بعد التداول
مصيدة السيولة
عبدالله الجعيثن
الذي يحدث الآن في أنحاء العالم من انخفاض حاد للأسهم والأصول الجيدة لا يعود لنقص السيولة،
فالنقود كالمادة لا تفنى وإنما تنتقل من يد ليد،
والبنوك كهارون الرشيد الذي قال للسحابة:
أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك..
وهناك مسرحية لأجاثا كريستي اسمها (مصيدة الفئران) ظلت تُعرض في لندن أكثر من عشرين عاماً، وإن ظلت مصيدة السيولة على إطباقها أكثر من عام
اختنقت أكثر المشاريع والمؤسسات وحصلت اضطرابات اجتماعية في الدول الفقيرة خاصة..
السيولة موجودة ولكنها خائفة، فأبعاد الأزمة المالية غير واضحة، وتحولها إلى اقتصادية بدأ في الظهور، والكارثة إذا تحولت إلى أزمات اجتماعية.. الذين لديهم نقود هائلة خائفون بما فيهم البنوك، فالمقترض الجيد لا يريد قروضاً بل هو يحتفظ بسيولة وافرة بسبب الخوف وعدم الوضوح، فلم يبق أمام البنوك سوى المقترض الضعيف أو المغامر وهي لا تريد أن تزيد مشاكلها، لهذا انحشرت السيولة في (مصيدة الخوف) رغم خفض الفوائد (تحت الصفر بأصفار مقارنة بالتضخم) لأن الخوف أقوى من الطمع، والوضع المجهول يدعو للخوف..
وربما كان اليهود أكثر الناس استيلاء على السيولة في هذه الأزمة، فلهم همان: المال والإعلام.. ولعلهم نجحوا في إشاعة أجواء الخوف بوسائل الإعلام العالمية.. ولكن لعل الأزمة تلقي الضوء على أهمية الاقتصاد الإسلامي الذي ينهى عن الاكتناز ويدعو لعمارة الأرض مع العلم أن أكثر المصارف الإسلامية لم تطبق الاقتصاد الإسلامي كاملاً فقد عطلت أهم أداة مالية وهي (المضاربة) حيث يدرس المصرف المشروع ويدخل مضارباً مع صاحبه مساعداً في إدارته لأن له نصيباً في الربح أو الخسارة، وليس الشغل على المضمون كما هو حاصل الآن بصيغ التورق ونحوها، حيث لم يتفق العلماء على حلها فالأعمال بالنيات.
المفضلات