المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رادار الشاشة
أخي الفاضل, أولا اريد توضيح ان المقصود هو تحديد الأصل..
أخي رادار : الأصل أن نستسلم لكلام الله ورسوله نعم نعرف جميعا أن ديننا دين رحمة وعدل وأن نبينا نبي الرحمة ...لكن ما دام أن نبي الرحمة لعن المشركين لشركهم إذن يجوز لعنهم لأن القدوة فعل هذا
هل الاصل في المسلم ان من صفاته الدعاء على الغير بغض النظر عن حالتهم ( صلح, حرب, تعايش الخ ) مع المسلمين ام ان الأصل انه يعامل الغير بالحسنى وبالاخلاق الحميدة وبالتي هي أحسن؟
الأصل مع المشركين هو : البراءة منهم كما نص على ذلك القرآن الكريم ..وهذا لا يمنع من التعامل معهم بل ومعاملتهم بالحسنى من أجل دعوتهم لدين الله ..ولكن هذا لا يلغي حكم آخر ثابت وبالإجماع وهو جواز لعن الكفار والدعاء عليهم
في وقت من الأوقات كان الناس في منطقة واحدة.. مسلمين ومشركين.. وكانت هناك صراعات.... وكان الاتجاه العام للمشركين في تلك المنطقة هو معاداة المسلمين.. والدعاء عليهم في اوقات معينة لم يكون المقصود به من أشرك بالله في موسكو او الهنود الحمر.... بل عندما يقال مشركين المقصود في الغالب المشركين من العرب.. ومواقف هؤلاء كانت معروفة من ظهور الاسلام.. والدعاء عليهم يكون له سبب وليس لمجرد الدعاء بدون سبب وفي نفس الوقت نقول ندعو بالحسنى...
فلكل مقام مقال...
نعم قد أقبل من باب المصلحة التوقف عن الدعاء لمصلحة أكيده في وقت معين ...لكن هذه المصلحة لا تلغي الحكم الثابت ..بمعنى : نقول اللعن والدعاء عليهم جائز ولكن نتوقف الأن لمصلحة كذا وكذا
في البخاري ومسلم: أن النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جَنَازَةٌ؛ فَقَامَ. فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهَا جَنَازَةُ يَهُودِي!. فَقَالَ: «أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟!» ... هذا يدل على منهج النبي صلى الله عليه وسلم.. ولو كان هذا اليوم لك ان تتخيل مواقف البعض وما يصدر منهم..
لا تخلط الأمور أخي رادار احترام النفس البشرية شيء وحكم الدعاء على المشركين شيء آخر
قال تعالى "وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"... والنصوص في هذا كثيرة... وهذه هي اخلاق المسلم...
وماذا تسمي فعل وقوله الرسول بل كلام الله في كتابه ؟؟ هل يخالف هذه الآية ؟؟
والمسلم عموما... لا يحب شرك المشركين... أما أشخاصهم فالأصل التعامل معهم بالحسنى.. ولا يتعارض ذلك مع معاني العزة والكرامة الخ.. بل هي قمة العزة..
أتفق معك أن أعامل الجميع بالحسنى حتى المشركين غير المعتدين من باب دعوتهم لدين الله ...
شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله طالب التتار بفكاك أسرى اليهود والنصارى قائلًا: بل جميع من معك من اليهودِ والنصارى الذين هم أهل ذمَّتِنا; فإنا نَفْتَكُّهُم ولا ندع أسيرًا لا من أهل الملة، ولا من أهل الذمة... فهذه قمة العزة وقمة الاخلاق.. فمن كان هذا موقفه ... عندما يكون هؤلاء "جيران" له... ولهم حقوق الجار.. هل يتصور ان يأتي ويدعو عليهم؟ لا ليس هذا من اخلاق الاسلام ولا من اخلاق العرب..
ليتك تستفيد أخي من مجمل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية لا أن تأخذ ما يناسب ما ذهبت إليه مع مخالفته لإجماع علماء الأمة
فهذه اخلاق المسلم التي نفتخر بها ولا تزيدنا الا عزة... لكن لا نستطيع ان ندعي ان هذه اخلاقنا ونحن نعتدي على غير معتدين ( مسالمين ) بالدعاء جهرا بالصلاة عليهم وهم يجولون في اسواقنا وفي شوارعنا... بل نذهب الى اطبائهم... ولا اعتقد ان مسلم يرضى بهذا.. لما هو عليه من الخلق الرفيع..
لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ما ترفضه فعله خير البشر وأرحمهم ...واتفق عليه علماء الأمة فهل فيه ما يزعجك أو ينقص من صاحبه
وعلى هذا السياق عندما يؤخذ بعين الاعتبار... يجعل الدعاء على الغير امر مفهوم ومتصور وبدون ما ينتقص ذلك من اخلاق المسلم... لكن الأصل انه ليس انسان "حقود" همه شحن الانفس بالاحقاد بسبب وبدون سبب.. والأصل انه " ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق " وانه يعامل الناس بالحسنى... لذلك السياق لا بد ان يؤخذ بعين الاعتبار ..
دع عنا التنظير وعليك بالنصوص الشرعية ردها إن كانت لا تعجبك... الله لعن عموم المشركين والرسول لعن عموم المشركين ...فما رأيك بأخلاقهم ؟؟
اما من ناحية مجردة فالمسلم لا يعتدي على أحد.. واخلاقه عالية جدا.. وليس لعان ولا بذئ اللسان وهذا ما نقوله للغير..
وما رأيك بقول الله ورسوله ؟؟
لذلك أقول اهم ما في الموضوع السياق.. فبدون السياق ممكن قلب الحق باطل والباطل حق.. وتصوير المسلم انه حقود ما عنده احترام لاحد ...
وهل الرسول حقود ؟؟فكما تعلم فقد ثبت عنه أنه لعن المشركين كافة وهو قدوتنا
ما ارفضه ليس النص الشرعي فلا يرفض النص مسلم.. لكن هناك فرق بين حكم الله ولعن الله تعالى وبين ان يأتي افراد المسلمين ويلعنون على المنابر دون أي اعتبار للسياق وكأن اللعن جزء من الدين.. هناك فرق
وما الفرق هداك الله ؟؟
إذا كان الله يلعن المشركين والرسول يلعن المشركين ...فلما لا تريد أن تجيز لمن يتبعهم لعن المشركين ؟؟
المفضلات