رجل أعمال وخير ورياضي وإداري
محمد الزامل
دبي: سلمان الدوسري
ودع مجتمع الأعمال الخليجي يوم أمس، أحد أبرز رجال الأعمال في المنطقة، وهو محمد بن عبد الله الزامل، الذي وارى جثمانه الثرى في مقبرة المنامة بالبحرين، وذلك بعد أن توفي يوم الخميس الماضي إثر تعرضه لنوبة قلبية نقل على أثرها إلى ألمانيا للعلاج قبل أن ينتقل إلى جوار ربه. والفقيد هو الابن الأكبر لوالده عبد الله الحمد الزامل رجل الأعمال السعودي، الذي أسس شركة مجموعة الزامل القابضة حيث بدأت المجموعة أعمالها التجارية في مجال بيع المواد الغذائية والأقمشة في مملكة البحرين، في أوائل الثلاثينات الميلادية من القرن الماضي. وتوسعت أعمالها بنجاح بعد ذلك في مجال الاستثمارات العقارية في المملكة العربية السعودية.
ويذكر عن والده، عبد الله الحمد الزامل، أنه أسس أول عمل تجاري له في البحرين وهو في التاسعة عشرة من عمره، حيث شملت أعماله نشاطات عقارية مختلفة. وكان من أبرز إنجازاته بناؤه أطول مبنى آنذاك في مدينة الخبر في المملكة العربية السعودية عام 1959.
وعندما رحل عبد الله الزامل عام 1961، ورث ابنه الأكبر محمد، عائلة كبيرة من إخوان وأخوات (12 أخا و3 أخوات) وكان معظمهم حينها دون سن الرشد. إلا أنه أخذ على كاهله تربيتهم وتعليمهم وقام في الوقت نفسه بتأسيس أكبر مجموعة صناعية في المنطقة، وأسس المرحوم عام 1975 أول مشروع صناعي هو «مكيفات الزامل» الذي يعتبر اليوم من أكبر مصانع المكيفات في العالم.
ولد محمد الزامل عام 1937. وعند وفاة والده عام 1961، ألقيت عليه مسؤولية 11 أخا و3 أخوات مع ثلاث زوجات لوالده، وهو الذي لم يكن يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره، في الوقت الذي كان إخوته لا يزالون جميعا في سن الدراسة، حيث ورث مسؤولية تربيتهم ودراستهم جميعا ولم يفرق بين أحد منهم، وبعد تخرجهم انضموا إلى الشركة.
وأسس الزامل أيضا شركات صناعية كثيرة بين البحرين والسعودية، بالإضافة إلى مجموعة الزامل الصناعية التي تعد حاليا من أكبر المجموعات الصناعية والتجارية في العالم العربي، حيث امتد نشاط المجموعة إلى قارة أوروبا والعالم العربي. وشارك الفقيد في عضوية مجالس إدارات كثير من الشركات الصناعية والتجارية والمصارف.
عرف عن محمد الزامل حب الخير والسعي له والعمل لمساعدة حالات كثيرة وإعانة أسر معوزة، إلا أن كل تلك الأعمال كانت تتم في السر، ولا يعلم عنها إلا المقربون منه. ولعل الأمر اللافت في هذا المجال هو ما طلبته عائلة الفقيد من الراغبين في نشر إعلانات تعزية، بعدم نشر هذه الإعلانات والتبرع بقيمة تلك الإعلانات لمركز المحرق للرعاية الاجتماعية، الذي أسسه محمد الزامل وترأسه منذ تأسيسه. وعلى الرغم من أن ما يعرف عن محمد الزامل أنه رجل أعمال كبير، فإنه في الوقت ذاته كان رياضيا من الطراز الأول، فقد كان لاعبا في فريق نادي النسور البحريني الذي لعب له كمهاجم أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، وحقق معه أول كاس للاتحاد البحريني لكرة القدم، ثم اتجه للعمل الإداري وترأس النادي ذاته لسنوات عدة، قبل أن يتفرغ للعمل التجاري.
وقد ساهمت النهضة الصناعية في المملكة العربية السعودية في أوائل السبعينات الميلادية، إضافة إلى الظروف الاقتصادية الجيدة ودعم الحكومة للقطاع الخاص، في توفير بيئة مثالية للأبناء، بقيادة أخيهم الأكبر محمد الزامل، للتوسع في طموحات والدهم الرائدة. وتم تطبيق برنامج استراتيجي مخطط بعناية لتأسيس القاعدة الصناعية الرئيسية لمجموعة الزامل وإطلاق مبادرات التنويع في نشاطاتها، التي تشمل استغلال الفرص في المجالات الجديدة والواعدة والمهيأة للنمو المستمر، بحيث أدى كل من التخطيط الدقيق والممارسات الإدارية الحكيمة إلى وضع شركة مجموعة الزامل القابضة في مصاف الشركات الاستثمارية الضخمة والمحترمة على المستويين المحلي والعالمي، والمعروفة بتنوع عملياتها الصناعية ومصالحها التجارية.
وتوفر المجموعة، من خلال أكثر من 60 قطاعا في المرافق الصناعية والتجارية والخدماتية والاستهلاكية، حلولا كثيرة تلبي متطلبات الشركات العالمية التي تعمل في القطاعات الصناعية والتجارية والبتروكيماوية والخدماتية. وتشمل هذه الحلول تصنيع أجهزة تكييف الهواء، والصناعات الغذائية، وتصنيع المنتجات البلاستيكية، والمنتجات الحديدية، والزجاج الملون وتقديم خدمات السفر والسياحة. كما تعمل المجموعة أيضا في الاستثمارات المصرفية والصناعية، وإنتاج الأصباغ المختلفة، وأنظمة السياجات الأمنية والتغليف.
ومحمد الزامل هو الأخ الأكبر لأحد عشر أخا، جميعهم يحملون الشهادات العلمية المرموقة، غالبيتهم يعمل في مجموعتهم، التي تعد من أكبر الشركات العائلية الخليجية. ومحمد الزامل أب لعبد الله ونواف بالإضافة إلى ثلاث بنات.
ولعل من أبرز ما قاله الفقيد محمد الزامل إن «المبدأ الأساسي الذي يحكم أعمال شركة مجموعة الزامل القابضة (مجموعة الزامل) هو «القوة من خلال التنوع»، وهو القاسم المشترك الذي يُمكّننا من الالتزام بشكل ثابت بوعدنا لعملائنا وشركائنا ومساهمينا وموظفينا والمساهمين الآخرين في جميع أنحاء العالم».
ويضيف محمد الزامل: «كشركة عائلية عريقة تملك استثمارات عالمية متنوعة، فإن قوتنا هي نتيجة للمدى دائم الاتساع لنشاطاتنا الصناعية والتجارية التي نديرها من خلال أكثر من 60 صرحا صناعيا وتجاريا، والمدعومة بخبرة مالية وإدارية وتشغيلية طويلة».
وترأس الفقيد مجلس إدارة مجموعة الزامل القابضة السعودية، لكنه في الوقت ذاته يعد من رجالات البحرين والمملكة العربية السعودية، حيث بالإضافة إلى عمله كرئيس للمجموعة السعودية، فإن دوره أيضا كان بارزا ضمن رجال الأعمال المرموقين في البحرين على مدار عشرات السنين التي عاشها وعمل فيها في البحرين.
ويقول رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين الدكتور عصام عبد الله فخرو، إن الأسرة التجارية والمجتمع البحريني يستشعران برحيله خسارة كبيرة «فله من المناقب والمآثر ما يجعل الجميع يفتقدونه»، مضيفا: «إننا نعتز بدور الراحل وإسهاماته التنموية والاقتصادية والإنسانية والخيرية على مستوى مملكة البحرين وخارجها، حيث يعتبر الراحل من رجال الأعمال المعروفين في مملكتي البحرين والسعودية، وترأس مجموعة شركة مجموعة الزامل القابضة، وأسس شركات صناعية عديدة وامتد نشاط مجموعته إلى قارة أوروبا والعالم العربي، وشارك في عضوية مجالس إدارات كثير من الشركات الصناعية والتجارية والمصارف، وعرف عنه مساهمته في مجالات البر والإحسان».
ويضيف الدكتور عصام فخرو أن الفقيد كان له حضور على صعيد الغرفة البحرينية وعلى صعيد الوسط التجاري وكان متواصلا مع الجميع، مدركا لدوره كواحد من أصحاب الأعمال البارزين ممن يعتز بدورهم وعطاءاتهم ولما حققوه من إنجازات على أكثر من صعيد، خاصة في مجالات الصناعة، والتجارة، والاستثمار العقاري. وأضاف أن فقد محمد الزامل يعد خسارة كبيرة للوسط التجاري ولمجتمعه «خاصة إذا ما نظرنا إلى أن سيرته كانت حافلة بالعطاء والإنجاز».
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رائــــــــــد
المفضلات