الثلاثي الذكي: صافولا وهيئة السوق والدخيل المالية
ينجحون في إطعام المواطن 51 همبرجراً دفعةً واحدة
تضخيم علاوات الإصدار ليست المره الأولى وللأسف ليست الأخيرة
للمعلومية فقط فشركة (هرفي) تم تأسيسها سنة 1981م من قبل حمود السعد البراهيم وأحمد حمد السعيد بالمملكة العربية السعودية، وتعمل في مجال تشغيل مطاعم الوجبات السريعة، وإنتاج وبيع منتجات المخابز واللحوم، ويقدر رأسمال الشركة المدفوع بـ 270 مليون ريال موزعة على 27 مليون سهم بقيمة اسمية 10 ريالات للسهم.
أكبر ملاك الشركة حالياً بعد الإكتتاب هم (صافولا) بنسبة 49% وأحمد السعيد بنسبة 20.30% وتشغل الشركة 148 مطعماً بالمملكة و4 بالبحرين و3 بالكويت و2 بمصر ولديها 16 محلاً لمنتجات المخابز وأنشئت مؤخراً مصنعين الأول للحلويات والمخابز والثاني لتصنيع اللحوم.
نجحت شركة مطاعم (هرفي) عبر مدير اكتتابها (مجموعة الدخيل المالية) وشركتها الأم (صافولا) وبموافقة (هيئة سوق المال) في تمرير سعر الاكتتاب الخيالي 51 ريالاَ للسهم على المواطنين في عملية ليست الأولى من نوعها من حيث تلميع ضخامة وحجم الشركة المراد طرحها للإكتتاب والزخم الإعلامي المدفوع للكتابة عن قوتها ومستقبلها الاستثماري. فمن شركة رأسمالها 270 مليون ريال أصبحت قيمتها بعد طرحها للإكتتاب 1.377.000 ريال سعودي (مليار وثلاثمائة وسبعة وسبعون مليون ريال)!!؟ وسوف تزيد قيمتها بنسبة 10% كأقل تقدير بعد طرحها للتداول.
إذا كانت (هرفي) ربحت من طرح 30% فقط من رأسمالها للإكتتاب العام مبلغ وقدره 400 مليون ريال تقريباً وهو المبلغ الذي حصل عليه المُلاك مع الاحتفاظ بما تبقى لهم من أسهم بالشركة, فكم سوف تربح مطاعم (كودو) بفروعها المنتشره بالمملكة إذا طرحت أسهمها للإكتتاب مع العلم أنها لن ترضى بعلاوة إصدار تقل سعراً عن (هرفي). بينما سلسلة مطاعم (الطازج) سوف تطالب بتقييم مصانعها ومزارعها ودجاجها وبيضها وفروع البيع المباشر التابعة لها!!؟.
ولا تستبعدون أن تشم أنوفنا رائحة قهوة (د.كيف) قريباً في سوق الأسهم السعودي إذا عقد العزم مالك سلسلة فروعها رجل الأعمال يوسف الراجحي أن يطرحها للإكتتاب العام. فعملية طرح الشركات للإكتتاب إيجابية جداً سواء للشركة نفسها أو من يمتلكها أو لسوق الأسهم بحد ذاته ولكن كيف نرضى نحن ويرضى مسئولي هيئة سوق المال ورئيسها بأن يتضاعف حجم شركة بمجرد طرحها بعلاوة إصدار لا تستحقها وتؤخذ قيمتها من ضِعاف الشعب ويشاركهم فيها الصناديق الاستثمارية أيضاً.
فمن الشركات التي تنتظر الموافقة من هيئة سوق المال لطرحها للإكتتاب شركة (البسامي) للنقليات التي يبلغ رأسمالها 100 مليون ريال فقط وتذكروا هذا الرقم جيداً لأنه بمجرد الموافقة سوف يزيد البسامي رأسمال شركته مباشرة ليضاعف ثروته ثلاث مرات بطريقة نظامية جداَ. فكم تتوقعون أن تكون علاوة إصدار (البسامي)؟ فلا هي شركة صناعية ولا عقارية ولكنها تمتلك أسطول من الناقلات البرية تجول وتصول بين مدن المملكة!!؟.
لعلكم تلاحظون معي أسبوعياً عدد الشركات التي يوافق وزير التجارة على تحويلها من شركات خاصة إلى شركات مساهمة مقفلة برؤوس أموال قليلة نسبياً إستعداداً لرفعها لهيئة سوق المال فيما بعد للموافقة على طرحها للإكتتاب وزيادة رأسمالها مرات متعددة بعد الموافقة مباشرةً وتضخيم حجم أعمالها إعلامياً لكي تنجح عملية (مضاعفة) رؤوس الأموال.
فعلاً, طريقة نظامية سهلة في تحويل مئات الملايين إلى مليارات.
سـعد اَل مرشد
المفضلات