قراءة أولية لاستحواذ آبار على 70% من شركة أرابتك القابضة
أرقام - خاص 10/01/2010
أعلنت شركة "أبار للاستثمار" عبر بيان صدر على موقعها الإلكتروني الخميس الماضي عن قرار مجلس إدارتها بتقديم عرض لتملك 70% من شركة "أرابتك القابضة"، وذلك عن طريق إصدار شركة "أرابتك" سندات إلزامية التحويل إلى أسهم لصالح شركة "أبار للاستثمار" وبسعر تحويل 2.3 درهم لكل سهم.
وتبع ذلك إعلان من شركة أرابتك أمس السبت قالت فيه إنها قد توصلت بالفعل لاتفاق مع آبار عبر إصدار سندات بقيمة 6.4 مليار درهم وأن تحويل هذه السندات إلى أسهم لصالح آبار سينتج عنه زيادة رأس المال من 1196 مليون سهم حالياً إلى 3987 مليون سهم بعد إكمال عملية التحويل.
ولم تقدم الشركتان أي تفاصيل أخرى عن السندات وفترة استحقاقها والفترة التي سيتم بعدها التحويل وسعر الفائدة على هذه السندات وتفاصيل أخرى تتعلق بهذه الصفقة.
ما التأثير على القوائم المالية لشركة أرابتك في حالة قبول العرض؟
بناء على المعلومات المتوافرة حتى الآن فمن المفترض أن تصدر شركة "آرابتك" سندات بقيمة اسمية تبلغ 6.42 مليار درهم تقريباً لصالح شركة آبار، على أن يتم تحويل هذه السندات إلزامياً إلى أسهم في شركة ارابتك في وقت لاحق لم يتم تعيينه بقيمة 2.30 درهم للسهم.
محاسبياً يتم تصنيف السندات إلزامية التحويل إلى أسهم ضمن حقوق المساهمين، ويترتب على ذلك زيادة في إجمالي حقوق المساهمين ( القيمة الدفترية للشركة ) بمقدار السندات، يقابل ذلك زيادة مماثلة في جانب الأصول والتي غالباً ستكون في صورة نقدية، ما سيرفع السيولة لدى شركة أرابتك بقيمة السندات.
وعند تحويل السندات إلى أسهم يقتصر التأثير على رأس المال والذي سيزيد بالقيمة الاسمية للأسهم الجديدة، فبعد تحويل السندات إلى أسهم بسعر تحويل 2.3 درهم، فسينتج عنه إصدار 2791 مليون سهم بقيمة اسمية درهم للسهم لصالح شركة "آبار"، أي أن رأس المال لشركة أرابتك سيرتفع إلى 3987 مليون درهم مقارنة بـ 1196 مليون درهم حالياً، كما يترتب على ذلك تسجيل علاوة إصدار بقيمة 3628 مليون درهم ناتجة عن الفرق بين سعر التحويل للأسهم و قيمتها الاسمية، وقد يستعمل جزءاً من هذا الفرق لزيادة الاحتياطي القانوني.
أما بالنسبة للتأثير على ربحية السهم، فهذه النقطة بالذات تعتمد على مدى قدرة شركة أرابتك في استثمار الأموال ومدى نجاحها في تحقيق تدفقات نقدية موجبة تعوض النقص في حصص المساهمين الحاليين، ولكن بالتأكيد فإنه على المدى القصير سيؤدي ذلك إلى تراجع ربحية السهم الواحد بسبب زيادة عدد الأسهم.
الجدول التالي يوضح الأثر للصفقة على المركز المالي لشركة "أرابتك"، وتم الاستعانة بالمركز المالي للشركة في التسعة أشهر الأولى من العام 2009 كمثال مع إهمال التغيرات في رصيد الأرباح المبقاة والذي من الطبيعي أن يتغير خلال الفترات بأثر الأرباح الصافية التي تحققها الشركة والتي من الممكن تزيد تدريجياً مع استثمار الأموال الجديدة.
إن أهم ما ستجنيه "أرابتك" هو زيادة السيولة النقدية جراء ضخ 6420 مليون درهم، وفي المقابل فإن ربح السهم الواحد سيتراجع بسبب الزيادة الكبيرة في عدد الأسهم، وذلك ما لم تتمكن الشركة من تحقيق زيادة كبيرة في الإيرادات والأرباح، وهو الأمر المستبعد على المدى القريب والمتوسط، كما أن القيمة الدفترية للسهم ستسجل ارتفاعاً طفيفاً من 2.01 درهم إلى 2.21 درهم.
لماذا إصدار السندات ( ملزمة للتحويل إلى أسهم ) أولاً بدلاً من إصدار الأسهم مباشرة؟!
للتمويل عن طريق السندات مزايا نسبية عن التمويل بإصدار الأسهم، أهمها عدم مشاركة حملة السندات للمساهمين في الأرباح الصافية التي تحققها الشركات، بالإضافة إلى أن السندات كوسيلة تمويل لا تعطي الحق لحملتها بالتدخل في إدارة الشركة، كما هو الحال في الأسهم، هذا بخلاف الوفر الضريبي الذي تستفيد منه الشركات بهذه الطريقة، ولكن ماذا عن السندات إلزامية التحويل إلى أسهم؟؟.
تأخذ الشركات عادة وقتاً حتى تستثمر وتستفيد من الأموال التي تحصل عليها بإحدى طرق التمويل، لذلك فاستخدام السندات إلزامية التحويل إلى أسهم له أهمية خاصة عبر إعطاء الشركة الحاصلة على التمويل فرصة لاستثمار الأموال مع الاستفادة من مزايا السندات مؤقتاً، فمثلاً بالنسبة لأرابتك فبإمكانها الحصول على الأموال من شركة "آبار" مع ضمان عدم المشاركة أو المحاصصة في الأرباح الصافية من قبل شركة "آبار" وهو ما سيوفر استقراراً نسبياً لربحية الأسهم، ويحمي المساهمين الحاليين من الضرر طيلة الفترة التي تسبق تحويل السندات إلى أسهم، بالإضافة إلى أنها تعطي إدارة الشركة نوعاً من الأمان بعدم تدخل الممول في الإدارة ولو لفترة مؤقتة، هذا بالإضافة إلى الاستفادة من الوفر الضريبي خصوصاً في بداية الاستثمار للأموال الجديدة.
بالنسبة لشركة "آبار" والتي تلعب دور الممول هنا، فيظهر أنه لن يكون هناك تأثير كبير عليها في الحالتين، وقد يكون تقديمها للعرض بهذه الطريقة بهدف إرسال إشارات تطمينية لإدارة ومساهمين أرابتك.. هذا ما لم يكن هناك اتفاق مسبق بين إدارتي الشركتين ولكن خلف الكواليس!.. على الاقل هذا ما تشير إليه الشائعات قبل صدور الخبر الرسمي.
أخيراً توفير تمويل بهذا الحجم في هذا الوقت بالذات فرصة جذابة لشركة "أرابتك" لا تستطيع مقاومتها، خصوصاً مع تأخر صرف مستحقات للشركة من بعض المطورين في دبي، وهو ما كان سينتج عنه شح في السيولة، وبالتالي قدرة الشركة على تحقيق مساعيها لزيادة أنشطتها خارج دبي وتقليل الاعتماد على سوقها الرئيسي. أيضاً سيفتح هذا التحالف فرصاً أقوى لأرابتك في قطاع الإنشاءات بأبو ظبي الذي لم يتباطأ بنفس الدرجة التي تباطأ بها السوق في دبي، وذلك بسبب العلاقات الكبيرة التي تمتلكها شركة "آبار" في أبو ظبي كونها مملوكة بشكل رئيسي من قبل حكومة أبو ظبي.
المفضلات