفاع حجم تجارتها الدولية وارتفاع مواردها وفوائضها المالية و تزايد حجم تحويلاتها الخارجية وارتفاع نسبة إنفاقها المالي والاستثماري وغيرها. وكانت المملكة من أولى الدول التي استجابت لطلبات التحفيز الاقتصادي العالمي عبر تنفيذ برنامج استثماري حكومي ضخم بلغ حجمه نحو 400 مليار دولار على مدي خمس سنوات. وساعدت سياسة تسعير النفط المعتدلة التي تتبناها المملكة على عدم إعاقة النمو الاقتصادي العالمي. كما قامت المملكة بتنسيق سياستها النقدية مع باقي الدول الأعضاء، حيث خفضت معدلات الفائدة لتشجيع حركة الاستثمار والنمو ودعمت المصارف التجارية خلال الأزمة مما ساعد على تحقيق الاستقرار في النظام المصرفي الإقليمي والعالمي وبالتالي ساعدت سياسات المملكة الرشيدة في الحد من تأثير الأزمة المالية العالمية وتعزيز أداء الاقتصاد السعودي.
هل استفادت المملكة من عضويتها في المجموعة ؟؟ بكل تاكيد وذلك من خلال زيادة تأثيرها في صنع السياسات الاقتصادية العالمية وضمان مصالحها الاقتصادية على المستوى الدولي حيث يؤدي استقرار الاقتصاد العالمي إلى نمو الطلب على منتجاتها ومن أهمها النفط ومنتجاته مما يعزز من مكانتها الاقتصادية على المستوى العالمي
والله اعلم
عاشق الخليج
المفضلات