لتوضيح الفرق بينهما يمكن القول:
العلمانية : العلمانية نشأت في أوروبا المسيحية قبل الحديثة بهدف مكافحة التأثير المعوق للكنيسة على الحيز السياسي وعلى الحياة الثقافية , ويمكن اعتبار العلمانية بمثابة " حركة توجه المجتمع نحو الإهتمام بالأمور الدنيوية والحياة المعاشة على الأرض " . ففي حقبة العصور الوسطى كان هناك ميل قوي من جانب الشخصيات الدينية لإحتقار الأمور السياسية والتركيز على التوسل لـ الله من اجل الحياة الأخرى . وكرد فعل لهذا الميل أو النزعة , ظهرت العلمانية في وقت عصر الإصلاح والنهضة العلمية من منتصف القرن الرابع عشر حتى القرن السادس عشر في أوروبا , وكرست نفسها في سبيل تنمية النزعة الإنسانية , وعندما بدأ اهتمام الإنسان يزداد بالثقافة الإنسانية , وبدأ يعتقد في إمكانية تحقيق أهدافه في هذا العالم المعاش , إزدادت العلمانية تقدما ورسوخا , حيث بدأت فاعلية العلمانية في الوضوح والنمو في القرن السابع عشر ويعد ( جورج ج . هوليواك ) أول من صاغ النظام الفلسفي العلماني في حوالي عام 1846 بإنجلترا وكانت دعوته الأولى الى حرية التفكير , فيكون لكل إنسان الحق في ان يفكر لذاته , والدعوة الى حق الإختلاف في الآراء حول كل موضوعات الفكر , كما تطالب العلمانية أيضا بحق الأفراد في مناقشة كل الأسئلة الحيوية , كمفهوم الإلزام الخلقي , ومسألة وجود الله , وفساد الروح وسلطة الضمير كما يمكن أيضا تعريف العلمانية بأنها نزعة إستقلالية بشرية بنيت على الإنسلاخ عن سيطرة المفاهيم الدينية المسلطة على الإنسان , هذا الإنسلاخ الذي جاء كرد فعل للفكر الكنسي الذي إضطهد العلماء وأهل الرأي المخالف ويرى " ج ويل - أحد مؤرخي العلمانية " أن العلمانية تنطوي على مفهوم فلسفي يتعلق بإستقلال العقل في قدراته . ومن هذا المنطلق تصبح العلمانية مظهرا بشريا يعود اليه الإنسان في كل ما يربطه بمحيطه البيئي والبشري والمعرفي , مع الإعتماد على ملكاته البشرية الذاتية ويشير " فضل شلق " أن العلمانية مفهوم يرى ان الدولة والمجتمع يجسدان علاقات انسانية , أي بين البشر ليس علاقات دينية , أي بين البشر وربهم , فالدولة والمجتمع العلمانيين هما حاصل علاقات إنسانية واقعية وليس إنعكاسا لإرادة إلهية , والبنية الإجتماعية العلمانية تتكون كعملية من خلال وفي إطار النشاط الإنساني وإنها ( العلمانية ) تفصل الدين عن الدولة , كما تفصل بين الممارسة الدينية والممارسة السياسية .وعند بيتر برجر ان العلمانية تتحقق واقعيا بخروج قطاعات تابعة للمجتمع والثقافة عن سلطة المؤسسات والرموز الدينية العلمانية والدين مصطلح علماني وهو المصطلح المنبثق عنه مصطلح العلمانية يشير بمعناه العام في العلوم الإجتماعية الى كل ما هو واقعي ومدني وغير ديني , وذلك تميزا له عن الأشياء الروحانية
الدولة العلمانية
العلمانية مفهوم الى ان المجتمع والدولة يجسدان علاقات اجتماعية وليست علاقات دينية , والعلمانية لا تلغي الدين ولا الممارسات الدينية , بل تخرج السياسة والتنظيم الإجتماعي من حيز الممارسة الدينية كما تخرج الأخيرة من الحيز الإجتماعي والسياسي بمعنى أنها تقوم على فكرة فصل الدين الدولة . وبعبارة أدق " العلمانية تحرر الدين من قيود الدولة وتحرر الدولة من قيود رجال الدين " . ويمكننا تعريف الدولة العلمانية ( المدنية ) بأنها الدولة التي تنتقل فيها سلطات الحكم والإدارة والتشريع والتعليم , من المؤسسات والمحافل الدينية الى الهيئات المدنية والتي تحاول بدورها تنظيم شؤون المجتمع وفقا للأساليب العلمية بما يكفل توفير الرفاهية للمجتمع بأكمله في وطن يمكن للناس ان يلتقوا فيه كمواطنين , دون أي اعتبار للفروق في العنصر أو العقيدة , فالدولة العلمانية لا ينص دستورها على دين او مذهب تتبعه حكومتها
العلمانية هي ترجمة لكلمة ( سكيولاريزم secularism ) وقد استخدم هذا المصطلح بداية في معنى محدود الدلالة يشير إلى علمنة ممتلكات الكنيسة بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية، إلا أن معنى الكلمة اتسع بعد ذلك على يد "جون هوليوك" فعرّف العلمانية بأنها : " الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية، دون التصدي لقضية الإيمان بالقبول أو الرفض " عن كتاب العلمانية تحت المجهر ص 12.
غير أن هذا المفهوم للعلمانية تقلص كثيرا عند مفكرين آخرين ليصبح معناه فصل الدين عن الدولة ( separation of church and state ) وهو من أكثر التعاريف شيوعاً سواء في الغرب أو في الشرق، وهو يعني " فصل المؤسسات الدينية ( الكنيسة ) عن المؤسسات السياسية ( الدولة ) " وبذلك تحصر العلمانية في المجال السياسي وربما الاقتصادي فحسب .
ثم إن هذا المفهوم تطور فيما بعد، وأصبحت العلمانية تعني البعد عن الدين واعتباره علاقة روحية محصورة في المسجد أو الكنيسة، ولا علاقة له بشؤون الحياة العامة والخاصة.
ونستطيع أن نخرج من تعريف العلمانية، وبيان أسباب نشأتها في أوروبا بأمرين غاية في الأهمية :
الأول فيما يتعلق بالتعريف، فنقول : إن العلمانية تشكل تناقضا صريحا للدين، وتمثل منازعة حقيقية للسلطة الإلهية، فبينما تعطي الأديان السماوية السلطة خالصة لله سبحانه في تصريف الكون والإنسان، نجد في المقابل العلمانية تضع ذلك في يد الإنسان نفسه، فهو من يشرّع لنفسه ويضع لها النظم والقوانين، وهو من يحدد لنفسه قِيَمَ الخير والشر ، والمصالح والمضار ، في غنى تام عن الدين ، ونظرا لهذه التناقض الصريح والتنافر الكبير بين الأديان عامة - والدين الإسلامي خاصة - وبين العلمانية نص العلماء على أن العلماني بهذا المعنى خارج من الدين، مارق منه .
الأمر الثاني : ما يتعلق بأسباب ظهور العلمانية في المجتمع الغربي، وهي وإن كانت أسبابا قد تكون موضوعية إلا أن تلك الأسباب كان ينبغي أن تدفع المسيحي إلى البحث عن الدين الحق، لا أن تدفعه إلى الإلحاد ومعاداة الدين .
وأمر آخر ينبغي التذكير به، وهو أن تلك الأسباب التي أدت إلى بروز العلمانية في المجتمع الغربي، لم يكن لها وجود ألبتة في الشرق الإسلامي، فالدين الإسلامي ليس كالنصرانية المحرفة ، وعلماء الإسلام لم يكونوا إقطاعيين ظلمة كرجال الدين المسيحي، وموقف الإسلام من العلم ليس موقفا مصادما مصادما للعلم كموقف الكنيسة، بل موقف الإسلام من العلم موقف الحاث عليه، الداعي إلى الاستزادة منه، والبحث عنه، ما دام نافعا للناس في دينهم ودنياهم، وهو في ذات الوقت دين ينكر الخرافة ويحاربها، ويعلي قيمة العقل على خلاف تعاليم الكنيسة .
أما الليبرالية (liberalism) فقد اشتقت كلمة ليبرالية من ليبر liber وهي كلمة لاتينية تعني الحر .الليبرالية حاليا مذهب أو حركة وعي اجتماعي سياسي داخل المجتمع، تهدف لتحرير الانسان كفرد وكجماعة من القيود السلطوية الثلاثة (السياسية والاقتصادية والثقافية)، وقد تتحرك وفق أخلاق وقيم المجتمع الذي يتبناها تتكيف الليبرالية حسب ظروف كل مجتمع، وتختلف من مجتمع غربي متحرر إلى مجتمع شرقي محافظ. الليبرالية أيضا مذهب سياسي واقتصادي معاً ففي السياسة تعني تلك الفلسفة التي تقوم على استقلال الفرد والتزام الحريات الشخصية وحماية الحريات السياسية والمدنية وتأييد النظم الديمقراطية البرلمانية والإصلاحات الاجتماعية.
المنطلق الرئيسى في الفلسفة الليبرالية هو أن الفرد هو الأساس، بصفته الكائن الملموس للإنسان، بعيداً عن التجريدات والتنظيرات، ومن هذا الفرد وحوله تدور فلسفة الحياة برمتها، وتنبع القيم التي تحدد الفكر والسلوك معاً. فالإنسان يخرج إلى هذه الحياة فرداً حراً له الحق في الحياة أولاً.
ومن حق الحياة والحرية هذا تنبع بقية الحقوق المرتبطة: حق الاختيار، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد، لا كما يُشاء له، وحق التعبير عن الذات بمختلف الوسائل، وحق البحث عن معنى الحياة وفق قناعاته لا وفق ما يُملى أو يُفرض عليه. بإيجاز العبارة، الليبرالية لا تعني أكثر من حق الفرد ـ الإنسان أن يحيا حراً كامل الاختيار في عالم الشهادة، أما عالم الغيب فأمره متروك في النهاية إلى عالِم الغيب والشهادة. الحرية والاختيار هما حجر الزاوية في الفلسفة الليبرالية، ولا نجد تناقضاً هنا بين مختلفي منظريها مهما اختلفت نتائجهم من بعد ذلك الحجر، سواء كنا نتحدث عن هوبز أو لوك أو بنثام أو غيرهم. هوبز كان سلطوي النزعة سياسياً، ولكن فلسفته الاجتماعية، بل حتى السلطوية السياسية التي كان يُنظر لها، كانت منطلقة من حق الحرية والاختيار الأولي. لوك كان ديموقراطي النزعة، ولكن ذلك أيضاً كان نابعاً من حق الحرية والاختيار الأولي. وبنثام كان نفعي النزعة، ولكن ذلك كان نابعاً أيضاً من قراءته لدوافع السلوك الإنساني (الفردي) الأولى، وكانت الحرية والاختيار هي النتيجة في النهاية. وفي العلاقة بين الليبرالية والأخلاق، أو الليبرالية والدين، فإن الليبرالية لا تأبه لسلوك الفرد طالما أنه لم يخرج عن دائرته الخاصة من الحقوق والحريات، ولكنها صارمة خارج ذلك الإطار. أن تكون متفسخاً أخلاقياً، فهذا شأنك. ولكن، أن تؤذي بتفسخك الأخلاقي الآخرين، بأن تثمل وتقود السيارة، أو تعتدي على فتاة في الشارع مثلاً، فذاك لا يعود شأنك. وأن تكون متدينا أو ملحداً فهذا شأنك أيضا.
• وأما في الاقتصاد فتعني تلك النظرية التي تؤكد على الحرية الفردية الكاملة وتقوم على المنافسة الحرة واعتماد قاعدة الذهب في إصدار النقود.
أهم شعار في الليبرالية هو: دعه يعمل دعه يمر . ويسمى الليبراليون بالحرييون فقد ارتبطت الليبرالية بالحرية الإقتصادية.
خصائص الليبرالية ...
• الليبرالية لا تعترف بمرجعية ليبرالية مقدسة؛ لأنها لو قدست أحد رموزها إلى درجة أن يتحدث بلسانها، أو قدست أحد كتبها إلى درجة أن تعتبره المعبر الوحيد أو الأساسي عنها، لم تصبح ليبرالية، ولأصبحت مذهبا من المذاهب المنغلقة على نفسها.
مرجعية الليبرالية هي في هذا الفضاء الواسع من القيم التي تتمحور حول الإنسان، وحرية الإنسان، وكرامة الإنسان، وفردانية الإنسان. الليبرالية تتعدد بتعدد الليبراليين. وكل ليبرالي فهو مرجع ليبراليته. وتاريخ الليبرالية المشحون بالتجارب الليبرالية المتنوعة، والنتاج الثقافي المتمحور حول قيم الليبرالية، كلها مراجع ليبرالية. لكن أيا منها، ليس مرجعا ملزما، ومتى ألزم أو حاول الإلزام، سقط من سجل التراث الليبرالي.
• يتحدث الخطاب الديني المتطرف عن أن الليبرالية ضد الدين، أو أنها تهاجم الدين. وهذا كلام عام، يراد به التنفير من الليبرالية، واتهام روادها بالكفر. أي انه نوع من التكفير المضمر، أو التجييش الإيديولوجي لصالح خطاب التطرف، وضد خطابات الاعتدال على اختلافها وتنوعها.
كون الليبرالية تهاجم الدين، لا بد من التحديد، أية ليبرالية، وأي دين. وبدون هذا التحديد في كلا الطرفين، لا يمكن أن يكون الجواب صحيحا بحال. الليبرالية ليبراليات، ويوجد ملحدون وكارهون لكل دين، ينتسبون إلى الليبرالية، كما يوجد مؤمنون موحدون متدينون، ينتسبون إلى الليبرالية أيضا.
وهنا، لا بد من الارتباط بماذكر من قبل، وهو أن الليبرالية تكاد تتعدد وتتنوع بتعدد وتنوع من يتمثلونها. لا يمكن أن أحاسب ليبرالياً ما، بقول يقول به ليبرالي آخر؛ لأن كلا منهما مسؤول عن ليبراليته، وليس عن ليبرالية الآخرين. كما أن تيارات الليبرالية متنوعة، فمنها ما ينحو منحى إيمانيا يكاد أن يعم جميع أفراد التيار، ومنها ما ينحو على الضد من ذلك .
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فبعض أنواع الليبرالية قد تهاجم الدين، ولكن أي دين؟. إنها تهاجم الدين الذي يروّج للخرافة، أو الدين الذي يدعو إلى التعصب والإقصاء، بينما هي تتحمّس للدين الذي يدعو إلى الإخاء، والعدل، وتعزيز الإنسان كقيمة. أي أنها تهاجم الجوانب السلبية التي ينسبها الغلاة المتطرفون من أتباع الديانات السماوية، على الأديان. ومن هنا نفهم كيف اصطدم الليبراليون الأوائل بالسلطات الكهنوتية؛ لأنها كانت سلطات تدعي أنها تتحدث بلسان الدين/ الله، وأن من حقها حساب الناس على عقائدهم، والتفتيش عليها. وهذا ما حاربته الليبرالية، وحققت فيه انتصاراتها المذهلة في الغرب، فعلاقة الليبرالية والدين كعلاقة الارض والقمر وهما لا تتقاطعان بل تتوازيان وتتداخلان بشكل ايجابي...
إن
الليبرالية: هى مفهوم فكرى أوسع من حصره فى الاقتصاد فهى منهج فكرى و سياسى........ و يعزو البعض بداية تبلور هذا المفهوم إلى الثورة الفرنسية غير أن آخرين يعزون هذا الفكر إلى المحاولات المسيحية القديمة فى التخلص من سيطرة الكنيسة....... و الكلمة تعنى التحرر بالفرنسية و يختلف المفهوم الليبراللى باختلاف البيئات غير أن ما يجمع الفكر الليبرالى هو حرصه على التغير الدائم و عدم إيمانه بثوابت معينه أى أن ثوابته تتغير و تتجه دائما إلى المصلحة الآنية للمجتمع كما يحوى هذا الفكر عند البعض الكثير من شعارات الثورة الفرنسية مثل تقديس الحرية و حقوق الانسان.
وهكذا هي مشتقة من كلمة الحرية الإنجليزية "liberty" وهي مذهب يرى حرية الأفراد والجماعات في اعتناق ما يشاؤون من أفكار والتعبير عنها بشكل مطلق..(أعتقد أنها واضحه)
ويقول البعض:
الليبراليه (libre)
-معنى حرفى تعنى الحريه - عندما ظهرت الليبراليه فى القرن السابع والثامن عشر وفى
هذه الفتره كانت الليبراليه تمثل أحلام الطبقات المتوسطه والتى كانت تتعارض
مصالحهم مع مصالح الطبقه المالكه ولعل الثوره الفرنسيه والثوره البريطانيه
كانت تحمل الليبراليه بين طياتها ونستطيع أن نقول أن الليبراليه فكر ( سياسى
و إقتصادى )يدعو إلى الحريه والملكيه الفرديه وتدعو الى إبعاد دور الدوله عن
المنظمه الإقتصاديه وترك السوق حر ولكن الليبراليون المحدثون يروا أن على الدوله
تقديم الخدمات الاجتماعية في مجالات الصحة والإسكان والمعاشات والتعليم، بجانب إدارة أو على الأقل تنظيم الاقتصاد.،كما الليبراليه تدعو إلى إعمال العقل لا النقل ، ويوجد على
ذلك مثل مصرى شهير الإمام محمد عبده كان يقول إذا تعارض العقل مع النقل أخذ بما دل
عليه العقل...
وبشكل عام الليبراليه كأيدلوجيه يوجد لها أكثر من تعريف ولنأخذ عدة أمثله فمثلا الدكتور مراد
وهبه فى المعجم الفلسفى يعرفها بأنها نظريه سياسيه ترقى إالى مستوى
الأيدلوجيا إذ تزعم أن الحريه أساس التقدم ، فتعارض السلطه المطلقه سواء أكانت
دنيويه أو دينيه ،، وهناك من يعرفها بانها تفتح الذهن والتجديد وعدم
التعصب و البعد عن الثوابت والدعوة للديمقراطيه .
الليبراليه والإسلام
الليبراليه والإسلام يتعارضان فى أشياء و يتفقان فى أشياء آخرى وسأختصرهما فى عدة أسطر :
أما الإختلاف فهو يرتكز على:-
نقتطين الأولى أن الليبراليه فلسفه تعبر عن فكر الإنسان تعدل وتطور حسب مجريات
الأمور أما الإسلام فهو دين منزل مسلم به ، كما تختلف مع الإسلام أيضا فى
مرجعية التشريع فالليبراليه ذو مرجعيه وضعيه أما الإسلام فهو ذو مرجعيه
منزله(القرآن)
أما نقاط الإتفاق فهى :_
فى حرية الأختيار فبينما يؤكد الإسلام على مبدأ الشورى نجد أن الليبراليه تدعو
للديمقراطيه ، والمبدأ السابق يطبق سواء على إختيار الحاكم أو تنفيذ قرار معين
وبإختصار الليبراليه كفلسفه أنسانيه وضعيه فهى قابله للتطوير والتجديد بل والإختلاف على معناه ومبادئها وأعتقد أنه من الظلم للإسلام مقارنه بالليبرالية حيث الاسلام النظره الشموليه والكمال
وهناك مصطلحات أخرى يحسن الإشارة لها هنا:
الاشتراكية : هى مفهوم اقتصادى يعتمد على سيطرة الدولة على المقدرات الاقتصادية للبلاد و تكون هناك مركزية شديدة........ و رغم أن الاشتراكية بمفهومها الحالى ظهرت فى القرن ال19 على يد كارل ماركس كرد فعل طبيعى لجشع أصحاب رأس المال فى الغرب أثناء الثورة الصناعية و تحكمهم فى العمال إلا أنها فكرة قديمة فى التاريخ البشرى و ترجع أولى المحاولات الاشتراكية التى نعلمها فى التاريخ إلى "مزدك" فى الدولة الفارسية حيث كان يدعو إلى شيوع الموارد - أموال , أراضى , نساء ! - بين الناس و قد سادت بسبب تلك الأفكار الشيوعية المتطرفة فترات إضطراب عديدة فى الدولة الفارسية.
الرأسمالية : نسبة إلى رأس المال بمعنى أن صاحب رأس المال هو الذى يتخذ القرار الاستثمارى و على حسب تطرف النظام الرأسمالى يكون تدخل أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة فى السياسات الاقتصادية العامة للدولة............ و رغم أن هذا النظام الاقتصادى قديم قدم البشرية و تمثل فى قوافل التجارة بين البلاد و تحكم التجار برؤوس أموالهم إلا أن اول من نظر للرأسمالية كفكر و منهج هو مارتن لوثر فى القرن ال16 حسب ما أذكر أى قبل 200 سنة من نظريات كارل ماركس الاشتراكية
البرجوازية...... نعم تعنى الطبقة المتحكمة فى أدوات الانتاج و لكنهاغالبا ما تطلق على الذين يتحكمون بهذه الأدوات و يستخدمونها استخدامات احتكارية بمعنى أن الغنى الذى يملك مصنع و يقوم فى نفس الوقت بدعم النشاط الخيرى و الاجتماعى فى الدولة فلا يمكن أن نطلق عليه برجوازى و أيضا يمكن أن تطلق على الطبقات المتسلقة و النفعية.
الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب..
والاستخدام العملي لها: اتاحة فرصة اختيار الحاكم ونواب الشعب للشعب على أساس ما يتقدم به كل منهم من رؤى، وعرض كافة القرارات المصيرية على نواب الشعب للتصويت..(وغالبا مايطلق على الحريه ويطلق على المشورة بعض الأحيان)
الديكتاتورية هي فرض نظام واحد شمولي دون خيارات مغايرة (وغالبا مايطلق على الشخص المتسلط الظالم أو الذي يفرض آرائه)
الشيوعية مذهب اقتصادي اجتماعي يقوم في أساسه على القضاء على الملكية الفردية, وتدخل الدولة الفعال في حياة الأفراد واخضاعهم لاشرافها وتوجيههم مادياً وفكرياً والمبدأ الأساسي لهذا المذهب يتخلص في (( من كل بقدر قوته, ولكل بقدر حاجته)) وهي فلسفة وضعها فردريك أنجلز وكارل ماركس يطول شرحها، أبرز معالمها في مجال السياسة أنها تعتمد على إقامة نظام ديكتاتوري(سبق تعريف الدكتاتوية) يمتلك كافة وسائل الإنتاج في البلاد ويقوم بتقسيم وتوزيع المهام والأجور على العمال فيما يعرف بدولة "البروليتاريا"..وهي مناقضة في مبادئها لأحكام الإسلام
البروليتاريا : البروليتاريا تشير إلى الطبقة الكادحة عموما أو العمال والفلاحين، ومعناه انه الدولة كلها تحكم بسياسة حكم مصنع كبير.(ان شالله واضحه)
العولمة مذهب سياسي اقتصادي يهدف إلى إزالة الحدود بين دول العالم أمام نقل البضائع والأموال والمعلومات بحيث لا يعترض هذا كله أية عوائق(أي تكون للعالم حضارة عالمية واحدة ويرى آخرون أنها سيطرة أو هيمنة أمريكية على العالم لأمركة كل شي لذلك فهم يرونها ظاهرة استعماريه ويرى البعض أيضا مفهوم آخر لها وهو:اللاحدود أو تلاشي المسافة وذلك يجعل العالم كقرية صغيرة يتم تبادل المنافع بينها وكل ذلك يرتكز على التقدم الهائل في تكنولوجيا المعلومات)
البيروقراطية يأتي أصل كلمه بيروقراطيه من الفرنسية من كلمه بيرو (Bureau ) أي مكتب ، وترمز للمكاتب الحكومية التي كانت في القرن الثامن عشر ، والتي كانت تغطى بقطعه من القماش المخملي الداكن اللون ، ومن اليونانية من كلمه (Kratos ) ، أي القوه ، (السلطة ، والسيادة) ، وقد استخدمت كلمه البيروقراطيه للدلالة على الرجال الذين يجلسون خلف المكاتب الحكومية ويمسكون بأيديهم بالسلطة ، ولكن توسع هذا المفهوم ليشمل المؤسسات غير الحكومية ، كالمدارس والمستشفيات والمصانع والشركات وغيرها وهوتنظيم نموذجي من المفروض أن يؤدي إلى إتمام العمل على أفضل وجه (وغالبا ماتطلق البيروقراطية على الانضباط وتطلق بعض الأحيان على أنها تعبير عن المجتمع الحديث)
ومع الأسف قرات في جريدة الوطن مقالا ل
شاكر النابلسي بعنوان الليبرالية السعودية.. ما لها وما عليها ...وفي معرض رده على الدزد التي استنكرت مقالته وما فيها...يقول
الثلاثون رداً وأكثر، التي علّقت على مقالي السابق (الليبرالية بين الإسلام والمتأسلمين) هنا في "الوطن"، تشير في معظمها، إلى أن هناك فزعاً من كلمة "ليبرالية". كما تشير بعضها، إلى أن الليبرالية ضد قيم الإسلام. وأنها لا تتناسب، ولا تتماشى مع القيم العربية والإسلامية، وخاصة في السعودية.. إلخ.
جميع المعلقين الذين علّقوا على المقال المذكور في هذا الشأن، لهم العذر في ذلك. فهم خلطوا ما بين الليبرالية الأوروبية، في واقعها الحالي المعاش، وبين الليبرالية السعودية، واعتبروا أن الليبرالية واحدة في كل زمان ومكان. وهو منطق ينافي الحقيقة، وخاصة فيما يتعلق بالليبرالية السعودية، التي ذكرنا، وفصلّنا أهدافها، ومراميها، ولُبَّ خطابها، في مقالنا السابق (الليبرالية السعودية بين الخفاء والتجلي) هنا في "الوطن"، وذكرنا، وشرحنا لها أكثر من عشرة أهداف، وهي كلها أهداف من داخل الإسلام النقي. وسبق للمفكر الليبرالي السعودي إبراهيم البليهي، أن قال بصراحة في لقائه مع "الوطن" 16/5/2009: " أنا مسلم، وأرى أن الإسلام يخدمه أن تكون ليبراليا."
-2-
علينا أن ندرك تماماً، الفروق الكثيرة بين الليبرالية السعودية وبعض الليبراليات العربية وبين الليبرالية الغربية بشكل عام، ومنها، أن الليبرالية السعودية نابعة من داخل الإسلام وليس من خارجه، كما هو حال الليبراليات الأوروبية. وفي تاريخ الليبرالية، وجدنا أن الليبرالية من عصر إلى عصر ومن مكان لآخر، تختلف وتتغاير. وحتى لا نذهب بعيداً، ونغوص في أعماق تاريخ الفكر الإنساني، علينا أن نستحضر سريعاً الفرق بين الليبرالية الأمريكية الحالية، التي هي في معظمها من داخل الكنيسة، وبين الليبرالية الأوروبية التي هي في معظمها من خارج الكنيسة.
فعندما نقول إذن:"الليبرالية السعودية" علينا ألا نرتجف خوفاً، وألا نحمق، وأن لا يصيبنا الغثيان، وألا نرمي "الليبرالية السعودية" بشتى التهم والتشهير الرخيص، وألا نستعيذ بالله منها.
فالليبرالية السعودية - وكما بيّنا سابقاً- ليست بضاعة مستوردة، وليست صناعة غربية أو شرقية، وليست من أفعال السحر والشعوذة، وليست ألاعيب حواة.
إنها بكل بساطة الإسلام المعاصر، والإسلام النقي، والإسلام القابل للتطبيق في عصر العولمة، وثورات العلم والمعلومات والاتصالات.
-3-
عنوان مقالنا اليوم "الليبرالية السعودية" ما لها وما عليها.
نبدأ بما على "الليبرالية السعودية":
1- قال عصام عبدالله، أستاذ الفلسفة المساعد في جامعة عين شمس بالقاهرة، في محاضرة ألقاها في البحرين في أبريل الماضي 2009، تحت عنوان "أزمة الليبرالية في العالم العربي"، إن الليبرالية العربية تمرُّ بأزمة، يمكن أن تؤدي إلى انهيار أسس المواطنة، والمساواة في الحقوق والواجبات ومنظومة الحريات العامة، في المجتمعات العربية التي تتشكل من أكبر فسيفساء ثقافية ودينية وإثنية، أو أن تتعافي تماماً، وتصبح قاطرة الأمل، وطوق النجاة، لأسخن منطقة في العالم على الإطلاق. وفي واقع الأمر، فإن معظم المؤشرات في العالم العربي - وخاصة السعودية - تقول إن الليبرالية المنبثقة من داخل الإسلام، ومن داخل التراث العربي المُغربل والمُنقّى، ماضية قُدماً إلى الأمام. تتعثر حيناً، لأسباب سياسية محضة، كما حصل في السبعينات مع الرئيس السادات، حين أطلق أيدي الجماعات الأصولية الدينية، استعداداً لمرحلة كامب ديفيد، والسلام المصري – الإسرائيلي. 2- عدم ممارسة الليبرالية السعودية النقد الذاتي، وذلك على غرار الليبرالية العربية. وهو السبب، الذي يتركز في وجود فجوة كبيرة بين المثقفين الليبراليين وبين الشارع العربي، إضافة إلى فشل التيار الليبرالي حتى الآن في صياغة برنامج سياسي شعبي، من شأنه أن يجتذب قطاعات شعبية واسعة، كما يفعل أصحاب التيارات الدينية، أو "الإسلام السياسي".
3- لا شك أن الليبرالية السعودية، ومن ورائها الليبرالية العربية، تعاني من ضعف تقاليد الحوار، والجدل العلمي المثمر. وهذا ما لاحظته القيادة السياسية السعودية، التي حاولت معالجة هذا الأمر، بإقامة سلسلة من ندوات الحوار الوطني في شتى أرجاء المملكة بدءاً من عام 2003 ، حيث عُقد مؤتمر الحوار الوطني الأول في الرياض. وتتابعت هذه المؤتمرات، ثم توقفت. وفي ظني أنها سوف تتابع من جديد، لأهمية ترسيخ مبدأ الحوار، واحترام الرأي والرأي الآخر، ولإيمان القيادة السياسية السعودية، بضرورة استمرار تدفُّق قيم الحوار في الشريان السعودي.
4- لقد لاحظتُ كمراقب، ومتابع، افتقاد معظم التيار الليبرالي للنزعة التوافقية مع الأطراف الأخرى، على الساحة السعودية. والحال كذلك على الساحة العربية عامة. صحيح أن الخطاب الليبرالي السعودي الآن، أكثر إدراكاً، وتفهماً، ورشداً، وموضوعيةً، وواقعية مما كان عليه في الثمانينات، إلا أنه ما زال بحاجة إلى إدراك أكبر، وتفهم أعمق، ورشد أكثر، وموضوعية أقرب.
والآن، أدركتنا نهاية المساحة المخصصة لهذا المقال. وفي الأسبوع القادم، إن شاء الله، نشرح ما لليبرالية السعودية من فضائل وإيجابيات.
المفضلات