منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: "فارتقب يوم تأتي الســماء بدخــــان مــبين"إعجاز علمي جديد قرأني :

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    28-Apr-2002
    الدولة
    ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحآ ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين
    المشاركات
    6,667

    Arrow "فارتقب يوم تأتي الســماء بدخــــان مــبين"إعجاز علمي جديد قرأني :

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    شدتني آية من آيات الكون التي خلقها الله بهذه الأيام للعودة للكتابة مرة أخرى
    و لفت انتباهي غفلة العالم المتعمدة مما يخلقه الله ليعتبروا و يتفكرو و لكن على قلوبهم اقفالها و كل ما يحدثه الله أمامهم من آيات منذرة و تذكير يتحايلون عليها بالنسيان أو بتأويلها الى الطبيعة التي خلقها الله كما أتهم فرعون موسى بالسحر عندما اراه الله الأيات من موسى فيتناسون الخالق و ليس بغريب فقد سبقتهم الأمم الكافرة التي أهلكها الله و لم يبق منهم غير مساكنهم و لم يعد يسمع لهم ركزا ــــ
    و السبب الأهم الذي جعلني أكتب هذا الموضوع في الصفحة الإقتصادية لما له تاثير مباشر و غير مباشر على إقتصاديات العالم
    فأرى و الله أعلى و أعلم ان يحدث هزة إقتصادية عالمية لبعض القطاعات مثل قطاع الطيران و غيره...
    إذا استمر هذا البركان بقذف حممه على القارة الأوروبية و قد يمتد الى قارات أخرى و لله في خلقه شؤون.
    ----------


    تفسيرالآية :

    ﴿ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين‏﴾(‏ الدخان‏:10)‏

    هذه الآية القرآنية الكريمة جاءت في أوائل سورة الدخان‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ وآياتها‏(59)‏ بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الإسم لورود الإشارة فيها إلي دخان السماء الذي أرسله ربنا ـ تبارك وتعالــى ـ عقابا للعاصين من أهل الأرض‏,‏ أو الذي سوف يرسله كأحد العلامات الكبري للساعة فيغشي الناس في صورة من صور العذاب الأليم‏.‏
    ويدور المحور الرئيسي لسورة الدخان حول عدد من ركائز العقيدة الإسلامية ـ شأنها في ذلك شأن كل السور المكية ـ مع التركيز علي ضرورة الإيمان بوحدانية الله ـ تعالى ـ بغير شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة‏,‏ ولا ولد‏,‏ والإيمان بالوحي وبضرورته‏,‏ وبحتمية البعث والحساب والجزاء‏,‏ وبالخلود في الآخرة إما في الجنة أو في النار‏.‏
    وتبدأ هذه السورة المباركة بالحرفين المقطعيين‏(‏ حم‏)‏ اللذين استفتحت بهما سبع من سور القرآن الكريم تجمع تحت مسمــى
    ‏(‏الحواميم‏)‏ وهي‏:‏ غافر‏,‏ فصلت‏,‏ الشورى‏,‏ الزخرف‏,‏ الدخان‏,‏ الجاثية‏,‏ والأحقاف‏.‏

    وبعد هذا الاستهلال يقسم ربنا ـ وهو في علاه غني عن القسم لعباده ـ بالقرآن الكريم تشريفا له وتكريما‏,‏ مؤكدا أنه كتاب مبين‏,‏ أنزل في ليلة مباركة هي ليلة القدر الموصوفة بأنها خير من ألف شهر‏,‏ وبأنها يبرم فيها كل أمر حكيم‏,‏ ويفصل فيها كل أمر محكم‏,‏ وذلك رحمة من الله ـ تعالي ـ بعباده‏,‏ وقد أرسل اليهم الرسل‏,‏ وأنزل الصحف من أجل هدايتهم إلي الدين الحق الذي يصلح دنياهم وأخراهم‏,‏ والذي لا يمكن لهم الوصول إليه بعقولهم المجردة عن الهداية الربانية‏,‏ ثم جمع لهم كل الرسالات السابقة في القرآن الكريم الذي أكمل به الدين‏,‏ وأتم النعمة‏,‏ ورضي لعباده الإسلام دينا قائما على التوحيد الخالص لله ـ تعالى‏,‏ رب هذا الكون ومليكه‏,‏ خالق كل شيء ومبدعه‏,‏ السميع العليم‏,‏ الذي يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير‏.‏
    وعلى الرغم من وضوح ذلك وبيانه فإن الكفار والمشركين كانوا ـ ولا يزالون ـ في شك منه وارتياب فيه دون مبرر واحد‏,‏ عبثا وحسدا من عند أنفسهم وفي ذلك يقول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ‏:‏
    ﴿حم‏*‏ والكتاب المبين‏*‏ إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين‏*‏ فيها يفرق كل أمر حكيم‏*‏ أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين‏*‏ رحمة من ربك إنه هو السميع العليم‏*‏ رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين‏*‏ لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين‏*‏ بل هم في شك يلعبون‏*﴾ (‏ الدخان‏:1‏ ـ‏9).‏
    ثم يأتي التهديد الإلهي لكفار ومشركي قريش ـ ولجميع الكفار والمشركين في كل زمان ومكان ـ بكل من عذاب الدنيا وأهوال الآخرة وقد كذبوا ببعثة الرسول الخاتم‏,‏ واتهموه كذبا بأن بشرا يعلمه‏,‏ أو بالشعر‏,‏ والسحر‏,‏ والجنون‏,‏ وفي ذلك يقول له رب العالمين‏:‏


    ﴿فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين‏

    *‏ يغشي الناس هذا عذاب أليم‏*‏ ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون‏*‏ أني لهم الذكري وقد جاءهم رسول مبين‏*‏ ثم تولوا عنه وقالوا معلم مجنون‏*‏ إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون‏*‏ يوم نبطش البطشة الكبري إنا منتقمون﴾‏*(‏ الدخان‏:10‏ ـ‏16).‏
    وبعد ذلك تنتقل الآيات إلى التذكير بموقف فرعون وملئه من نبي الله موسى‏(‏عليه السلام‏)‏ والذين آمنوا معه‏,‏ وكيف كانت نهاية هذا الطاغية المتجبر في الأرض‏,‏ وطغمته الفاسدة أن أغرقه الله ـ تعالى ـ في اليم‏,‏ إغراقا مذلا‏,‏ وفي ذلك يقول‏:‏
    ﴿ولقد فتنا قبلهم قوم فرعون وجاءهم رسول كريم‏*‏ أن أدوا إلي عباد الله إني لكم رسول أمين‏*‏ وأن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين‏*‏ وإني عذت بربي وربكم أن ترجمون‏*‏ وإن لم تؤمنوا لي فاعتزلون‏*‏ فدعا ربه أن هؤلاء قوم مجرمون‏*‏ فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون‏*‏ واترك البحر رهوا إنهم جند مغرقون‏﴾*(‏ الدخان‏17‏ ـ‏24).‏
    وتلوم الآيات في سورة الدخان علي الكافرين إنكارهم لحتمية البعث‏,‏ وتتهددهم بالعذاب الذي طال الكافرين من قبلهم فتقول‏:‏
    ﴿إن هؤلاء ليقولون‏*‏إن هي إلا موتتنا الأولي وما نحن بمنشرين‏*‏ فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين‏*‏ أهم خير أم قوم تبع والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين‏﴾*‏‏(‏ الدخان‏34‏ ـ‏37).‏
    وتستشهد الآيات بخلق السموات والأرض بالحق أي‏:‏ حسب قوانين محكمة دقيقة‏,‏ لا تتوقف‏,‏ ولا تتخلف‏,‏ ولا تتعطل إلى أن يشاء الله ـ تعالى ـ مما يدل على طلاقة قدرته في إبداعه لخلقه‏,‏ ويؤكد حتمية البعث‏,‏ والحشر‏,‏ والحساب‏,‏ والجزاء في الآخرة‏,‏ ليتم الفصل بين الناس‏,‏ ولكن الكافرين في غفلة كاملة‏,‏ وغواية شيطانية لاتمكنهم من إدراك تلك الحقائق‏,‏ وفي ذلك تقول الآيات‏:‏

    ﴿وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين‏*‏ ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون‏

    *‏ إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين‏*‏ يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون‏*‏ إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم‏﴾*(‏ الدخان‏:38‏ ـ‏42).‏
    وبعد ذلك تقارن الآيات بين عذاب الآثمين من الكفار والمشركين‏,‏ والطغاة المتجبرين في الأرض وخلودهم في نار الجحيم وهو عذاب مهين‏,‏ وبين نعيم المتقين وخلودهم في جنات النعيم مقررة أن ذلك هو الفوز العظيم‏.‏
    وتختتم سورة الدخان بمعاودة تكريم القرآن الكريم كما بدأت بتشريفه‏,‏ وبتكريم الرسول الخاتم الذي تلقاه‏,‏ وبتهديد كل منكر لبعثته الشريفة‏,‏ وبتحذيره من كل متربص به وبأتباعه وبالدين الذي تلقاه عن ربه الكريم‏,‏ والتحذير له ـ صلي الله عليه وسلم ـ هو تحذير لكل مؤمن به وبرسالته الخاتمة وفي ذلك تقول الآيات‏:‏
    ﴿فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون‏*‏
    فارتقب إنهم مرتقبون‏﴾
    *‏‏(‏الدخان‏:59,58).‏
    والآية الأولى من هاتين الآيتين الكريمتين تؤكد الحكمة من نزول القرآن الكريم باللغة العربية حتي يفهمه العرب ثم ينقلوه إلى غيرهم باللغات التي يفهمونها‏,‏ والثانية تؤكد ما سوف يحل بالكفار والمشركين من عقاب في الدنيا وعذاب في الآخرة‏,‏ كما تؤكد للرسول الخاتم واتباعه ان الكفار والمشركين متربصون بهم‏,‏ ومنتظرون ما يحل بالإسلام والمسلمين من الدوائر‏.‏
    من ركائز العقيدة في سورة الدخان
    ‏(1)‏ الإيمان بالله ـ تعالي ـ ربا‏,‏ واحدا‏,‏ أحدا‏,‏ فردا صمدا‏,‏ بغير شريك‏,‏ ولا شبيه‏,‏ ولا منازع‏,‏ ولا صاحبة‏,‏ ولا ولد‏,‏ وأنه ـ سبحانه وتعالي ـ هو الذي ينزل الوحي‏,‏ ويرسل الرسل هداية لخلقه ورحمة بهم‏,‏ وأنه هو السميع العليم‏,‏ رب السماوات والأرض وما بينهما ورب كل شيء‏,‏ لا إله إلا هو يحيي ويميت‏,‏ وهو رب العرش العظيم‏.‏‏
    (2)‏ التصديق بحقيقة الوحي بالقرآن الكريم‏,‏ وبنبوة خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ وببعثة جميع الأنبياء والمرسلين‏,‏ وبأن هذا الكتاب العزيز قد أنزل في ليلة مباركة هي ليلة القدر التي يفرق فيها كل أمر حكيم‏.‏‏
    (3)‏ التسليم بما جاء في القرآن الكريم من قصص الأولين‏,‏ وبما نالهم من جزاء أو عقاب من رب العالمين‏,‏ وبأن الكفار والمشركين قد أعماهم كفرهم أو شركهم عن معرفة الحق‏,‏ وهم في شكهم غارقون في ضلال مبين‏,‏ وفي عبث مشين‏.‏‏
    (4)‏ الإيمان بحتمية الآخرة‏,‏ وبعلامات الساعة‏,‏ وبحقيقة البعث والنشور‏,‏ والحشر والحساب والجزاء‏,‏ والخلود إما في الجنة أبدا‏,‏ أو في النار أبدا‏;‏ وبأن من العلامات الكبري للساعة دخان السماء الذي قد يرسله ربنا ـ تبارك وتعالي ـ عذابا أليما للكفار والمشركين‏,‏ وللطغاة المتجبرين علي الخلق‏,‏ وللفسقة المفسدين في الأرض‏,‏ وبأن يوم الحساب هو يوم الفصل بين الخلائق‏,‏ وأن الآخرة لا يغني فيها مولي عن مولي إلا من رحم الله ـ تعالي‏.‏‏
    (5)‏ التصديق بما جاء في القرآن الكريم من صور العذاب في الآخرة للكفار والمشركين‏,‏ ومن صور التنعيم للمؤمنين المتقين‏,‏ وبأن كلا من السماوات والأرض وما فيهما من صور المادة والطاقة والكائنات له قدر من الوعي والإدراك‏,‏ والشعور‏,‏ والانفعال‏,‏ والتعبير‏.‏
    من الإشارات العلمية والحقائق التاريخية في سورة الدخان
    ‏(1)‏ وصف القرآن الكريم بأنه كتاب مبين‏,‏ ومدارسته بموضوعية وحيدة تثبت ان كل ما فيه حق مطلق‏.‏‏
    (2)‏ الإشارة الضمنية الرقيقة إلي مركزية الأرض من الكون بالوصف القرآني الكريم رب السماوات والأرض وما بينهما‏..‏ والتي تكررت في كتاب الله عشرين مرة‏,‏ ولا يمكن لهذه البينية أن تتحقق إلا إذا كانت الأرض في مركز الكون‏.‏ وهذا التعبير القرآني الكريم يؤكد حقيقة أن الغلاف الغازي المحيط بالأرض‏(‏ في نطاق المناخ‏)‏ هو خليط من مادتي الأرض والسماء ولذلك وصف وصفا مستقلا عن كل منهما بالبينية الفاصلة بينهما‏.‏‏
    (3)‏ التأكيد علي وحدة الجنس البشري‏,‏ وعلي ان الله ـ تعالي ـ هو الذي يحيي ويميت‏.‏‏
    (4)‏ الإشارة إلي دخان السماء الذي يصل إلي الأرض في صورة من صور العقاب الإلهي‏,‏ أو كواحدة من العلامات الكبري للساعة‏,‏ ونحن نري اليوم نجوم السماء تتخلق من دخان السماء‏,‏ ثم تنفجر بعد انتهاء أجلها لتعود إلي دخان السماء‏.‏
    وهذه العلامة إشارة إلي بدء انهدام النظام الكوني بتحول النجوم إلي دخان يصل إلي سكان الأرض كنوع من العذاب الأليم الذي توعد الله ـ تعالي ـ به العاصين من عباده‏.‏‏
    (5)‏ تسجيل عدد من الوقائع التاريخية من مثل هلاك كل من قوم تبع وقد كانوا من ملوك حمير باليمن‏,‏ وفرعون وجنده وقد اغرقوا في اليم بعد مطاردتهم لنبي الله موسي ـ عليه السلام ـ والذين آمنوا معه‏.‏‏
    (6)‏ التعبير ببكاء كل من السماء والأرض عن حقيقة أن كل ما في الوجود من الجمادات والاحياء‏,‏ ومن مختلف صور المادة والطاقة له قدر من الوعي‏,‏ والإدراك‏,‏ والشعور‏,‏ والانفعال‏,‏ والذاكرة‏,‏ والتعبير‏,‏ والعبادة‏,‏ والتسبيح بلغات لا يفهمها ولا يدركها إلا الله ـ تعالي ـ وآحاد من عباده الصالحين‏.‏‏
    (7)‏ التأكيد على خلق السموات والأرض بالحق‏,‏أي‏:‏ حسب قوانين ثابتة لا تتخلف‏,‏ ولا تتعطل‏,‏ ولا تتوقف إلا بإذن الله ـ تعالى ـ
    وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها‏,‏ ولذلك فسوف اقصر الحديث في المقال القادم إن شاء الله ـ تعالى ـ علي النقطة الرابعة من القائمة السابقة‏,‏ والتي جاءت في الآية العاشرة من سورة الدخان‏,‏ ولكن قبل ذلك لابد من الرجوع إلى اقوال عدد من المفسرين لها‏.‏
    من أقوال المفسرين
    في تفسير قوله ـ تعالى ـ‏:‏﴿ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين‏*‏ يغشي الناس هذا عذاب أليم‏*‏ ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون‏﴾*(‏ الدخان‏10‏ ـ‏12).‏‏
    *‏ ذكر صاحب الظلال ـ رحمه الله رحمة واسعة جزاء ما قدم ـ كلاما رائعا جاء فيه‏:‏ وقد اختلف السلف في تفسير آية الدخان‏,‏ فقال بعضهم‏:‏ إنه دخان يوم القيامة‏,‏ وإن التهديد بارتقابه كالتهديد المتكرر في القرآن‏,‏ وإنه آت يترقبونه‏,‏ ويترقبه رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏,‏ وقال بعضهم‏:‏ بل هو قد وقع فعلا‏,‏ كما توعدهم به‏,‏ ثم كشف عن المشركين بدعاء الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ
    وذكر عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قوله‏:‏( إن قريشا لما أبطأت عن الإسلام‏,‏ واستعصت علي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودعا عليهم بسنين كسني يوسف‏.‏ فأصابهم من الجهد والجوع حتي أكلوا العظام والميتة‏,‏ وجعلوا يرفعون ابصارهم إلي السماء فلا يرون إلا الدخان‏...‏ فأتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقيل له‏:‏ يارسول الله‏!‏ استسق الله لمضر فإنها قد هلكت‏,‏ فاستسقى ـ صلى الله عليه وسلم ـ لهم فسقوا‏,‏ فنزلت إنا كاشفوا العذاب قليلا إنكم عائدون)‏(‏ البخاري‏,‏ مسلم‏,‏ أحمد‏,‏ الترمذي‏,‏ النسائي‏,‏ ابن جرير‏,‏ وابن أبي حاتم‏)‏ وقال اخرون‏:‏ لم يمض الدخان بعد‏,‏ بل هو من أمارات الساعة‏,‏ كما ورد في حديث أبي سريحة حذيفة ابن أسيد الغفاري ـ رضي الله عنه ـ قال أشرف علينا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونحن نتذاكر الساعة‏,‏ فقال ـ صلي الله عليه وسلم ـ‏:‏( لا تقوم الساعة حتي تروا عشر آيات طلوع الشمس من مغربها‏,‏ والدخان‏,‏ والدابة‏,‏ وخروج يأجوج ومأجوج‏,‏ وخروج عيسى ابن مريم‏,‏ والدجال‏,‏ وثلاثة خسوف خسف بالمشرق‏,‏ وخسف بالمغرب‏,‏ وخسف بجزيرة العرب‏,‏ ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس ـ أو تحشر الناس ـ تبيت معهم حيث باتوا‏,‏وتقيل معهم حيث قالوا‏)(‏ صحيح مسلم‏).‏

    من الدلالات العلمية للآية الكريمة
    ‏‏ القرآن الكريم وخلق الكون وإفناؤه وبعثه‏:‏
    يبين لنا القرآن الكريم خلق الكون وإفناءه وبعثه‏(‏ أي إعادة خلقه‏)‏ في الآيات الخمس التالية‏:‏‏
    (1)‏ ﴿ أَوَ لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ ﴾‏ (‏ الأنبياء‏:30)‏‏
    (2)‏ ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى
    السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ

    فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ‏﴾‏‏(‏فصلت‏:11).‏‏
    (3)‏ ﴿ وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ‏﴾‏‏(‏الذاريات‏:47).‏‏
    (4)‏ ﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾‏‏‏(‏الأنبياء‏:104).‏‏
    (5)‏ ﴿ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ ‏﴾ (‏ إبراهيم‏:48)‏‏
    حقيقة نشأة الكون وتوسعه‏:‏
    هذا الجرم الأولي في حالة الرتق فجره ربنا ـ تبارك وتعالى ـ بأمر منه ونتج عن انفجاره مختلف صور الطاقة واللبنات الأولية للمادة التي انتشرت في كل اتجاه‏;‏ ومن اللبنات الاولية للمادة تخلقت العناصر على مراحل متتالية‏,‏ وأخذ الكون في الاتساع فتعاظم كل من المكان والزمان‏,

    وتحول الكون إلي سحابة هائلة من الدخان الذي خلقت منه الأرض وكل أجرام السماء‏,‏ وما يملأ المسافات بينها من مختلف صور المادة والطاقة‏


    .(‏ فصلت‏:11).‏
    وتعرف هذه النظرية من نظريات نشأة الكون باسم نظرية الانفجار العظيم‏,‏ ونحن ننتصر لهذه النظرية لكثرة ما يدعمها من شواهد ولوجود إشارة لها في كتاب الله من قبل ألف وأربعمائة سنة‏(‏ الأنبياء‏:30).‏وبعد خلق الأرض والسموات ظل الكون في التمدد والتوسع الذي تؤكده القياسات الفلكية منذ الثلث الأول من القرن العشرين‏,‏ وقد سبق القرآن الكريم بالتأكيد علي حقيقة توسع الكون بأكثر من ألف وثلاثمائة سنة‏.(‏ الذاريات‏:47).‏
    ‏ اكتشاف الدخان الكوني‏:‏
    في سنة‏1989‏ م أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية
    ‏(‏ ناسا‏NASA)‏ مركبة فضائية تدور حول الأرض باسم مستكشف الخلفية الكونية أو كوبي‏(CosmicBackgroundExplorerorCOBE),‏

    وذلك لدراسة الخلفية الإشعاعية للكون من ارتفاع يبلغ ستمائة كيلو متر فوق مستوي سطح البحر‏.‏ وقد قاست تلك المركبة الخلفية الإشعاعية للجزء المدرك من السماء الدنيا وقدرت درجة حرارته بأقل قليلا من ثلاث درجات مطلقة‏.‏ وقد أثبتت المعلومات التي جمعتها هذه المركبة الفضائية تجانس مادة الكون‏,‏ وتساويها التام في الخواص قبل الانفجار الاعظم وبعده‏,‏ مع احتمال وجود أماكن تركزت فيها المادة الخفية التي أطلق عليها
    اسم المادة الداكنة‏(TheDarkMatter).‏
    كذلك قامت تلك المركبة الفضائية بتصوير بقايا الدخان الكوني الناتج عن عملية الانفجار العظيم علي أطراف الجزء المدرك من السماء الدنيا على بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية‏,‏ وأثبتت الصور الملتقطة لهذا الدخان الكوني ان حالة دخانية معتمة سادت الكون قبل خلق كل من الأرض وأجرام السماء‏.‏ وقد سبق القرآن الكريم هذا الكشف العلمي بأكثر من ثلاثة عشر قرنا وذلك بقول ربنا ـ تبارك وتعالي ـ‏:‏
    ﴿ ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ‏﴾.(‏ فصلت‏:11)‏
    وكان في اكتشاف هذا الدخان الكوني ما يدعم نظرية الانفجار العظيم والتي سبق القرآن الكريم بالإشارة إليها من قبل أربعة عشر قرنا‏.(‏ الأنبياء‏:30)

    *‏ اكتشاف عملية الاندماج النووي في داخل النجوم‏:‏
    تتم عملية الاندماج النووي في داخل الشمس وفي داخل غيرها من النجوم بين نوي ذرات الإيدروجين لتكوين نوي ذرات أثقل بالتدريج وتنطلق الطاقة‏.‏ وقد أدت هذه الملاحظة الدقيقة إلي الاستنتاج الصحيح بتآصل العناصر مما يدعم نظرية الانفجار العظيم‏.‏

    *‏ التوزيع الحالي للعناصر المعروفة يدعم نظرية الانفجار العظيم والأصل الدخاني للكون‏:‏
    تشير دراسات توزيع العناصر المعروفة في الجزء المدرك من الكون إلي أن غاز الإيدروجين ـ وهو أخف العناصر وأبسطها بناء ـ يكون أكثر من‏74%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ ويليه في الكثرة غاز الهيليوم الذي يكون حوالي‏24%‏ من تلك المادة‏.‏ ومعني ذلك ان أخف عنصرين من العناصر المعروفة‏,‏ وأبسطها بناء يكونان معا أكثر من‏98%‏ من مادة الكون المنظور‏,‏ وأن باقي العناصر المعروفة والتي يبلغ عددها‏(105)‏ يكون أقل من‏2%‏ مما يشير إلى تآصل العناصر‏,‏ وإلى الأصل الدخاني للكون‏,‏ وإلى تأييد نظرية الانفجار العظيم‏.‏

    *‏ تخلق النجوم من الدخان الكوني وفناؤها إليه‏:‏
    من المراحل المعروفة للفلكيين في دورة حياة النجوم ما يعرف باسم النجوم العادية‏(‏ أو نجوم النسق العادي‏)‏ التي تخلق من دخان السماء في داخل السدم‏,‏ ثم تتحول إلي عملاق أحمر‏,‏ ثم إلى سديم كوكبي‏,‏ ثم إلى قزم أبيض‏,(‏ وقد يتكرر التحول من عملاق أحمر إلى قزم أبيض وبالعكس لأكثر من مرة‏)‏ ثم ينفجر العملاق الأحمر على هيئة فوق المستعر من النمط الأول متحولا إلى دخان السماء‏.‏ وإلى جوار النجوم العادية توجد النجوم العملاقة التي تتحول إلي عملاق أعظم ينفجر علي هيئة فوق المستعر من النمط الثاني ناثرا أغلب مكوناته إلي الدخان الكوني‏,‏ ومكدسا المادة في قلبه تكديسا مذهلا يعتمد علي كتلته الابتدائية‏,‏ فإما أن ينتهي إلي نجم نيوتروني أو ينتهي إلي نجم خانس كانس‏(‏ ثقب أسود‏).‏ وكل من هاتين النهايتين يظل يجتذب المادة لكثافته الفائقة حتي يصل إلي كتلة حرجة فينفجر متحولا إلي دخان السماء‏.‏

    *‏ كيف تأتي السماء بدخان مبين‏:‏
    من الاستعراض السابق رأينا أن السماوات والأرض قد خلقت من الدخان الذي لاتزال بقاياه موجودة على أطراف الجزء المدرك من السماء الدنيا على بعد عشرة مليارات من السنين الضوئية‏
    (والسنة الضوئية‏=9,5‏ مليون مليون كم‏)‏ ورأينا ان النجوم تتخلق في داخل السدم من تكدس الدخان الكوني في دوامات شديدة التضاغط حتى تبدأ فيها عملية الاندماج النووي‏;‏ ثم يعيش النجم ما يعيش‏,‏ وينتهي بالانفجار متحولا إلى الدخان الكوني سواء كان نجما عاديا أو نجما من العماليق الكبار‏.‏ وإذا أضفنا إلى ذلك ان اغلب مادة الجزء المدرك من الكون هي مادة داكنة مظلمة لاتدرك‏,‏ وأن ما يعرفه الفلكيون من صفحة السماء الدنيا في زمن تفجر المعارف العلمية والتقنية الذي نعيشه لا يتعدي‏10%‏ مما هو محسوب فيها رياضيا وفيزيائيا‏,‏ أدركنا أهمية الدخان في تخلق أجرام السماء وفنائها ومن رحمة الله ـ تعالى ـ بأهل الأرض أن جميع الانفجارات النجمية علي هيئة المستعرات من الطراز الأول والثاني تتم بعيدا جدا عنا‏.‏ ولو اقتربت قليلا من الأرض لكانت سببا في تدميرها وهلاك جميع ما عليها ومن عليها من المخلوقات‏.‏
    لذلك يتهدد ربنا ـ تبارك وتعالى ـ جميع الكفار والمشركين‏,‏ والطغاة المتجبرين‏,‏ والفسقة المفسدين في كل زمان ومكان‏,‏ بكل من عذاب الدنيا‏,‏ ودمار الآخرة وأهوال ذلك‏,‏ وقد كذبوا ببعثة الرسول الخاتم ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبما أنزل إليه من الحق‏,‏ وتطاولوا على شخصه الكريم متهمين إياه زورا بأن بشرا علمه ما دعا إليه من الحق‏,‏ كما اتهموه بالشعر‏,‏ والسحر‏,‏ والشعوذة‏,‏ والجنون‏,‏ وادعوا عليه بالنقل من كتب الأولين مع أن الله ـ تعالى ـ جعله أميا ليبطل كل هذه الادعاءات الباطلة ويدحضها‏,‏ ولكن الناس إذا ركبهم الشيطان فإنه يفقدهم كل منطق سوي‏,‏ ويقبح الحق في عيونهم ويزين لهم الباطل‏.‏

    ويأتي التهديد الإلهي لهؤلاء الكفار والمشركين جازما‏,‏ حازما‏,‏ قاطعا فيقول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله ـ صلى الله عليه سلم ـ‏:‏
    ﴿ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ‏*‏ يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ‏*‏ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا العَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ ‏*‏ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ ‏*‏ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ ‏*‏ إِنَّا كَاشِفُوا العَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ ‏*‏ يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ ‏﴾*(‏ الدخان‏:10‏ ـ‏16).‏
    وهذا التهديد كما كان لكفار ومشركي قريش فهو للكفار والمشركين في كل زمان ومكان‏,‏ ومنهم مجرمو الرسوم الكاريكاتورية في كل من الدانمارك‏,‏ والسويد وفي غيرهما من الدول الأوروبية والأمريكية‏,‏ وللمتطاولين علي أشرف الخلق أينما كانوا وحينما كانوا‏.‏ وكما كان التهديد بعذاب الدنيا‏,‏ فهو بعذاب الآخرة أوقع‏,‏ والله علي كل شيء قدير‏.

    وتتجلى ومضة الإعجاز العلمي في نسبة الدخان للسماء من قبل أربعة عشر قرنا‏,‏ والعلوم المكتسبة جميعها لم تصل الى حقيقة دخان السماء إلا في سنة‏1989‏ م‏,‏ بعد مجاهدات استغرقت مئات من العلماء لعشرات من السنين‏.‏ وسبق القرآن الكريم بإيراد هذه الحقيقة الكونية مما يثبت لكل ذي بصيرة بأن هذا الكتاب العزيز لايمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ بل هو كلام الله الخالق الذي أنزله بعلمه علي خاتم أنبيائه ورسله‏,‏ وحفظه بعهده الذي قطعه علي ذاته العلية ـ ولم يقطعه لرسالة سابقة أبدا ـ وحفظه في نفس لغة وحيه ـ اللغة العربية ـ وحفظه دون زيادة أو نقص حرف واحد‏,‏ وتعهد بهذا الحفظ تعهدا مطلقا حتى يبقى القرآن الكريم شاهدا على الخلق أجمعين إلى يوم الدين بأنه كلام رب العالمين‏,‏ وشاهدا للرسول الخاتم الذي تلقاه بالنبوة وبالرسالة‏,‏ فصلي الله وسلم وبارك عليه وعلي آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلي يوم الدين‏,‏ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    28-Apr-2002
    الدولة
    ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحآ ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين
    المشاركات
    6,667

    Arrow

    "فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين"
    ------------------

    دولي جزيرة نت 17/4/2010


    200 مليون دولار يوميا خسائر الطيران
    بركان آيسلندا يشل أوروبا وينذر بالأسوأ



    رماد البركان تصاعد لارتفاع بين 6 و11 كيلومترا في الجو (الفرنسية)


    تسببت غيمة الرماد المتصاعد من بركان في آيسلندا في تمديد الشلل الذي أصاب جزءا كبيرا من الطيران بأوروبا حتى نهاية الأسبوع، بينما أكدت التوقعات أن "الأسوأ قادم" في الأيام المقبلة وسط قلق شركات الطيران التي فاقت خسائرها مائتي مليون دولار.

    وبعد أن أغلقت ثمانية مطارات الخميس، اضطر استمرار تصاعد الرماد البركاني الجمعة عدة دول إلى تمديد فترة العمل بالإجراء حتى السبت 12:00 بتوقيت غرينتش في الدانمارك، 04:00 ت غ في هولندا، 08:00 ت غ في بلجيكا و12:00 ت غ من يوم الأحد في فنلندا.

    بدورها ستكون مطارات باريس الثلاثة مغلقة حتى 12:00 ت غ من يوم السبت. وفي المجموع سيشمل الإغلاق 35 مطارا في كامل فرنسا. أما في إيطاليا فستغلق المطارات شمال البلاد السبت من 04:00 ت غ حتى 12:00 ت غ.

    وفي بريطانيا أعلنت مصالح مراقبة الطيران أن السواد الأعظم من المجال الجوي سيظل مغلقا حتى 12:00 من يوم السبت، معربين عن أملهم بالعودة تدريجيا للرحلات خاصة في مانشستر وليفربول.

    وفي ألمانيا مدد غلق المجال الجوي حتى 12:00 ت غ من يوم السبت في 16 مطارا دوليا بينما ألغت شركة لوفتهانزا للطيران كل رحلاتها بألمانيا حتى ظهر السبت.

    وتوقفت حركة الطيران الجوي بشكل شبه كلي ببلدان البلطيق إضافة إلى تشيكيا والنمسا والمجر وشمال غرب رومانيا وبولونيا بما فيها كراكوفيا جنوبها حيث ينتظر وصول شخصيات وبعثات دولية الأحد لمراسم جنازة الرئيس ليخ كاتشفسكي الذي لقي حتفه بحادث طائرة في روسيا.

    واضطرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي كانت عائدة من زيارة للولايات المتحدة إلى الهبوط في البرتغال، ومن المتوقع أن تمضي الليل في لشبونة. ورجحت هيئة مراقبة الطيران الأوروبية أن تكون نحو 12 ألف رحلة قد سيرت الجمعة, مقارنة بنحو ثلاثين ألفا في الظروف العادية.


    الرماد البركاني قد يعطل حركة النقل الجوي لمدة قد تصل إلى ستة أشهر(الفرنسية)
    عودة تدريجية
    في هذه الأثناء، فتحت أجزاء كبيرة من المجال الجوي في أسكتلندا وأيرلندا الشمالية مساء الجمعة لتسمح بذلك لعودة الربط بين ضفتي المحيط الأطلسي. كما أعيدت حركة الطيران تدريجيا في السويد ولساعات معدودة في النرويج.

    وقال كينيث توماس الخبير لدى المنظمة الأوروبية لأمن الطيران (يوروكنترول) إنه "إذا تأكدت التوقعات ليوم غد (السبت)، فإن غيمة الرماد ستشمل سويسرا وشمال إيطاليا ورومانيا والمجر وسلوفينيا وكرواتيا في خط يتنقل مباشرة نحو الغرب". من جهتها توقعت منظمة لشركات تشرف على حركة الطيران أن يستمر التوقف "أياما أخرى".

    وقال متحدث باسم هيئة الطيران المدني البريطانية "أتوقع أن تواجه أوروبا أكبر تعطل للنقل الجوي منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001" في نيويورك. وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) إن التعطل يكلف شركات الطيران أكثر من 200 مليون دولار يوميا إيرادات مفقودة.

    ويقول علماء البراكين إن الرماد البركاني قد يعطل حركة النقل الجوي لمدة قد تصل إلى ستة أشهر إذا استمر ثوران البركان، ولكن حتى إذا كان الثوران قصير الأجل فإن الآثار المالية على شركات الطيران قد تكون كبيرة.

    وفي السياق قال المحلل المتخصص في النقل الجوي دوغلاس مكنيل لرويترز إن إلغاء الرحلات الجوية سيكلف شركات مثل الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيروايز) ولوفتهانزا حوالي 16.4 مليون دولار في اليوم.

    مصائب قوم
    وعملا بمثل "مصائب قوم عند قوم فوائد" كانت مشاكل النقل الجوي نعمة لشركات نقل أخرى، إذ عملت جميع قطارات شركة "يوروستار" التي تربط بريطانيا وأوروبا وعددها 58 قطارا بكامل طاقتها لتنقل حوالي 46500 راكب. وقالت متحدثة باسم الشركة إنهم قد يفكرون في إضافة خطوط أخرى.

    من جهتها قالت شركة "أديسون لي" لسيارات الأجرة في لندن إنها تلقت طلبات لرحلات إلى مدن أوروبية منها باريس بفرنسا وميلانو بإيطاليا وزيوريخ بسويسرا وسالزبرغ في النمسا.

    وبدأ البركان ثورته الأربعاء للمرة الثانية خلال شهر من تحت النهر الجليدي أيافيالايوكول ما تسبب في تصاعد الرماد البركاني لارتفاع بين ستة و11 كيلومترا في الجو. وقال مسؤولون إن البركان لا يزال يلقي بحممه وسيستمر الرماد في التصاعد في سماء أوروبا، رغم أن البركان قد يهدأ في الأيام القادمة.

    ويحتوي الغبار البركاني على جسيمات ضئيلة من الزجاج والصخور المفتتة التي يمكن أن تتلف محركات الطائرات وهياكلها.


    جسيمات الرماد البركاني باستطاعتها اختراق الأجزاء العميقة من الرئتين (الفرنسية)
    مشاكل صحية
    وعلاوة على مشاكل الطيران حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الرماد البركاني قد يفاقم حالة المصابين بأمراض في الجهاز التنفسي.

    وقالت مديرة الصحة العامة وإدارة البيئة في المنظمة الدكتورة ماريا نيرا إنه يمكن تعريف الجسيمات وفقا لقطرها، وإذا كان حجمها أقل من 10 ميكرونات (واحد بالألف من الميلليمتر) تكون شديدة الخطورة لأنه باستطاعتها اختراق الأجزاء العميقة من الرئتين.

    وأظهرت تحاليل عينة من الرماد البركاني الآيسلندي أن حوالي 25% من هذه الجسيمات دون 10 ميكرونات.

    وحذرت المنظمة الذين يعانون من الربو وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والتهابات الشعب الرئوية من أنهم قد يكونون أكثر عرضة للأذى من غيرهم إذا تبين أن الرماد في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي يحتوي على نسبة عالية ومركزة من هذه الجسيمات.

    وقالت نيرا إنه بما أن طبيعة الرماد تختلف من بلد إلى آخر اعتمادا على درجة حرارة الرياح والهواء فإن نصيحتنا هي الإصغاء لنصائح المسؤولين الصحيين العامين للحصول على النصيحة التي تتعلق بكل حالة على حدة.
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    22-Jun-2007
    الدولة
    مقابل المحطة اللي عند بيتنا
    المشاركات
    8,785
    جزااااك الله خير أخوي عبدالله ..
    نسأل الله الخيره من أمره ..

    لكن ..
    ماذا عن دخان 656 هـ ؟؟
    و ماذا عن الدخان الذي ورد بالاحاديث الشريفة ؟؟
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    24-Jun-2005
    المشاركات
    543
    هل دخان ايسلندا من السماء أم من الأرض نتيجة البراكين


    عجبا لنا نتلاعب بالقرآن كيفما أردنا

    الدخان الذي يأتي في آخر الزمان من علامات الساعة الكبرى ، وهو دخان مبين كما بينته الأية أي واضحا لكل أحد على وجه الأرض. وبهذا فسر الآية عدد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كعلي وابن عمر وابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم، خلافا لأبن مسعود الذي فسر الدخان بخيال رآه كفار قريش من شدة الجوع والجهد. انظر تفسير ابن كثير 4/139
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    28-Apr-2002
    الدولة
    ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحآ ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين
    المشاركات
    6,667

    Arrow

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامسونج مشاهدة المشاركة
    هل دخان ايسلندا من السماء أم من الأرض نتيجة البراكين


    عجبا لنا نتلاعب بالقرآن كيفما أردنا

    الدخان الذي يأتي في آخر الزمان من علامات الساعة الكبرى ، وهو دخان مبين كما بينته الأية أي واضحا لكل أحد على وجه الأرض. وبهذا فسر الآية عدد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كعلي وابن عمر وابن عباس وأبي هريرة رضي الله عنهم، خلافا لأبن مسعود الذي فسر الدخان بخيال رآه كفار قريش من شدة الجوع والجهد. انظر تفسير ابن كثير 4/139

    جزاك الله خير اخي صقــر ابو خالد

    وشكرآ سامسونج على مداخلتك
    و أنظر الإجابة على سؤالك
    من تفسير توقيعك
    و القرآن و تفسيرة ليس كما ذكرت

    ---------
    وفي السماء رزقكم وما توعدون
    بقلم الدكتور‏:‏زغـلول النجـار

    يستهل ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ سورة الذاريات بقسم عظيم بأربع من آيات الله في الكون ــ والله تعالي غني عن القسم لعباده ــ بأن وعده لصادق‏,‏ وأن الدين الإسلامي الذي أنزله علي فترة من الرسل‏,‏ والذي أتمه وأكمله في بعثة خاتم أنبيائه ورسله صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين لحق واقع‏....!!!‏
    ثم يكرر ربنا‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ القسم بالسماء ذات الحبك علي أن الناس مختلفون في أمر يوم الدين بين مكذب ومصدق‏,‏ وتستعرض الآيات حال كل من المجموعتين في هذا اليوم العصيب‏,‏ ثم تعود إلي الاستدلال بآيات الله في كل من الأرض والأنفس والآفاق ومنها قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    وفي السماء رزقكم وما توعدون
    ثم يأتي القسم الحاسم الجازم برب السماء والأرض ان هذا كله حق‏,‏ كما ينطق المنكرون في هذه الحياة الدنيا‏,‏ وهم يدركون حقيقة ما ينطقون‏,‏ فلا يجوز لهم أن يشكوا فيه أو أن ينكروه كما لا يشكون في نطقهم الذي ينطقون‏...!!‏
    وبعد ذلك تتحرك بنا السورة إلي عرض شيء من الوقائع التاريخية من قبيل ضرب المثل‏,‏ واستخلاص العبر‏,‏ والدعوة إلي إخلاص العبادة لله وحده‏(‏ بغير شريك ولا شبيه ولامنازع‏),‏ وذلك من مثل قصص سيدنا إبراهيم‏(‏ عليه السلام‏)‏ مع ضيفه وقومه‏,‏ وسيدنا لوط‏(‏ عليه السلام‏)‏ وما حاق بقومه من عذاب‏,‏ وسيدنا موسي‏(‏ عليه السلام‏)‏ وفرعونه الذي أغرقه الله‏(‏ تعالي‏)‏ وجنده في اليم‏,‏ وقوم عاد وطمرهم بالرمال السافية‏,‏ وقوم ثمود الذن دمروا بالصاعقة‏,‏ وقوم نوح‏(‏ عليه السلام‏)‏ الذين أغرقوا بالطوفان لفسقهم‏...!!‏
    وتعاود السورة الكريمة القسم بالسماء وتوسيع الله المستمر لها‏,‏ وبالأرض وفرشها وتمهيدها‏,‏ وخلق كل شيء من زوجين تأكيدا لوحدانية الله‏(‏ تعالي‏)‏ المطلقة فوق جميع خلقه‏..!!!‏
    ثم تعرج بنا السورة إلي حقيقة أن كل رسول جاء بالحق من رب العالمين قد اتهمه الكفار من قومه بالسحر أو بالجنون ظلما وطغيانا من عند أنفسهم‏,‏ وفي ذلك مواساة من رب العباد الذي يطالب خاتم أنبيائه ورسله بالاستمرار في التذكير بالله‏,‏ والدعوة إلي دينه الحق علي الرغم من كل ذلك‏,‏ لعل الذكري تنفع المؤمنين‏.‏
    والهدف من هذا الاستعراض المكثف لآيات الله في الكون‏,‏ والاستعراض الخاطف لقصص عدد من الأمم البائدة هو وصل العباد بخالقهم‏,‏ وربط قلوبهم بعوالم الغيب‏,‏ كما يصفها خالق الكون ومبدع الوجود لا كما تتصورها أوهام الغافلين الضالين من الكفار والمشركين‏.‏
    والذي يرتبط قلبه بخالقه‏,‏ ويؤمن بالغيب‏,‏ كما أنزله في محكم كتابه‏,‏ وسنة نبيه‏,‏ تخطي الدنيا الي الاخرة‏,‏ دون أن يهمل واجباته في الحياة‏,‏ ودون أن تشغله التكاليف المادية لهذه الحياة عن إخلاص العبادة لله‏,‏ وفي مقدمة تلك التكاليف الجري علي المعايش لكسب الرزق الحلال‏,‏ والذي قد يتخيل البعض أنه يمكن أن يشغل الإنسان عن رسالته الحقيقية في هذه الحياة والتي تتلخص في‏:‏
    عبادة الله‏(‏ تعالي‏)‏ بما امر‏,‏ وحسن القيام بواجب الاستخلاف في الأرض‏,‏ وهما وجهان لعملة واحدة تمثل رسالة كل من الجن والإنس في هذه الحياة‏,‏ والتي لخصها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في السورة نفسها بقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون‏*‏ ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون‏*‏ إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين‏*.‏
    ‏(‏الذاريات‏:56‏ ــ‏58).‏
    هذا وقد تباينت آراء المفسرين في قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏
    وفي السماء رزقكم وما توعدون‏*.‏
    بين قائل بالمطر‏,‏ وقائل بالقرار الإلهي في تقسيم الرزق وتوزيعه بين العباد‏,‏ وقائل بالثواب والعقاب أو بالجنة والنار‏,‏ أو بها جميعا ولكن الدراسات الكونية الحديثة قد اضافت بعدا جديدا‏,‏ فأكدت أن جميع ما يحتاجه الإنسان والحيوان والنبات من الماء‏,‏ ومن مختلف صور المادة والطاقة إنما ينزل إلي الأرض من السماء بتقدير من الرزاق الحكيم العليم الذي ينزله بقدر معلوم لقوله‏(‏ عز من قائل‏):‏
    ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن‏:‏ ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير‏*(‏ الشوري‏:27)‏
    ولقوله‏(‏ سبحانه‏)!‏
    وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم‏*.(‏ الحجر‏:21)‏
    رزق السماء في اللغة العربية

    ‏(‏الرزق‏)‏ في اللغة العربية هو ما ينتفع به من النعم‏,‏ والجمع‏(‏ أرزاق‏),‏ و‏(‏الرزق‏)‏ أيضا هو العطاء الجاري دنيويا كان أم أخرويا‏,‏ وهو كذلك النصيب المقسوم للإنسان فيصل إلي يده سواء كان مما يصل إلي الجوف ويتغذي به‏,‏أو يكتسي ويتزين به‏,‏ أو يتجمل به من مثل الخلق الحسن والعلم النافع يقال‏‏ رزقه‏)‏ الله‏(‏ يرزقه‏)(‏ رزقا‏)‏ بكسر الراء‏,(‏ والمصدر الحقيقي فتح الراء‏),‏ والإسم يوضع موضع المصدر‏,‏ و‏(‏ارتزق‏)‏ بمعني أخذ‏(‏ رزقه‏),‏ و‏(‏الرزقة‏)‏ ما يعطي دفعة واحدة‏,‏ وقد تأتي لفظة‏(‏ الرزق‏)‏ بمعني‏(‏ شكر الرزق‏)‏ من مثل قوله‏(‏ تعالي‏):‏
    وتجعلون رزقكم أنكم تكذبون‏(‏ الواقعة‏:82)‏ أي تجعلون نصيبكم من النعمة أو شكركم عليها أنكم تكذبون رسالات ربكم‏.‏
    ويقال رجل‏(‏ مرزوق‏)‏ أي مجدود‏(‏ محظوظ‏),‏ وقد يعتبر كل من المال والولد والجاه والعلم من‏(‏ الرزق‏),‏ كما قد يسمي المطر‏(‏ رزقا‏),‏ ويمكن أن يحمل‏(‏ الرزق‏)‏ علي العموم فيما يؤكل ويلبس ويستعمل‏,‏ وكل ما يخرج من الأرض أو ينزل من السماء‏,‏ و‏(‏الرازق‏)‏ هو الله تعالي خالق‏(‏ الرزق‏)‏ ومعطيه‏,‏ ومسببه‏,‏ وموزعه بالقسط‏,‏ وإن كانت هذه الصفة يمكن أن تستخدم للبشر‏,‏ أما‏(‏ الرزاق‏)‏ فهو اسم من أسماء الله الحسني وصفة من صفاته العليا لا يوصف بها غيره‏(‏ سبحانه وتعالي‏).‏
    وعن‏(‏ السماء‏)‏ فهي اسم مشتق من‏(‏ السمو‏)‏ بمعني الارتفاع والعلو‏,‏ تقول‏‏ سما‏),(‏ يسمو‏)(‏ سموا‏)‏ فهو‏(‏ سام‏)‏ بمعني علا‏,‏ يعلو علوا‏,‏ فهو عال‏,‏ أي مرتفع‏,‏ وذلك لأن السين والميم والواو أصل يدل علي الارتفاع والعلو‏,‏ يقال‏‏ سموت‏)‏ و‏(‏سميت‏)‏ بمعني علوت وعليت للتنويه بالرفعة والعلو‏,‏ وعلي ذلك فإن سماء كل شيء أعلاه‏,‏ ولذلك قيل لسقف البيت سماء لارتفاعه‏,‏ وقيل للسحاب سماء لعلوه‏,‏ واستعير اللفظ للمطر بسبب نزوله من السماء‏,‏ وللعشب لارتباط منبته بنزول ماء السماء‏,‏ ومن هنا قيل‏‏ كل ما علاك فأظلك فهو سماء‏).‏
    ولفظة‏(‏ السماء‏)‏ في العربية تذكر وتؤنث‏(‏ وإن كان تذكيرها يعتبر شاذا‏),‏ وجمعها‏(‏ سماوات‏),‏ وهناك صيغ أخري لجمعها ولكنها غريبة‏.‏
    رزق السماء في القرآن الكريم
    ورد الفعل‏(‏ رزق‏)‏ بمشتقاته في كتاب الله مائة وثلاثا وعشرين‏(123)‏ مرة‏,‏ تنسب الرزق إلي الله تعالي‏,‏ وإن كان بعضها يشير إلي إمكانية أن يرزق الإنسان غيره من البشر أو يتصدق علي الحيوان‏,‏ ومنها ما يشير إلي الرزق بمعني ما يطعم وما يشرب‏,‏ أو بمعني المال‏,‏ أو العلم‏,‏ أو الجاه والسلطان‏,‏ أو الأولاد والبنات والزوجات الصالحات‏.‏ أو ما تنتجه الأرض من ثمار‏,‏ أو ما يرزق الله من بهيمة الأنعام‏,‏ أو من المطرأو من غير ذلك من الثروات الأرضية منها والسماوية‏,‏ أو من الأرزاق الاخروية من مثل رزق الشهداء عند ربهم‏,‏ ورزق أهل الجنة في الجنة‏,‏ وفي ذلك يقول ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    ويعيدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والأرض شيئا ولا يستطيعون‏*‏
    ‏(‏ النحل‏:73)‏
    أي ويعبدون من دون الله من هم ليسوا بسبب في رزق بوجه من الوجوه لا من السماء ولا من الأرض لأنهم لا يستطيعون ذلك أبدا‏.‏
    وفي عطاء كل من الشهداء وغيرهم من أهل الجنة يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    ولا تحسين الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون‏*‏
    ‏(‏آل عمران‏:169)‏
    أي يفيض الله‏(‏ تعالي‏)‏ عليهم من نعمه الأخروية‏,‏ وذلك من مثل قوله‏(‏ تعالي‏):‏
    ‏....‏ ولهم رزقهم فيها بكرة وعشيا‏*(‏ مريم‏:62)‏ وتؤكد الآيات القرآنية العديدة أن‏(‏ الرازق‏)‏ هو الله‏(‏ تعالي‏)‏ لأنه خالق الرزق‏,‏ ومسببه‏,‏ ومعطيه‏,‏ وموزعه بعلمه وحكمته‏,‏ وقد يستخدم الوصف مجازا للإنسان الذي يكون سببا في وصول الرزق إلي يد غيره‏,‏ أما‏(‏ الرزاق‏)‏ فهو من أسماء الله الحسني‏,‏ ووصف لا يليق إلا بجلال الله‏(‏ تعالي‏),‏ ولا يجوز أن يقال لغيره‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ وفي ذلك يقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏ إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين‏*‏
    ‏(‏الذاريات‏:58)‏
    ويقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
    ‏....‏ ولله خزائن السماوات والأرض‏...*(‏ المنافقون‏:7)‏
    ويقول‏(‏ سبحانه‏):‏
    قل من يرزقكم من السماء والأرض‏....*‏
    ‏(‏يونس‏:31)‏
    ويعتب ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ علي الذين ينعمون في رزقه ويكفرونه أو يشركون به غيره فيقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
    أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون‏*(‏ الطور‏:37)‏
    أما عن لفظة‏(‏ السماء‏)‏ فقد وردت في القرآن الكريم في ثلاثمائة وعشرة مواضع‏,‏ منها مائة وعشرون بالإفراد‏(‏ السماء‏),‏ ومائة وتسعون بالجمع‏(‏ السماوات‏).‏
    والسماء ترد في القرآن الكريم بمعني الغلاف الغازي للأرض بسحبه ورياحه وكسفه‏,‏ كما ترد بمعني السماء الدنيا التي قد زينها ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بزينة الكواكب والنجوم والبروج‏,‏ كما ترد بمعني السماوات السبع‏.‏
    كذلك جاءت الإشارة القرآنية إلي السماوات والأرض وما بينهما في عشرين موضعا من كتاب الله‏,‏ ويبدو أن المقصود بذلك هو أيضا الغلاف الغازي للأرض بصفة عامة‏,‏ والجزء الأسفل منه ــ بصفة خاصة ــ وذلك لقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    ‏...‏ والسحاب المسخر بين السماء والأرض‏.....*‏
    ‏(‏البقرة‏:164)‏
    والسحاب يتحرك في نطاق المناخ الذي يحوي أغلب مادة الغلاف الغازي‏(75%‏ بالكتلة‏),‏ والقرآن الكريم يشير في أكثر من موقع إلي انزال الماء من السماء‏,‏ وواضح الأمر أن المقصود بالسماء هنا هو السحاب أو النطاق المحتوي علي السحاب‏,‏ والمعروف علميا بنطاق التغيرات الجوية‏,‏ والذي يقول فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    ‏(1)‏ الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله اندادا وأنتم تعلمون‏*(‏ البقرة‏:22)‏
    ‏(2)......‏ وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها‏,‏ وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون‏*(‏ البقرة‏:164)‏
    ‏(3)‏ وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء‏..*(‏ الأنعام‏:99)‏
    ‏(4)...‏ وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به‏....*(‏ الأنفال‏:11)‏
    ‏(5)‏ إنما مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء‏...*(‏ يونس‏:24)‏
    ‏(6)‏ وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي‏...*(‏ هود‏:44)‏
    ‏(7)...‏ يرسل السماء عليكم مدرارا‏...*‏
    ‏(‏ هود‏:52)‏
    والآيات القرآنية بهذا المعني أكثر من أن تحصي في هذا المقام‏,‏ وكذلك الآيات التي تشير إلي السماء الدنيا وزينتها‏,‏ وتلك التي تلمح إلي السماوات العلا‏.‏
    آراء المفسرين
    في تفسير قول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
    وفي السماء رزقكم وما توعدون‏*‏
    ذكر ابن كثير‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:‏ وفي السماء رزقكم‏,‏ يعني المطر‏,(‏ وما توعدون‏)‏ يعني الجنة‏,‏ قاله ابن عباس ومجاهد وغير واحد‏.‏
    وذكر صاحبا الجلالين‏(‏ يرحمهما الله‏)‏ وفي السماء رزقكم‏)‏ أي المطر المسبب عنه النبات الذي هو رزق‏,(‏ وما توعدون‏)‏ من الماء والثواب والعقاب أي‏:‏ مكتوب ذلك في السماء‏).‏
    وذكر صاحب الظلال‏(‏ يرحمه الله‏)‏ ما نصه‏:..‏ وهي لفتة عجيبة‏,‏ فمع أن أسباب الرزق الظاهرة قائمة في الأرض‏,‏ حيث يكد فيها الإنسان ويجهد‏,‏ وينتظر من ورائها الرزق والنصيب‏,‏ فإن القرآن يرد بصر الإنسان ونفسه إلي السماء‏,‏ إلي الغيب‏,‏ إلي الله‏,‏ ليتطلع هناك إلي الرزق المقسوم والحظ المرسوم‏,‏ أما الأرض وما فيها من أسباب الرزق الظاهرة‏,‏ فهي آيات للموقنين‏,‏ آيات ترد القلب إلي الله ليتطلع إلي الرزق من فضله‏,‏ وتتخلص من أثقال الأرض وأوهام الحرص‏,‏ والأسباب الظاهرة للرزق‏,‏ فلا يدعها تحول بينه وبين التطلع إلي المصدر الأول الذي أنشأ هذه الأسباب‏.‏
    والقلب المؤمن يدرك هذه اللفتة علي حقيقتها‏,‏ ويفهمها علي وضعها‏,‏ ويعرف أن المقصود بها ليس هو إهمال الأرض وأسبابها‏,‏ فهو مكلف بالخلافة فيها وتعميرها‏,‏ إنما المقصود هو الا يعلق نفسه بها‏,‏ والا يغفل عن الله في عمارتها‏,‏ ليعمل في الأرض وهو يتطلع إلي السماء‏,‏ وليأخذ بالأسباب‏,‏ وهو يستيقن أنها ليست هي التي ترزقه‏,‏ فرزقه مقدر في السماء‏,‏ وما وعده الله لابد أن يكون‏.‏
    بذلك ينطلق قلبه من إسار الأسباب الظاهرة في الأرض‏,‏ بل يرف بأجنحة من هذه الأسباب إلي ملكوت السماوات‏,‏ حين يري في الأسباب آيات تدله علي خالق الأسباب‏,‏ ويعيش موصولا قلبه بالسماء‏,‏ وقدماه ثابتتان علي الأرض‏,‏ فهكذا يريد الله لهذا الإنسان‏,‏ هكذا يريد الله لذلك المخلوق الذي جبله من الطين‏,‏ ونفخ فيه من روحه فإذا هو مفضل علي كثير من العالمين‏.‏
    والإيمان هو الوسيلة لتحقيق ذلك الوضع الذي يكون فيه الإنسان في أفضل حالاته‏,‏ لأنه يكون حينئذ في الحالة التي أنشأه الله لها‏:‏ فطرة الله التي فطر الناس عليها‏,‏ قبل أن يتناولها الفساد والإنحراف‏.‏
    وبعد هذه اللمسات الثلاث في الأرض والنفس والسماء‏,‏ يقسم الله سبحانه بذاته العلية علي صدق هذا الحديث كله‏‏ فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون‏.‏
    وذكر مخلوف‏(‏ يرحمه الله‏)‏ وفي السماء رزقكم‏)‏ أي سبب رزقكم وهو المطر‏,‏ والسماء‏:‏ السحاب‏,(‏ وما توعدون‏)‏ أي وفي السماء مكتوب ما توعدون به من الثواب والعقاب‏,‏ والبعث والخير والشر‏.‏
    وذكر الصابوني‏(‏ أمد الله في عمره‏):‏ أي وفي السماء أسباب رزقكم ومعاشكم‏,‏ وهو المطر الذي به حياة البلاد والعباد‏,‏ وما توعدون به من الثواب والعقاب مكتوب كذلك في السماء‏;‏ قال الصاوي‏:‏ والآية قصد بها الامتنان والوعد والوعيد‏.‏
    وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ أثابهم الله‏):‏
    وفي السماء أمر رزقكم وتقدير ما توعدون‏.‏
    رزق السماء في العلوم الكونية
    من منظور العلوم الكونية يمكن فهم دلالات التعبير القرآني وفي السماء رزقكم وما توعدون‏.‏
    في الأطر التالية‏:‏
    أولا‏:‏ في إطار فهم السماء بنطاق التغيرات الجوية‏:‏
    فإن رزق السماء يفهم علي أنه المطر الذي نرتوي به ونروي زروعنا منه‏,‏ وهو غاز الاوكسجين الذي نتنفسه نحن وجميع الحيوانات‏,‏ وثاني أكسيد الكربون الذي تتنفسه النباتات وغير ذلك من الغازات النافعة وهنا ينحصر مفهوم السماء بالنطاق الأسفل من نطق الغلاف الغازي للأرض والمعروف باسم نطاق التغيرات الجوية
    ‏(Thetroposphere),‏
    ويمتد من سطح البحر إلي ارتفاع‏16‏ كيلو مترا فوق خط الاستواء‏,‏ ويتناقص سمكه إلي نحو الكيلو مترات العشرة فوق قطبي الأرض‏,‏ وإلي أقل من ذلك‏(7‏ ــ‏8‏ كيلو مترات‏)‏ فوق خطوط العرض الوسطي‏,‏ وعندما يتحرك الهواء من فوق خط الاستواء في اتجاه القطبين فإنه يهبط فوق هذا المنحني الوسطي‏,‏ فتزداد سرعته‏,‏ ويتحرك في اتجاه الشرق بسرعة فائقة تعرف باسم التيار النفاث
    ‏(TheJetstream)‏
    وذلك بتأثير دوران الأرض حول محورها من الغرب إلي الشرق‏.‏
    وتنخفض درجة الحرارة في هذا النطاق مع الأرتفاع باستمرار حتي تصل إلي ستين درجة مئوية تحت الصفر في قمته‏,‏ وذلك نظرا للابتعاد عن سطح الأرض الذي يمتص‏47%‏ من أشعة الشمس فترتفع درجة حرارته ويعيد إشعاع تلك الحرارة علي هيئة أشعة تحت حمراء إلي الغلاف الغازي للأرض بمجرد غياب الشمس‏,‏ ومن هنا تنخفض درجة حرارة نطاق الطقس مع الأرتفاع للبعد عن مصدر الدفء بالنسبة له ألا وهو سطح الأرض‏.‏
    ولولا هذا الانخفاض في درجات حرارة نطاق الطقس لفقدت الأرض مياهها بمجرد اندفاع أبخرة تلك المياه من فوهات البراكين في مرحلة دحو الأرض‏,‏ ولاستحالت الحياة علي سطحها‏..!!‏
    ويغطي الماء أكثر قليلا من‏71%‏ من المساحة الكلية للكرة الأرضية‏,‏ وتقدر كميته بنحو‏1,36‏ مليار كيلو متر مكعب‏(‏ منها‏97,2%‏ في المحيطات والبحار‏,2,15%‏ علي هيئة جليد فوق القطبين وحولهما وفوق قمم الجبال‏,0,65%‏ في المجاري المائية المختلفة من الأنهار‏,‏ والجداول وغيرها‏,‏ وفي كل من البحيرات العذبة وخزانات المياه تحت سطح الأرض‏).‏
    وهذا الماء أخرجه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ أصلا من داخل الأرض ولايزال يخرجه لنا عبر فوهات البراكين‏,‏ علي هيئة بخار الماء الذي تكثف ولايزال يتكثف في الأجزاء العليا من نطاق التغيرات الجوية‏,‏ والتي تتميز ببرودتها الشديدة‏,‏ فعاد إلي الأرض‏,‏ ولا يزال يعاود دورته بين الأرض والسماء ليجري أنهارا متدفقة‏,‏ تفيض إلي منخفضات الأرض فتشكلها بحارا ومحيطات‏,‏ وبحيرات ومستنقعات‏,‏ وظلت دورة المياه بين الأرض والسماء آية من آيات الله في إبداع الخلق حفظت ماء الأرض من التعفن‏,‏ ومن الضياع إلي طبقات الجو العليا‏,‏ وعملت علي تفتيت الصخور‏,‏ وتسوية سطح الأرض وتمهيده‏,‏ وتكوين مختلف أنواع التربة‏,‏ وتركيز العديد من المعادن والصخور الاقتصادية‏,‏ وخزن المياه تحت السطحية‏,‏ وكانت من أسس ازدهار الحياة علي الأرض بإذن الله‏.‏
    فماء الأرض يتبخر منه سنويا‏380,000‏ كيلو متر مكعب‏,‏ ينتج أغلبها‏(320,000‏ كيلو متر مكعب‏)‏ من بخر أسطح البحار والمحيطات‏,‏ والباقي‏(60,000‏ كيلو متر مكعب‏)‏ من سطح اليابسة‏,‏ وهذا البخار تدفعه الرياح إلي الطبقة الدنيا من الغلاف الغازي للأرض حيث يتكثف في السحب ويعود إلي الأرض مطرا طهورا‏,‏ أو ثلجا‏,‏ أو بردا‏,‏ وبدرجة أقل علي هيئة ندي أو ضباب في الأجزاء القريبة من سطح الأرض‏.‏
    وتجري مياه الأمطار علي الأرض في مختلف مجاري المياه لتصب في البحار والمحيطات‏,‏ كما يترشح جزء منها خلال طبقات الأرض المنفذة ليكون المياه تحت السطحية ذات الحركات الدائبة حيث تشارك في تغذية بعض الأنهار والبحيرات والمستنقعات‏,‏ وقد تخرج علي سطح الأرض علي هيئة ينابيع‏,‏ أو ينتهي بها المطاف إلي البحار والمحيطات‏.‏
    وماء المطر يسقط علي البحار والمحيطات بمعدل سنوي يقدر بنحو‏284,000‏ كيلو متر مكعب وعلي اليابسة بمعدل سنوي يقدر بنحو‏96,000‏ كيلو متر مكعب‏,‏ والرقم الأخير يزيد بمعدل‏36,000‏ كيلو متر مكعب عن معدل البخر من اليابسة‏,‏ وهو الفرق نفسه بين معدل البخر من أسطح البحار والمحيطات‏,‏ ومعدل سقوط الأمطار عليها‏,‏ وتتم دورة المياه حول الأرض بصورة معجزة في كمالها ودقتها‏,‏ لأنه لولاها لفسد كل ماء الأرض أو تعرض للضياع وترك كوكبنا الأرضي قاحلا‏,‏ أجرد بلا حياة‏,‏ تحرقه حرارة الشمس بالنهار‏,‏ وتجمده برودة الليل كلما غابت الشمس‏.‏
    والماء ضرورة من ضرورات الحياة الأرضية‏,‏ فبدونه لا يمكن لإنسان‏,‏ ولا لحيوان‏,‏ ولا لنبات أن يعيش‏,‏ فجنين الإنسان يحتوي علي‏97%‏ من وزنه ماء‏,‏ وتقل هذه النسبة إلي‏91%‏ في جسد الطفل الوليد‏,‏ ثم إلي‏66%‏ في جسد الفرد البالغ‏,‏ وتختلف نسبة الماء في كل عضو من أعضاء جسد الإنسان باختلاف وظيفته‏,‏ فهي في الرئتين‏90%,‏ وفي الدم‏82%,‏ وفي خلايا الدماغ‏70%;‏ والإنسان يمكنه العيش أسابيع عديدة بدون طعام‏,‏ ولكنه لا يستطيع العيش بدون ماء إلا لفترة محدودة جدا لا تتجاوز بضعة أيام‏.....!!‏
    وذلك لأن الماء يعين الإنسان علي القيام بجميع العمليات الحياتية في جسمه من مثل عمليات الهضم‏,‏ والتخلص من الفضلات والتنفس وتجديد الدم‏,‏ويعين الحيوان في كل ذلك‏,‏ كما يعين النبات علي الاستفادة بمركبات الأرض بامتصاصها من التربة والقيام بعملية التمثيل الضوئي‏,‏ والنتح والتنفس‏.‏
    والماء هو المركب الوحيد المعروف لنا في الجزء المدرك من الكون‏,‏ والذي يوجد في حالاته الثلاث‏:‏ الصلبة‏,‏ والسائلة والغازية‏,‏ وللماء قدرة فائقة علي إذابة العديد من العناصر والمركبات مما جعل منه لازمة من لوازم الحياة‏,‏ كما له العديد من الخصائص الفزيائية والكيميائية المميزة من مثل قطبيته‏(‏ الناتجة من أن ذرة الاوكسجين فيه تحمل شحنه سالبة بينما تحمل ذرتا الايدروجين شحنة موجبة‏)‏ وقدرته الفائقة علي الالتحام والتماسك والتلاصق تجعله أشد السوائل تلاصقا‏,‏ وأشدها قدرة علي التوتر السطحي بعد الزئبق‏,‏ وتبدو قدرة الماء الفائقة علي التوتر السطحي في ميله إلي التكور علي هيئة قطرات بدلا من الانتشار أفقيا علي السطح الذي يسكب عليه‏,‏ كما تبدو في قدرة الماء الفائقة علي تسلق جدران الوعاء الذي يوضع فيه خاصة إذا كان قطر الوعاء صغيرا‏,‏ وتعرف هذه الخاصية باسم الخاصية الشعرية‏,‏ وبواسطتها تتحرك السوائل من مثل العصارات الغذائية وما بها من عناصر ومركبات مذابة في الماء من جذور النباتات الي فروعه وأوراقه وزهوره وثماره‏,‏ وإلي قمته النامية‏,‏ كما تتحرك الدماء والعصارات الغذائية المختلفة والفضلات في كل من الجهاز الهضمي والأوعية الدموية الدقيقة في أجساد كل من الإنسان والحيوان‏.‏
    وخواص الماء الحرارية خواص متميزة‏,‏ فالحرارة النوعية للماء تقدر بعشرة أضعاف الحرارة النوعية للحديد‏,‏ وبخمسة أضعاف الحرارة النوعية لرمال الشواطئ‏,‏ وكذلك فإن معامل الحرارة الكامنة لكل من تبخر الماء السائل وانصهار الجليد الصلب مرتفعين ارتفاعا ملحوظا مما يعطي للماء مجالا واسعا في جميع العمليات الحياتية‏.‏
    وللماء منحني كثافة فريد ــ لا يشاركه فيه أي من السوائل الأخري ــ فعندما تصل درجة حرارة الماء إلي أربع درجات مئوية يصل إلي أقل حجم له وأعلي كثافة‏,‏ ولكن اذا انخفضت درجة الحرارة دون ذلك فإن حجم الماء يتمدد وتقل كثافته‏,‏ وهذا يفسر طفو الجليد علي سطح الماء في البحار والمحيطات‏,‏ وعدم تجمد الماء أسفل منه مما يتيح فرصة عدم التجمد للكائنات البحرية العديدة التي تعيش في أعماق البحار‏,‏ فالماء هذا السائل العجيب هو من أعظم صور رزق السماء لأن بدونه لا يمكن للحياة الأرضية أن تكون‏...!!‏
    وكذلك الهواء بما فيه من اوكسجين وثاني أكسيد الكربون وبخار الماء‏,‏ وغير ذلك من الغازات المهمة وهباءات الغبار وكلها من ضرورات جعل الحياة علي الأرض ممكنة وممتعة‏.‏
    ثانيا‏:‏ في إطار تفسير السماء بالسماء الدنيا‏:‏
    فإن رزق السماء هو كل صور المادة والطاقة المتولدة في داخل النجوم‏,‏ من مثل شمسنا والتي تصل إلي الأرض بصور متعددة‏:‏
    فمن الثابت علميا أن النجوم قد تكونت ابتداء من الدخان الكوني الذي نشأ عن انفجار الجرم الابتدائي للكون‏,‏ مما يؤكد علي وحدة البناء في الكون‏,‏ وأنها لا تزال تتكون أمام انظار الفلكيين اليوم من دخان السدم‏,‏ وفي داخل تلك الغيوم الكونية عبر مراحل من النجوم الابتدائية
    ‏(Prosrars)‏
    وذلك بواسطة عدد من الدوامات العاتية التي تعرف باسم دوامات تركيز المادة‏,‏ والتي تقوم بتكديس المادة وتكثيفها حتي تتجمع الظروف اللازمة لبدء عملية الاندماج النووي‏,‏ وانطلاق الطاقة‏,‏ وانبثاق الضوء فيتحول النجم الابتدائي إلي نجم عادي كشمسنا يعرف باسم‏(‏ نجم التسلسل الرئيسي‏)‏ وأغلب النجوم التي تتراءي لنا في صفحة السماء هي من هذا النوع لأن النجم يقضي‏90%‏ من عمره في هذه المرحلة التي يعتبر فيها النجم فرنا كونيا تتخلق فيه العناصر من نوي ذرات الإيدروجين بعملية الاندماج النووي‏,‏ وتتميز فترة‏(‏ نجم النسق الرئيسي‏)‏ بتعادل قوة الجذب إلي مركز النجم مع قوة دفع مكونات النجم إلي الخارج لتمدده بالحرارة الناتجة عن عملية الاندماج النووي‏,‏ وبالعزم الزاوي الناتج عن دوراته حول محوره‏,‏ ويبقي النجم في هذا الطور حتي ينفد وقوده من غازي الايدروجين والهليوم‏,‏ ف
    يبدأ بالدخول في مراحل الشيخوخة بالانكدار ثم الخنوس والطمس حتي تنتهي حياة النجم بالانفجار وعودة مادته الي دخان السماء إما مباشرة عن طريق إنفجار العماليق الحمر أو العماليق العظام أو المستعرات العظيمة بمختلف نماذجها‏,‏ أو بطرق غير مباشرة عبر مرحلة من مراحل وفاة النجوم الفائقة الكتل من مثل النجوم النيوترونية والنجوم الخانسة الكانسة‏(‏ أو ما يعرف باسم الثقوب السود‏),‏ والتي يعتقد العلماء بأنها تفقد مادتها بالتدريج إلي دخان السماء عبر مرحلة أشباه النجوم‏.‏
    وباتحاد نوي ذرات الإيدروجين في قلب النجم العادي تتكون نوي ذرات الهليوم‏,‏ وباتحاد نوي ذرات العنصر الأخير تتكون نوي ذرات البريليوم‏,‏ وهكذا يتسلسل تخلق العناصر المختلفة في داخل النجوم خاصة النجوم العملاقة أو في أثناء انفجارها‏,‏ ويؤدي انفجار النجوم إلي عودة ما تكون بداخلها من عناصر إلي دخان السماء لكي يكون مادة لتخلق نجم جديد أو ليصل إلي بعض أجرام السماء في صورة من صور رزق السماء‏.‏
    ومن المشاهد أن عملية الاندماج النووي في داخل النجوم فائقة الكتلة من مثل العماليق والمستعرات العظام تستمر حتي يتحول قلب النجم بالكامل إلي حديد‏,‏ فتستهلك طاقة النجم لأن ذرة الحديد هي أكثر الذرات تماسكا‏,‏ وفي انفجار المستعرات العظام تصطدم نيوترونات دخان السماء بنوي الحديد المتطايرة من عملية الانفجار لتبني نوي ذرات أعلي كثافة مثل الفضة‏,‏ والذهب‏,‏ واليورانيوم‏,‏ وغيرها‏,‏ كما أن إهاب النجم المتفجر من المواد الاقل كثافة ينتقل أيضا إلي دخان السماء بأنفجار واشتعال شديدين وانبعاث موجات راديوية قوية‏.‏
    وتتكون المادة فيما بين النجوم من الغازات والغبار‏(‏ أي الدخان‏)‏ المكون من جزيئات وذرات وأيونات‏,‏ ومن اللبنات الأساسية للمادة ويغلب علي تركيبه الايدروجين‏,‏ والهليوم‏,‏ والاوكسجين‏,‏ والنيتروجين‏,‏ والكربون‏,‏ والنيون والصوديوم والبوتاسيوم وبعض العناصر الاثقل‏,‏ وتقدر المادة بين نجوم مجرتنا ببضعة بلايين المرات قدر كتلة الشمس‏,‏ وتصل كافة العناصر المتخلقة في الكون إلي الأرض عن طريق تساقط الشهب والنيازك‏,‏ ويصل إلي الأرص يوميا بين الألف والعشرة آلاف طن من مادة الشهب والنيازك لتجدد إثراء الأرض بالعناصر المختلفة التي تمثل صورة من صور رزق السماء الذي يوزع علي الأرض بتقدير من العزيز الحكيم‏,‏ ولم يكن لأحد ادراك بها من قبل‏.‏
    ومنذ فترة وجيزة أثبت العلماء أن نجما من نجوم السماء قد تحول إلي كتلة من الألماس تفوق كتلة الأرض عدة مرات‏,‏ ومن قبيل الفكاهة يذكرون أن هذه الكتلة إذا انفجرت ونزلت إلي الأرض فإن تجارة الألماس سوف تكسد بالقطع‏.‏
    ويقدر ناتج الطاقة الكلية للشمس بنحو‏3,86*3310‏ سعر‏/‏ ثانية ويعتبر فيض الطاقة الشمسية الواصلة إلي الأرض أكبر من الطاقة التي تستقبلها الأرض من ألمع النجوم بعشرة مليارات ضعف‏,‏ وأكبر من الطاقة التي تستقبلها الأرض من القمر وهو في طور البدر مليون مرة‏.‏
    وطاقة الشمس من رزق السماء‏,‏ فبدونها تستحيل الحياة علي الأرض‏....!!‏
    ثالثا‏:‏ في إطار تفسير السماء بالسماوات العلا
    فإن رزق السماء يتمثل في قرار الرزاق ذي القوة المتين‏,‏ فقد ثبت أن كوننا قد نتج عن عملية انفجار عظيم‏,‏ وأنه من طبيعة الانفجار أنه يؤدي إلي تناثر المادة وبعثرتها‏,‏ ولكن انفجارا يؤدي إلي بناء كون بهذه الضخامة في الابعاد‏,‏ وفي تعدد الاجرام وفي احكام الاحجام‏,‏ والكتل والمدارات‏,‏ والحركات والعلاقات المتبادلة من مثل التجاذب‏,‏ وتبادل المادة فيما بينها هو انفجار لابد‏,‏ وأن يكون قد تم بتقدير عظيم‏,‏ من خالق عظيم له من صفات الكمال والجمال والجلال ما مكنه من إبداع هذا الخلق بعلمه وحكمته وقدرته‏,‏ وهذا الخالق العظيم لابد‏,‏ وأن يكون مغايرا لكل خلقه فلا يحده المكان‏,‏ ولا الزمان‏,‏ ولا تشكله المادة ولا الطاقة‏,‏ لأنه‏(‏ تعالي‏)‏ خالق كل ذلك ومبدعه‏,‏ هذا الخالق العظيم فوق كل خلقه‏:‏ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‏*(‏ الشوري‏:11)‏
    يدبر أمر هذا الكون في كل صغيرة وكبيرة‏,‏ ومن ذلك توزيع الأرزاق علي العباد‏,‏ فمن الأسماء الحسني لهذا الخالق العظيم البارئ المصور نجد اسم‏(‏ الوهاب‏)‏ أي صاحب الهبات والعطايا الخالية عن الأعواض والأغراض‏,‏ كما نجد أسم‏(‏ الرزاق‏)‏ أي خالق الأرزاق والمرزوقين‏,‏ وموصل الأرزاق اليهم وخالق الأسباب التي تمكنهم من التمتع بها‏.‏
    وباقي أسمائه الحسني‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ تحمل شيئا من تلك المعاني والصفات الربانية ومنها‏:‏اسم‏(‏ الفتاح‏)‏ وهو الذي بيده مفاتيح الغيب والرزق‏,‏ ومفاتيح كل منغلق ومشكل‏,‏ واسما‏(‏ القابض‏)‏ و‏(‏الباسط‏)‏ ومن معانيهما فيض الرزق حتي لا يبقي طاقة‏,‏ وبسطه حتي لا يبقي فاقه‏,‏ كما يقبض القلوب والأرواح ويبسطهما كيف يشاء‏,‏ واسما‏(‏ المعز‏)(‏ المذل‏)‏ الذي يؤتي الملك من يشاء‏,‏ وينزعه ممن يشاء‏,‏ والملك من الرزق‏,‏ والملك الحقيقي يكمن في الخلاص من ذل الحاجة‏,‏ وقهر الشهوة‏,‏ وعبء الجهل‏,‏ واسم‏(‏ المقيت‏)‏ ومن معانيه خالق الأقوات وواهبها‏.‏ و‏(‏الكريم‏)‏ ومن معانيه المعطاء زيادة علي منتهي الرجاء‏,‏ و‏(‏المجيب‏)‏ ومن معانيه مقابلة مسألة السائلين بالاجابة و‏(‏الواسع‏)‏ ومن معانيه ذو السعة المطلقة من العلم والخير والاحسان وبسط النعم‏,‏ و‏(‏الودود‏)‏ ومن معانيه الانعام علي سبيل الابتداء بمحبة ورأفة‏,‏ و‏(‏البر‏)‏ وهو المحسن المتفضل بكل بر وإحسان‏,‏ و‏(‏مالك الملك‏)‏ أي صاحب المشيئة النافذة‏,‏ والإرادة الغالبة‏.‏
    وخلاصة ذلك أن قرار توزيع الأرزاق علي العباد يصدره ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ في علاه فتنزل به الملائكة إلي الأرض تصديقا لقول المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة‏,‏ ثم يكون علقة مثل ذلك‏,‏ ثم يكون مضغة مثل ذلك‏,‏ ثم يرسل إليه الملك‏,‏ فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات‏:‏ يكتب رزقه‏,‏ وأجله‏,‏ وعمله‏,‏ وشقي أو سعيد‏....‏
    وصدق الله العظيم الذي أنزل من فوق سبع سماوات ومن قبل أربعة عشر قرنا قوله الحق‏:‏
    {وفي السماء رزقكم وما توعدون‏}
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    28-Apr-2002
    الدولة
    ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحآ ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين
    المشاركات
    6,667
    و هذا تفسير العلاّمة الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله:

    و ما تدل عليه كلمة أو أسم السماء؟

    وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) .

    يقول تعالى -داعيًا عباده إلى التفكر والاعتبار-: ( وَفِي الأرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ )

    وذلك شامل لنفس الأرض، وما فيها، من جبال وبحار، وأنهار، وأشجار، ونبات تدل المتفكر فيها، المتأمل لمعانيها، على عظمة خالقها، وسعة سلطانه، وعميم إحسانه، وإحاطة علمه، بالظواهر والبواطن. وكذلك في نفس العبد من العبر والحكمة والرحمة ما يدل على أن الله وحده الأحد الفرد الصمد، وأنه لم يخلق الخلق سدى.

    وقوله: ( وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ) أي مادة رزقكم، من الأمطار، وصنوف الأقدار، الرزق الديني والدنيوي، ( وَمَا تُوعَدُونَ ) من الجزاء في الدنيا والآخرة، فإنه ينزل من عند الله، كسائر الأقدار.

    فلما بين الآيات ونبه عليها تنبيهًا، ينتبه به الذكي اللبيب، أقسم تعالى على أن وعده وجزاءه حق، وشبه ذلك، بأظهر الأشياء [لنا] وهو النطق، فقال: ( فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) فكما لا تشكون في نطقكم، فكذلك لا ينبغي الشك في البعث بعد الموت .


    و علمي القاصر أن الأرض كوكب من كواكب السماء!!
    أي في السماء!!!
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك