منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 30 من 30

الموضوع: "تـــحريم" الـــغناء ....!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    23-May-2008
    الدولة
    حيث لا نفاق ولا زيف
    المشاركات
    1,887

    "تـــحريم" الـــغناء ....!

    يستدل "المحرمون" للغناء، بقوله جل شأنه "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله" ..وقالوا: اللهو هو "الغناء" وقد أقسم على ذلك ابن مسعود.
    قال "المجيزون" : هل علم ابن مسعود حكماً شرعياً لم يعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم؟!..إذا قلتم: نعم .. فقد عارضتم قوله جل شأنه "اليوم أكملت لكم دينكم" . وإذا قلت: لم يمت الرسول إلا وقد بين رسالته على التمام، وجعل الناس على البيضاء ليلها كنهارها..قلنا: إذن، ليس لابن مسعود ولا لغيره أن يستدرك على شريعة "محمد".
    كيف وقد ندب الرسول "للغناء" كما في الصحيح " 7/28" من حديث عائشة "يا عائشة ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو".. وفي حديث بريدة "الترمذي رقم:3691": "خرج الرسول "صلى الله عليه وسلم" في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية سوداء ، فقالت: يا رسول الله، إني نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال لها رسول الله "إن كنت نذرت فاضربي"."وسنده صحيح ".
    وهذا "تجويز" من النبي للغناء وإلا ما أجاز "نذرها". وما جاء في الصحيح "2/20" من حديث عائشة قالت "دخل علي رسول الله وعندي جاريتان، تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي، فأقبل عليه رسول اله فقال "دعهما" ".. وهذا دليل على جواز الغناء وإلا ما أجازه النبي في بيته ..والعيد لا يحلل حراما، ولا يحرم حلالاً.. ولم يصب "ابن تيمية" _رحمه الله_ وتابعه _"كالعادة"_ بعض من المتأخرين حينما قال" الرسائل2/319" : "وأعجب من هذا من استدل على إباحة السماع المركب من الهيئة الاجتماعية، اجتماع البنتين الصغيرتين وهما دون البلوغ عند امرأة "صبية" في يوم عيد".
    والجواب: أن عائشة لم تكن صبية _أي صغيرة_ حين غنت الجاريتان عندها فتمام الحديث: "وكان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدرق والحراب. وقول النبي لها "هل تشتهين ، تنظرين؟" ..قلت: نعم فأقامني خلفه.. مما يعني أن هذه الحادثة بعد نزول آية الحجاب في السنة السادسة.. وكان قدوم وفد الحبشة إلى المدينة في السنة السابعة، فيكون عمر السيدة عائشة رضي الله عنها قد تجاوز الخمس عشرة سنة! وهي سن التكليف "الفتح3/96-97" ..بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم مغنية محترفة تغني لعائشة. عن السائب بن يزيد "أن امرأة جاءت إلى رسول الله، فقال: "يا عائشة ، أتعرفين هذه؟" قالت : لا ، يا نبي الله ، فقال: "هذه قينة بني فلان تحبين أن تغنيك؟" قالت: نعم ، قال: فأعطاها طبقاً ، فغنتها" صحيح أخرجه أحمد "3/449" ، والنسائي"رقم74"..
    ويستدل "المحرمون" بما أخرجه البخاري "معلقاً" من حديث أبي عامر أو أبو مالك الأشعري؟! :" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر ، والحرير ، والخمر ، والمعازف" ..
    قال "المجيزون" : إن هذا الحديث لا حجة فيه.. فقد ضعفه "البخاري" نفسه حينما علقه .. قال ابن حجر في الفتح "1|188": "وقد ادعى ابن مندة أن كل ما يقول البخاري فيه "قال لي" فهي إجازة، وهي دعوى مردودة. بدليل أني استقريت كثيراً من المواقع التي يقول فيها في "الجامع": "قال لي" فوجدته في غير الجامع يقول فيها: "حدثنا". والبخاري لا يستجيز في الإجازة إطلاق التحديث، فدل على أنها عنده من المسموع. لكن سبب استعماله لهذه الصيغة: ليفرق بين ما بلغ شرطه وما لا يبلغ". فتعليق "البخاري" لهذا الحديث إشارة منه إلى ضعف في سنده.. وقد صدق ، ففي سنده "عطية بن قيس الكلابي" ضعفه أبو حاتم "6/383 الجرح والتعديل" .. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال "8/158" : "قال ابن حزم : مجهول" وعلى تساهل البزار قال في "كشف الأستار" "1|106": "لا بأس به" وهي كلمة تنزله عن درجة الثقة.. والاضطراب في اسم راوي الحديث أتى من "عطية" ،لأن الطرق التي ليس فيها عطية_ على ضعفها_ لم يكن فيها اضطراب باسم الراوي ..وهكذا يكون عطية بن قيس على ضعفه قد "تفرد" لفظ المعازف وتحريمها.. على فرض قبول دلالة الاقتران على التحريم ..وخروج حكم المعازف بأحاديث أخرى تفيد "جوازها" ..قال الشيخ "محمد الأمين" : "وأما ما زعمه البعض من أن مسلم قد احتج به، فقد تتبعت أحاديثه فلم أجده قد تفرد بأي حديث منها. وبقي حديث #477 عن أبي سعيد الخدري، فقد توبع في الحديث التالي #478 عن ابن عباس. فإن البخاري ومسلم يخرجان للمليّن حديثه ما علموا بالقرائن أنه ضبطه. والقرينة هنا واضحة أنه وافق الثقات من طريق آخر بنفس المتن، فأخرج له مسلم متابعته. ولو كان ثقة عند مسلم، لأخرج له حديثه المعازف في صحيحه. ولو كان ثقة عند البخاري لأخرج البخاري حديثه ولم يكتف بتعليقه."
    قال الإمام المالكي "ابن العربي" في "أحكام القرآن 3/9" : " وكل حديث يروى في التحريم، أو آية تتلى فيه، فإنه باطل سنداً، باطل معتقداً، خبراً وتأويلاً "..وكذا قال الإمام ابن حزم ..والحافظ "القيسراني" في رسالته بالسماع.. وجمع من العلماء. فهذا ابن أبي سلمة الماجشون، ثقة فقيه محدّث، كان يعلم الغناء ويتخذ القيان. يقول الخليلي في الإرشاد "عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون مفتي أهل المدينة.. يرى التسميع ويرخص في العود".و يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة‏. من كبار فقهاء المدينة ومحدثيها الثقات. قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين "لا بأس به. كنا نأتيه، فيحدثنا في بيت وجوار له في بيت آخر يضربن بالمعزفة_وهو العود انظر لسان العرب _". و قال الخليلي"ثقة، عمّر حتى أدركه علي بن مسلم، وهو وإخوته يرخصون في السماع، وهم في الحديث ثقات".
    وأما ما روي عن أنس مرفوعاً "من جلس إلى قينة فسمع منها، صب الله في أُذنيه الآنك يوم القيامة" ..فحديث ضعيف في سنده "أبو نعيم الحلبي" وهو ضعيف ..قال الإمام أحمد "العلل ، رواية المروذي رقم:255": "حديث باطل"..قال الدارقطني _فيما حكاه ابن حجر عن "غرائب مالك" "لسان الميزان5/349": "تفرد به أبو نعيم عن ابن المبارك، ولا يثبت ذلك عن مالك، ولا عن ابن المنكدر"!
    وبذلك يتبين أن سماع "الأغاني" حلال ...

    الصـــــــحابة والغــــــناء :


    أقوال الصحابة وأفعالهم -رضوان الله عليهم-:


    1-عبد الله بن جعفر:
    كان يصوغ الألحان لجواريه ويسمعها منهن على أوتاره في زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان –رضي الله عن الجميع-.

    ذكر ذلك الشوكاني في رسالته "إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع" ص 17 وفي نيل الأوطار (8/105).

    وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (2/276) :كان عبد الله لا يرى بسماع الغناء بأسا.
    وانظر العقد الفريد لابن عبد ربه (6/18) وتهذيب تاريخ ابن عساكر (7/330).

    وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (3/456) ترجمة 93:
    "كان –أي عبد الله- وافر الحشمة كثير التنعم وممن يستمع الغناء".

    ونقل مذهب عبد الله بن جعفر في جواز الغناء وممارسته الزبير بن بكار في الموفقيات وكذلك الغزالي في الإحياء (2/248) وابن جرير الطبري في تاريخه (5/336).

    وقال العلامة الأدفوي في كتابه الإمتاع: "وأما عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسماع الغناء عنه مشهور مستفيض نقله عنه الفقهاء والحفاظ وأهل التاريخ الأثبات... قال الشيخ أبو المواهب التونسي في مؤلفه في إباحة سماع الآلات قال: إن جمعا من الصحابة والتابعين سمعوا نقر العود واسم الكتاب: "فرح الأسماع برخص السماع".

    فمن الصحابة: ابن عمر وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم.

    نقله عنه القاضي ابن الحاج في حواشي شرح المرشد وعنه الكتاني في التراتيب الإدارية (2/122) .

    وكذلك الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع يقول: كان عبد الله بن جعفر مع كبر شأنه يصوغ الألحان لجواريه ويسمعها منهن على أوتره.

    والفاكهي في أخبار مكة وابن دقيق العيد أسند ذلك عن عبد الله بن جعفر وغيره من الصحابة في كتابه: "اقتناص السوانح" (ذكره عنه الشوكاني والفاكهي (3/29)).

    والشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي له مؤلف ساق جانبا من اسماء الصحابة المبيحين للغناء وسماه "إيضاح الدلالات" ص 15 منه.

    وأيضا الحافظ ابن رجب الحنبلي ص 25 –26 من كتابه "نزهة الأسماع في مسألة السماع".
    وروى الزبير بن بكار بسنده أن عبد الله بن جعفر راح إلى منزل جميلة (مغنية معروفة في عهد الصحابة) يستمع إليها لما حلفت أنها لا تغني لأحد إلا في بيتها وغنت له وأرادت أن تكفر عن يمينها وتأتيه ليستمعه منها فمنعها .
    انظر الإحياء وشرحه للزبيدي (7/566).


    2-عبد الله بن الزبير:
    روى البيهقي وابن دقيق العيد بسنديهما عن وهب بن كيسان قال: سمعت عبد الله بن الزبير يترنم بالغناء وقال عبد الله :ما سمعت رجلا من المهاجرين إلا وهو يترنم.
    وروى نحوه الفاكهي في "أخبار مكة" (3/27) بسند صحيح.

    وقال إمام الحرمين وابن أبي الدم: إن الأثبات من أهل التاريخ نقلوا أنه كان لعبد الله بن الزبير جوار عوادات.
    وإن ابن عمر دخل عليه فرأى العود فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله –ص-؟ فناوله له فتأمله ابن عمر وقال: هذا ميزان شامي فقال ابن الزبير: توزن به العقول.
    انظر نيل الأوطار (8/104) وترتيب المدارك (2/134) وإيضاح الدلالات ص 15 وإبطال دعوى الإجماع ص1.
    وحكى عنه السماع تاج الدين الفزاري ونقله عنه الأدفوي في الإمتاع.

    3-حمزة بن عبد المطلب:
    ثبت في صحيح مسلم (4/658) أنه كان عنده قينة تغنيه.

    4-عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وخوات بن جبير:
    روى البيهقي في سننه (5/68): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري قال أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة أن الحارث بن عبد الله بن عياش أخبره أن عبد الله بن عباس أخبره أنه بينا هو يسير مع عمر رضي الله عنه في طريق مكة في خلافته و معه المهاجرون و الأنصار ، فترنم عمر رضي الله عنه ببيت ، فقال له رجل من أهل العراق ليس معه عراقي غيره : غيرك فليقلها يا أمير المؤمنين ، فاستحيا عمر رضي الله عنه من ذلك و ضرب راحلته حتى انقطعت من الموكب .

    والشاهد: لعل استحياء عمر –ض- بسبب لفظ قاله في ترنمه وإلا لقال له العراقي: غيرك فليفعلها.
    وقد رواها الحافظ ابن طاهر بسنده وقال فيها: وإسناد هذه الحكاية كالأخذ باليد أي في الصحة.

    وروى البيهقي (10/224) :أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، ثنا أبو الأزهر ثنا يونس بن محمد ثنا فليح عن ضمرة بن سعيد عن قيس بن أبي حذيفة عن خوات بن جبير قال :
    خرجنا حجاجاً مع عمرو بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما ، قال : فقال القوم : غننا يا خوات ، فغناهم ، فقالوا : غننا من شعر ضرار ، فقال عمر رضي الله عنه : دعوا أبا عبد الله يتغنى من بنيات فؤاده ، يعني من شعره ، قال : فما زلت أغنيهم حتى إذا كان السحر ، فقال عمر رضي الله عنه : ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا ، فقال أبو عبيدة رضي الله عنه : هلم إلى رجل أرجو ألا يكون شراً من عمر رضي الله عنه ، قال : فتنحيت و أبو عبيدة ، فما زلنا كذلك حتى صلينا الفجر .
    وانظر الإصابة لابن حجر (1/457) والاستيعاب لابن عبد البر (1/4147).

    وروى كذلك (10/224): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري قال : قال السائب بن يزيد :
    بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق الحج و نحن نؤم مكة ، اعتزل عبد الرحمن رضي الله عنه الطريق ، ثم قال لرباح بن المغترف : غننا يا أبا حسان ، و كان يحسن النصب ، فبينا رباح يغنيهم أدركهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته ، فقال : ما هذا ، فقال عبد الرحمن : ما بأس بهذا نلهو و نقصر عنا ، فقال عمر رضي الله عنه : فإن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطاب ، و ضرار رجل من بني محارب بن فهر .وانظر الإصابة (1/502).وجود إسناده الألباني في تحريم آلات الطرب ص 129.

    وذكر صاحب المهذب مع شرحه المجموع التكملة الثالثة (20/229) والبغوي في تهذيبه (انظر شرح السنة 4/422) أن عمر –ض- كان إذا دخل داره يترنم بالبيت والبيتين.

    واستؤذن عليه لعبد الرحمن بن عوف –ض- وهو يترنم فقال: أسمعتني يا عبد الرحمن؟ فقال: نعم قال: إنا إذا خلونا في منازلنا نقول كما يقول الناس (نقله الألوسي في تفسيره (21/71).


    وجاء في رسالة الشوكاني (إبطال دعوى الإجماع ص2) عن صالح بن حسان الأنصاري قال: كانت عزة الميلاء مولاة لنا وكانت عفيفة جميلة وكان عبد الله بن جعفر وابن أبي عتيق وعمر بن أبي ربيعة يغشونها في منزلها فتغنيهم وكان حسان معجبا بعزة الميلاء وكان يقدمها على سائر قيان المدينة.

    وجاء في الكامل للمبرد وذكره الزبيدي في شرح الإحياء وقال:ذكر ذلك أيضا صاحب التذكرة الحمدونية وابن المرزبان (7/569) عن خارجة بن زيد قال: دعينا إلى مأدبة فحضرنا وحضر حسان بن ثابت وكان قد ذهب بصره ومعه ابنه عبد الرحمن فجلسنا جميعا على مأدبة فلما فرغ الطعام أتونا بجاريتين مغنيتين إحداهما: ربعة والأخرى عزة الميلاء فجلست وأخذت بمزهريهما وضربتا ضربا عجيبا وغنتا بشعر حسان:
    فلا زال قصر بين بصرى وجلق عليه من الوسمى جود ووابل.

    فأسمع حسان يقول: قد أراني هناك سميعا بصيرا وعيناه تدمعان فإذا سكتتا سكنت عينه وإذا غنتا بكى! وكنت أرى عبد الرحمن ابنه إذا سكنتا يشير إليهما أن غنيا!

    17-معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص:
    ذكر ابن قتيبة في كتاب "الرخصة" (إبطال الإجماع ص2 وإيضاح الدلالات ص 15): أن معاوية دخل على عبد الله بن جعفر يعوده فوجد عنده جارية في حجرها عود فقال: ما هذا يا ابن جعفر؟ قال:هذه جارية أرويها رقيق الشعر فتزيده حسنا قال فقلت:فلتقل فحركت العود وغنت شعرا:
    أليس عندك شكر للتي جعلت ما ابيض من قادمات الرأس كالحمم؟
    وجددت منك ما قد كان أخلفه طول الزمان وصرف الدهر والقدم

    قال:فحرك معاوية رجله فقال له عبد الله:لم حركت رجلك ؟فقال: إن الكريم لطروب.

    وروى الماوردي: أن معاوية وعمرا –ض-مضيا إلى عبد الله بن جعفر –ض- لما استكثر من سماع الغناء وانقطع إليه واشتغل به ليكلماه فيه فلما دخلا عليه سكتت الجواري فقال له معاوية: مرهن يرجعن إلى ما كن عليه فرجعن فغنين فقال عمرو: إن من جئت تلحاه أحسن حالا منك فقال له:إليك يا عمرو فإن الكريم طروب.
    انظر الحاوي "الشهادات" (2/547) وإبطال دعوى الإجماع ص2 والإحياء (2/248).

    وروى ابن قتيبة بسنده: أن معاوية سمع عند ابنه يزيد الغناء على العود فطرب لذلك.

    وساق المبرد في الكامل عنه أنه تسمع ذات ليلة على ابنه يزيد فسمع عنده غناء أعجبه فلما أصبح قال له:من كان يلهيك البارحة؟ فقال:سايب خاثر قال:فأجزل له العطاء.

    ذكر ذلك الإدفوي في الإمتاع ص 104

    18-المغيرة بن شعبة:
    نقل الغزالي (الإحياء 2/284)) وأبو طالب المكي في قوت القلوب والشوكاني في النيل (8/105) وفي رسالة إبطال دعوى الإجماع ص 8 والكتاني في التراتيب الإدارية (2/134) والنابلسي في إيضاح الدلالات ص 17 والشيخ تاج الدين الفزاري: أنه كان يبيح السماع.

    19-أسامة بن زيد:
    روى البيهقي (10/224) وكذلك عبد الرزاق (11/5) بسنده عن الزهري عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: رأيت أسامة بن زيد جالسا في المجلس رافعا إحدى رجليه على الأخرى رافعا عقيرته قال: حسبته قال:يتغنى النصب.
    وصححه الألباني في "تحريم آلات الطرب" ص 128 وقال:إسناده صحيح على شرط الشيخين.

    وفي رواية أخرى عند البيهقي: أنه رأى أسامة بن زيد في مسجد رسول الله –ص- مضجعا رافعا إحدى رجليه على الأخرى يتغنى النصب.

    قال مسلم بن الحجاج: والحديث كما قال القوم غير معمر. ذيل بهذا القول البيهقي على الحديث .
    وانظر كذلك التراتيب (2/134).

    20- زفاف الربيع بنت معوذ:
    ثبت في الصحيح غناء الجواري صبيحة عرس الربيع بنت معوذ والنبي –ص – جالس وقد أصلح لهن بعض ألفاظ الشعر كما حث عائشة بقوله: "هل بعثتم مع العروس من يغني؟ أدركيها ب"أرنب"المغنية فإن الأنصار يعجبهم اللهو".

    21- روى الإمام أحمد والنسائي والطبراني في الكبير والأدفوي في الإمتاع والشوكاني في النيل: عن السائب بن يزيد أن امرأة جاءت إلى رسول الله –ص- فقال: "يا عائشة تعرفين هذه؟" قالت:لا يا نبي الله قال: "هذه قينة بني فلان تحبين أن تغنيك؟" فغنتها.

    قال الأدفوي: وسنده صحيح وكذا قال الشوكاني والكتاني.

    22-عمران بن حصين:
    روى البخاري في الأدب المفرد عن مطرف بن عبد الله قال:صحبت عمران من الكوفة إلى البصرة فقل منزل بنزلة إلا أنشدنا فيه الشعر وقال إن في معاريض الكلام لمندوحة عن الكذب. صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقمي 857 و
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    لما نقلتي قول الإمام الشوكاني لم تتقيدي بآداب أهل العلم في النقل عن الفريقين المحرم والمجوز والأدلة وكان الإمام الشوكاني يعرض أقوال الفريقين وختم كلامه بهذا الكلام الرائع في كتابه نيل الأوطار ....


    قال الإمام الشوكاني رحمه الله ....

    جميع ما حررناه من حجج الفريقين ، فلا يخفى على الناظر أن محل النزاع إذا خرج عن دائرة الحرام لم يخرج عن دائرة الاشتباه والمؤمنون وقافون عند الشبهات كما صرح به الحديث الصحيح { ومن تركها فقد استبرأ لعرضه ودينه ، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه } ولا سيما إذا كان مشتملا على ذكر القدود والخدود والجمال والدلال والهجر والوصال ومعاقرة العقار وخلع العذار والوقار ، فإن سامع ما كان كذلك لا يخلو عن بلية وإن كان من التصلب في ذات الله على حد يقصر عنه الوصف ، وكم لهذه الوسيلة الشيطانية من قتيل دمه مطلول ، وأسير بهموم غرامه وهيامه مكبول ، نسأل الله السداد والثبات .
    ومن أراد الاستيفاء للبحث في هذه المسألة فعليه بالرسالة التي سميتها : إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع .

    فأين الأمانة العلمية في النقل يا نورا .. أسلوبك في النقل أسلوب أهل الأهواء

    كلمه أخيره يا نورا ... وش أخبار موضوع غازي القصيبي ، وعدتي بالرجوع والرد ولم نرى لك أي رد ثم حذفت الإدارة الموضوع كاملا

    أتمنى أن لا تكوني ممن يدس السم في العسل
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    23-Jun-2005
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    3,237
    اشكرك على الموضوع,

    الموضوع طبعا محل خلاف... ومثل ما ان البعض يرى -خطأ- ان هناك اجماع في المسألة ويرى التحريم الشبه المطلق.. هناك من يستدل ببعض الادلة على الجواز المطلق... وهذا ايضا خطأ..

    في هذه الامور يجب النظر الى النصوص وصحتها ومقارنتها الخ ... بشكل مجرد وبدون ميول سابق, بحيث الحكم يكون فقط من الكتاب والسنة الصحيحة وليس للعادات والتقاليد أي دور في الميول لرأي دون آخر.. وهذا قليل من يستطيع فعله في زماننا.. وعلى الجانب الآخر المتعود على الاغاني ومن يحبها, يجب لا يفصل حبه لها عن الحكم الشرعي.. ولا يحاول يحلل شيء لأنه يحبه حتى لو كان بشكل غير مقصود...

    والبعض يسمع شيخ في موزنبيق حلل شيء... وخلاص ينبسط ويقول بالتحليل...
    والبعض يسمع ان واحد قال حرام وينشب في حلق كل واحد .... ويعتبر الشيء حرام حتى يثبت العكس... بينما في الشرع الأصل في الاشياء الاباحة..

    ايضا هناك فرق بين الغناء والمعازف... والطبول.... وغناء الصغار.. كل واحدة منهم مسألة تختلف عن الأخرى.. وبعض الكتاب ياخذ دليل في احدى المواضيع ليعمم عليها كلها, وهذا أيضا خطأ شائع...

    والأدلة فيما يبدو في تحريم أكثر آلاف الطرب أقوى... وهذا كما ذكرت موضوع والغناء مثلا موضوع آخر...


    لكن ليس لدي علم بكل الادلة سواء كانت للتحريم او التحليل في هذا الموضوع... لكن المحرمين يدور كلامهم حول تحريم أكثر الآلات... اما بعض المشايخ المحللين اجد تحليل للغناء ولا اجد أي كلام حول الآلات... مما يؤكد انهما موضوعين منفصلين...

    والمسألة عميقة وحتما ليس حولها أي اجماع... لكن للأسف الكثير تشعر من طريقة عرضهم للادلة انه يحاول يحلل باللي هي به ... بدل من النظر الى الادلة الشرعية بشكل مجرد...

    عدم التجرد كارثة سواء قال الشخص بالتحليل او التحريم لانه معناها ان أساس استدلاله خاطئ كونه أصلا يميل لرأي دون الآخر ويحاول الانتصار لهذا الرأي

    اما اسقاطها أي نوع من التحليل على اغاني اليومين هذه حتى يكون فيه نوع من الايحاء بطهارة اوساط المغنين في الدول العربية ( واحدد هنا الدول العربية ).. فاعتقد انها "شطحة"

    لكن أيضا التحريم المطلق للغناء بشكل يشكل حتى لو "غنى" الشخص بينه وبين نفسه وهو مروق الصبح... او حتى وهو "يتروش" ... فيها ما فيها
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    23-Jun-2005
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    3,237
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدور رزق مشاهدة المشاركة
    لما نقلتي قول الإمام الشوكني لم تتقيدي بآداب أهل العلم في النقل عن الفريقين المحرم والمجوز والأدلة وكان الإمام الشوكني يعرض أقوال الفريقين وختم كلامه بهذا الكلام الرائع في كتابه نيل الأوطار ....


    قال الإمام الشوكاني رحمه الله ....

    جميع ما حررناه من حجج الفريقين ، فلا يخفى على الناظر أن محل النزاع إذا خرج عن دائرة الحرام لم يخرج عن دائرة الاشتباه والمؤمنون وقافون عند الشبهات كما صرح به الحديث الصحيح { ومن تركها فقد استبرأ لعرضه ودينه ، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه } ولا سيما إذا كان مشتملا على ذكر القدود والخدود والجمال والدلال والهجر والوصال ومعاقرة العقار وخلع العذار والوقار ، فإن سامع ما كان كذلك لا يخلو عن بلية وإن كان من التصلب في ذات الله على حد يقصر عنه الوصف ، وكم لهذه الوسيلة الشيطانية من قتيل دمه مطلول ، وأسير بهموم غرامه وهيامه مكبول ، نسأل الله السداد والثبات .
    ومن أراد الاستيفاء للبحث في هذه المسألة فعليه بالرسالة التي سميتها : إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع .
    شكرا على التنبيه
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    8-May-2002
    الدولة
    الرياااااااااض
    المشاركات
    927
    أما حال الغناء اليوم فلو شاهدوه وسمعوا ومافيه لقالوا فيه كلام آخر , لما فيه من التحبيب في النظر الحرام والعلاقات المحرمة لدرجة أن بعض الشباب من مدمني الأغاني قد ذابت أحاسيسه وأصبح يهيم على وجهه في الشوارع باحثاُ عن حبيبات كما تخيلتها نفسه في الأغنية المسموعة , ناهيك عن الآلات الموسيقية والفيديو كليب...

    قال البخاري في صحيحه

    باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه





    وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله ما كذبني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ... )) الحديث


    صحيح البخاري

    أخرجه البخاري حديث رقم 5268

    وأخرجه أبو داود السجستاني 446 ، و أخرجه ابن حبان 15155 ، و أخرجه البيهقي 3272 ، 10221 ، و أخرجه الطبراني 3282 ، و أخرجه الطبراني 1335 ،



    المراد بالحر : أي الزنا , والآن نجد أن الزنا يسمى بالعلاقات بين الجنسين ويصور في الإعلام العربي على أنه حب وغرام ومودة وسعادة .

    الخمر : معروف .

    المعازف : الآلات الموسيقية .

    الحرير : قماش معروف ... وقد وجته بنفسي في محل الرماح للأقمشة الرجالية على طريق الملك فهد بعمارة الخليج القريبة من سوق الحاسب الآلي , والله المستعان .



    وقال ابن حبان في صحيحه حديث 6754-ج15 ص154


    ذكر الاخبار عن استحلال المسلمين الخمر والمعازف في آخر الزمان


    أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَأَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيَّانَ سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (( لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ))
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    21-Mar-2008
    المشاركات
    112
    جزاك الله خير
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    24-Jun-2005
    المشاركات
    1,166
    استفت قلبك ولو افتاك الناس وافتوك


    والاثم ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    20-Jun-2005
    المشاركات
    9,251
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متفائل الكسب مشاهدة المشاركة
    أما حال الغناء اليوم فلو شاهدوه وسمعوا ومافيه لقالوا فيه كلام آخر , لما فيه من التحبيب في النظر الحرام والعلاقات المحرمة لدرجة أن بعض الشباب من مدمني الأغاني قد ذابت أحاسيسه وأصبح يهيم على وجهه في الشوارع باحثاُ عن حبيبات كما تخيلتها نفسه في الأغنية المسموعة , ناهيك عن الآلات الموسيقية والفيديو كليب...

    قال البخاري في صحيحه

    باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه




    وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله ما كذبني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ... )) الحديث


    صحيح البخاري

    أخرجه البخاري حديث رقم 5268

    وأخرجه أبو داود السجستاني 446 ، و أخرجه ابن حبان 15155 ، و أخرجه البيهقي 3272 ، 10221 ، و أخرجه الطبراني 3282 ، و أخرجه الطبراني 1335 ،


    المراد بالحر : أي الزنا , والآن نجد أن الزنا يسمى بالعلاقات بين الجنسين ويصور في الإعلام العربي على أنه حب وغرام ومودة وسعادة .

    الخمر : معروف .

    المعازف : الآلات الموسيقية .

    الحرير : قماش معروف ... وقد وجته بنفسي في محل الرماح للأقمشة الرجالية على طريق الملك فهد بعمارة الخليج القريبة من سوق الحاسب الآلي , والله المستعان .


    وقال ابن حبان في صحيحه حديث 6754-ج15 ص154


    ذكر الاخبار عن استحلال المسلمين الخمر والمعازف في آخر الزمان

    أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقَطَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ جَابِرٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ وَأَبُو مَالِكٍ الأَشْعَرِيَّانَ سَمِعَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ (( لَيَكُونَنَّ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ))
    اخى ثقافتى الدينيه لاتؤهلنى للخوض فى الامور الشرعيه ,
    ولكن حسب مفهومى الشخصى من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ال بيته عظمة نبؤته فقد بدا انتشار الحرير والخمر والمعازف
    من العهد الاموى الى العباسى ومن خلفهم حتى وصل زماننا هذا حسب ماورد فى كتب التاريخ , طبعا الجزاء والعقاب والثواب ليس مرتبط بزمن هذا ماحاولت ايضاحه
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    8-May-2002
    الدولة
    الرياااااااااض
    المشاركات
    927
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alrajel مشاهدة المشاركة
    اخى ثقافتى الدينيه لاتؤهلنى للخوض فى الامور الشرعيه ,
    ولكن حسب مفهومى الشخصى من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ال بيته عظمة نبؤته فقد بدا انتشار الحرير والخمر والمعازف
    من العهد الاموى الى العباسى ومن خلفهم حتى وصل زماننا هذا حسب ماورد فى كتب التاريخ , طبعا الجزاء والعقاب والثواب ليس مرتبط بزمن هذا ماحاولت ايضاحه
    نعم أخي alrajel حفظك الله ورعاك ... ماذكرته صحيح , وكانت كثرته عند المترفين , ولكنه كان مستنكراً عند عامة الناس ... أما اليوم ...فكما تعلم أخي , هناك من استحل تلك المحرمات لدرجة أنه يستنكر عليك إنكارك لها , وينظر إليك نظرة دونية , لأنك تستنكر المشاهد التي تعرض فيها مقدمات الزنا والفجور في بيته وبين أطفاله ونسائه , ومن أمثله الاستحلال الوارد في الحديث كثير من الفضائيات العربية , فتجد بعض ملاكها يدعي أنها وفق الشريعة الإسلامية السمحة وهي لا تتوقف عن نشر الفواحش ومقدمات الزنا بل الزنا ومعاقرة الخمور والرقص والطرب ...

    وكل ذلك كان أثره واضح على واقع المجتمع المسلم في انتشار الزنا والخمور وآلات الطرب .


    وكما تفضلت أخي العقوبة ليست مرتبطة بزمن ... والحديث هذا من دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... وشكرا لإضافتك القيمة ...
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    23-May-2008
    الدولة
    حيث لا نفاق ولا زيف
    المشاركات
    1,887
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مدور رزق مشاهدة المشاركة
    لما نقلتي قول الإمام الشوكاني لم تتقيدي بآداب أهل العلم في النقل عن الفريقين المحرم والمجوز والأدلة وكان الإمام الشوكاني يعرض أقوال الفريقين وختم كلامه بهذا الكلام الرائع في كتابه نيل الأوطار ....


    قال الإمام الشوكاني رحمه الله ....

    جميع ما حررناه من حجج الفريقين ، فلا يخفى على الناظر أن محل النزاع إذا خرج عن دائرة الحرام لم يخرج عن دائرة الاشتباه والمؤمنون وقافون عند الشبهات كما صرح به الحديث الصحيح { ومن تركها فقد استبرأ لعرضه ودينه ، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه } ولا سيما إذا كان مشتملا على ذكر القدود والخدود والجمال والدلال والهجر والوصال ومعاقرة العقار وخلع العذار والوقار ، فإن سامع ما كان كذلك لا يخلو عن بلية وإن كان من التصلب في ذات الله على حد يقصر عنه الوصف ، وكم لهذه الوسيلة الشيطانية من قتيل دمه مطلول ، وأسير بهموم غرامه وهيامه مكبول ، نسأل الله السداد والثبات .
    ومن أراد الاستيفاء للبحث في هذه المسألة فعليه بالرسالة التي سميتها : إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع .

    فأين الأمانة العلمية في النقل يا نورا .. أسلوبك في النقل أسلوب أهل الأهواء

    كلمه أخيره يا نورا ... وش أخبار موضوع غازي القصيبي ، وعدتي بالرجوع والرد ولم نرى لك أي رد ثم حذفت الإدارة الموضوع كاملا

    أتمنى أن لا تكوني ممن يدس السم في العسل
    سوء الفهم آفة ..

    الموضوع بحث "ينقض" أدله التحريم وليس مقارنة ....

    ....

    كلٌ يؤخذ من كلامه ويرد إلا الرسول صلى الله علية وسلم ..

    عند كتابة موضوع للنقاش والحوار يكون الهدف البحث عن الحقيقة ربما اجدها في الردود التي تؤمن بالحوار والاختلاف وليس الخلاف....

    نحن نعيش خوف النقد ونؤمن بالتسليم بكل ما أضفي عليه هاله دينيه ..
    هناك فتاوى قاتله صدرة منذ عشر سنوات لعلماء كبار نحترمهم ونحترم علمهم .. لو اطلعنا عليها لايمكن ان يقبلها صاحب عقل لذلك الجميع تحت النقد ويأخذ من كلامه ويرد ..

    علماؤنا الأوائل عندما كانوا يكتبون المجلدات الكبيرة كانوا يقولون "هذا والله أعلم " هذا هو طالب العلم المتواضع ...
    هناك فقيه وجد يبكي على باب المسجد ... سئل عن سبب بكائه.. قال : منذ ثلاثين سنه يؤمن بقضية واليوم اكتشف خطأها ... قيل له تحمد الله انك اكتشفت خطأها فقال : اليوم اؤمن بقضية أخرى فمن يضمن لي ثلاثين عاماً حتى اكتشف خطأها ..

    ----
    نصيحة ,’
    يغلب على ردك /

    سوء الظن بالناس ربما تضنه من النباهة والفطنة ..
    المؤمن الصالح ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس... يبحث لهم عن الأعذار ويظن بهم الخير ...

    قال تعالى( وملهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لايغني من الحق شيئا)

    " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث "

    انا مجتهدة إن وصلت للحقيقة فالحمد لله وإن لم أصل فأيضاً الحمد لله

    .....

    موضوع الدكتور غازي القصيبي تم إغلاقة من الإدارة ..

    وكان السبب مقنع وجزاهم الله خير ..

    وشكراً لكل من شارك فيه ..






    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    23-May-2008
    الدولة
    حيث لا نفاق ولا زيف
    المشاركات
    1,887
    رادار الشاشة

    ....

    المملكه
    ...
    البلبل الجريح

    ...

    متفائل الكسب

    ..
    alrajel


    شكراً جميعاً على إثراء الموضوع ...
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    30-Oct-2005
    المشاركات
    2,618
    اذا نطق الرويبضة فانتظر الساعة ؟؟؟؟


    الحلال بين والحرام بين وبينهما امور متشابهه ..
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    19-Jun-2005
    المشاركات
    2,596
    والله يانورا ودنا نطاوعكم في إباحة الغناء لأنه محبب للنفس ويونّس
    لكن نخاف بعدها تستحلون الزنا والخمر
    -3-
    (( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ... )) الحديث
    -4- -2- - 1-


    ،
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    19-Jan-2006
    المشاركات
    581
    ((أستفت قلبك))
    فلو كان بيننا رسول الله صلى الله عليه و سلم و سمع كلمات الاغاني اليوم
    هل تتوقعين ان يبيح سماعها..؟؟؟؟
    ما نقول الا الله يهدي الجميع ياااارب
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    5,705
    أختي نوره ....وفقها الله للصواب ...
    أولا : يجب التفريق بين الغناء والغناء المشتمل على آلالآت الموسيقية ...
    فالغناء بدون آلات لا أحد يحرمه إذا كان ليس فيه كلام فاحش أو سخرية من الناس ..
    أما الغناء المصاحب لآلات موسيقية فعامة علماء الأمة على تحريمه ولو كان مباحا لما سد رسول الله صلى الله عليه وسلم أذنيه لما مر من عند من كان يعزف على ناي ..

    فالأمر إذن محرم ولو كان حلال لسمعه صلى الله عليه وسلم .
    كما أن قول الصحابة عند عموم علماء الأمة معتبر وقد فسر الصحابي الجليل ابن مسعود (( اللهو )) بالغناء ...فهل نترك كلام الصاحبي ونختار كلام المعاصرين ؟؟
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    5,705
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nakia مشاهدة المشاركة
    ((أستفت قلبك))
    فلو كان بيننا رسول الله صلى الله عليه و سلم و سمع كلمات الاغاني اليوم
    هل تتوقعين ان يبيح سماعها..؟؟؟؟
    ما نقول الا الله يهدي الجميع ياااارب

    بارك الله فيك أخي الكريم
    بل لما سمع من ينفخ في الناي سد إذنيه حتى لا يسمع ....فهذا هو فعله صلى الله عليه وسلم
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    23-Jun-2005
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    3,237
    بالمناسبة حسبما اذكر ... حديث استحلال الخمر والمعازف وصله الذهبي في مسنده... وبالتالي هو موصول...

    وثاني شيء في هذا "البحث" ما يجعل الشخص يفكر بحياد وهذا رائع... لكن أيضا.. يبدو ان هناك تدقيقا في صحة احاديث التحريم... بينما في التحليل ينقل عن تاريخ الطبري وعن احياء علوم الدين للغزالي.... والطبري معروف انه ينقل دون تصحيح او تضعيف....

    اما الغزالي صاحب الاحياء... فكانت عقيدته متقلبة.. وهو من المتصوفة وفي الاحياء وغيرها احاديث ضعيفة وموضوعة كما هو الحال مع كثير من كتب الصوفية.. فلا يصح النقل عن الاحياء بالطريقة هذه...

    واعتقد خير من يتكلم في الموضوع بحياد وعنده علم قوي جدا في الحديث (وهو جوهري في مواضيع مثل هذه خاصة ) ... الشيخ المحدث العلامة الألباني... رحمه الله..

    ومنه ما نقل في الموضوع

    : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري قال : قال السائب بن يزيد :
    بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق الحج و نحن نؤم مكة ، اعتزل عبد الرحمن رضي الله عنه الطريق ، ثم قال لرباح بن المغترف : غننا يا أبا حسان ، و كان يحسن النصب ، فبينا رباح يغنيهم أدركهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته ، فقال : ما هذا ، فقال عبد الرحمن : ما بأس بهذا نلهو و نقصر عنا ، فقال عمر رضي الله عنه : فإن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطاب ، و ضرار رجل من بني محارب بن فهر .وانظر الإصابة (1/502).وجود إسناده الألباني في تحريم آلات الطرب ص 129.


    أسامة بن زيد:
    روى البيهقي (10/224) وكذلك عبد الرزاق (11/5) بسنده عن الزهري عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: رأيت أسامة بن زيد جالسا في المجلس رافعا إحدى رجليه على الأخرى رافعا عقيرته قال: حسبته قال:يتغنى النصب.

    وصححه الألباني في "تحريم آلات الطرب" ص 128 وقال:إسناده صحيح على شرط الشيخين.

    اثار هذا الموضوع فضولي للبحث في الموضوع وقراءة كتاب "تحريم آلات الطرب" .... والشكر للاخت نورة على الموضوع المشجع على البحث والتفكير فهو أفضل من القبول الاعمى بدون النظر للأدلة بحياد
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    21-Jul-2008
    المشاركات
    15,143
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة noura مشاهدة المشاركة
    يستدل "المحرمون" للغناء، بقوله جل شأنه "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله" ..وقالوا: اللهو هو "الغناء" وقد أقسم على ذلك ابن مسعود.


    قال "المجيزون" : هل علم ابن مسعود حكماً شرعياً لم يعلمه الرسول صلى الله عليه وسلم؟!..إذا قلتم: نعم .. فقد عارضتم قوله جل شأنه "اليوم أكملت لكم دينكم" . وإذا قلت: لم يمت الرسول إلا وقد بين رسالته على التمام، وجعل الناس على البيضاء ليلها كنهارها..قلنا: إذن، ليس لابن مسعود ولا لغيره أن يستدرك على شريعة "محمد".
    كيف وقد ندب الرسول "للغناء" كما في الصحيح " 7/28" من حديث عائشة "يا عائشة ما كان معكم من لهو فإن الأنصار يعجبهم اللهو".. وفي حديث بريدة "الترمذي رقم:3691": "خرج الرسول "صلى الله عليه وسلم" في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية سوداء ، فقالت: يا رسول الله، إني نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال لها رسول الله "إن كنت نذرت فاضربي"."وسنده صحيح ".
    وهذا "تجويز" من النبي للغناء وإلا ما أجاز "نذرها". وما جاء في الصحيح "2/20" من حديث عائشة قالت "دخل علي رسول الله وعندي جاريتان، تغنيان بغناء بعاث، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي، فأقبل عليه رسول اله فقال "دعهما" ".. وهذا دليل على جواز الغناء وإلا ما أجازه النبي في بيته ..والعيد لا يحلل حراما، ولا يحرم حلالاً.. ولم يصب "ابن تيمية" _رحمه الله_ وتابعه _"كالعادة"_ بعض من المتأخرين حينما قال" الرسائل2/319" : "وأعجب من هذا من استدل على إباحة السماع المركب من الهيئة الاجتماعية، اجتماع البنتين الصغيرتين وهما دون البلوغ عند امرأة "صبية" في يوم عيد".
    والجواب: أن عائشة لم تكن صبية _أي صغيرة_ حين غنت الجاريتان عندها فتمام الحديث: "وكان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدرق والحراب. وقول النبي لها "هل تشتهين ، تنظرين؟" ..قلت: نعم فأقامني خلفه.. مما يعني أن هذه الحادثة بعد نزول آية الحجاب في السنة السادسة.. وكان قدوم وفد الحبشة إلى المدينة في السنة السابعة، فيكون عمر السيدة عائشة رضي الله عنها قد تجاوز الخمس عشرة سنة! وهي سن التكليف "الفتح3/96-97" ..بل جعل النبي صلى الله عليه وسلم مغنية محترفة تغني لعائشة. عن السائب بن يزيد "أن امرأة جاءت إلى رسول الله، فقال: "يا عائشة ، أتعرفين هذه؟" قالت : لا ، يا نبي الله ، فقال: "هذه قينة بني فلان تحبين أن تغنيك؟" قالت: نعم ، قال: فأعطاها طبقاً ، فغنتها" صحيح أخرجه أحمد "3/449" ، والنسائي"رقم74"..
    ويستدل "المحرمون" بما أخرجه البخاري "معلقاً" من حديث أبي عامر أو أبو مالك الأشعري؟! :" ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر ، والحرير ، والخمر ، والمعازف" ..
    قال "المجيزون" : إن هذا الحديث لا حجة فيه.. فقد ضعفه "البخاري" نفسه حينما علقه .. قال ابن حجر في الفتح "1|188": "وقد ادعى ابن مندة أن كل ما يقول البخاري فيه "قال لي" فهي إجازة، وهي دعوى مردودة. بدليل أني استقريت كثيراً من المواقع التي يقول فيها في "الجامع": "قال لي" فوجدته في غير الجامع يقول فيها: "حدثنا". والبخاري لا يستجيز في الإجازة إطلاق التحديث، فدل على أنها عنده من المسموع. لكن سبب استعماله لهذه الصيغة: ليفرق بين ما بلغ شرطه وما لا يبلغ". فتعليق "البخاري" لهذا الحديث إشارة منه إلى ضعف في سنده.. وقد صدق ، ففي سنده "عطية بن قيس الكلابي" ضعفه أبو حاتم "6/383 الجرح والتعديل" .. وقال الذهبي في ميزان الاعتدال "8/158" : "قال ابن حزم : مجهول" وعلى تساهل البزار قال في "كشف الأستار" "1|106": "لا بأس به" وهي كلمة تنزله عن درجة الثقة.. والاضطراب في اسم راوي الحديث أتى من "عطية" ،لأن الطرق التي ليس فيها عطية_ على ضعفها_ لم يكن فيها اضطراب باسم الراوي ..وهكذا يكون عطية بن قيس على ضعفه قد "تفرد" لفظ المعازف وتحريمها.. على فرض قبول دلالة الاقتران على التحريم ..وخروج حكم المعازف بأحاديث أخرى تفيد "جوازها" ..قال الشيخ "محمد الأمين" : "وأما ما زعمه البعض من أن مسلم قد احتج به، فقد تتبعت أحاديثه فلم أجده قد تفرد بأي حديث منها. وبقي حديث #477 عن أبي سعيد الخدري، فقد توبع في الحديث التالي #478 عن ابن عباس. فإن البخاري ومسلم يخرجان للمليّن حديثه ما علموا بالقرائن أنه ضبطه. والقرينة هنا واضحة أنه وافق الثقات من طريق آخر بنفس المتن، فأخرج له مسلم متابعته. ولو كان ثقة عند مسلم، لأخرج له حديثه المعازف في صحيحه. ولو كان ثقة عند البخاري لأخرج البخاري حديثه ولم يكتف بتعليقه."
    قال الإمام المالكي "ابن العربي" في "أحكام القرآن 3/9" : " وكل حديث يروى في التحريم، أو آية تتلى فيه، فإنه باطل سنداً، باطل معتقداً، خبراً وتأويلاً "..وكذا قال الإمام ابن حزم ..والحافظ "القيسراني" في رسالته بالسماع.. وجمع من العلماء. فهذا ابن أبي سلمة الماجشون، ثقة فقيه محدّث، كان يعلم الغناء ويتخذ القيان. يقول الخليلي في الإرشاد "عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون مفتي أهل المدينة.. يرى التسميع ويرخص في العود".و يوسف بن يعقوب بن أبي سلمة‏. من كبار فقهاء المدينة ومحدثيها الثقات. قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين "لا بأس به. كنا نأتيه، فيحدثنا في بيت وجوار له في بيت آخر يضربن بالمعزفة_وهو العود انظر لسان العرب _". و قال الخليلي"ثقة، عمّر حتى أدركه علي بن مسلم، وهو وإخوته يرخصون في السماع، وهم في الحديث ثقات".
    وأما ما روي عن أنس مرفوعاً "من جلس إلى قينة فسمع منها، صب الله في أُذنيه الآنك يوم القيامة" ..فحديث ضعيف في سنده "أبو نعيم الحلبي" وهو ضعيف ..قال الإمام أحمد "العلل ، رواية المروذي رقم:255": "حديث باطل"..قال الدارقطني _فيما حكاه ابن حجر عن "غرائب مالك" "لسان الميزان5/349": "تفرد به أبو نعيم عن ابن المبارك، ولا يثبت ذلك عن مالك، ولا عن ابن المنكدر"!
    وبذلك يتبين أن سماع "الأغاني" حلال ...



    الصـــــــحابة والغــــــناء :



    أقوال الصحابة وأفعالهم -رضوان الله عليهم-:



    1-عبد الله بن جعفر:
    كان يصوغ الألحان لجواريه ويسمعها منهن على أوتاره في زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان –رضي الله عن الجميع-.



    ذكر ذلك الشوكاني في رسالته "إبطال دعوى الإجماع على تحريم مطلق السماع" ص 17 وفي نيل الأوطار (8/105).



    وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (2/276) :كان عبد الله لا يرى بسماع الغناء بأسا.
    وانظر العقد الفريد لابن عبد ربه (6/18) وتهذيب تاريخ ابن عساكر (7/330).



    وقال الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (3/456) ترجمة 93:
    "كان –أي عبد الله- وافر الحشمة كثير التنعم وممن يستمع الغناء".



    ونقل مذهب عبد الله بن جعفر في جواز الغناء وممارسته الزبير بن بكار في الموفقيات وكذلك الغزالي في الإحياء (2/248) وابن جرير الطبري في تاريخه (5/336).



    وقال العلامة الأدفوي في كتابه الإمتاع: "وأما عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فسماع الغناء عنه مشهور مستفيض نقله عنه الفقهاء والحفاظ وأهل التاريخ الأثبات... قال الشيخ أبو المواهب التونسي في مؤلفه في إباحة سماع الآلات قال: إن جمعا من الصحابة والتابعين سمعوا نقر العود واسم الكتاب: "فرح الأسماع برخص السماع".



    فمن الصحابة: ابن عمر وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن الزبير ومعاوية وعمرو بن العاص وغيرهم.



    نقله عنه القاضي ابن الحاج في حواشي شرح المرشد وعنه الكتاني في التراتيب الإدارية (2/122) .



    وكذلك الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع يقول: كان عبد الله بن جعفر مع كبر شأنه يصوغ الألحان لجواريه ويسمعها منهن على أوتره.



    والفاكهي في أخبار مكة وابن دقيق العيد أسند ذلك عن عبد الله بن جعفر وغيره من الصحابة في كتابه: "اقتناص السوانح" (ذكره عنه الشوكاني والفاكهي (3/29)).



    والشيخ عبد الغني النابلسي الحنفي له مؤلف ساق جانبا من اسماء الصحابة المبيحين للغناء وسماه "إيضاح الدلالات" ص 15 منه.



    وأيضا الحافظ ابن رجب الحنبلي ص 25 –26 من كتابه "نزهة الأسماع في مسألة السماع".
    وروى الزبير بن بكار بسنده أن عبد الله بن جعفر راح إلى منزل جميلة (مغنية معروفة في عهد الصحابة) يستمع إليها لما حلفت أنها لا تغني لأحد إلا في بيتها وغنت له وأرادت أن تكفر عن يمينها وتأتيه ليستمعه منها فمنعها .
    انظر الإحياء وشرحه للزبيدي (7/566).




    2-عبد الله بن الزبير:
    روى البيهقي وابن دقيق العيد بسنديهما عن وهب بن كيسان قال: سمعت عبد الله بن الزبير يترنم بالغناء وقال عبد الله :ما سمعت رجلا من المهاجرين إلا وهو يترنم.
    وروى نحوه الفاكهي في "أخبار مكة" (3/27) بسند صحيح.



    وقال إمام الحرمين وابن أبي الدم: إن الأثبات من أهل التاريخ نقلوا أنه كان لعبد الله بن الزبير جوار عوادات.
    وإن ابن عمر دخل عليه فرأى العود فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله –ص-؟ فناوله له فتأمله ابن عمر وقال: هذا ميزان شامي فقال ابن الزبير: توزن به العقول.
    انظر نيل الأوطار (8/104) وترتيب المدارك (2/134) وإيضاح الدلالات ص 15 وإبطال دعوى الإجماع ص1.
    وحكى عنه السماع تاج الدين الفزاري ونقله عنه الأدفوي في الإمتاع.



    3-حمزة بن عبد المطلب:
    ثبت في صحيح مسلم (4/658) أنه كان عنده قينة تغنيه.



    4-عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وخوات بن جبير:
    روى البيهقي في سننه (5/68): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري قال أخبرني إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة أن الحارث بن عبد الله بن عياش أخبره أن عبد الله بن عباس أخبره أنه بينا هو يسير مع عمر رضي الله عنه في طريق مكة في خلافته و معه المهاجرون و الأنصار ، فترنم عمر رضي الله عنه ببيت ، فقال له رجل من أهل العراق ليس معه عراقي غيره : غيرك فليقلها يا أمير المؤمنين ، فاستحيا عمر رضي الله عنه من ذلك و ضرب راحلته حتى انقطعت من الموكب .



    والشاهد: لعل استحياء عمر –ض- بسبب لفظ قاله في ترنمه وإلا لقال له العراقي: غيرك فليفعلها.
    وقد رواها الحافظ ابن طاهر بسنده وقال فيها: وإسناد هذه الحكاية كالأخذ باليد أي في الصحة.



    وروى البيهقي (10/224) :أخبرنا أبو طاهر الفقيه أنبأ أبو بكر محمد بن الحسين القطان ، ثنا أبو الأزهر ثنا يونس بن محمد ثنا فليح عن ضمرة بن سعيد عن قيس بن أبي حذيفة عن خوات بن جبير قال :
    خرجنا حجاجاً مع عمرو بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : فسرنا في ركب فيهم أبو عبيدة بن الجراح و عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما ، قال : فقال القوم : غننا يا خوات ، فغناهم ، فقالوا : غننا من شعر ضرار ، فقال عمر رضي الله عنه : دعوا أبا عبد الله يتغنى من بنيات فؤاده ، يعني من شعره ، قال : فما زلت أغنيهم حتى إذا كان السحر ، فقال عمر رضي الله عنه : ارفع لسانك يا خوات فقد أسحرنا ، فقال أبو عبيدة رضي الله عنه : هلم إلى رجل أرجو ألا يكون شراً من عمر رضي الله عنه ، قال : فتنحيت و أبو عبيدة ، فما زلنا كذلك حتى صلينا الفجر .
    وانظر الإصابة لابن حجر (1/457) والاستيعاب لابن عبد البر (1/4147).



    وروى كذلك (10/224): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن خالد الحمصي ثنا بشر بن شعيب بن أبي حمزة عن أبيه عن الزهري قال : قال السائب بن يزيد :
    بينا نحن مع عبد الرحمن بن عوف في طريق الحج و نحن نؤم مكة ، اعتزل عبد الرحمن رضي الله عنه الطريق ، ثم قال لرباح بن المغترف : غننا يا أبا حسان ، و كان يحسن النصب ، فبينا رباح يغنيهم أدركهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته ، فقال : ما هذا ، فقال عبد الرحمن : ما بأس بهذا نلهو و نقصر عنا ، فقال عمر رضي الله عنه : فإن كنت آخذا فعليك بشعر ضرار بن الخطاب ، و ضرار رجل من بني محارب بن فهر .وانظر الإصابة (1/502).وجود إسناده الألباني في تحريم آلات الطرب ص 129.



    وذكر صاحب المهذب مع شرحه المجموع التكملة الثالثة (20/229) والبغوي في تهذيبه (انظر شرح السنة 4/422) أن عمر –ض- كان إذا دخل داره يترنم بالبيت والبيتين.



    واستؤذن عليه لعبد الرحمن بن عوف –ض- وهو يترنم فقال: أسمعتني يا عبد الرحمن؟ فقال: نعم قال: إنا إذا خلونا في منازلنا نقول كما يقول الناس (نقله الألوسي في تفسيره (21/71).




    وجاء في رسالة الشوكاني (إبطال دعوى الإجماع ص2) عن صالح بن حسان الأنصاري قال: كانت عزة الميلاء مولاة لنا وكانت عفيفة جميلة وكان عبد الله بن جعفر وابن أبي عتيق وعمر بن أبي ربيعة يغشونها في منزلها فتغنيهم وكان حسان معجبا بعزة الميلاء وكان يقدمها على سائر قيان المدينة.



    وجاء في الكامل للمبرد وذكره الزبيدي في شرح الإحياء وقال:ذكر ذلك أيضا صاحب التذكرة الحمدونية وابن المرزبان (7/569) عن خارجة بن زيد قال: دعينا إلى مأدبة فحضرنا وحضر حسان بن ثابت وكان قد ذهب بصره ومعه ابنه عبد الرحمن فجلسنا جميعا على مأدبة فلما فرغ الطعام أتونا بجاريتين مغنيتين إحداهما: ربعة والأخرى عزة الميلاء فجلست وأخذت بمزهريهما وضربتا ضربا عجيبا وغنتا بشعر حسان:
    فلا زال قصر بين بصرى وجلق عليه من الوسمى جود ووابل.



    فأسمع حسان يقول: قد أراني هناك سميعا بصيرا وعيناه تدمعان فإذا سكتتا سكنت عينه وإذا غنتا بكى! وكنت أرى عبد الرحمن ابنه إذا سكنتا يشير إليهما أن غنيا!



    17-معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص:
    ذكر ابن قتيبة في كتاب "الرخصة" (إبطال الإجماع ص2 وإيضاح الدلالات ص 15): أن معاوية دخل على عبد الله بن جعفر يعوده فوجد عنده جارية في حجرها عود فقال: ما هذا يا ابن جعفر؟ قال:هذه جارية أرويها رقيق الشعر فتزيده حسنا قال فقلت:فلتقل فحركت العود وغنت شعرا:
    أليس عندك شكر للتي جعلت ما ابيض من قادمات الرأس كالحمم؟
    وجددت منك ما قد كان أخلفه طول الزمان وصرف الدهر والقدم



    قال:فحرك معاوية رجله فقال له عبد الله:لم حركت رجلك ؟فقال: إن الكريم لطروب.



    وروى الماوردي: أن معاوية وعمرا –ض-مضيا إلى عبد الله بن جعفر –ض- لما استكثر من سماع الغناء وانقطع إليه واشتغل به ليكلماه فيه فلما دخلا عليه سكتت الجواري فقال له معاوية: مرهن يرجعن إلى ما كن عليه فرجعن فغنين فقال عمرو: إن من جئت تلحاه أحسن حالا منك فقال له:إليك يا عمرو فإن الكريم طروب.
    انظر الحاوي "الشهادات" (2/547) وإبطال دعوى الإجماع ص2 والإحياء (2/248).



    وروى ابن قتيبة بسنده: أن معاوية سمع عند ابنه يزيد الغناء على العود فطرب لذلك.



    وساق المبرد في الكامل عنه أنه تسمع ذات ليلة على ابنه يزيد فسمع عنده غناء أعجبه فلما أصبح قال له:من كان يلهيك البارحة؟ فقال:سايب خاثر قال:فأجزل له العطاء.



    ذكر ذلك الإدفوي في الإمتاع ص 104



    18-المغيرة بن شعبة:
    نقل الغزالي (الإحياء 2/284)) وأبو طالب المكي في قوت القلوب والشوكاني في النيل (8/105) وفي رسالة إبطال دعوى الإجماع ص 8 والكتاني في التراتيب الإدارية (2/134) والنابلسي في إيضاح الدلالات ص 17 والشيخ تاج الدين الفزاري: أنه كان يبيح السماع.



    19-أسامة بن زيد:
    روى البيهقي (10/224) وكذلك عبد الرزاق (11/5) بسنده عن الزهري عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: رأيت أسامة بن زيد جالسا في المجلس رافعا إحدى رجليه على الأخرى رافعا عقيرته قال: حسبته قال:يتغنى النصب.
    وصححه الألباني في "تحريم آلات الطرب" ص 128 وقال:إسناده صحيح على شرط الشيخين.



    وفي رواية أخرى عند البيهقي: أنه رأى أسامة بن زيد في مسجد رسول الله –ص- مضجعا رافعا إحدى رجليه على الأخرى يتغنى النصب.



    قال مسلم بن الحجاج: والحديث كما قال القوم غير معمر. ذيل بهذا القول البيهقي على الحديث .
    وانظر كذلك التراتيب (2/134).



    20- زفاف الربيع بنت معوذ:
    ثبت في الصحيح غناء الجواري صبيحة عرس الربيع بنت معوذ والنبي –ص – جالس وقد أصلح لهن بعض ألفاظ الشعر كما حث عائشة بقوله: "هل بعثتم مع العروس من يغني؟ أدركيها ب"أرنب"المغنية فإن الأنصار يعجبهم اللهو".



    21- روى الإمام أحمد والنسائي والطبراني في الكبير والأدفوي في الإمتاع والشوكاني في النيل: عن السائب بن يزيد أن امرأة جاءت إلى رسول الله –ص- فقال: "يا عائشة تعرفين هذه؟" قالت:لا يا نبي الله قال: "هذه قينة بني فلان تحبين أن تغنيك؟" فغنتها.



    قال الأدفوي: وسنده صحيح وكذا قال الشوكاني والكتاني.



    22-عمران بن حصين:
    روى البخاري في الأدب المفرد عن مطرف بن عبد الله قال:صحبت عمران من الكوفة إلى البصرة فقل منزل بنزلة إلا أنشدنا فيه الشعر وقال إن في معاريض الكلام لمندوحة عن الكذب. صححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقمي 857 و
    اغلب الحديث الواردة يقصد منها تشويه صورة الصحابيين الجليلين ( معاوية وعمرو بت العاص , وام المؤمنين عائشة )
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    4-Nov-2007
    المشاركات
    110
    وعند الترمذي أيضاً، وصحّحه الألبانيّ، عن عمران بن حصين ـ رضي الله عنه ـ أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: " في هذه الأمّة خسف، ومسخ، وقذف ". فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذاك؟ قال: " إذا ظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور ". والقينات: المغنيات.

    وفي مسند الروياني عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: " يكون في أمّتي مسخ وخسف وقذف ". قيل: يا رسول الله، ومتى يكون ذلك؟ قال: " إذا ظهرت المعازف، واتّخذوا القينات، واستحلّوا الخمور ".

    وفي كتاب الفتن لنعيم بن حمّاد، عن عبد الرحمن بن سابط قال: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: " إنّه سيكون مسخ وخسف وقذف ". قالوا: يا رسول الله، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله؟! قال: " نعم، وذلك إذا اتخذت القيون والمعازف، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير".

    ويؤيّد ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي مالك الأشعري ـ رضي الله عنه ـ أنّه سمع النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول: " ليكوننّ من أمّتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف، ولينزلنّ أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غداً، فيبيتهم الله ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ". والحر: الفرج الحرام. والعلم: الجبل.

    فهذه الأحاديث كلّها تدلّ على أنّ هذه الأمّة سيكون فيها في آخر الزمان مسخ وخسف وقذف.

    قال المناويّ ـ رحمه الله ـ في فيض القدير: ( المسخ: قلب الخلقة من شيء إلى شيء، أو تحويل الصورة إلى أقبح منها، أو مسخ القلوب. والخسف: الغور في الأرض. والقذف: الرمي بالحجارة من جهة السماء ).

    فالمسخ يكون حسياً بتحويل الصورة الظاهرة من صورة إنسان إلى صورة حيوان: خنزير أو قرد كما حصل لطائفة من اليهود من بني إسرائيل. ويكون معنوياً ببقاء الصورة الظاهرة على حالها، مع مسخ القلب، فالصورة صورة إنسان، والطباع طباع حيوان. فالشيوخ يُمسخون خنازير فلا يغارون على نسائهم ومحارمهم، ولا يتورّعون عن أكل الحرام، كما هو حال الخنزير. والشباب يمسخون قردة يتفنّنون في إيذاء الناس، وملاحقتهم بالأذى، وتقليد الآخرين ـ أو ( الآخر ) ـ ومحاكاتهم، كما تفعل القردة. ولعلّ هذا يفسّر لنا افتخار ( بعض الناس ) بكون ابنته أو زوجته أوّل مغنية سعودية أو فارسة أو ممثلة أو مذيعة.. وهي تجلس معه ـ أو بدونه ـ بجوار الملحّن أو المروّض أو المخرج أو المذيع..، وهي تلبس البنطال الضيّق!! وقد صبغت وجهها بالأصباغ الصناعية، ونمصت حاجبيها!! ويفسّر لنا إصرار بعض الآباء أو الأزواج على بناتهم أو زوجاتهم أن ينزعن حجابهن أو بعضه، ويرتدين الملابس الفاتنة أمام الرجال الأجانب!!.. ويختلطن بهم في المحافل والمناسبات، وحتى اللقاءات الخاصّة. وغالب من هذه صفته تجده من المتهافتين على أكل الحرام، فقد شابهوا الخنزير مشابهة واضحة.

    ولعلّه أيضاً يفسّر لنا ما يفعله ( بعض الشباب ) من التنقّل من شارع إلى شارع، ومن حديقة إلى حديقة، وربّما في أطهر البقاع.. لإيذاء الخلق، ومطاردة العوائل للظفر بصيد ثمين بزعمهم!! من محارم المسلمين، كما هو حال بعض القردة المؤذية.

    وأمّا الخسف فهو ما يسمّى بالتعبير العصري بالانهيارت الأرضية ونحوها، وهو كثير في هذا الزمن، فما يمضي أسبوع أو شهر إلا ونسمع بمثل هذه الانهيارات، في أماكن كثيرة في العالم.
    وأمّا أسباب هذا المسخ والخسف فهو ـ كما جاء في هذه الأحاديث ـ يتلخّص فيما يلي:
    1-ظهور الخبث، وهو الفساد بشتّى أنواعه وصوره ومظاهره.
    2- ظهور الزندقة، والزنادقة هم المجاهرون بالنفاق والبدعة والفكر المنحرف الذي يشكك في الثوابت، ويطعن في خيار الأمّة.

    3-ظهور المعازف، وهي آلات الغناء والموسيقى بشتّى أنواعها، واستحلالها كما جاء عند البخاري، أي: جعلها حلالاً والمجادلة في حرمتها كما حصل في هذه الأزمنة، وربّما من بعض المنتسبين إلى العلم.
    4- اتّخاذ القينات، وهنّ المغنيات والمطربات ( الفنانات )!! وما أكثرهنّ في هذا الزمن!! وكنّ في الزمن الماضي من الجواري المملوكات، وهنّ اليوم من الحرائر!!!!
    5-شرب الخمور واستحلالها، وتسميتها بغير اسمها كما جاء في بعض الأحاديث.
    وهذه الثلاثة ـ في الغالب ـ متلازمة فيما يُعرف بالمراقص والحانات والنوادي الليلية، والليالي الحمراء ونحوها، والعجب ممّن يحرص على دخول هذه النوادي والمراقص، ومن حرّ ماله!، ألا يخشى أن يُمسخ قرداً أو خنزيراً، أو أن يخسف الله به وبمن معه؟!!. فنسأل الله ـ عزّ وجلّ ـ السلامة والعافية، والهداية إلى الحقّ والثبات عليه، وحسن الخاتمة، والله ولي التوفيق.

    منقول
    التعديل الأخير تم بواسطة وحيد الجزيره ; 13-08-2009 الساعة Thu 9:12 AM سبب آخر: تعديل
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    24-Jan-2006
    المشاركات
    397
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحيد الجزيره مشاهدة المشاركة
    وعند الترمذي أيضاً، وصحّحه الألبانيّ، عن عمران بن حصين ـ رضي الله عنه ـ أنّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: " في هذه الأمّة خسف، ومسخ، وقذف ". فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله، ومتى ذاك؟ قال: " إذا ظهرت القينات والمعازف، وشربت الخمور ". والقينات: المغنيات.

    وفي مسند الروياني عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ أنّ النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ قال: " يكون في أمّتي مسخ وخسف وقذف ". قيل: يا رسول الله، ومتى يكون ذلك؟ قال: " إذا ظهرت المعازف، واتّخذوا القينات، واستحلّوا الخمور ".

    وفي كتاب الفتن لنعيم بن حمّاد، عن عبد الرحمن بن سابط قال: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: " إنّه سيكون مسخ وخسف وقذف ". قالوا: يا رسول الله، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله؟! قال: " نعم، وذلك إذا اتخذت القيون والمعازف، وشربوا الخمور، ولبسوا الحرير".

    ويؤيّد ذلك ما أخرجه البخاري في صحيحه عن أبي مالك الأشعري ـ رضي الله عنه ـ أنّه سمع النبي ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ يقول: " ليكوننّ من أمّتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف، ولينزلنّ أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم - يعني الفقير - لحاجة فيقولوا: ارجع إلينا غداً، فيبيتهم الله ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة ". والحر: الفرج الحرام. والعلم: الجبل.

    فهذه الأحاديث كلّها تدلّ على أنّ هذه الأمّة سيكون فيها في آخر الزمان مسخ وخسف وقذف.

    قال المناويّ ـ رحمه الله ـ في فيض القدير: ( المسخ: قلب الخلقة من شيء إلى شيء، أو تحويل الصورة إلى أقبح منها، أو مسخ القلوب. والخسف: الغور في الأرض. والقذف: الرمي بالحجارة من جهة السماء ).

    فالمسخ يكون حسياً بتحويل الصورة الظاهرة من صورة إنسان إلى صورة حيوان: خنزير أو قرد كما حصل لطائفة من اليهود من بني إسرائيل. ويكون معنوياً ببقاء الصورة الظاهرة على حالها، مع مسخ القلب، فالصورة صورة إنسان، والطباع طباع حيوان. فالشيوخ يُمسخون خنازير فلا يغارون على نسائهم ومحارمهم، ولا يتورّعون عن أكل الحرام، كما هو حال الخنزير. والشباب يمسخون قردة يتفنّنون في إيذاء الناس، وملاحقتهم بالأذى، وتقليد الآخرين ـ أو ( الآخر ) ـ ومحاكاتهم، كما تفعل القردة. ولعلّ هذا يفسّر لنا افتخار ( بعض الناس ) بكون ابنته أو زوجته أوّل مغنية سعودية أو فارسة أو ممثلة أو مذيعة.. وهي تجلس معه ـ أو بدونه ـ بجوار الملحّن أو المروّض أو المخرج أو المذيع..، وهي تلبس البنطال الضيّق!! وقد صبغت وجهها بالأصباغ الصناعية، ونمصت حاجبيها!! ويفسّر لنا إصرار بعض الآباء أو الأزواج على بناتهم أو زوجاتهم أن ينزعن حجابهن أو بعضه، ويرتدين الملابس الفاتنة أمام الرجال الأجانب!!.. ويختلطن بهم في المحافل والمناسبات، وحتى اللقاءات الخاصّة. وغالب من هذه صفته تجده من المتهافتين على أكل الحرام، فقد شابهوا الخنزير مشابهة واضحة.

    ولعلّه أيضاً يفسّر لنا ما يفعله ( بعض الشباب ) من التنقّل من شارع إلى شارع، ومن حديقة إلى حديقة، وربّما في أطهر البقاع.. لإيذاء الخلق، ومطاردة العوائل للظفر بصيد ثمين بزعمهم!! من محارم المسلمين، كما هو حال بعض القردة المؤذية.

    وأمّا الخسف فهو ما يسمّى بالتعبير العصري بالانهيارت الأرضية ونحوها، وهو كثير في هذا الزمن، فما يمضي أسبوع أو شهر إلا ونسمع بمثل هذه الانهيارات، في أماكن كثيرة في العالم.
    وأمّا أسباب هذا المسخ والخسف فهو ـ كما جاء في هذه الأحاديث ـ يتلخّص فيما يلي:
    1-ظهور الخبث، وهو الفساد بشتّى أنواعه وصوره ومظاهره.
    2- ظهور الزندقة، والزنادقة هم المجاهرون بالنفاق والبدعة والفكر المنحرف الذي يشكك في الثوابت، ويطعن في خيار الأمّة.

    3-ظهور المعازف، وهي آلات الغناء والموسيقى بشتّى أنواعها، واستحلالها كما جاء عند البخاري، أي: جعلها حلالاً والمجادلة في حرمتها كما حصل في هذه الأزمنة، وربّما من بعض المنتسبين إلى العلم.
    4- اتّخاذ القينات، وهنّ المغنيات والمطربات ( الفنانات )!! وما أكثرهنّ في هذا الزمن!! وكنّ في الزمن الماضي من الجواري المملوكات، وهنّ اليوم من الحرائر!!!!
    5-شرب الخمور واستحلالها، وتسميتها بغير اسمها كما جاء في بعض الأحاديث.
    وهذه الثلاثة ـ في الغالب ـ متلازمة فيما يُعرف بالمراقص والحانات والنوادي الليلية، والليالي الحمراء ونحوها، والعجب ممّن يحرص على دخول هذه النوادي والمراقص، ومن حرّ ماله!، ألا يخشى أن يُمسخ قرداً أو خنزيراً، أو أن يخسف الله به وبمن معه؟!!. فنسأل الله ـ عزّ وجلّ ـ السلامة والعافية، والهداية إلى الحقّ والثبات عليه، وحسن الخاتمة، والله ولي التوفيق.


    منقول

    جزاكم الله خير

    طيب يافهد بن سعيد وحيد الجزيرة فتى الوادي الله يرحمه
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  21. #21
    حكم الغناء
    للشيخ الجليل يوسف القرضاوي
    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    سؤال يتردد علي ألسنة كثيرين في مجالات مختلفة وأحيانًا شتي.
    سؤال اختلف جمهور المسلمين اليوم في الإجابة عليه، واختلف سلوكهم تبعًا لاختلاف أجوبتهم، فمنهم من يفتح أذنيه لكل نوع من أنواع الغناء، ولكل لون من ألوان الموسيقي مدعيًا أن ذلك حلال طيب من طيبات الحياة التي أباح الله لعباده.

    ومنهم من يغلق الراديو أو يغلق أذنيه عند سماع أية أغنية قائلا: إن الغناء مزمار الشيطان، ولهو الحديث ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة وبخاصة إذا كان المغني امرأة، فالمرأة -عندهم- صوتها عورة بغير الغناء، فكيف بالغناء؟ ويستدلون لذلك بآيات وأحاديث وأقوال.
    ومن هؤلاء من يرفض أي نوع من أنواع الموسيقي، حتي المصاحبة لمقدمات نشرات الأخبار.

    ووقف فريق ثالث مترددًا بين الفريقين؛ ينحاز إلي هؤلاء تارة، وإلي أولئك طورًا، ينتظر القول الفصل والجواب الشافي من علماء الإسلام في هذا الموضوع الخطير، الذي يتعلق بعواطف الناس وحياتهم اليومية، وخصوصًا بعد أن دخلت الإذاعة –المسموعة والمرئية- علي الناس بيوتهم، بجدها وهزلها، وجذبت إليها أسماعهم بأغانيها وموسيقاها طوعًا وكرهًا.

    والغناء بآلة -أي مع الموسيقي- وبغير آلة: مسألة ثار فيها الجدل والكلام بين علماء الإسلام منذ العصور الأولي، فاتفقوا في مواضع واختلفوا في أخري.

    اتفقوا علي تحريم كل غناء يشتمل علي فحش أو فسق أو تحريض علي معصية، إذ الغناء ليس إلا كلامًا، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، وكل قول يشتمل علي حرام فهو حرام، فما بالك إذا اجتمع له الوزن والنغم والتأثير ؟
    واتفقوا علي إباحة ما خلا من ذلك من الغناء الفطري الخالي من الآلات والإثارة، وذلك في مواطن السرور المشروعة، كالعرس وقدوم الغائب، وأيام الأعياد، ونحوها بشرط ألا يكون المغني امرأة في حضرة أجانب منها.
    وقد وردت في ذلك نصوص صريحة – سنذكرها فيما بعد.

    واختلفوا فيما عدا ذلك اختلافًا بينا: فمنهم من أجاز كل غناء بآلة وبغير آلة، بل اعتبره مستحبًا، ومنهم من منعه بآلة وأجازه بغير آلة، ومنهم من منعه منعًا باتًا بآلة وبغير آلة وعده حرامًا، بل ربما ارتقي به إلي درجة الكبيرة.

    ولأهمية الموضوع نري لزامًا علينا أن نفصل فيه بعض التفصيل، ونلقي عليه أضواء كاشفة لجوانبه المختلفة، حتي يتبين المسلم الحلال فيه من الحرام، متبعًا للدليل الناصع، لا مقلدًا قول قائل، وبذلك يكون علي بينة من أمره، وبصيرة من دينه.

    الأصل في الأشياء الإباحة: ـ
    قرر علماء الإسلام أن الأصل في الأشياء الإباحة لقوله تعالي: (هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا) (البقرة: 29)، ولا تحريم إلا بنص صحيح صريح من كتاب الله تعالي، أو سنة رسوله –صلي الله عليه وسلم- أو إجماع ثابت متيقن، فإذا لم يرد نص ولا إجماع. أو ورد نص صريح غير صحيح، أو صحيح غير صريح، بتحريم شيء من الأشياء، لم يؤثر ذلك في حله، وبقي في دائرة العفو الواسعة، قال تعالي: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه). (الأنعام: 119).

    وقال رسول الله –صلي الله عليه وسلم-: "ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرم فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو، فاقبلوا من الله عافيته، فإن الله لم يكن لينسي شيئا"، وتلا: (وما كان ربك نسيا) (مريم: 64). رواه الحاكم عن أبي الدرداء وصححه، وأخرجه البزار.
    وقال: "إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدودًا فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها" أخرجه الداراقطني عن أبي ثعلبة الخشني. وحسنه الحافظ أبو بكر السمعاني في أماليه، والنووي في الأربعين.
    وإذا كانت هذه هي القاعدة فما هي النصوص والأدلة التي استند إليها القائلون بتحريم الغناء، وما موقف المجيزين منها.

    أدلة المحرمين للغناء ومناقشتها
    استدل المحرمون بما روي عن ابن مسعود وابن عباس وبعض التابعين: أنهم حرموا الغناء محتجين بقول الله تعالي: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين). (لقمان: 6) وفسروا لهو الحديث بالغناء.
    قال ابن حزم: ولا حجة في هذا لوجوه:
    أحدها: أنه لا حجة لأحد دون رسول الله -صلي الله عليه وسلم-.
    والثاني: أنه قد خالفهم غيرهم من الصحابة والتابعين.
    والثالث: أن نص الآية يبطل احتجاجهم بها؛ لأن الآية فيها: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوًا) وهذه صفة من فعلها كان كافرًا بلا خلاف، إذ اتخذ سبيل الله هزوًا.

    ولو أن امرأ اشتري مصحفًا ليضل به عن سبيل الله ويتخذه هزوا لكان كافرًا ! فهذا هو الذي ذم الله تعالي، وما ذم قط عز وجل من اشتري لهو الحديث ليتلهي به ويروح نفسه لا ليضل عن سبيل الله تعالي. فبطل تعلقهم بقول كل من ذكرنا وكذلك من اشتغل عامدًا عن الصلاة بقراءة القرآن أو بقراءة السنن، أو بحديث يتحدث به، أو بنظر في ماله أو بغناء أو بغير ذلك، فهو فاسق عاص لله تعالي، ومن لم يضيع شيئًا من الفرائض اشتغالاً بما ذكرنا فهو محسن. (المحلي لابن حزم (9/60) ط المنيرية). أ هـ.

    واستدلوا بقوله تعالي في مدح المؤمنين: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) (القصص: 55). والغناء من اللغو فوجب الإعراض عنه.
    ويجاب بأن الظاهر من الآية أن اللغو: سفه القول من السب والشتم ونحو ذلك، وبقية الآية تنطق بذلك. قال تعالي: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) (القصص: 55)، فهي شبيهة بقوله تعالي في وصف عباد الرحمن: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا). (الفرقان: 63).
    ولو سلمنا أن اللغو في الآية يشمل الغناء لوجدنا الآية تستحب الإعراض عن سماعه وتمدحه، وليس فيها ما يوجب ذلك.
    وكلمة اللغو ككلمة الباطل تعني ما لا فائدة فيه، وسماع ما لا فائدة فيه ليس محرمًا ما لم يضيع حقًا أو يشغل عن واجب.

    روي عن ابن جريج أنه كان يرخص في السماع فقيل له: أيؤتي به يوم القيامة في جملة حسناتك أو سيئاتك ؟ فقال: لا في الحسنات ولا في السيئات؛ لأنه شبيه باللغو، قال تعالي: (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم). (البقرة: 225، والمائدة: 89).
    قال الإمام الغزالي: (إذا كان ذكر اسم الله تعالي علي الشيء علي طريق القسم من غير عقد عليه ولا تصميم، والمخالفة فيه، مع أنه لا فائدة فيه، لا يؤاخذ به، فكيف يؤاخذ بالشعر والرقص ؟!). (إحياء علوم الدين. كتاب السماع ص 1147 ط دار الشعب بمصر).
    علي أننا نقول: ليس كل غناء لغوا؛ إنه يأخذ حكمه وفق نية صاحبه، فالنية الصالحة تحيل اللهو قربة، والمزح طاعة، والنية الخبيثة تحبط العمل الذي ظاهره العبادة وباطنه الرياء: "إن الله لا ينظر إلي صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلي قلوبكم وأعمالكم". (رواه مسلم من حديث أبي هريرة، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم ظلم المسلم).

    وننقل هنا كلمة جيدة قالها ابن حزم في "المحلي" ردًا علي الذين يمنعون الغناء قال: (احتجوا فقالوا: من الحق الغناء أم من غير الحق ؟ ولا سبيل إلي قسم ثالث، وقد قال الله تعالي: (فماذا بعد الحق إلا الضلال) (يونس: 32). فجوابنا وبالله التوفيق: أن رسول الله –صلي الله عليه وسلم- قال: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي" (متفق عليه من حديث عمر بن الخطاب، وهو أول حديث في صحيح البخاري). فمن نوي باستماع الغناء عونًا علي معصية الله فهو فاسق وكذلك كل شيء غير الغناء، ومن نوي به ترويح نفسه ليقوي بذلك علي طاعة الله عز وجل، وينشط نفسه بذلك علي البر فهو مطيع محسن، وفعله هذا من الحق. ومن لم ينو طاعة ولا معصية فهو لغو معفو عنه، كخروج الإنسان إلي بستانه، وقعوده علي باب داره متفرجًا، وصبغه ثوبه لازورديًا أو أخضر أو غير ذلك ومد ساقه وقبضها، وسائر أفعاله). (المحلي. 9/60).

    جـ- واستدلوا بحديث: "كل لهو يلهو به المؤمن فهو باطل إلا ثلاثة: ملاعبة الرجل أهله، وتأديبه فرسه، ورميه عن قوسه" رواه أصحاب السنن الأربعة، وفيه اضطراب، والغناء خارج عن هذه الثلاثة.
    وأجاب المجوزون بضعف الحديث، ولو صح لما كان فيه حجة، فإن قوله: "فهو باطل" لا يدل علي التحريم بل يدل علي عدم الفائدة. فقد ورد عن أبي الدرداء قوله: إني لأستجم نفسي بالشيء من الباطل ليكون أقوي لها علي الحق. علي أن الحصر في الثلاثة غير مراد، فإن التلهي بالنظر إلي الحبشة وهم يرقصون في المسجد النبوي خارج عن تلك الأمور الثلاثة، وقد ثبت في الصحيح. ولا شك أن التفرج في البساتين وسماع أصوات الطيور، وأنواع المداعبات مما يلهو به الرجل، ولا يحرم عليه شيء منها، وإن جاز وصفه بأنه باطل.

    واستدلوا بالحديث الذي رواه البخاري -معلقا- عن أبي مالك أو أبي عامر الأشعري -شك من الراوي- عن النبي -عليه السلام- قال: "ليكونن قوم من أمتي يستحلون الحر (الحر: أي الفرج والمعني يستحلون الزني). والحرير والخمر والمعازف". والمعازف: الملاهي، أو آلات العزف.
    والحديث وإن كان في صحيح البخاري، إلا أنه من "المعلقات" لا من "المسندات المتصلة" ولذلك رده ابن حزم لانقطاع سنده، ومع التعليق فقد قالوا: إن سنده ومتنه لم يسلما من الاضطراب، فسنده يدور علي (هشام بن عمار) (انظر: الميزان وتهذيب التهذيب). وقد ضعفه الكثيرون.
    ورغم ما في ثبوته من الكلام، ففي دلالته كلام آخر؛ إذ هو غير صريح في إفادة حرمة "المعازف" فكلمة "يستحلون" –كما ذكر ابن العربي- لها معنيان: أحدهما: يعتقدون أن ذلك حلال، والثاني: أن يكون مجازًا عن الاسترسال في استعمال تلك الأمور، إذ لو كان المقصود بالاستحلال: المعني الحقيقي، لكان كفرًا.

    ولو سلمنا بدلالتها علي الحرمة لكان المعقول أن يستفاد منها تحريم المجموع، لا كل فرد منها، فإن الحديث في الواقع ينعي علي أخلاق طائفة من الناس انغمسوا في الترف والليالي الحمراء وشرب الخمور. فهم بين خمر ونساء، ولهو وغناء، وخز وحرير. ولذا روي ابن ماجة هذا الحديث عن أبي مالك الأشعري بلفظ: "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير"، وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه.

    هـ- واستدلوا بحديث: "إن الله تعالي حرم القينة (أي الجارية) وبيعها وثمنها وتعليمها".
    والجواب عن ذلك:
    أولا: أن الحديث ضعيف.
    ثانيا: قال الغزالي: المراد بالقينة الجارية التي تغني للرجال في مجلس الشرب، وغناء الأجنبية للفساق ومن يخاف عليهم الفتنة حرام، وهم لا يقصدون بالفتنة إلا ما هو محظور. فأما غناء الجارية لمالكها، فلا يفهم تحريمه من هذا الحديث. بل لغير مالكها سماعها عند عدم الفتنة، بدليل ما روي في الصحيحين من غناء الجاريتين في بيت عائشة رضي الله تعالي عنها. (الإحياء ص 1148) وسيأتي.

    ثالثا: كان هؤلاء القيان المغنيات يكون عنصرًا هامًا من نظام الرقيق، الذي جاء الإسلام بتصفيته تدريجيًا، فلم يكن يتفق وهذه الحكمة إقرار بقاء هذه الطبقة في المجتمع الإسلامي، فإذا جاء حديث بالنعي علي امتلاك "القينة" وبيعها، والمنع منه، فذلك لهدم ركن من بناء "نظام الرق" العتيد.
    واستدلوا بما روي نافع أن ابن عمر سمع صوت زمارة راع فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحلته عن الطريق، وهو يقول: يا نافع، أتسمع ؟ فأقول: نعم، فيمضي، حتي قلت: لا. فرفع يده وعدل راحلته إلي الطريق وقال: "رأيت رسول الله يسمع زمارة راع فصنع مثل هذا" رواه أحمد وأبو داود وابن ماجة.
    والحديث قال عنه أبو داود: حديث منكر.

    ولو صح لكان حجة علي المحرمين لا لهم. فلو كان سماع المزمار حرامًا ما أباح النبي -صلي الله عليه وسلم- لابن عمر سماعه، ولو كان عند ابن عمر حرامًا ما أباح لنافع سماعه، ولأمر عليه السلام بمنع وتغيير هذا المنكر، فإقرار النبي -صلي الله عليه وسلم- لابن عمر دليل علي أنه حلال.
    وإنما تجنب عليه السلام سماعه كتجنبه أكثر المباح من أمور الدنيا كتجنبه الأكل متكئًا وأن يبيت عنده دينار أو درهم .... إلخ.

    واستدلوا أيضًا لما روي: "إن الغناء ينبت النفاق في القلب" ولم يثبت هذا حديثًا عن النبي -صلي الله عليه وسلم-، وإنما ثبت قولاً لبعض الصحابة، فهو رأي لغير معصوم خالفه فيه غيره، فمن الناس من قال -وبخاصة الصوفية- إن الغناء يرقق القلب، ويبعث الحزن والندم علي المعصية، ويهيج الشوق إلي الله تعالي، ولهذا اتخذوه وسيلة لتجديد نفوسهم، وتنشيط عزائمهم، وإثارة أشواقهم، قالوا: وهذا أمر لا يعرف إلا بالذوق والتجربة والممارسة، ومن ذاق عرف، وليس الخبر كالعيان.

    علي أن الإمام الغزالي جعل حكم هذه الكلمة بالنسبة للمغني لا للسامع، إذ كان غرض المغني أن يعرض نفسه علي غيره ويروج صوته عليه، ولا يزال ينافق ويتودد إلي الناس ليرغبوا في غنائه. ومع هذا قال الغزالي: وذلك لا يوجب تحريمًا، فإن لبس الثياب الجميلة، وركوب الخيل المهلجة، وسائر أنواع الزينة، والتفاخر بالحرث والأنعام والزرع وغير ذلك، ينبت النفاق في القلب، ولا يطلق القول بتحريم ذلك كله، فليس السبب في ظهور النفاق في القلب المعاصي فقط، بل المباحات التي هي مواقع نظر الخلق أكثر تأثيرًا (الإحياء ص 1151) .

    واستدلوا علي تحريم غناء المرأة خاصة، بما شاع عند بعض الناس من أن صوت المرأة عورة. وليس هناك دليل ولا شبه دليل من دين الله علي أن صوت المرأة عورة، وقد كان النساء يسألن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- في ملأ من أصحابه وكان الصحابة يذهبون إلي أمهات المؤمنين ويستفتونهن ويفتينهم ويحدثنهم، ولم يقل أحد: إن هذا من عائشة أو غيرها كشف لعورة يجب أن تستر.
    فإن قالوا: هذا في الحديث العادي لا في الغناء، قلنا: روي الصحيحان أن النبي سمع غناء الجاريتين ولم ينكر عليهما، وقال لأبي بكر: دعهما. وقد سمع ابن جعفر وغيره من الصحابة والتابعين الجواري يغنين.

    والخلاصة: أن النصوص التي استدل بها القائلون بالتحريم إما صحيح غير صريح، أو صريح غير صحيح. ولم يسلم حديث واحد مرفوع إلي رسول الله يصلح دليلاً للتحريم، وكل أحاديثهم ضعفها جماعة من الظاهرية والمالكية والحنابلة والشافعية.
    قال القاضي أبو بكر بن العربي في كتاب "الأحكام": لم يصح في التحريم شيء.
    وكذا قال الغزالي وابن النحوي في العمدة.
    وقال: ابن طاهر: لم يصح منها حرف واحد.
    وقال ابن حزم: كل ما رُوي فيها باطل وموضوع.

    أدلة المجيزين للغناء:
    تلك هي أدلة المحرمين، وقد سقطت واحدًا بعد الآخر، ولم يقف دليل منها علي قدميه، وإذا انتفت أدلة التحريم بقي حكم الغناء علي أصل الإباحة بلا شك، ولو لم يكن معنا نص أو دليل واحد علي ذلك غير سقوط أدلة التحريم. فكيف ومعنا نصوص الإسلام الصحيحة الصريحة، وروحه السمحة، وقواعده العامة، ومبادئه الكلية ؟
    وهاك بيانها:

    أولا: من حيث النصوص:
    استدلوا بعدد من الأحاديث الصحيحة، منها: حديث غناء الجاريتين في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم- عند عائشة، وانتهار أبي بكر لهما، وقوله: مزمور الشيطان في بيت النبي -صلي الله عليه وسلم-، وهذا يدل علي أنهما لم تكونا صغيرتين كما زعم بعضهم، فلو صح ذلك لم تستحقا غضب أبي بكر إلي هذا الحد.

    والمعول عليه هنا هو رد النبي -صلي الله عليه وسلم- علي أبي بكر -رضي الله عنه- وتعليله: أنه يريد أن يعلم اليهود أن في ديننا فسحة، وأنه بعث بحنيفية سمحة. وهو يدل علي وجوب رعاية تحسين صورة الإسلام لدي الآخرين، وإظهار جانب اليسر والسماحة فيه.
    وقد روي البخاري وأحمد عن عائشة أنها زفت امرأة إلي رجل من الأنصار فقال النبي -صلي الله عليه وسلم-: "يا عائشة، ما كان معهم من لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو".
    وروي ابن ماجة عن ابن عباس قال: أنكحت عائشة ذات قرابة لها من الأنصار فجاء رسول الله فقال: "أهديتم الفتاة ؟" قالوا: نعم قال: "أرسلتم معها من يغني ؟" قالت: لا. فقال رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "إن الأنصار قوم فيهم غزل، فلو بعثتم معها من يقول: أتيناكم أتيناكم .. فحيانا وحياكم ؟!

    وروي النسائي والحاكم وصححه عن عامر بن سعد قال: دخلت علي قرظة بن كعب وأبي مسعود الأنصاري في عرس، وإذا جوار يغنين. فقلت: أي صاحبي رسول الله أهل بدر يفعل هذا عندكم ؟! فقالا: اجلس إن شئت فاستمع معنا، وإن شئت فاذهب، فإنه قد رخص لنا اللهو عند العرس.
    وروي ابن حزم بسنده عن ابن سيرين: أن رجلاً قدم المدينة بجوار فأتي عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن فغنت، وابن عمر يسمع، فاشتراها ابن جعفر بعد مساومة، ثم جاء الرجل إلي ابن عمر فقال: يا أبا عبد الرحمن، غبنت بسبعمائة درهم ! فأتي ابن عمر إلي عبد الله بن جعفر فقال له: إنه غبن بسبعمائة درهم، فإما أن تعطيها إياه، وإما أن ترد عليه بيعه، فقال: بل نعطيه إياها. قال ابن حزم: فهذا ابن عمر قد سمع الغناء وسعي في بيع المغنية، وهذا إسناد صحيح لا تلك الأسانيد الملفقة الموضوعة.

    واستدلوا بقوله تعالي: (وإذا رأوا تجارة أو لهو انفضوا إليها وتركوك قائمًا قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين). (الجمعة: 11).
    فقرن اللهو بالتجارة، ولم يذمهما إلا من حيث شغل الصحابة بهما -بمناسبة قدوم القافلة وضرب الدفوف فرحًا بها- عن خطبة النبي -صلي الله عليه وسلم-، وتركه قائمًا.
    واستدلوا بما جاء عن عدد من الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم باشروا السماع بالفعل أو أقروه. وهم القوم يقتدي بهم فيهتدي.
    واستدلوا لما نقله غير واحد من الإجماع علي إباحة السماع، كما سنذكره بعد.
    للحديث صلة
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  22. #22
    وثانيا: من حيث روح الإسلام وقواعده:
    لا شيء في الغناء إلا أنه من طيبات الدنيا التي تستلذها الأنفس، وتستطيبها العقول، وتستحسنها الفطر، وتشتهيها الأسماع، فهو لذة الأذن، كما أن الطعام الهنيء لذة المعدة، والمنظر الجميل لذة العين، والرائحة الذكية لذة الشم ... إلخ، فهل الطيبات أي المستلذات حرام في الإسلام أم حلال ؟
    من المعروف أن الله تعالي كان قد حرم علي بني إسرائيل بعض طيبات الدنيا عقوبة لهم علي سوء ما صنعوا، كما قال تعالي: (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم وبصدهم عن سبيل الله كثيرًا. وأخذهم الربا وقد نهو عنه وأكلهم أموال الناس بالباطل) (النساء: 160، 161). فلما بعث الله محمدًا –صلي الله عليه وسلم- جعل عنوان رسالته في كتب الأولين (الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم). (الأعراف: 157).

    فلم يبق في الإسلام شيء طيب أي تستطيبه الأنفس والعقول السليمة إلا أحله الله، رحمة بهذه الأمة لعموم رسالتها وخلودها. قال تعالي: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات). (المائدة: 4).
    ولم يبح الله لواحد من الناس أن يحرم علي نفسه أو علي غيره شيئًا من الطيبات مما رزق الله مهما يكن صلاح نيته أو ابتغاء وجه الله فيه، فإن التحليل والتحريم من حق الله وحده، وليس من شأن عباده، قال تعالي: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالاً قل آلله أذن لكم أم علي الله تفترون) (يونس: 59). وجعل سبحانه تحريم ما أحله من الطيبات كإحلال ما حرم من المنكرات، كلاهما يجلب سخط الله وعذابه، ويردي صاحبه في هاوية الخسران المبين، والضلال البعيد، قال جل شأنه ينعي علي من فعل ذلك من أهل الجاهلية: (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفهًا بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء علي الله قد ضلوا وما كانوا مهتدين). (الأنعام: 140).

    ولو تأملنا لوجدنا حب الغناء والطرب للصوت الحسن يكاد يكون غريزة إنسانية وفطرة بشرية، حتي إننا لنشاهد الصبي الرضيع في مهده يسكته الصوت الطيب عن بكائه، وتنصرف نفسه عما يبكيه إلي الإصغاء إليه ولذا تعودت الأمهات والمرضعات والمربيات الغناء للأطفال منذ زمن قديم، بل نقول: إن الطيور والبهائم تتأثر بحسن الصوت والنغمات الموزونة حتي قال الغزالي في الإحياء: (من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال، بعيد عن الروحانية، زائد في غلظ الطبع وكثافته علي الجمال والطيور وجميع البهائم، إذ الجمل مع بلادة طبعه يتأثر بالحداء تأثرًا يستخف معه الأحمال الثقيلة، ويستقصر -لقوة نشاطه في سماعه- المسافات الطويلة، وينبعث فيه من النشاط ما يسكره ويولهه. فتري الإبل إذا سمعت الحادي تمد أعناقها، وتصغي إليه ناصبة آذانها، وتسرع في سيرها، حتي تتزعزع عليها أحمالها ومحاملها) .

    وإذا كان حب الغناء غريزة وفطرة فهل جاء الدين لمحاربة الغرائز والفطر والتنكيل بها ؟ كلا، إنما جاء لتهذيبها والسمو بها، وتوجيهها التوجيه القويم، قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: إن الأنبياء قد بعثوا بتكميل الفطرة وتقريرها لا بتبديلها وتغييرها.
    ومصداق ذلك أن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "ما هذان اليومان؟" قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية: فقال عليه السلام: "إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحي ويوم الفطر" رواه أحمد وأبو داود والنسائي.

    وقالت عائشة: "لقد رأيت النبي يسترني بردائه، وأنا أنظر إلي الحبشة يلعبون في المسجد، حتي أكون أنا التي أسأمه -أي اللعب- فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة علي اللهو".
    وإذا كان الغناء لهوا ولعبًا فليس اللهو واللعب حرامًا، فالإنسان لا صبر له علي الجد المطلق والصرامة الدائمة.

    قال النبي -صلي الله عليه وسلم- لحنظلة -حين ظن نفسه قد نافق لمداعبته زوجه وولده وتغير حاله في بيته عن حاله مع رسول الله -صلي الله عليه وسلم-: "يا حنظلة، ساعة وساعة" رواه مسلم.
    وقال علي بن أبي طالب: روحوا القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا أكرهت عميت.
    وقال كرم الله وجهه: إن القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكمة.
    وقال أبو الدرداء: إني لأستجم نفسي بالشيء من اللهو ليكون أقوي لها علي الحق.

    وقد أجاب الإمام الغزالي عمن قال: إن الغناء لهو ولعب بقوله: (هو كذلك، ولكن الدنيا كلها لهو ولعب ... وجميع المداعبة مع النساء لهو، إلا الحراثة التي هي سبب وجود الولد، وكذلك المزح الذي لا فحش فيه حلال، نقل ذلك عن رسول الله -صلي الله عليه وسلم- وعن الصحابة.
    وأي لهو يزيد علي لهو الحبشة والزنوج في لعبهم، فقد ثبت بالنص إباحته. علي أني أقول: اللهو مروح للقلب، ومخفف عنه أعباء الفكر، والقلوب إذا أكرهت عميت، وترويحها إعانة لها علي الجد، فالمواظب علي التفكر مثلاً ينبغي أن يتعطل يوم الجمعة؛ لأن عطلة يوم تساعد علي النشاط في سائر الأيام، والمواظب علي نوافل الصلوات في سائر الأوقات ينبغي أن يتعطل في بعض الأوقات، ولأجله كرهت الصلاة في بعض الأوقات، فالعطلة معونة علي العمل، اللهو معين علي الجد ولا يصبر علي الجد المحض، والحق المر، إلا نفوس الأنبياء عليهم السلام، فاللهو دواء القلب من داء الإعياء، فينبغي أن يكون مباحًا، ولكن لا ينبغي أن يستكثر منه، كما لا يستكثر من الدواء. فإذًا اللهو علي هذه النية يصير قربة، هذا في حق من لا يحرك السماع من قلبه صفة محمودة يطلب تحريكها، بل ليس له إلا اللذة والاستراحة المحضة، فينبغي أن يستحب له ذلك، ليتوصل به إلي المقصود الذي ذكرناه. نعم هذا يدل علي نقصان عن ذروة الكمال، فإن الكامل هو الذي لا يحتاج أن يروح نفسه بغير الحق، ولكن حسنات الأبرار سيئات المقربين، ومن أحاط بعلم علاج القلوب، ووجوه التلطف بها، وسياقتها إلي الحق، علم قطعًا أن ترويحها بأمثال هذه الأمور دواء نافع لا غني عنه) انتهي كلام الغزالي (الإحياء: كتاب السماع ص 1152، 1153)، وهو كلام نفيس يعبر عن روح الإسلام الحقة.
    القائلون بإجازة الغناء:
    تلك هي الأدلة المبيحة للغناء من نصوص الإسلام وقواعده، فيها الكفاية كل الكفاية ولو لم يقل بموجبها قائل، ولم يذهب إلي ذلك فقيه، فكيف وقد قال بموجبها الكثيرون من صحابة وتابعين وأتباع وفقهاء ؟
    وحسبنا أن أهل المدينة -علي ورعهم- والظاهرية- علي حرفيتهم وتمسكهم بظواهر النصوص -والصوفية- علي تشددهم وأخذهم بالعزائم دون الرخص- روي عنهم إباحة الغناء.
    قال الإمام لشوكاني في "نيل الأوطار": (ذهب أهل المدينة ومن وافقهم من علماء الظاهر، وجماعة الصوفية، إلي الترخيص في الغناء، ولو مع العود واليراع. وحكي الأستاذ أبو منصور البغدادي الشافعي في مؤلفه في السماع: أن عبد الله بن جعفر كان لا يري بالغناء بأسًا، ويصوغ الألحان لجواريه، ويسمعها منهن على أوتاره. وكان ذلك في زمن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه.
    وحكي الأستاذ المذكور مثل ذلك أيضًا عن القاضي شريح، وسعيد بن المسيب، وعطاء بن أبي رباح، والزهري، والشعبي) .

    وقال إمام الحرمين في النهاية، وابن أبي الدنيا: (نقل الأثبات من المؤرخين: أن عبد الله بن الزبير كان له جوار عوادات، وأن ابن عمر دخل إليه وإلي جنبه عود، فقال: ما هذا يا صاحب رسول الله ؟! فناوله إياه، فتأمله ابن عمر فقال: هذا ميزان شامي ؟ قال ابن الزبير: يوزن به العقول !) .
    وروي الحافظ أبو محمد بن حزم في رسالة في السماع بسنده إلي ابن سيرين قال: (إن رجلاً قدم المدينة بجوار فنزل علي ابن عمر، وفيهن جارية تضرب. فجاء رجل فساومه، فلم يهو فيهن شيئًا. قال: انطلق إلي رجل هو أمثل لك بيعًا من هذا. قال: من هو ؟ قال: عبد الله بن جعفر .. فعرضهن عليه، فأمر جارية منهن، فقال لها: خذي العود، فأخذته، فغنت، فبايعه ثم جاء ابن عمر ... إلخ. القصة) .

    وروي صاحب "العقد" العلامة الأديب أبو عمر الأندلسي: أن عبد الله بن عمر دخل علي ابن جعفر فوجد عنده جارية في حجرها عود، ثم قال لابن عمر: هل تري بذلك بأسًا ؟ قال: لا بأس بهذا، وحكي الماوردي عن معاوية وعمرو بن العاص: أنهما سمعًا العود عند ابن جعفر، وروي أبو الفرج الأصبهاني: أن حسان بن ثابت سمع من عزة الميلاء الغناء المزهر بشعر من شعره.
    وذكر أبو العباس المبرد نحو ذلك. والمزهر عند أهل اللغة: العود.
    وذكر الأدفوي أن عمر بن عبد العزيز كان يسمع جواريه قبل الخلافة. ونقل ابن السمعاني الترخيص عن طاووس، ونقله ابن قتيبة وصاحب الإمتاع عن قاضي المدينة سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن الزهري من التابعين. ونقله أبو يعلي الخليلي في الإرشاد عن عبد العزيز بن سلمة الماجشون مفتي المدينة.

    وحكي الروياني عن القفال أن مذهب مالك بن أنس إباحة الغناء بالمعازف، وحكي الأستاذ أبو منصور الفوراني عن مالك جواز العود، وذكر أبو طالب المكي في قوت القلوب عن شعبة أنه سمع طنبورًا في بيت المنهال بن عمروا المحدث المشهور.
    وحكي أبو الفضل بن طاهر في مؤلفه في السماع أنه لا خلاف بين أهل المدينة في إباحة العود.
    قال ابن النحوي في العمدة: (وقال ابن طاهر: هو إجماع أهل المدينة. قال ابن طاهر: وإليه ذهبت الظاهرية قاطبة. قال الأدفوي: لم يختلف النقلة في نسبة الضرب إلي إبراهيم بن سعد المتقدم الذكر وهو ممن أخرج له الجماعة كلهم.

    وحكي الماوردي إباحة العود عن بعض الشافعية، وحكاه أبو الفضل بن طاهر عن أبي إسحاق الشيرازي، وحكاه الإسنوي في "المهمات" عن الروياني والماوردي، ورواه ابن النحوي عن الأستاذ أبي منصور وحكاه ابن الملقن في العمدة عن ابن طاهر، وحكاه الأدفوي عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وحكاه صاحب الإمتاع عن أبي بكر بن العربي، وجزم بالإباحة الأدفوي.

    هؤلاء جميعًا قالوا بتحليل السماع مع آلة من الآلات المعروفة -أي آلات الموسيقي- وأما مجرد الغناء من غير آلة فقال الأدفوي في الإمتاع: إن الغزالي في بعض تآليفه الفقهية نقل الاتفاق علي حله، ونقل ابن طاهر إجماع الصحابة والتابعين عليه، ونقل التاج الفزاري وابن قتيبة إجماع أهل الحرمين عليه، ونقل ابن طاهر وابن قتيبة أيضًا إجماع أهل المدينة عليه، وقال الماوردي: لم يزل أهل الحجاز يرخصون فيه في أفضل أيام السنة المأمور فيها بالعبادة والذكر. قال ابن النحوي في العمدة: وقد روي الغناء وسماعه عن جماعة من الصحابة والتابعين، فمن الصحابة عمر -كما رواه ابن عبد البر وغيره- وعثمان- كما نقله الماوردي وصاحب البيان والرافعي -وعبد الرحمن بن عوف- كما رواه ابن أبي شيبة- وأبو عبيدة بن الجراح- كما أخرجه البيهقي- وسعد بن أبي وقاص- كما أخرجه بن قتيبة- وأبو مسعود الأنصاري- كما أخرجه البيهقي- وبلال وعبد الله بن الأرقم وأسامة بن زيد- كما أخرجه البيهقي أيضا- وحمزة كما في الصحيح- وابن عمر- كما أخرجه ابن طاهر- والبراء بن مالك- كما أخرجه أبو نعيم- وعبد الله بن جعفر- كما رواه ابن عبد البر- وعبد الله بن الزبير- كما نقل أبو طالب المكي- وحسان- كما رواه أبو الفرج الأصبهاني- وعبد الله بن عمرو- كما رواه الزبير بن بكار- وقرظة بن كعب- كما رواه ابن قتيبة- وخوات بن جبير ورباح المعترف- كما أخرجه صاحب الأغاني- والمغيرة بن شعبة- كما حكاه أبو طالب المكي- وعمرو بن العاص- كما حكاه الماوردي- وعائشة والربيع- كما في صحيح البخاري وغيره.

    وأما التابعون فسعيد بن المسيب وسالم بن عبد الله بن عمر وابن حسان وخارجة بن زيد وشريح القاضي وسعيد بن جبير وعامر الشعبي وعبد الله بن أبي عتيق وعطاء بن أبي رباح ومحمد بن شهاب الزهري وعمر بن عبد العزيز وسعد بن إبراهيم الزهري.
    وأما تابعوهم فخلق لا يحصون منهم الأئمة الأربعة وابن عيينة وجمهور الشافعية) . انتهي كلام ابن النحوي. هذا كله ذكره الشوكاني في نيل الأوطار (جـ 8/264-266) .

    قيود وشروط لابد من مراعاتها:
    ولا ننسي أن نضيف إلي هذه الفتوي قيودًا لابد من مراعاتها في سماع الغناء.
    فقد أشرنا في أول البحث إلي أنه ليس كل غناء مباحًا، فلابد أن يكون موضوعه متفقًا مع أدب الإسلام وتعاليمه.
    فالأغنية التي تقول: "الدنيا سيجارة وكاس" مخالفة لتعاليم الإسلام الذي يجعل الخمر رجسًا من عمل الشيطان ويلعن شارب "الكأس" عاصرها وبائعها وحاملها وكل من أعان فيها بعمل. والتدخين أيضًا آفة ليس وراءها إلا ضرر الجسم والنفس والمال.

    والأغاني التي تمدح الظلمة والطغاة والفسقة من الحكام الذين ابتليت بهم أمتنا، مخالفة لتعاليم الإسلام، الذي يلعن الظالمين، وكل من يعينهم، بل من يسكت عليهم، فكيف بمن يمجدهم ؟!
    والأغنية التي تمجد صاحب العيون الجريئة أو صاحب العيون جريئة أغنية تخالف أدب الإسلام الذي ينادي كتابه: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم … وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) (النور: 30، 31). ويقول –صلي الله عليه وسلم- يا علي : "لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولي وليست لك الآخرة".

    ثم إن طريقة الأداء لها أهميتها، فقد يكون الموضوع لا بأس به ولا غبار عليه، ولكن طريقة المغني أو المغنية في أدائه بالتكسر في القول، وتعمد الإثارة، والقصد إلي إيقاظ الغرائز الهاجعة، وإغراء القلوب المريضة- ينقل الأغنية من دائرة الإباحة إلي دائرة الحرمة أو الشبهة أو الكراهة من مثل ما يذاع علي الناس ويطلبه المستمعون والمستمعات من الأغاني التي تلح علي جانب واحد، هو جانب الغريزة الجنسية وما يتصل بها من الحب والغرام، وإشعالها بكل أساليب الإثارة والتهيج، وخصوصًا لدي الشباب والشابات.

    إن القرآن يخاطب نساء النبي فيقول: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض) . فكيف إذا كان مع الخضوع في القول الوزن والنغم والتطريب والتأثير ؟!
    ومن ناحية ثالثة يجب ألا يقترن الغناء بشيء محرم، كشرب الخمر أو التبرج أو الاختلاط الماجن بين الرجال والنساء، بلا قيود ولا حدود، وهذا هو المألوف في مجالس الغناء والطرب من قديم. وهي الصورة المائلة في الأذهان عند ما يذكر الغناء، وبخاصة غناء الجواري والنساء.

    وهذا ما يدل عليه الحديث الذي رواه ابن ماجة وغيره: "ليشربن ناس من أمتي الخمر، يسمونها بغير اسمها، يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير".
    وأود أن أنبه هنا علي قضية مهمة، وهي أن الاستماع إلي الغناء في الأزمنة الماضية كان يقتضي حضور مجلس الغناء، ومخالطة المغنين والمغنيات وحواشيهم، وقلما كانت تسلم هذه المجالس من أشياء ينكرها الشرع، ويكرهها الدين.
    أما اليوم فيستطيع المرء أن يستمع إلي الأغاني وهو بعيد عن أهلها ومجالسها، وهذا لا ريب عنصر مخفف في القضية، ويميل بها إلي جانب الإذن والتيسير.

    هذا إلي أن الإنسان ليس عاطفة فحسب، والعاطفة ليست حبًا فقط، والحب لا يختص بالمرأة وحدها، والمرأة ليست جسدًا وشهوة لا غير، لهذا يجب أن نقلل من هذا السيل الغامر من الأغاني العاطفية الغرامية وأن يكون لدينا من أغانينا وبرامجنا وحياتنا كلها توزيع عادل، وموازنة مقسطة بين الدين والدنيا وفي الدنيا بين حق الفرد وحقوق المجتمع، وفي الفرد بين عقله وعاطفته، وفي مجال العاطفة بين عواطف الإنسانية كلها من حب وكره وغيره وحماسة وأبوة وأمومة وبنوة وأخوة وصداقة ... إلخ فلكل عاطفة حقها.

    أما الغلو والإسراف والمبالغة في إبراز عاطفة خاصة فذلك علي حساب العواطف الأخري، وعلي حساب عقل الفرد وروحه وإرادته، وعلي حساب المجتمع وخصائصه ومقوماته، وعلي حساب الدين ومثله وتوجيهاته.

    إن الدين حرم الغلو والإسراف في كل شيء حتي في العبادة فما بالك بالإسراف في اللهو وشغل الوقت به ولو كان مباحًا ؟!
    إن هذا دليل علي فراغ العقل والقلب من الواجبات الكبيرة، والأهداف العظيمة، ودليل علي إهدار حقوق كثيرة كان يجب أن تأخذ حظها من وقت الإنسان المحمود وعمره القصير، وما أصدق وأعمق ما قال ابن المقفع: (ما رأيت إسرافًا إلا وبجانبه حق مضيع) وفي الحديث: "لا يكون العاقل ظاعنًا إلا لثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم"، فلنقسم أوقاتنا بين هذه الثلاثة بالقسط ولنعلم أن الله سائل كل إنسان عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه ؟
    وبعد هذا الإيضاح تبقي هناك أشياء يكون كل مستمع فيها فقيه نفسه ومفتيها، فإذا كان الغناء أو نوع خاص منه يستثير غريزته، ويغريه بالفتنة، ويسبح به في شطحات الخيال، ويطغي فيه الجانب الحيواني علي الجانب الروحاني، فعليه أن يتجنبه حينئذ، ويسد الباب الذي تهب منه رياح الفتنة علي قلبه ودينه وخلقه فيستريح ويريح.

    تحذير من التساهل في إطلاق التحريم:
    ونختم بحثنا هذا بكلمة أخيرة نوجهها إلي السادة العلماء الذين يستخفون بكلمة "حرام" ويطلقون لها العنان في فتواهم إذا أفتوا، وفي بحوثهم إذا كتبوا، عليهم أن يراقبوا الله في قولهم ويعلموا أن هذه الكلمة "حرام" كلمة خطيرة: إنها تعني عقوبة الله علي الفعل وهذا أمر لا يعرف بالتخمين ولا بموافقة المزاج، ولا بالأحاديث الضعيفة، ولا بمجرد النص عليه في كتاب قديم، إنما يعرف من نص ثابت صريح، أو إجماع معتبر صحيح، وإلا فدائرة العفو والإباحة واسعة، ولهم في السلف الصالح أسوة حسنة.

    قال الإمام مالك رضي الله عنه: ما شيء أشد علي من أن أسأل عن مسألة من الحلال والحرام؛ لأن هذا هو القطع في حكم الله، ولقد أدركت أهل العلم والفقه ببلدنا، وإن أحدهم إذا سئل عن مسألة كأن الموت أشرف عليه، ورأيت أهل زماننا هذا يشتهون الكلام في الفتيا، ولو وقفوا علي ما يصيرون إليه غدًا لقللوا من هذا، وإن عمر بن الخطاب وعليًا وعامة خيار الصحابة كانت ترد عليهم المسائل -وهم خير القرون الذين بعث فيهم النبي -صلي الله عليه وسلم- فكانوا يجمعون أصحاب النبي -صلي الله عليه وسلم- ويسألون، ثم حينئذ يفتون فيها، وأهل زماننا قد هذا صار فخرهم، فبقدر ذلك يفتح لهم من العلم قال: ولم يكن من أمر الناس ولا من مضي من سلفنا الذين يقتدي بهم، ومعول الإسلام عليهم، أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، ولكن يقول: أنا أكره كذا وأري كذا، وأما "حلال" و "حرام" فهذا الافتراء علي الله. أما سمعت قول الله تعالي: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حرامًا وحلالاً قل آلله أذن لكم أم علي الله تفترون) يونس: 59؛ لأن الحلال ما حلله الله ورسوله والحرام ما حرماه.
    ونقل الإمام الشافعي في "الأم" عن الإمام أبي يوسف صاحب أبي حنيفة قال:
    (أدركت مشايخنا من أهل العلم يكرهون في الفتيا أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام، إلا ما كان في كتاب الله عز وجل بينا بلا تفسير.

    وحدثنا ابن السائب عن ربيع بن خيثم -وكان أفضل التابعين- أنه قال: إياكم أن يقول الرجل: إن الله أحل هذا أو رضيه، فيقول الله له: لم أحل هذا ولم أرضه، ويقول: إن الله حرم هذا فيقول الله: كذبت لم أحرمه ولم أنه عنه ! وحدثنا بعض أصحابنا عن إبراهيم النخعي أنه حدث عن أصحابه أنهم كانوا إذا أفتوا بشيء أو نهوا عنه، قالوا: هذا مكروه، وهذا لا بأس به، فأما أن يقولوا: هذا حلال وهذا حرام فما أعظم هذا) .
    هذا ما ذكره القاضي أبو يوسف، ونقله الشافعي، ولم ينكر عليه هذا النقل ولا مضمونه بل أقره، وما كان ليقر مثله إلا إذا اعتقد صحته.
    وقال الله تعالي: (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون). (النحل: 116).
    والله أعلم
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  23. #23
    أحترم تفكيرك وسعة أفقك يا نورة نور الله بصائرنا بالحق أينما كان
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  24. #24
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    5,705
    أخي العقل الباطن ...

    لك أن تحترم وتحب من تشاء
    لكن في الدين لا يمكن لك إلا أن تذعن لقال الله وقال رسوله ..
    فأين تذهب بهذه النصوص الصريحة ؟؟
    وكون ابن حزم أو القرضاوي أجازا سماع المعازف فهو ليس مبررا ...فالحجة في قال الله وقال رسوله وهدي سلف الأمة من الصحابة ...
    أما القرضاوي فليس بحجة فقد ثبت عنه رد النصوص الصريحة الصحيحة لأنها تخالف العقل ....فمنهجه غير سليم وفي علماء السلف الكفاية

    روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف

    تعريف المعازف :

    "المعازف" جمع معزفة، وهي آلات الملاهي (1) ، وهي الآلة التي يعزف بها (2) ،

    وعن الجوهري رحمه الله أن المعازف هي الغناء و آلات اللهو (3).

    أدلة التحريم من الكتاب والسنة :

    قال الله تعالى في سورة لقمان : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله "- قال ابن عباس رضي الله عنهما : لهو الحديث الباطل والغناء (4)،

    - وقال مجاهد رحمه الله : اللهو الطبل (5) ،

    - وقال الحسن البصري رحمه الله : نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير

    - وقال السعدي رحمه الله : فدخل في هذا كل كلام محرم ، وكل لغو وباطل ، وهذيان

    من الأقوال المرغبة في الكفر والعصيان ، ومن أقوال الرادين على الحق المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق ، ومن غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب ، ومن غناء ومزامير شيطان ، ومن الماجريات الملهية التي لا نفع فيها في دين ولا دنيا (6).

    - قال ابن القيم رحمه الله: ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء:

    # فقد قال أبو الصهباء : سألت ابن مسعود عن قوله تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث " ، فقال : والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات - (صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود )
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  25. #25
    تاريخ التسجيل
    22-Jun-2005
    المشاركات
    547
    اولاً :
    تحيه اجلال وتقدير لــ صاحب الموضوع

    مثل هذه المواضيع تستفيق العقول النائمه التي دأبت ان تُسلم عقلها لــ غيرها ولا تُكلف نفسها ولو بشيء يسير من البحث والتحري حول امور دينه ..


    لذا وجدنا من عبد الاصنام في جزيره العرب سابقا ووجدنا في عصرنا الحالي من اجاز قتل النفس البريئه من ارهاب وغيره وربما سنجد افضع واشنع في المستقبل القريب ...


    حقيقه عندما اطلعت على الموضوع توقعت ردود والفاظ بذيئه لا لشيئ انما فقط لان الكثير يدافع بجهل تام ويعتقد ان الاسلام سعودي فقط ولا يتعرف ببيقية علماء هذه الائمه ..


    علماؤنا الافاضل نجلهم ونقدرهم وندعو لهم وابرز مايؤخذ عليهم
    ( باب سد الذرائع )
    مسائل خلافيه ويعلمون بذلك ونجدهم يحرمون بصيغة الجزم ولايتطرقون لمسائل الخلاف والامثله في ذلك كثير ..
    نحن في عصر الانفتاح وسهولة الحصول على المعلومه اتمنى من مشايخنا الاجلاء ان يخاطبو عقولنا ويمارسون الاقناع في مثل تلك المسائل الخلافيه قبل ان نفقد الثقه فيهم شيئاً فــ شيئاً

    ولنا في شيخنا الفاضل ( سلمان العوده ) خير برهان فهو بحق من اميز الاشخاص في توصيل الفتوى بطريقه سلسه ومقنعه


    اسأل الله التوفيق والثبات للجميع




    الاخ (( العقل الباطن ))
    اضافه اكثر من رائعه




    اخيرا :

    كل الشكر للاقلام الواعيه والتي وان اختلفت مع غيرها لا تنقصها ولا تسفهها




    الهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
    وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  26. #26
    تاريخ التسجيل
    10-May-2005
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    5,705
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحاسه السادسه مشاهدة المشاركة
    اولاً :

    تحيه اجلال وتقدير لــ صاحب الموضوع

    مثل هذه المواضيع تستفيق العقول النائمه التي دأبت ان تُسلم عقلها لــ غيرها ولا تُكلف نفسها ولو بشيء يسير من البحث والتحري حول امور دينه ..


    لذا وجدنا من عبد الاصنام في جزيره العرب سابقا ووجدنا في عصرنا الحالي من اجاز قتل النفس البريئه من ارهاب وغيره وربما سنجد افضع واشنع في المستقبل القريب ...


    حقيقه عندما اطلعت على الموضوع توقعت ردود والفاظ بذيئه لا لشيئ انما فقط لان الكثير يدافع بجهل تام ويعتقد ان الاسلام سعودي فقط ولا يتعرف ببيقية علماء هذه الائمه ..


    علماؤنا الافاضل نجلهم ونقدرهم وندعو لهم وابرز مايؤخذ عليهم
    ( باب سد الذرائع )
    مسائل خلافيه ويعلمون بذلك ونجدهم يحرمون بصيغة الجزم ولايتطرقون لمسائل الخلاف والامثله في ذلك كثير ..
    نحن في عصر الانفتاح وسهولة الحصول على المعلومه اتمنى من مشايخنا الاجلاء ان يخاطبو عقولنا ويمارسون الاقناع في مثل تلك المسائل الخلافيه قبل ان نفقد الثقه فيهم شيئاً فــ شيئاً

    ولنا في شيخنا الفاضل ( سلمان العوده ) خير برهان فهو بحق من اميز الاشخاص في توصيل الفتوى بطريقه سلسه ومقنعه

    اسأل الله التوفيق والثبات للجميع

    الاخ (( العقل الباطن ))
    اضافه اكثر من رائعه

    اخيرا :

    كل الشكر للاقلام الواعيه والتي وان اختلفت مع غيرها لا تنقصها ولا تسفهها

    الهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه

    وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه



    أخي الكريم ...
    الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتفكر والتدبر ...ولقد أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أن الإثم ما حاك في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس ...حتى لو أفتاك الناس بما تهوى نفسك ...

    أنا هنا أراك تخلط بعض الأمور ببعض ...من قال أن من يحرم الغناء أو يعمل بسد الذرائع أن إسلامه سعودي ؟؟
    هل الصحابة سعوديون ؟؟هل الإمام أحمد وابن تيمية وابن قدامة وابن القيم سعوديون ؟؟ هل آلاف العلمء في هذا العصر ممن هم على منهج السلف سعوديون ؟؟
    هل الألباني والحويني والمودودي ...سعوديون ؟؟
    ثم ما يضرنا أن من الله علينا بالمنهج السليم ؟؟هل من الغريب أن يكون أبناء الجزيرة العربية هم الأقرب والأصوب للمنهج الحق ...بل من العقل والمنطق أن نكون الأقرب لأسباب عدة منها سلامة اللغة وعدم تأثرنا بالمستعمر وقربنا لأقدس البقاع وسلوكنا منهج الأولين في فهم شرع رب العالمين ...فلما لا نكون الأفهم والأعلم والأسلم منهجا واتباعا ؟؟
    وفقنا الله جميعا لما يحب ربنا ويرضى ...

    أعود لأصل الموضوع فأقول ...هل تعتقد أن تحريم المعازف من باب سد الذرائع ؟؟من قال ذلك من علماء الأمة قاطبة ؟؟

    تحريم المعازف بالنص الصريح الثابت وبتفسير علماء الأمة من صحابة وتابعين ...
    ثم أيضا بالعقل والمنطق هل تظن أن يكون الغالبية الساحقة من علماء الأمة ممن حرم المعازف على خطأ والقرضاوي وابن حزم الظاهري رحمه الله على صواب ؟؟

    الله المستعان ...

    إن أردنا السلامة فعلينا بغرز العلماء الصادقين المتبعين فقط لا أن نتنقل بين من نشتهي بناء على تتبع زلات هؤلاء العلماء ...
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  27. #27
    تاريخ التسجيل
    8-May-2002
    الدولة
    الرياااااااااض
    المشاركات
    927
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azeiz مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم ...
    الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتفكر والتدبر ...ولقد أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أن الإثم ما حاك في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس ...حتى لو أفتاك الناس بما تهوى نفسك ...

    أنا هنا أراك تخلط بعض الأمور ببعض ...من قال أن من يحرم الغناء أو يعمل بسد الذرائع أن إسلامه سعودي ؟؟
    هل الصحابة سعوديون ؟؟هل الإمام أحمد وابن تيمية وابن قدامة وابن القيم سعوديون ؟؟ هل آلاف العلمء في هذا العصر ممن هم على منهج السلف سعوديون ؟؟
    هل الألباني والحويني والمودودي ...سعوديون ؟؟
    ثم ما يضرنا أن من الله علينا بالمنهج السليم ؟؟هل من الغريب أن يكون أبناء الجزيرة العربية هم الأقرب والأصوب للمنهج الحق ...بل من العقل والمنطق أن نكون الأقرب لأسباب عدة منها سلامة اللغة وعدم تأثرنا بالمستعمر وقربنا لأقدس البقاع وسلوكنا منهج الأولين في فهم شرع رب العالمين ...فلما لا نكون الأفهم والأعلم والأسلم منهجا واتباعا ؟؟
    وفقنا الله جميعا لما يحب ربنا ويرضى ...

    أعود لأصل الموضوع فأقول ...هل تعتقد أن تحريم المعازف من باب سد الذرائع ؟؟من قال ذلك من علماء الأمة قاطبة ؟؟

    تحريم المعازف بالنص الصريح الثابت وبتفسير علماء الأمة من صحابة وتابعين ...
    ثم أيضا بالعقل والمنطق هل تظن أن يكون الغالبية الساحقة من علماء الأمة ممن حرم المعازف على خطأ والقرضاوي وابن حزم الظاهري رحمه الله على صواب ؟؟

    الله المستعان ...

    إن أردنا السلامة فعلينا بغرز العلماء الصادقين المتبعين فقط لا أن نتنقل بين من نشتهي بناء على تتبع زلات هؤلاء العلماء ...[/CENTER]
    جزاك الله خير ...

    قال البخاري في صحيحه

    باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه




    وقال هشام بن عمار حدثنا صدقة بن خالد حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا عطية بن قيس الكلابي حدثنا عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله ما كذبني سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ... )) الحديث


    صحيح البخاري

    أخرجه البخاري حديث رقم 5268

    وأخرجه أبو داود السجستاني 446 ، و أخرجه ابن حبان 15155 ، و أخرجه البيهقي 3272 ، 10221 ، و أخرجه الطبراني 3282 ، و أخرجه الطبراني 1335



    المراد بالحر : أي الزنا .

    الخمر : معروف .

    المعازف : الآلات الموسيقية .

    الحرير : قماش معروف .
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  28. #28
    تاريخ التسجيل
    8-May-2002
    الدولة
    الرياااااااااض
    المشاركات
    927
    1- الغناء بالصوت بدون الآلات الموسيقية وهو الإنشاد جائز مادام أن أبياته ليس فيها فحش ولا حث على الفواحش , كالأناشيد التي فيها احتفاء بالضيف أو بالأعياد أو بقدوم عزيز أو انشاد الأبيات التي فيها معاني رفيعة من الخلق النبيل والرجولة فهذه لاشك في حلها ..

    أما حال الأغاني الآن والتي تحبب العلاقات المحرمة وتثير الشابات والشباب فهذه لاشك ولا ريب في حرمتها لمن لديه أدنى معرفة بالإسلام .



    2- استخدام الآلات الموسيقية , دلت الأدلة الصحيحة الصريحة على حرمتها , وجملة مااستدل به المخالفون - كما سردت الأخت من غث وسمين في مقالها - هي أحاديث وروايات بلا أسانيد جمعت جمعاً فقط , وجلها ضعيف وفيها ماهو موضوع وفيها ماهو موقوف على الصحابي أو التابعي وبدون إسناد أيضاً ممايجعلها في خانة الأحاديث الضعيفة والواهية والتي لايمكن أن تقف مع حديث واحد صحيح مجمع على صحته في البخاري أو مسلم .

    3- الغناء والموسيقى معا ً في واقعنا الحالي , واقع يندى له الجبين ولا ينادي بنشره وحله إلا إنسان لايريد خيراً للمسلمين ... فيديو كليب , رقص , كلام ماجن , فسوق , تبرج و سفور , غزل , عري , لامروءة ولا أخلاق ولادين , إثارة للغرائز , واقع يعلم كل مسلم أنه لا يرضي الله تعالى وتقدس ولا يرضي رسوله الكريم ولا يمت للأخلاق بصلة , مهما نادى المنادون وطبل المطبلون وطبخ الطباخون والمغالطون .

    ومن المثير للدهشة أن من ينادي بحل الغناء يسكت عن تفصيل تلك المسائل كما هو الحال في هذا المقال وكأن لسان حاله يقول : " ياشباب وياشابات لا تلتفتوا لكلام العلماء وهؤلاء متشددون وهناك أقوال لعلماء آخرين , ولا تكونوا أحاديي الرأي ولا تغلقوا عقلوكم , استمعوا لما شئتم وشاهدوا كما تريدون فالأغاني اليوم حلال ومن الطيبات ولا يمكن أن يحرم الإسلام شيء جميل ... والنساء الجميلات اللاتي يقدمن تلك الأغاني استمتعوا بأصواتهن وجمالهن ورقصاتهن "

    لذا نجد أن العقلاء ممن يسمعون الأغاني المحرمة اليوم , لايجادلون في حرمتها أحداً ,ويعرفون أنها حرام , ويستروا على أنفسهم , ولا يحاولوا تبرير ذلك لمن لايسمع ليوقعوه فيما ابتلوا فيه , أو يدخلوا عليه شبهة , بل يسألون الله العفو والمغفرة , وهؤلاء أقرب للمغفرة والعفو , ممن ينادي تبعاً لهواه , وينشر القول بحل ماهو مفسد للأخلاق , ويجادل أمام الألاف من البشر ,

    فليتحمل وزره وأوزار الآخرين ... ولا حول ولاقوة إلا بالله .
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  29. #29
    تاريخ التسجيل
    22-Jun-2005
    المشاركات
    547
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة azeiz مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم ...
    الله سبحانه وتعالى أمرنا بالتفكر والتدبر ...ولقد أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم أن الإثم ما حاك في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس ...حتى لو أفتاك الناس بما تهوى نفسك ...

    أنا هنا أراك تخلط بعض الأمور ببعض ...من قال أن من يحرم الغناء أو يعمل بسد الذرائع أن إسلامه سعودي ؟؟
    هل الصحابة سعوديون ؟؟هل الإمام أحمد وابن تيمية وابن قدامة وابن القيم سعوديون ؟؟ هل آلاف العلمء في هذا العصر ممن هم على منهج السلف سعوديون ؟؟
    هل الألباني والحويني والمودودي ...سعوديون ؟؟
    ثم ما يضرنا أن من الله علينا بالمنهج السليم ؟؟هل من الغريب أن يكون أبناء الجزيرة العربية هم الأقرب والأصوب للمنهج الحق ...بل من العقل والمنطق أن نكون الأقرب لأسباب عدة منها سلامة اللغة وعدم تأثرنا بالمستعمر وقربنا لأقدس البقاع وسلوكنا منهج الأولين في فهم شرع رب العالمين ...فلما لا نكون الأفهم والأعلم والأسلم منهجا واتباعا ؟؟
    وفقنا الله جميعا لما يحب ربنا ويرضى ...

    أعود لأصل الموضوع فأقول ...هل تعتقد أن تحريم المعازف من باب سد الذرائع ؟؟من قال ذلك من علماء الأمة قاطبة ؟؟

    تحريم المعازف بالنص الصريح الثابت وبتفسير علماء الأمة من صحابة وتابعين ...
    ثم أيضا بالعقل والمنطق هل تظن أن يكون الغالبية الساحقة من علماء الأمة ممن حرم المعازف على خطأ والقرضاوي وابن حزم الظاهري رحمه الله على صواب ؟؟

    الله المستعان ...

    إن أردنا السلامة فعلينا بغرز العلماء الصادقين المتبعين فقط لا أن نتنقل بين من نشتهي بناء على تتبع زلات هؤلاء العلماء ...[/center]


    أنا هنا أراك تخلط بعض الأمور ببعض ...من قال أن من يحرم الغناء أو يعمل بسد الذرائع أن إسلامه سعودي ؟؟
    هل الصحابة سعوديون ؟؟هل الإمام أحمد وابن تيمية وابن قدامة وابن القيم سعوديون ؟؟ هل آلاف العلمء في هذا العصر ممن هم على منهج السلف سعوديون ؟؟

    يبدو انك استعجلت الرد قبل فهم ما اقصد

    ما قصدته هو ان البعض لايعترف الا بعلمائنا
    وكل فتوى عالم من خارجه السعوديه تجده لا يعمل ولا يعترف بها

    وهنا ما ذكره بالضبط ..
    حقيقه عندما اطلعت على الموضوع توقعت ردود والفاظ بذيئه لا لشيئ انما فقط لان الكثير يدافع بجهل تام ويعتقد ان الاسلام سعودي فقط ولا يتعرف ببقية علماء هذه الائمه ..
    فلا تقولني شيء لم اذكره ..



    azeiz
    أعود لأصل الموضوع فأقول ...هل تعتقد أن تحريم المعازف من باب سد الذرائع ؟؟من قال ذلك من علماء الأمة قاطبة ؟
    ( باب سد الذرائع )

    يعمل بها لدينا ولندع مسأله الاغاني التي جزمت انت بتحريمها وانا اجزم بانها محل خلاف لا احلل ولا احرم


    واسألك عن (( الحجاب ))

    اذهب الى اي شيخ سـ يُفتيك بأن كشف الوجه حرااام
    بينما هو في الاصل محل خلاف كبير ومشهور منذ القدم بين علماء الائمه السابقين والحاليين

    وخلاصة حديثي
    انني اريد ان اتلقى معلومه صحيحه وكامله من جميع جوانبها وذكر رأي المذاهب الاخرى في المسأله
    وفي النهايه نحن مسلمين جميعا لا خلاف ولا اختلاف في الاسلام واركانه

    ولتعلم ان الخلاف رحمه للعباد





    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  30. #30
    تاريخ التسجيل
    23-Jun-2005
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    3,237
    شكرا للأخ العقل الباطن على النقل.... من أروع ما قرأت في الموضوع...

    ايضا على الجانب الآخر وجدت التالي في موقع "اسلام ويب" في سياق الرد على الغزالي , بعض النقاط مردود عليها في ما كتبه الشيخ القرضاوي في طريقة فهم الحديث (كون كثير من الطرب كان مرتبط بجلسات فساد, وضعف بعضها الآخر ) وبعضها لأ..

    ===========

    والجواب عن ذلك من وجوه:

    الوجه الأول: أن قوله إن الأصل في الأشياء الإباحة صحيح، لكن قد ورد ما يوجب الخروج عن هذا الأصل يبينه:

    الوجه الثاني:
    أنه قد صح في تحريم المعازف ما رواه البخاري معلقًا بصيغة الجزم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف. قال ابن الصلاح رحمه الله في مقدمته في علم الحديث: ولا التفات إلى أبي محمد بن حزم الظاهري الحافظ في رد ما أخرجه البخاري من حديث أبي عامر وأبي مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف الحديث، من جهة أن البخاري أورده قائلاً: قال هشام بن عمار، وساقه بإسناده. فزعم ابن حزم أنه منقطع فيما بين البخاري وهشام، وجعله جوابا عن الاحتجاج به على تحريم المعازف، وأخطأ في ذلك من وجوه، والحديث صحيح معروف بالاتصال بشرط الصحيح. اهـ
    وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: وأما كونه سمعه من هشام بلا واسطة وبواسطة فلا أثر له؛ لأنه لا يجزم إلا بما يصح للقبول، ولا سيما حيث يسوقه مساق الاحتجاج.
    ويبين الحافظ أن الحديث جاء موصولاً إلى هشام بن عمار عند الإسماعيلي في مستخرجه، والطبراني في مسند الشاميين.
    ويبين الشيخ الألباني رحمه الله، أن الحديث جاء موصولاً كذلك في صحيح ابن حبان ، ومعجم الطبراني الكبير، ومن أراد المزيد فليرجع إلى كتابه رحمه الله "تحريم آلات الطرب" فقد كفى وشفى.

    وفي حكم معلقات البخاري والرد على ابن حزم يقول الحافظ العراقي في ألفيته في الحديث:

    وإن يكن أول الإسناد حذفْ=====مع صيغة الجزم فتعليقًا عرفْ
    ولو إلى آخره أما الذي=====لشيخه عزا بقال فكَذي
    عنعنة كخبر المعازفِ=====لا تصغ لابن حزم المخالفِ

    والحاصل أن هذا الحديث صحيح لا مطعن في إسناده، وما قاله الشيخ من أن البخاري لعلمه قصد أجزاء الصورة كلها، أي جملة الحفل الذي يضم الخمر والغناء والفسوق، فهذا غريب جدًّا، فإن البخاري لا يقال هنا قصد أو لم يقصد؛ لأنه إنما يروي الحديث بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالكلام كله هو للرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهو صريح في أن الحِرَ (الزنا) والحرير والخمر والمعازف، كل منها محرم تحريمًا مستقلاً، وأن من الأمة من يستحل هذه المحرمات أو بعضها.

    الوجه الثالث: أنه قد روى الحاكم والبيهقي والترمذي مختصرًا، وحسنه، عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لم أنه عن البكاء ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان. والحديث حسنه الألباني رحمه الله، كما في السلسلة الصحيحة برقم: 2157.

    وهذا الحديث كما ترى خرجه جماعة من الأئمة، ومع هذا يقول ابن حزم : لا ندري له طرقًا. ولهذا قال الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله عن ابن حزم : وهو كثير الوهم في الكلام على تصحيح الحديث وتضعيفه، وعلى أحوال الرواة.

    الوجه الرابع:

    ما رواه البزار في مسنده والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة. قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواته ثقات. والحديث صححه الألباني في "تحريم آلات الطرب".

    الوجه الخامس: ما رواه أبو أبو داود وأحمد وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله حرم عليَّ أو حرم الخمر والميسر والكوبة، وكل مسكر حرام. وفي رواية: إن الله حرم عليكم. قال سفيان - أحد رواة الحديث -: قلت لعلي بن بذيمة: ما الكوبة؟ قال: الطبل. والحديث صححه أحمد شاكر في تعليقه على المسند، والألباني في السلسلة الصحيحة. وشعيب الأرناؤوط في تحقيق المسند.

    الوجه السادس: أنه قد روى ابن ماجه وابن حبان عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها، وتضرب على رؤوسهم المعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض، ويجعل منهم القردة والخنازير. والحديث صححه الألباني في "غاية المرام"، وغيره.

    الوجه السابع:
    أنه قد وقع الاتفاق على تحريم استماع المعازف جميعها إلا الدف، وممن حكى الإجماع على ذلك القرطبي وأبو الطيب الطبري وابن الصلاح، وابن القيم، وابن رجب الحنبلي، وابن حجر الهيتمي.

    قال القرطبي رحمه الله: أما المزامير والأوتار والكوبة فلا يُختلف في تحريم استماعها، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك. وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسق، ومهيج الشهوات والفساد والمجون (وهذا يؤكد كلام الشيخ يوسف القرضاوي في طريقة فهم الاحاديث) ، وما كان كذلك لم يشك في تحريمه، ولا تفسيق فاعله وتأثيمه. انتهى، نقلاً عن "الزواجر عن اقتراف الكبائر" لابن حجر الهيتمي : الكبيرة السادسة والسابعة والثامنة والتاسعة والأربعون والخمسون والحادية والخمسون بعد الأربعمائة: ضرب وتر واستماعه، وزمر بمزمار واستماعه، وضرب بكوبة واستماعه.

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، ردًا على ابن مطهر الشيعي في نسبته إلى أهل السنة إباحة الملاهي. قال: هذا من الكذب على الأئمة الأربعة، فإنهم متفقون على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو، كالعود ونحوه، ولو أتلفها متلف عندهم لم يضمن صورة التالف، بل يحرم عندهم اتخاذها. اهـ

    وقال ابن الصلاح في الفتاوى: وأما إباحة هذا السماع وتحليله، فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت، فاستماع ذلك حرام عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين، ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع. إلى أن قال: فإذًا هذا السماع غير مباح بإجماع أهل الحل والعقد من المسلمين. اهـ

    وأما الدف منفردًا فهو مباح للنساء في الأعراس والعيدين، كما دلت على ذلك السنة.

    الوجه الثامن والأخير: أن زعم الشيخ أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع الدف والمزمار دون تحرج لا يصح، بل وضع أصبعيه في أذنيه حتى لا يسمع صوت زمارة الراع.

    فقد روى أحمد وأبو داود وابن حبان عن نافع مولى ابن عمر أن ابن عمر سمع صوت زمارة راعٍ، فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحتله عن الطريق، وهو يقول: يا نافع أتسمع؟ فأقول: نعم. فيمضي. حتى قلت: لا. فوضع يديه، وأعاد راحلته إلى الطريق. وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع زمارة راعٍ فصنع مثل هذا.

    قال الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله: وتقرير الراعي لا يدل على إباحته، لأنها قضية عين، فلعله سمعه بلا رؤية، أو بعيدًا منه على رأس جبل، أو مكان لا يمكن الوصول إليه، أو لعل الراعي لم يكن مكلفًا، فلم يتعين الإنكار عليه.

    وسماع نافع للمزمار لا إشكال فيه، إذ المحرم هو الاستماع لا مجرد السماع عن غير قصد. اهـ

    ولتمام الفائدة تنبغي مراجعة "إغاثة اللهفان" لابن القيم ، و"كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع" لابن حجر الهيتمي المكي و"تحريم آلات الطرب" للألباني.
    والله أعلم.

    =========================


    وبالتالي بقي حديث البخارى على صحته, وأيضا الدليل المذكور في النقطة الخامسة أعلاه حيث التصريح بالطبل ( ان لم يكن مجاز والمقصود جلسات الفساد )..

    أظن لو احد مسك اربعة كتب, كتابين لمحرمين وكتابين لمجيزين ( اجمالا, لأنه ليس هناك تحريم مطلق او تحليل مطلق ) ... بتتضح ربما الصورة أكثر..

    الأصل في الاشياء الاباحة, نعم, لكن لا يمكن اغفال الحديثين..
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك