مقالة قديمة لنفس الكاتب (عيسى الغيث) ولك أن تقرأ وتقارن
أهو التزلف أم الدفاع عن رئيس ومسؤول في العمل أم ماذا ؟؟
حراسة الفضيلة من دعاة نظرية الخلط
قال الله تعالي : ( والله يريد أن يتوب عليكم ، ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاُ عظيماً ).
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .. أما بعد : فقد تفضل صاحب المعالي سماحة شيخنا العلامة الدكتور بكر بن عبدالله أبو زيد – حرسه الله – بإخراج رسالة للناس وذلك لتثبيت نساء المؤمنين على الفضيلة ، وكشف دعاوى المستغربين إلى الرذيلة ، إذ حياة المسلمين المتمسكين بدينهم اليوم – المبنية على إقامة العبودية لله تعالى ، وعلى الطهر ، والعفاف ، والحياء والغيرة – حياة محفوفة بالأخطار من كل جانب ، بجلب أمراض الشبهات في الاعتقادات والعبادات، وأمراض الشهوات في السلوك والاجتماعيات ، وتعميقها في حياة المسلمين في أسوا مخطط مسخّر لحرب الإسلام ، وأسوا مؤامرة على الأمة الإسلامية ، تبناها : النظام العالمي الجديد في إطار :
نظرية الخلط – وهي المسماة في عصرنا العولمة ؟ أو : الشوملة أو : الكوكبة بين الحق والباطل ، والمعروف والمنكر ، والصالح والطالح ،السنة والبدعة ، والسني والبدعي ، والقرآن والكتب المنسوخة المحرفة كالتوراة والإنجيل ، والمسجد والكنيسة والمسلم والكافر ، ووحدة الأديان – ( وكذلك التقريب بين الفرق العقائدية) ونظرية الخلط هذه ، ما هي الا مكيدة ، لتذويب الدين في نفوس المؤمنين ، وتحويل جماعة المسلمين إلى سائمة تُسام ، وقطيع مهزوز اعتقاده ، غارق في شهواته ، مستغرق في ملذاته ، متبلد في إحساسه ، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ، حتى ينقلب منهم من غلبت عليه الشقاوة على عقبيه خاسراً ويرتد منهم من يرتد عن دينه بالتدريج .
كل هذا يأتي باقتحام الولاء والبراء ، وتسريب الحب والبغض في الله ، وإلجام الأقلام ، وكف الألسنة عن قول كلمة الحق ، وصناعة الاتهامات لمن بقية عنده بقية من خير ،ورميه بلباس : ( الإرهاب ) و ( التطرف ) و ( الغلو ) و ( الرجعيه ) .. إلى آخر ألقاب الذين كفروا للذين أسلموا ، والذين استغربوا للذين آمنوا وثبتوا ، والذين غلبوا على آمرهم للذين استضعفوا .
ومن أشــأم هذه المخاطر ، وأشدها نفوذاً في تمييع الأمة و إغراقها في شهواتها ، وانحلال أخلاقها ، سعي دعاة الفتنة ، وإشاعة الفاحشة ونشرها ، وعدلوا عن حفظ نقاء الأعراض وحراستها إلى زلزلتها عن مكانتها ، وفتح أبواب الأطماع في اقتحامها ، كل هذا من خلال الدعوات الآثمة ، والشعارات المضللة بأسم : ( حقوق المرأة ) ( وحريتها ) و ( مساواتها بالرجل ) وهكذا . من دعوات في قوائم يطول شرحها ، تناولوها بعقول صغيرة ، وأفكار مريضة ، يترجلون بالمناداة إليها في البلاد الإسلامية ، وفي المجتمعات المستقيمة ، لإسقاط الحجاب وخلعه ، ونشر التبرج والسفور والعري والخلاعة
والاختلاط ، حتى يقول لسان حال المرأة المتبرجة : ( هيت لكم أيها الإباحيون ) .
وقد تلطفوا في المكيدة ، فبدؤوا بوضع لبنة
الاختلاط بين الجنسين في رياض الأطفال ، وبرامج الأطفال في وسائل الأعلام ، وركن التعارف بين الأطفال ، وتقديم طاقات – وليس باقات – من الزهور من الجنسين في الاحتفالات ، وهكذا يخترق الحجاب ن ويؤسس
الاختلاط ، بمثل هذه البدايات التي يستسهلها كثير من الناس !!
وكثير من الناس تغيب عنهم مقاصد البدايات ، كما تغيب عنهم معرفة مصادرها ، كما في تجدد : ( الأزياء ) – الموضة – الفاضحة ، الهابطة ، فإنها من لدن ( البغايا ) اللائي خسرن أعراضهن ، فأخذن بعض أنفسهن بأزياء متجددة ، هي غاية في العري والسفالة ، وقد شحنت بها الأسواق وتبارى النساء في السبق إلى شرائها ، ولو علموا مصدرها المتعفن ، لتباعد عنها الذين فيهم بقية من حياء.
ومن البدايات المحرمة : إلباس الأطفال الملابس العارية لما فيها من إيلاف الأطفال على هذه الملابس والزينة بما فيها من تشبه وعري وتهتك ، وهكذا سلكوا شتى السبل ، وصاحوا بسفور المرأة وتبرجها من كل جانب ، بالدعوة تارة ،وبالتنفيذ تارة ، وبنشر أسباب الفساد تارة ، حتى صار الناس في أمر مريج وتزلزل الإيمان في نفوس كثيرين ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم . إذا ً لا بد من كلمة حق وترفع الضيم عن نساء المؤمنين ، وتدفع شر المستغربين بين المعتدين على الدين والأمة ، وتعلن التذكير بما تعبد الله به نساء المؤمنين من قرض الحجاب ، وحفظ الحياء والعفة والاحتشام ، والغيرة على المحارم ،
والتحذير مما حرمه الله ورسوله من حرب الفضيلة بالتبرج والسفور والاختلاط ، وتفقـأ الحصرم في وجوه خونة الفضيلة ، ودعاة الرذيلة ، ليقول لسان حال العفيفة : إليك عني ، إليك عني فلست منك ولست مني وليثبت الله بها من شاء من عبادة علي صيانة محارمهم وصون نسائهم من هذه الدعوات ، وأنه لا مجال لحمل شيْ منها محمل إحسان ، لما يشاهده المسلمون من تيار الخلاعة والمجون ، والسفور، وشيوع الفاحشة في عامة المجتمعات الإسلامية التي سرت فيها هذه الدعايات المضللة .
بل أن – بعض – الصحافة تسفلت في النقيصة ، فنشرت كلمات بعض المقبوحين بإعلان هواية مقدمات البغاء ، مثل : المعاكسة ، وقول بعض الوضيعين : إنه يهوى معاكســة (( بنات ذوي النسب )) وهكذا .. من صيحات التشرد النفسي ، والانفلات الأخلاقي .
وليتق الله امرؤ من أب أو أبن أو أخ أو زوج نحوهم ، ولاّة الله أمر امرأة أن يتركها تنحرف عن الحجاب إلى السفور ،
ومن الاحتشام إلى الاختلاط والحذر من تقديم أطماع الدنيا وملاذ النفوس على ما هو خير وأبقى من حفظ العرض ، والأجر العريض في الآخرة .
وعلى نساء المؤمنين أن يتقين الله ، وأن يسلمن الوجه لله ، والقيادة لمحمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، ولا يلتفتن إلى الهمل ، دعاة الفواحش والأفن.
ومن كان صادق الإيمان قوي اليقين تحصن بالله ، واستقام على شرعه.
ثم قال سماحته :
والآن هذه رسالة تنير السبيل في : أصول في الفضيلة وحراستها وحث المؤمنات على التزامها وفي كشف دعاة المرأة إلى الرذيلة وتحذير المؤمنات من الوقوع فيها .
وبالفصل الأول يعلم قطعاً الرد على الثاني .
وفيما ذكر – إن شاء الله – مقنع وهداية ، وعظة وكفاية ، لمن نوُر الله بصيرته ، وأراد هدايته وتثبته ، وكل امرئ حسيب نفسه ، فلينظر موضع صدره وورده ، وحسبي الله ونعم الوكيل .
وقال سماحته : هذا ، وإن هذه الرسالة خلاصة أنتخلتها واستخلصتها من نحو مائتي كتاب ورسالة ومقالة عن المرأة ، عدا كتب التفسير والحديث والفقه ونحوها ، ولم أرد إثقال هذه الرسالة بعزو بعض العبارات والجمل إلى مواضعها ، اكتفاء بهذه الإشارة .
وإن ما يثبت الله في قلوب المؤمنين والمؤمنات إظهار جملة من اللفتات لإسرار التنزيل في عدد من الآيات ، وفي هذه الرسالة طائفة مباركة منها ، كما ستراه في مثاني الصفحات ، وأسال الله سبحانه أن يلبسها حلل القبول والحمد لله رب العالمين .
وقد جعلها سماحته في فصلين : الأول : ذكر عشرة أصول للفضيلة :
1- وجوب الإيمان بالفوارق بين الرجل والمرأة .
2- الحجاب العام.
3- الاختلاط محرم شرعاً
4- التبرج والسفور محرمان شرعاً.
5- لمّا حرم الله الزنى حرم الأسباب المفضية إليه.
6- الزواج تاج الفضيلة .
7- وجوب حفظ الأولاد عن البدايات المضلة .
8- وجوب الغيرة على المحارم وعلى نساء المؤمنين.
ثم ذكر سماحته في الفصل الثاني :
كشف لدعاة المرأة إلى الرذيلة : سواء كانت خططهم في مجال الإعلام أو في مجال التعليم أو في مجال العمل والتوظيف وذلك في : (30) سلكاً ثم ختم رسالته بعبارة مباركة حيث قال : وما يتذكر إلا أولو الألباب ، والله يتولى الجزاء والحساب .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبة وسلم .
عيسى بن عبدالله الغيث
(القاضي بالمحكمة المستعجلة وقاضي
الأحداث في تبوك)
أمر غريب حقاً ...
المفضلات