بألامكان تقسيم الدول المنتجة خارج أوبك إلى دول ( منتجة / مستوردة )، تتقدمها الولايات المتحدة والصين وبريطانيا والهند ، و إلى حد ما البرازيل . ودول (منتجة / مصدرة ) تضم روسيا والنرويج والمكسيك وكازاخستان وكندا وعمان وأذربيجان وغيرها من الدول . وخلال العقدين الماضيين ، عززت بعض الدول ، وخاصة كندا وروسيا وكازاخستان والبرازيل وأذربيجان والسودان ، احتياطاتها بصورة ملحوظة ، معوضة بذلك التراجع الكبير في احتياطات الدول المنتجة الأخرى مثل المكسيك والنرويج وبريطانيا . ومع البدء بتشغيل العديد من المشاريع ، فسوف تزداد إمدادات كل من البرازيل وأذربيجان والولايات المتحدة وكازاخستان وكندا وفي المقابل سيتابع الإنتاج في المكسيك وبريطانيا والنرويج انخفاضه .
الدول (المنتجة/ المستوردة ) خارج أوبك .
تشير الدراسات إلى أن الاحتياطات لدى الدول (المنتجة / المستوردة ) لم تحقق أية زيادة ملحوظة خلال العقدين الماضيين . فقد استقرت الاحتياطات البترولية في الولايات المتحدة عند حوالي21 بليون برميل ، بينما تراجع إنتاج البترول إلى أقل من 5 مليون برميل يومياً . فيما وصل الاستهلاك إلى 20.7 مليون برميل يومياً ، وفي العام 2006 توقفت بريطانيا عن تصدير النفط وتحوله إلى دولة مستوردة نظراً لنضوب احتياطاتها في حقول بحر الشمال . إذ تدنى إنتاج خام برنت إلى حوالي 1.4 مليون برميل بعدما كان حوالي 2.5 مليون برميل في العام 2000 .
فقد بلغ إنتاج الصين من البترول 3.3 مليون برميل يومياً في عام 2008 معظمها من حقول داتشينج وشنغلي شرقي الصين ، وبذلك تحتل المركز الثالث بعد روسيا والولايات المتحدة ضمن الدول المنتجة خارج أوبك . ولكن الصين تعد ثاني أكبر مستهلك للبترول في العالم ( 7.3 مليون برميل يومياً )ويتوقع أن يزداد استيرادها للبترول ليمثل 70 % من إجمالي الاحتياجات مقارنة بحوالي 50 % حالياً . وقد أعلنت الصين مؤخراً عن خطط لاستكشاف 16 حقلا بترولياً بحلول عام 2015 ، باحتياطات قد تتجاوز 10 بلايين برميل . وذلك لتعويض النقص في احتياطاتها التي تراجعت إلى 16 بليون برميل بنهاية عام 2008 . وشهدت الهند من جهتها بعض الزيادة في احتياطاتها بحوالي بليون برميل ، فيما وصل الاستهلاك إلى حوالي 2.6 مليون برميل يومياً ، أما البرازيل فقد حققت بعض التوازن بين الإنتاج والاستهلاك عند حوالي 2.2 مليون برميل يومياً ، وزادت احتياطاتها منذ عام 1995 لتصل إلى 13 بليون برميل . واكتشفت البرازيل مؤخراً عدداً من الحقول النفطية الضخمة التي تفوق احتياطاتها 33 بليون برميل ، وسوف يستغرق البدء في الإنتاج حوالي سنوات عشر إذا توافرت الاستثمارات الضخمة اللازمة نظراً لوجود هذه المكامن في المياه العميقة والتي يمكن أن تصل تكلفة إنتاجها إلى حوالي 90 دولار للبرميل .
الدول (المنتجة/ المصدرة ) خارج أوبك .
بالاضافه إلى قائمة أكبر عشر دول مصدرة للبترول ، هناك دول إضافية غير رئيسة تضم الأرجنتين واليمن والجابون وماليزيا وسوريا وتشاد والدانمارك . أما الدول الرئيسة فتتصدرها روسيا التي تعد ثاني أكبر دولة منتجة ومصدرة للبترول في العالم بعد المملكة العربية السعودية ، وقد استطاعت روسيا تطوير احتياطاتها البترولية لتصل إلى أكثر من 60 بليون برميل في حقول شمال بحر قزوين وسيبيريا ، ومن ناحية الإمدادات وصل الإنتاج الروسي إلى 9.8 مليون برميل يومياً والصادرات إلى 6.9 مليون برميل يومياً في عام 2008 .
وفي دول الجوار حققت دول أسيا الوسطى المطلة على بحر قزوين وخاصة كازاخستان وأذربيجان قفزة نوعية في احتياطاتها وصلت إلى 90 بليون برميل ، ووصل الإنتاج إلى أكثر من 2.3 مليون برميل يومياً ، يتم تصدير أكثر من ثلاثة أرباع هذه الكمية عبر أنابيب أو ناقلات إلى مصافي جنوب أوروبا على البحر المتوسط ، ويتميز النفط المنتج في بحر قزوين بأنة ذو جودة عالية لانخفاض وزنة النوعي ولاحتوائه على نسبة قليلة من الكبريت ، ويعود ارتفاع التصدير إلى الاعتماد المحلي على الفحم الحجري والغاز الطبيعي كمصدر رئيس للطاقة وخاصة توليد الكهرباء .
وتحتل النرويج والمكسيك المرتبتين الثانية والثالثة بين الدول المصدرة من خارج أوبك بقدرة تصل إلى 4.2 مليون برميل يومياً ، غير أن كلتا الدولتين شهدتا تراجعاً واضحاً في الاحتياطات والإمدادات ، ويتوقع بعض المحللين توقف المكسيك عن التصدير بحلول عام 2015 ، ومع نهاية عام 2008 ، وصل صادرات النرويج إلى 2.1 مليون برميل ، في حين سجلت الاحتياطات تراجعاً إلى 6.7 بليون برميل ، أما بالنسبة للمكسيك فبلغت الصادرات 1.6 مليون برميل يومياً في حين تراجعت الاحتياطات من 50 بليون برميل في عام 1995 إلى 11 بليون برميل حالياً .
وتأتي كندا في مقدمة الدول المنتجة – المصدرة من ناحية الاحتياطات التي وصلت إلى 178 بليون برميل ، ويمثل النفط الذي يمكن استخلاصه من رمال الزيت حوالي 95 % من هذا الاحتياطي ، ويتركز بمعظمة في منطقة شمال ألبرتا ، ونتيجة للاستثمارات الضخمة لعدد من الشركات البترولية العالمية في السنوات الأخيرة ، وصل إنتاج النفط من هذه الرمال إلى حوالي 1.5 مليون برميل ، صدر معظمها عبر خطوط أنابيب إلى الأسواق الأمريكية المجاورة . وحسب ظروف الإنتاج ، يمكن أن تصل تكلفة استخلاص النفط من هذه الرمال إلى حوالي 35 دولار للبرميل الواحد .
وبالنسبة للدول الإفريقية وخاصة السودان وصغار المنتجين الآخرين مثل الجابون وغينيا الاستوائية وتشاد فقد زادت احتياطاتها بصورة ملحوظة ، غير أنة توجد بعض المعوقات الفنية والتشغيلية لرفع الإنتاج الذي لا يتعدى مليون برميل يومياً .