معالى وزير الصحة يبربر ...؟
الجمعة, 28 أغسطس 2009
عبدالرحمن حمودة – الرياض تصوير : حسن إبراهيم
كشف الدكتور عبدالله الربيعة وزير الصحة عن وجود تلاعب من قبل بعض المستشفيات الأهلية على وزارة الصحة على المواطن المشتبه بإصابته بفيروس أنفلونزا الخنازير معاً بهدف الكسب المادي من خلال إساءة استغلال توجيهات خادم الحرمين الشريفين بعلاج جميع مصابي الفيروس على نفقة الدولة، مؤكداً أن الوزارة تسعى بكل الطرق للحد من هذه التلاعبات.
وعن عدم اتخاذ قرار بتأجيل العام الدراسي الجديد للحد من انتشار الفيروس بين الطلاب والطالبات ومنسوبي وزارة التربية والتعليم خصوصا مع قرب حلول فصل الشتاء والذي تكثر فيه أعراض الأنفلونزا العادية، قال : منذ ظهور أنفلونزا الخنازير بالمكسيك أصدرت الحكومة هناك قرارا بمنع التجول لمدة خمسة أيام، لكن هذا القرار لم يوقف انتشار الفيروس والذي زاد بشكل كبير بعد يومين من إعلان حظر التجول، كما أن قرار حكومة جمهورية الصين بحجر المواطنين ونصحهم بالذهاب للفنادق للحد من انتشار الفيروس لم يقف بوجه الوباء الذي أصاب عددا كبيرا من سكان الصين، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية أجرت عدة دراسات حول تأجيل الدراسة ببعض الدول الموبوءة ومنها المملكة ولكن أظهرت النتائج أنه لا داعي لتأجيل الدراسة وأن وضع الفيروس مستمر بها أو بدونها.
إدارة لخدمات الطوارئ
وأعلن د. الربيعة خلال اجتماعه مساء أمس الأول برؤساء التحرير وممثلي المؤسسات الصحفية المحلية في فندق انتركونتيننتال الرياض، عن إنشاء إدارة خاصة بخدمات الطوارئ بالوزارة لها عدة فروع تكون مقراتها بمديريات الشؤون الصحية بكافة المناطق وتعمل على مدار الـ(24) ساعة، مشيرا إلى أنه سيكون لكل إدارة أرقام خاصة للتواصل مع المواطنين والمقيمين الذين تستدعي حالتهم دخول طوارئ المستشفيات وتوجيههم إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي ومتابعتهم بشكل مكثف حتى استقرار حالتهم الصحية .
أولويات التطوير
وبين في كلمته خلال الاجتماع الذي حضره كل من وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم والوكيل المساعد للطب الوقائي الدكتور محمد والدكتور زياد ميمش وعدد من مديري الإدارات والأقسام بالوزارة ووكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي والمتحدث الرسمي باسم الوزارة عبدالرحمن الهزاع، بين أن الوزارة وضعت أولويات تطوير خدماتها للاهتمام بصحة المواطن بجميع المناطق والمدن والمحافظات والقرى، ولتنفيذ ذلك أنشأت عدة برامج وإدارات ومراكز لتطوير الخدمات الصحية وفق معايير عالمية وفي مقدمتها المركز الوطني للتقويم الصحي، إدارة المراجعة الطبية وتعنى بالأخطاء الطبية التي تحصل ببعض المستشفيات ويرأسها وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم، إدارة خاصة بالأسرة في المستشفيات يشرف عليها الدكتور ياسر الغامدي، إدارة متخصصة بعلاقات المرضى يتولى مهامها الدكتور عبدالعزيز الدخيل، واستحداث برنامج الرعاية الصحية المنزلية ويشرف عليه الدكتور ناصر الخزيم.
مجلس استشاري إعلامي
وكشف عن توجه الوزارة لإنشاء مجلس استشاري إعلامي يكون أعضاؤه رؤساء تحرير الصحف السعودية أو من ينوب عنهم وذلك إيمانا من مسؤولي الوزارة بأهمية التوعية الصحية الإعلامية والتواصل مع كافة شرائح المجتمع عن طريق وسائل الإعلام ، ويعقد المجلس الاستشاري الإعلامي جلساته ثلاث مرات على مدار العام.
مجالس تنفيذية للاستشارات الصحية
كما تتجه الوزارة لاستحداث مجالس تنفيذية للاستشارات الصحية بجميع مديريات الشؤون الصحية بكافة المناطق.
وبين وزير الصحة في كلمته أن وزارته تحتاج إلى كوادر مؤهلة ومدربة لتقديم الخدمات الصحية للمواطن والمقيم على أرقى مستوى مقارنة بالدول المتقدمة طبيا ، مشيرا إلى أنها رفعت معايير الكوادر التي تستقطبها من الخارج.
نظام آلي قريباً
وأفاد أن هناك نظاما آليا سيتم البدء به قريبا يكون بين مراكز الرعاية الصحية الأولية ومرجعياتها من المستشفيات الكبرى لتسهيل عملية نقل المرضى وتداول المعلومات الأولية لصحة المريض عبر النظام ويكون هدف هذا البرنامج هو الاستقلالية، مؤكدا أن الوزارة تعمل على أن لا يصل إليها المواطن أبدا لتقديم شكوى أو متابعة معاملة طبية إلا في الحالات القصوى وأنها مرجعه الأخير، مدللا بذلك إلى أن مديريات الشؤون الصحية ستقدم جميع الخدمات الصحية أو الإدارية للمراجعين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن سياسة الباب المفتوح لا زالت تعمل مع جميع مسؤولي الصحة مبتدئة من الوزير نفسه.
لقاح أنفلونزا الخنازير
وحول الموضوع الأكثر أهمية وانتشارا بين أفراد المجتمع وهو وباء فيروس أنفلونزا الخنازير أكد د. الربيعة أن اللقاح المضاد للفيروس في طريقه للأسواق مطلع شهر سبتمبر المقبل بعدما اعتمدت منظمة الصحة العالمية خمس شركات عالمية لتصنيعه، مشيرا إلى أن الوزارة أمنت كمية كبيرة وكافية من الدواء وسيتم تسليمه لها فور الانتهاء من تصنيعه.
لا جدوى للكاميرات الحرارية
وأشار إلى أن المنظمة العالمية طلبت من بعض الدول الموبوءة بالفيروس – على حد وصفه – والتي يصل عدد الحالات بها إلى أكثر من (100) حالة برفع الكاميرات الحرارية من على منافذها الجوية والبرية والبحرية لعدم جدواها، موضحا أن عدد الحالات المنومة بجميع مستشفيات المملكة حاليا 65 حالة ، واصفا هذا الرقم بأنه لا يشكل أي قلق أو خوف من الفيروس وانتشاره، مبينا أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس هي من (5 - 30) عاما.
وطالب الوزير كبار السن والنساء والأطفال تأجيل شعيرة العمرة أو فريضة الحج لهذا العام تفاديا للإصابة بالفيروس، مشددا في الوقت نفسه على أن مكة المكرمة لم تسجل بها أي حالات إصابة منذ أسبوعين وأن محافظة جدة شهدت انخفاضا ملحوظا في عدد الإصابات بها، وموضحا أن مديرية الشؤون الصحية بجدة تعمل بشكل مستمر على رصد جميع الحالات القادمة إلى المملكة عن طريق منافذ دخول الحجاج جوا أو برا أو بحرا.
إجازة الـ 7 أيام
وحول القرار الذي أصدرته الوزارة إلى جميع الجهات والقطاعات الحكومية والأهلية بمنح المصاب بفيروس أنفلونزا الخنازير إجازة لمدة سبعة أيام، بين د. الربيعة أن هذه الأيام كافية لراحة المريض وشفائه، مشيرا إلى أن القرار أصدرته منظمة الصحة العالمية ووجه لجميع وزارات الصحة في الدول الـ 175 التي ينتشر بها الفيروس وذلك بعد دراسات متكررة.
محاسبة المقصرين
وأوضح أن سبب وفاة أول مصاب بالفيروس في المنطقة الشرقية هو جهل طاقم المستشفى الطبي بكيفية علاج المصاب منذ ظهور علامات الفيروس عليه مرجعا ذلك إلى حداثة الفيروس، مؤكداً أن الوزارة تعمل حاليا على تقديم التوعية لجميع العاملين بالقطاع الصحي وكيفية التعامل الأمثل مع الحالات المشتبه بها وستحاسب كل من يقصر في تقديم الخدمة الصحية اللازمة لجميع المرضى .
مصداقية وشفافية
وحول قرار عدم نشر معلومات حول أعداد الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير بوسائل الإعلام المقروءة خاصة، قال: “وزارة الصحة ليست المسؤولة عن هذا القرار ولم تصدره” ، وبين أن منظمة الصحة العالمية قامت بتسجيل رسمي لإشاعة واجتهادات صحفية تم تداولها في الصحف المحلية وهي إغلاق دور كامل بأحد مستشفيات مكة المكرمة لإصابة جميع المرضى والعاملين به بفيروس الخنازير، لافتاً إلى أن بعض المنظمات العالمية المهتمة بالأوبئة تحرص على تسجيل السلبيات عن المملكة خاصة، وأنها تعتمد على معلوماتها من وسائل الإعلام المقروءة والتي قد تجتهد في بعض ما يكتب بها، مشيرا إلى أنه يجب توحيد مصدر المعلومات من مركزها ومقرها حتى لا تسجل أي معلومات مغلوطة حول عدد الحالات المصابة بالفيروس في المملكة.
ووعد وزير الصحة بتقديم جميع المعلومات وبشكل واضح وصريح وبشفافية مطلقة لجميع وسائل الإعلام، مبينا أن مسؤولي الوزارة يؤيدون النقد البناء والرأي الهادف من قبل الإعلاميين بالمملكة ولكن بشرط المصداقية والشفافية العالية، مطالبا في الوقت ذاته بعودة الثقة بين الجهات الإعلامية السعودية ووزارة الصحة وبدء صفحة جديدة في العلاقة بينهما.
برنامج لبلاغات الأخطاء الطبية
من جهته أوضح د. خشيم أن إدارة المراجعة الطبية المعنية بالأخطاء الطبية في المستشفيات وغيرها ستشكل فريقا خاصا بها لمراجعة ومتابعة الأطباء والأجهزة الطبية في المستشفيات ومراقبة وتقييم الأداء تلافيا للأخطاء الطبية التي أصابت وأودت بحياة كثيرين، لافتاً إلى إنشاء برنامج خاص بالبلاغات عن الأخطاء الطبية بجميع مديريات الشؤون الصحية بكافة مناطق المملكة .
وكشف عن إنشاء برنامج خاص باعتماد المستشفيات يتكون من ثلاثة آلاف معيار ، ويقوم بهذا البرنامج فريق يتكون من سبعة أشخاص متخصصين لاعتماد جميع المستشفيات بالمملكة.
أسرة العناية المركزة
من جهة أخرى تحدث الدكتور ياسر الغامدي المشرف العام على إدارة الأسرة عن توجه الإدارة الجديدة إلى زيادة نسبة أسرة العناية المركزة بالمستشفيات بحيث تمثل 20% من عدد الأسرة المتواجدة بالمستشفى، مبينا أن البرنامج سيكون له 20 فرعا موزعة على جميع مديريات الشؤون الصحية . كما أوضح أن الإدارة تتبنى فكرة جديدة وهي تكوين فريق طبي من مستشفيات المدن الرئيسية لزيارة المرضى بالمدن الطرفية والوقوف على حالتهم بدلا من نقل المريض من مدينة إلى أخرى مما يؤدي إلى زيادة أوجاعه وأتعابه.
الرعاية المنزلية
وعلى الصعيد ذاته أوضح المشرف العام على برنامج الرعاية الصحية المنزلية الدكتور ناصر الخزيم أن برنامجه يسعى إلى توفير الخدمات الصحية المتكاملة الآمنة ذات الكفاءة العالية للمرضى المنزليين وكف عناء بحث هؤلاء المرضى عن الأسرة والمستشفيات ، مشيراً إلى تكوين فريق طبي مؤهل ومدرب يزور المرضى بمنازلهم ويقدم لهم الأجهزة الطبية والتوعية اللازمة، وهو يضم أخصائيين نفسيين واجتماعيين لتلطيف الأوضاع الصحية والاجتماعية للمريض، وخصوصا للحالات الميؤوس منها كالسرطان وغيره ويضم أيضا أخصائيين للعلاج والتأهيل الطبي .
وأكد أن أعضاء الفرق الطبية الذين يعملون ببرنامج الرعاية المنزلية يتلقون تدريبات مكثفة بمركز الرعاية بالمدينة المنورة لكفاءته وخبرته الطويلة والمتميزة عن غيره من المراكز، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الفريق الطبي سيسعى إلى تدريب أحد أفراد أسرة المريض لتقديم العلاج اليومي له.
وكان الدكتور زياد ميمش قد استعرض خلال الاجتماع خطة الوزارة في مكافحة فيروس أنفلونزا الخنازير.
المفضلات