خلال العقود الثلاثة الماضية تغيرت خارطة منتجي البترول في العالم للدول خارج أوبك ، بعدما تزايدت عمليات إنتاج البترول وتصديره من دول جديدة لم تكن معروفة على الساحة البترولية . وفي نظرة تاريخية نرى تقدم دول شمال أمريكا في السبعينات من القرن الماضي ، وفي الثمانينات ظهرت المكسيك وبحر الشمال ، وفي التسعينات برز إنتاج جديد في أمريكا الجنوبية وغرب إفريقيا والشرق الأوسط ( خارج أوبك ) والصين ، إلى أن ظهرت مؤخراً الدول المنتجة في وسط أسيا وتوقفت صادرات بحر الشمال . وفي العام 2008 بلغ إجمالي الاحتياطات البترولية للدول خارج أوبك حوالي 398 بليون برميل والإمدادات حوالي 45 مليون برميل يومياً ، أي ما يعادل 56 % من إجمالي الإنتاج العالمي ( متضمنة سوائل الغاز الطبيعي والمصادر غير التقليدية ) وعند مقارنة الاحتياطيات مع معدلات الإنتاج الحالية ، يتبين أن عمر الاحتياطات المؤكدة للحقول المكتشفة في الدول خارج أوبك لا يتجاوز 27 عاما ً ، نظراً لتدني حجم هذه الاحتياطات وبالمقابل نجد أن عمر الاحتياطات المؤكدة لدول أوبك تصل إلى حوالي 80 عاماً ، وفي هذا الإطار تشير الدراسات إلى أن متوسط معدل النضوب للحقول البترولية التي بدأت الإنتاج خلال الفترة من 2000 إلى 2007 بلغ 15 % لدى الدول خارج أوبك و 5 % لدى دول أوبك . وذلك يعود إلى صغر حجم الحقول المنتجة خارج أوبك والتي تنضب بصورة أسرع .
بحلول العام 2030 ، يتوقع أن يبقى مستوى الإمدادات البترولية للدول خارج أوبك على حاله ( زيادة إنتاج من حقول مطورة في بعض الدول مقابل نضوب حقول في دول أخرى ) ، ترافقها زيادة في المصادر غير التقليدية ليصل إجمالي إنتاج الدول خارج أوبك إلى 51 مليون برميل يومياً ، وذلك يعني أن حصة هذه الدول ستنخفض إلى حوالي 49 % من إجمالي الإنتاج العالمي . ويتوقع أن يصل متوسط معدل النمو السنوي للإمدادات خارج أوبك إلى حوالي 0.5 % حتى 2030 ، في حين ستنمو الإمدادات في دول أوبك بحوالي 1.8 % .