علي سعد موسى
هيئة كبار الليبراليين
والعنوان بعاليه مجرد دعوة (انتباه) لنقاش الفكرة وأنا مدرك بكل تأكيد لحساسية الألفاظ ولدلالتها التفسيرية. مفردة (هيئة) تطلق على الأمم المتحدة مثلما هي لسوق المال ولهيئة الغذاء والدواء ولمصلحة الأرصاد وحقوق الإنسان وحتى هيئة المساحة الجيولوجية.
مشكلة قراءة العناوين هي مشكلتنا مع قطاع لا يقرؤون إلا العناوين ومباشرة يقفزون إلى النتائج. وذات مرة كتبت مقالاً تحت عنوان: أغلقوا الهيئة، فلم أكد أصل لمكتبي بالجامعة حتى سعدت بزيارة زميل دراسة قديم وبعد شرح وتمهيد طويلين بدأ يسترسل في خطورة فكرة المقال وينصحني بالتراجع وإعلان البراءة من الفكرة. وبالطبع تركته يسهب ومددت له الحبل، طويلاً، طويلاً كي أبرهن له درساً لن ينساه في خطورة النقل المغلوط وفي سلبية الاستعجال للحكم على الأفكار ثم طبعت له من الشاشة الإلكترونية بجواري مقال ذلك الصباح الذي كنت أطالب فيه بإغلاق (هيئة حماية المستهلك) لا عن تلك (الهيئة) التي حضر صاحبي من أجلها محتسباً وناصحاً وأنا الذي طالبت وما زلت لها بمئة ألف رجل جديد في مقال مكتوب.
وحين قرأ صاحبي المقال أسقط في يديه واعترف لي أنه جاءني مدفوعاً برسالة جوال نصية تقول: صاحبكم (فلان) يدعو اليوم صراحة في مقاله إلى قفل الهيئة. والمضحك أن اعترافه بالخطأ كان بناء على خطأ أفدح فكم هم الأشخاص الذين يتحركون لمجرد السماع، والملفت أن هيئة حماية المستهلك تحولت في الشهر التالي لدعوة الإلغاء إلى وكالة للوزارة كي تبرهن أن الكتابة مجرد هرطقة مهما كانت إثارة العناوين.
وكم هم الذين سيقرؤنني اليوم، ومن العنوان وحده، وسينقلون أنني اقترحت إنشاء هيئة جديدة تضاف إلى عشرات اللوحات السابقة من الهيئات المختلفة التي يستحق نصفها على الأقل إعادة النظر ولو في أقل الأحوال من باب حفظ المال العام في محيط أثبت أنه من الممكن أن يمشي للأمام دون بعض تلك الهيئات.
وكما أن نقاش الأفكار الموضوعي لا علاقة له بالعناوين مثلما لا علاقة له بالألفاظ، هيئة كانت أم مؤسسة. كباراً كان أعضاؤها أم صغاراً، ليبرالياً كان موضوعها أو محافظاً فكم هي عشرات الأفكار التي تحاشينا تشريحها رغم جوهريتها لأسباب كان منها مجرد العنوان أو تصنيف الكاتب أو سياق اللفظ. كم هي المرات التي حكمنا فيها على نصوص لم نقرؤها وعلى أفكار لم نسمح لأنفسنا بتدبرها وعلى أشخاص أيضاً بناءً على ما قيل أو أشيع.
======
انتهى المقال
العجيب بعض التعليقات على المقال التي تؤكد كلامه!
أتمنى أن يدرك الكاتب وغيره أن لا مكان في السعودية للفكر الليبرالي .. إنها بلاد التوحيد والسنة والشريعة الإسلامية .. الجميع ينتسب فكراً وديناً إلى الإسلام
مريم عبدالله
البعض يحكم على أي موضوع ليس بناء على المحتوى أبدا, ولكن بناء على :
1- عنوان الموضوع ( او كلمات مثيرة في الموضوع, مثل علمانية, قيادة المرأة الخ )
2- اسم الكاتب
وهذا مقال على الأول... والتالي مثال على الثاني
المفضلات