مداخيل 38 بالمئة من سعوديي الأحياء الفقيرة لا تكفيهم
قالت دراسة سعودية تحت عنوان «الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية
لسكان الأحياء الفقيرة بالرياض»، إن دخل 47.1 بالمئة من الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة يكفي لتغطية مصاريف أسرهم، أما 38 بالمئة فدخلهم لا يكفي.. وبلغت نسبة من يعتبرون أن دخلهم لا يكفي، لاستهلاك الأسرة 14.9 بالمئة.
واتبعت الأسر
عدة طرق للتكيف مع دخولها، حيث عمد 65.8 بالمئة من الأسر ككل إلى إلغاء بعض المصروفات، فيما عمد 62.1 بالمئة من شريحة الدراسة نفسها إلى ضغط بعض المصروفات، فيما اتجه 55.7 بالمئة من الأسر سكان الأحياء الفقيرة في الرياض إلى الاقتراض، غير أن 34.2 بالمئة منهم
طلبوا العون من المحسنين.
وقالت الدراسة التي جاءت ضمن سلسلة ملخصات الرسائل الجامعية المختارة، إنه «لم يكن لدى 83.7 بالمئة من هؤلاء دخل من مصادر أخرى، أما 16.3 بالمئة فلديهم دخل من مصادر أخرى، وكانت أغلب تلك المصادر تأتي من إيجار البيوت بنسبة 44.1 بالمئة، أو من عائد سيارة بنسبة بلغت 32.4 بالمئـة، أو إيجار محل بنسبة بلغت 17.6 بالمئة».
ومن المعروف أن
الصحف السعودية لا تخلو من نشر تقارير مصورة عن الفقر في البلاد، تتضمن مشاهد لمجموعة من البشر تعيش في بيوت من الصفيح، لا يتوافر لها الحد الأدنى من الخدمات، أي إنه يمكن إدراج هؤلاء ضمن التصنيف العالمي للفقر المدقع، الذي يقصد به خط فقر الغذاء.
ووفق تقديرات أولية غير رسمية، فإن
نحو 20 بالمئة من السعوديين، البالغ عددهم نحو 17 مليون نسمة، تحت خط الفقر، ويعد أكثر من 75 بالمئة من مواطني الدولة مدينين في قروض استهلاكية طويلة الأجل.
وتقول دراسة اقتصادية أعدها «اتحاد المصارف العربية» إنه توجد في السعودية وحدها
ثروة تقدر بأكثر من 900 مليار ريال (240 مليار دولار) يمتلكها 78 ألف مواطن سعودي فقط.
وتعكس أرقام عدد المستفيدين والمشمولين في قائمة مؤسسة الضمان الاجتماعي، البالغ عددهم نحو 1.5 مليون فرد يصرف لهم شهرياً نحو 869 مليون ريال، حجم مشكلة الفقر في المملكة، رغم الجهود المبذولة لمكافحة تلك الظاهرة.. وبلغت نسبة من يحصلون على ما يزيد على 2000 ريال (نحو 533 دولار) 14.7 بالمئة.
وبالنسبة للبيانات الاقتصادية للأسر في مجتمع الدراسة، فقد بلغت نسبة من يقل دخلهم عن 1500 ريال 14.2 بالمئة، فيما كان أغلب من أجريت عليهم الدراسة تتراوح دخولهم بين 1500 إلى 2500 ريال، وبلغت نسبتهم 25 بالمئة، في حين لم تتجاوز نسبة الذين تزيد دخولهم على 6000 ريال 5.9 بالمئة.. وبلغ متوسط الدخل الشهري للأسرة 3477.6 ريال.
وبلغت نسبة الأمية، التي تنتشر بشكل كبير بين أرباب الأسر في الأحياء الفقيرة بالرياض، 35.1 بالمئة من أفراد عينة دراسة حديثة، انتهت إلى أن نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة في تلك الأحياء بلغت 19.7 بالمئة.
وفي الجانب الصحي بينت الدراسة أن الذين قالوا إن حالتهم الصحية ممتازة 34.6 بالمئة، فيما قال 38 بالمئة إن حالتهم الصحية جيدة، ما يدل على توافر الخدمات الصحية الحكومية.
وأشارت الدراسة إلى أن
أهم مشكلات سكان الأحياء الفقيرة في الرياض من وجهة نظرهم هي انقطاع الماء أو عدم توافرها بنسبة بلغت 67.3 بالمئة، ورداءة المساكن 67.3 بالمئة، والتلوث البيئي من نفايات وتسرب مياه الأمطار 46.2 بالمئة، وضعف الكهرباء وانقطاعها 38 بالمئة.. كما أن الجهات التي تأتي منها المساعدات هي الجمعيات الخيرية والحكومة والأهالي والأقارب، حيث بلغت نسبة مساعدات الجمعيات الخيرية 38.5 بالمئة، فيما اقتصرت المساعدات الحكومية على الجانب المالي بنسبة 13 بالمئة.
وفي ما يتعلق بالمهنة الرئيسة، فقد
بلغت نسبة الذين يعملون في القطاع العسكري 27.4 بالمئة -وهم الأغلب-، فيما بلغت نسبة المتقاعدين 22.2 بالمئة، ومن يعملون في القطاع العام 16.3 بالمئة، والذين يمارسون الأعمال التجارية 1 بالمئة، ونسبة العاطلين عن العمل 9.6 بالمئة.
وبلغت نسبة الذين لم يتوقفوا عن العمل 61.6 بالمئة، ونسبة الذين توقفوا عن العمل بشكل دائم 8.2 بالمئة، بينما بلغت نسبة الذين نادراً ما يتوقفون عن العمل 21.1 بالمئة.
وتعددت أسباب التوقف عن العمل،
وكان أغلبهم يرجعونها إلى عدم وجود عمل مناسب، وبلغت نسبتهم 44.4 بالمئة، وبلغت نسبة الذين يرجعون أسباب التوقف عن العمل إلى المرض أو الإصابة أثناء العمل 19.5 بالمئة، وآخرون أرجعوها إلى التقدم في السن والإحالة للتقاعد بلغت نسبتهم 13.9 بالمئة، والذين أرجعوها إلى الفصل من الخدمة بلغت نسبتهم 8.3 بالمئة، وللظروف العائلية بنسبة 8.3 بالمئة، وللبعد عن مكان العمل 5.6 بالمئة.
وقالت الدراسة إن
نسبة من توقفوا عن العمل لمدة تقل عن خمس سنوات بلغت 36.1 بالمئة، فيما بلغت نسبة من توقفوا عن العمل أكثر من 15 عاماً 36.1 بالمئة، ومن توقفوا عن العمل لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات 19.5 بالمئة.
ويتفق المراقبون على أن
الفقر موجود في كل دول العالم، ومعظم الدول المتقدمة تقوم بتعديل خط الفقر كل عام أو عامين، بما يتناسب مع المتغيرات الاقتصادية الجديدة،
لكن المشكلة في السعودية أن الجهات الرسمية لا تملك أرقاماً توضح الخط الذي يعد عنده المواطن فقيراً، خصوصاً أنه لم يتفق أصلاً على وضع حد أدنى للأجور حتى الآن.
أما نوع السكن، فأغلب من أجريت عليهم الدراسة يعيشون في بيوت شعبية بفناء، وبلغت نسبتهم 53.4 بالمئة، فيما بلغت نسبة الذين يعيشون في بيوت شعبية من دون فناء 28.8 بالمئة، ومن يعيشون في صندقة 9.6 بالمئة، والذين يعيشون في شقة أو دور في فيلا بلغت نسبتهم 7.7 بالمئة.
وكانت
غالبية المساكن التي يعيشون فيها مكونة من ثلاث إلى أربع غرف، حيث بلغت نسبتها 48 بالمئة، وبلغت المساكن التي تتكون من خمس إلى ست غرف 34.2 بالمئة.
ويقول أيمن طارق جمال، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة «مُلاك»، إن
«السعودية تعتبر أقل الدول الخليجية من حيث تملك المساكن، وتبلغ نسبة المالكين 22 بالمئة، بينما نسبة تملك مواطني دولة الإمارات تبلغ 91 بالمئة، وفي الكويت 86 بالمئة، مبيناً أن العاملين السعوديين يبلغ عددهم في سوق العمل حالياً 3.5 ملايين مواطن، في حين أن 68 بالمئة منهم ينتمون إلى الفئة العمرية دون 25 عاماً».
وتابع جمال «أظهرت الدراسات أنه
خلال الأعوام الـ15 المقبلة سيرتفع عدد الموظفين السعوديين إلى 8.5 مليون موظف».
وقال باحثون في مركز «رؤية» للدراسات الاجتماعية إن نتائج الدراسة أشارت إلى أن 80 بالمئة
أبدوا إعجابهم التام بالحياة في مدينة الرياض، وكان من أهم أسباب هذا الإعجاب أن مجالات الرزق فيها كثيرة بنسبة بلغت 97.5 بالمئة.
وأوصت دراسة تركي بن ليلي الشلاقي بالعمل على زيادة الوعي لدى سكان الأحياء الفقيرة، وإجراء الندوات والبرامج التثقيفية داخل الأحياء بصورة دورية، وتنفيذ برامج تهدف إلى
تعزيز الثقة بالذات وتحفيز الهمم؛ لتحسين الواقع وتطوير القدرات، وحملات تهدف إلى محو الأمية ومواصلة الدراسة، وتذليل العقبات التي تواجه الراغبين في دخول هذه البرامج، إضافة إلى حث العاطلين والشباب المقبل على سوق العمل من سكان الأحياء الفقيرة على الدخول في برامج تدريبية تهتم بالجوانب الفنية والمهنية، وتبني عملية قبولهم في المعاهد الحكومية والخاصة،
وإعطاء الأولوية في منح الأراضي السكنية لسكان الأحياء الفقيرة، وإعطائهم الأولوية في تقديم القروض السكنية من «صندوق التنمية العقارية»، واستئجار منازل في أحياء أخرى وتأثيثها عن طريق الجمعيات الخيرية، ودمجهم في مجتمعات الأحياء الجديدة؛ لكسر
دائرة الفقر التي يعيشونها، وخلق علاقات اجتماعية وثقافية جديدة ومختلفة.
وأشارت دراسة أجراها الدكتور راشد بن سعد الباز، أستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إلى أن
الحد الفاصل للوصول لمستوى الاكتفاء للمواطن يبلغ 1660 ريالاً شهرياً.
وقال الباز «
من الصعب الوصول لتحديد دقيق لمستوى الفقر في السعودية، لارتباطه بعدد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية، لكن هناك معايير ومعادلات عدة لحساب مستوى الفقر في بعض المجتمعات، تتصف بعضها بالتعقيد وتعتمد على بيانات ومؤشرات اقتصادية عدة، من أهمها الاعتماد على متوسط دخل الفرد».
http://www.alrroya.com/node/41899
المفضلات