إلغاء 20 % من حجوزات قطاع الإسكان في مكة المكرمة حتى يوم أمس
كشفت لـ «الاقتصادية» أمس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة أن وزارة الحج قامت خلال الأسبوع الماضي بخفض نسبة الأعداد الخاصة بالخطط التشغيلية لموسم العمرة في شهري رجب وشعبان 10 في المائة، مرجعة الأسباب رغم تحفظ الوزارة عن الإفصاح بها إلى الرغبة في الحد من انتشار مرض إنفلونزا الخنازير (A-H1N1) خلال موسم العمرة.
وأكدت اللجنة بعد اجتماع دوري تحول إلى طارئ أن نسب الحجوزات للوحدات الفندقية في العشر الأواخر من شهر رمضان وموسم الحج انخفضت نحو 30 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مشيرة إلى أن نسبة الحجوزات الموجودة حالياً تقدر بنحو 60 في المائة نصفها غير مؤكد، كما أن احتمالية إلغاء الحجوزات الفندقية تصل إلى درجة عالية جدا، خاصة أن نسب الإلغاء الفعلي قدرت حتى يوم أمس بنحو 20 في المائة.
وأوضحت اللجنة أنه منذ صدور توصيات ورشة العمل الاحترازية للمرض التي عقدت في جدة البارحة الأولى برئاسة الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة وحتى يوم أمس لم تستطع 23 شركة عمرة خارجية تعمل في مصر رفع بيانات أي معتمر يرغب في الحصول على التأشيرة لدخول المملكة من أجل أداء مناسك العمرة على نظام العمرة.
وطالبت اللجنة بضرورة التعاطي مع البيانات الصحية الخاصة بإنفلونزا الخنازير من قبل شركات الحج والعمرة الخارجية والمؤسسات الحكومة بهدوء وعقلانية، مؤكدة أنه ليس هناك خطر يدعو إلى الذعر، خاصة أن المرض يعد مقارنة ببعض أنواع الإنفلونزا الأخرى أقل خطورة.
وأوضح طلعت تونسي نائب رئيس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة أن التوصيات التي صدرت عن ورشة العمل الاستشارية الدولية للإجراءات الاحترازية للوقاية من وباء A-H1N1 إنفلونزا الخنازير لموسم العمرة والحج التي اختتمت فعالياتها في جدة أمس الأول، والتي كان من أبرزها نصح الحجاج المعتمرين من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والأطفال والحوامل بتأجيل العمرة والحج في هذا العام حرصاً على سلامتهم، قد أسهمت بشكل مباشر في التأثير سلبا في الإقبال على أداء فريضة العمرة من قبل بعض الدول التي جاءت على رأسها مصر التي تمثل نسبة المعتمرين فيها خلال شهري رجب وشعبان نحو 500 ألف معتمر.
وكشف تونسي لـ» الاقتصادية» بعد اجتماع فريق العمرة المنبثق من لجنة الحج والعمرة الدوري الذي تحول إلى طارئ تحت قبة قاعة المدينة في فندق الشهداء انخفض الإقبال على طلب التأشيرات بشكل كبير جداً من قبل شركات العمرة والسياحة الخارجية، وأن جميع مجموعات المعتمرين التي تم رفعها على النظام تعد بأعداد بسيطة جداً، خاصة في ظل تخصيص وزارة الحج وفقاً للخطط التشغيلية أعداد أيضا بسيطة لشركات العمرة لا تتوافق مع حجم الطلب الذي تقدمت به شركات العمرة الداخلية، مشددا على أن بيان ورشة العمل أثر بشكل كبير جداً في شركات العمرة، وأن من المتوقع أن تنعكس تأثيراته وتتضح بشكل جلي خلال الفترة المقبلة، خاصة على قطاع الفنادق في مدن المحور جدة ومكة والمدينة. وقال:»نرجو أن يتم التعاطي مع ما صدر من وزارة الصحة من بيانات من قبل شركات العمرة والحج الخارجية والمؤسسات الحكومة بهدوء وعقلانية، فليس هناك خطر يجعلنا نهول من الأمر، فنحن متواجدين في مكة المكرمة ونؤدي الصلاة في الحرم ولم نصب بأي عدوى، إضافة إلى أن نسبة الانتشار للمرض في المملكة تعد قليلة جداً وضعيفة، مقارنة ببعض الدول التي تعتبر مصدر المرض والتي تعاملت معه بعقلانية ولم تتناوله بشكل مكثف إعلاميا، وذلك للحفاظ على سياحتها ومصادر اقتصادها».
وزاد بقوله:في حال عدم التعاطي مع انتشار مرض إنفلونزا الخنازير بشكل منطقي وسليم من قبل الجهات المعنية بالعمرة والحج في الداخل والخارج، وعدم تفهم أن المرض يعتبر غير خطير مقارنة ببعض أنواع الأمراض الأخرى، فإن المسألة ستشكل خطورة كبرى على القطاعات العاملة في الموسم خلال الأيام المقبلة».
من جهته أبان وليد أبو سبعة رئيس لجنة السياحة والفنادق في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة أن التوصيات التي صدرت عن ورشة العمل ستنعكس سلبا على أعداد القادمين لأداء مناسك العمرة، وهو الأمر الذي سيؤثر في شركات العمرة الداخلية واقتصاديات العمرة بشكل عام خاصة بعد أن رفضت وزارة الحج نحو 40 في المائة من قوائم أعداد المعتمرين التي تقدمت لها من قبل شركات العمرة الداخلية منذ بداية الموسم، والتي تشكل نحو 500 ألف معتمر من إجمالي الخطط التشغيلية للشركات.
وقال:» بعد أن رفضت وزارة الحج الأرقام التي حملتها خطط التشغيل للشركات كان المؤمل عليهم هم معتمرو وحجاج الداخل الذين فقد الأمل فيهم بعد بيان ورشة العمل». وحمل أبو سبعة البيانات التي صدرت منذ بداية ظهور مرض إنفلونزا الخنازير في المملكة مسؤولية إلغاء عدد من العقود مع شركات الحج والعمرة داخليا وخارجيا أو تخفيضها خاصة خلال الأسابيع الأربعة الماضية، مشيراً إلى إن عمليات الإلغاء التي بدأت بوادرها ستؤثر في اقتصاديات العمرة والحج في مدن المحور.
وأضاف: بلغت نسبة إلغاء الحجوزات والتي تمت منذ بداية الموسم في قطاع الإسكان حتى يوم أمس نحو 20 في المائة وهي قابلة للزيادة ما لم يحتو الأمر.
وأفاد بأن عدد الفنادق في مكة المكرمة يصل إلى نحو 500 فندق مصنفة بدرجات مختلفة حسب تصنيف الهيئة العليا للسياحة والآثار، لافتاً إلى أن مستوى الأسعار في إيجار الوحدات السكنية انخفض بشكل كبير قد يصل إلى نحو 25 في المائة، حيث إن أيجار الوحدات الفندقية المطلة على الحرم المكي الشريف والتي صنفت بأربعة نجوم انخفض إيجار العشر الأواخر من شهر رمضان فيها من 25 ألف ريال إلى 18 ألف ريال، مستدركاً أن نسب التأثير لن تكون كبيرة في المناطق الواقعة خارج محيط المنطقة المركزية نظير توجه الأغلبية إلى تلك المواقع تجنباً للكثافة السكنية.
من جهته أكد الدكتور أنس بن هارون عضو لجنة الفنادق والحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة مدير العمليات الفندقية في فندق المريديان أن ظهور وانتشار مرض إنفلونزا الخنازير أسهم في تأثر السياحة الدينية في المملكة، كاشفاً بأنه المعتاد في مثل هذا التوقيت تكون نسبة الحجوزات المؤكدة في الوحدات الفندقية في مكة المكرمة للعشرة الأواخر من رمضان وموسم الحج قد اكتملت بنسبة 90 – 95 في المائة، مقارنة بالعام الجاري الذي لم تتجاوز فيه نسب الحجوزات نحو 60 في المائة نصفها غير مؤكد, وهي في حالة ترقب لما تسفر عنه الأيام المقبلة، مؤكداً أن احتمالية إلغاء الحجوزات الفندقية تصل إلى درجة عالية جدا. وأضاف بن هارون: هناك نحو 23 شركة عمرة في مصر لم تستطع منذ أمس الأول حتى أمس رفع أي بيانات على نظام العمرة لأي معتمر يرغب في الحصول على التأشيرة لدخول المملكة لأداء نسك العمرة، وذلك بسبب عزوف المعتمرين عن القدوم خاصة بعد إعلان توصية ورشة العمل التي عقدت في جدة مؤخرا، وأن النسب الحقيقية للتراجع في رغبة المعتمرين لأداء النسك ستتضح خلال الأسبوع الجاري، مشيراً إلى أن الفهم الخاطئ لبيان ورشة العمل وبحث بعض البلدان الإسلامية عن فتوى تلغي من خلالها موسم الحج والعمرة سيتسبب في إشكاليات عدة، تتمثل أبرزها في الخسائر التي ستلحق بعدة قطاعات اقتصادية منها قطاع الإسكان.
ودعا بن هارون إلى ضرورة توفير الكمامات الطبية على جميع المنافذ وفي مراكز التجمعات وتوزيعها على جميع القادمين إلى تلك المواقع، وهو الأمر الذي سيسهم في الحد من انتشار المرض بنسب عالية قد تصل إلى نحو 90 في المائة، كما دعا الوزارة إلى ضرورة زيادة نسبة التوعية حتى لا يحرم كبار السن والسيدات الحوامل والأطفال من أداء مناسك الشعائر الدينية، وتوزيع النشرات التوعوية بمختلف اللغات على جميع القادمين لأداء نسك العمرة والحج. وزاد ابن هارون بقوله:»في المملكة نحو 81 ألف غرفة فندقية بمختلف درجات التصنيف، تستحوذ منطقة مكة المكرمة على نحو 65 في المائة من عدد الغرف الكلي في المملكة، ومنها 54 ألف غرفة في العاصمة المقدسة»، مؤكدا أن مكة المكرمة تعد بحاجة كبيرة إلى زيادة عدد الوحدات الفندقية خاصة في ظل رغبة الهيئة العليا للسياحة لرفع أعداد القادمين لموسم العمرة إلى مليون معتمر شهريا خارج أوقات موسم الحج أو شهر رمضان، وهو الأمر الذي يؤكد أن الاستثمار في المجال الفندقي في مكة والمدينة يعد الأكثر أمانا وحاجة إلى التوسع.
وكشف جاد الجاد عضو لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية في مكة المكرمة أن وزارة الحج قامت خلال الأسبوع الماضي بخفض أعداد المعتمرين القادمين من الخارج بنسبة 10 في المائة وفقاً للخطط التشغيلية الخاصة بشهري رجب وشعبان، مرجعاً ذلك إلى ظهور مرض إنفلونزا الخنازير وتخفيض مخاطر انتشاره خلال موسم العمرة أو بسبب الطاقة الاستيعابية للوحدات السكنية في مكة، مشيراً إلى أنه منذ ظهور مرض إنفلونزا الخنازير تمت ملاحظة انخفاض حجم الطلب من قبل الراغبين في أداء النسك، كما أن بيان ورشة العمل الذي صدر أخيرا أسهم في تحجيم مخاطر المرض، وذلك بالتناقض مع الدول التي هي مصدر للمرض ولم تقم بالتحذير من الدخول إلى بلدانها أو تحديد الفئات السنية.
ودعا الجاد الجهات المعنية بالسيطرة على المرض بزيادة الجرعات التوعوية الإرشادية والصحية في المنافذ البرية والبحرية والجوية، موضحاً أن فئة كبار السن من المعتمرين تمثل النسبة الكبرى من جميع الدول وهي تمثل نحو 70 – 75 في المائة، وأن النسبة الباقية تتمثل في الفئة السنية بين 30 إلى 50 عام.
وقال الدكتور سعد المرزوقي رئيس اللجنة الصحية في الغرفة التجارية في مكة المكرمة: «أعتقد أننا في الوقت الحالي بأمس الحاجة في ظل توفر العلاج إلى توعية المواطن والمقيم والراغبين في أداء نسك العمرة والحج بالمرض، ونوعيته، وطرق انتشاره، والأعراض المصاحبة له، ودعوتهم إلى التوجه للمراكز الصحية في حال الشعور بأي أعراض»، داعياً إلى ضرورة اتخاذ الأسباب للحد من انتشار المرض خلال موسم العمرة والحج، وذلك من خلال زيادة كثافة جرعات التوعية للراغبين في أداء النسك من الداخل والخارج، وتوزيع الكمامات والمنشورات التوعوية على الجميع، حتى وإن لزم الأمر أن يكون ذلك من خلال المنافذ عند الحصول على التأشيرات، كما أنه يجب زيادة كفاءة الخدمات الصحية من خلال توعية العاملين فيها بالمرض ونوعيته وزيادة أعداد الكادر والمراكز الصحية.
ويرى المرزوقي أن على وزارة الصحة ألا تتخذ أي إجراء بشأن إنشاء مراكز عزل في المشاعر المقدسة، وأنها إذا أرادت أن تنشئ مراكز العزل للمصابين فعليها أن تعزل أي نوع من أنواع الإنفلونزا التي في حال عدم اتخاذ الاحتياطات تجاهها من الممكن أن تتطور وتصبح وباء يقضي على الكثير من المعتمرين والحجاج، مستدركا أنه من المفترض أن يتم التشدد على رقابة القادمين عبر المنافذ ومحاولة رصد الحالات التي تظهر فيها الأعراض ومنحها العلاج المناسب خاصة في ظل عدم توافر اللقاح الوقائي حتى الوقت الحالي، مشيراً إلى أن العلاج يسهم بشكل كبير في الحد من انتشار المرض كوباء.
إندونيسية تخضع لفحص طبي لحالات يشتبه إصابتها بالمرض.
ويتوقع المرزوقي أن أسباب توصية ورشة العمل المنعقدة في جدة أخيرا بنصح الحجاج والمعتمرين من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة والأطفال والحوامل بتأجيل العمرة والحج في هذا العام تعود إلى أن هذه الفئة هي الجانب الأكبر من فئات المجتمع الذين يعانون صحياً وتعد مناعتهم ضد الأمراض ضعيفة مقارنة بالأسوياء، لافتاً إلى أن التوصية تؤثر في اقتصاديات الموسم بحكم أن غالبية الراغبين في القدوم من الخارج لأداء نسك العمرة والحج يعتبرون من كبار السن والنساء، وهم يمثلون أكثر من 70 في المائة من أعداد الحاصلين على تأشيرات العمرة والحج.
وكانت دراسة متخصصة أعدها الدكتور عابد العبدلي وكيل كلية العلوم الإدارية والسياحة للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع في جامعة أم القرى أوضحت أن عوائد أصحاب الشقق المفروشة في مكة يُتوقع أن تتضاعف بمعدل 2.6 مرة بحلول عام 2013 عما هي عليه الآن والمقدرة بنحو 4.289 مليار.
وعللت الدراسة نتائجها التي استخلصتها بحجم متوسط إنفاق المعتمر على الإسكان في قطاع الشقق المفروشة الذي يعادل نحو 1606 ريالات، بينما متوسط الإنفاق الكلي على العمرة يعادل 3981 ريالا، وأن إجمالي إنفاق المعتمرين على الإسكان بلغ أكثر من 580 ألف ريال، بينما بلغ إجمالي إنفاقهم على العمرة أكثر من 1.4 مليون ريال، وهو ما يشير إلى أن الإنفاق الفعلي لعينة المعتمرين على الإسكان شكل نحو 40 في المائة من إنفاقهم الكلي على العمرة، مؤكدة أن عوائد أصحاب الدور السكنية المفروشة في كل عام لا تقل عن مليار ريال سعودي، وهي في تزايد مستمر مع تزايد أعداد المعتمرين، معتمدة في ذلك على الطلب المتوقع على العمرة، وكذلك الطلب المتوقع على خدمات إسكان الشقق المفروشة، لافتة إلى أن ما يقارب 23 في المائة من الإنفاق الكلي للمعتمرين يذهب إلى قطاع الشقق المفروشة، بينما يُنفق الباقي على قطاعات أخرى مثل قطاع المواد الغذائية وقطاع النقل والمواصلات وغيرهما من القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالتعامل مع المعتمرين.
عمال في مستشفى بيونس أيرس في الأرجنتين يضعون قناعا على الوجه كإجراء وقائي من المرض.
وترى الدراسة أن موسم العمرة يشكل مصدر دخل مهما لكثير من سكان مكة، ولا سيما لأصحاب قطاع الإسكان بما في ذلك قطاع الشقق السكنية المفروشة، حيث إن عوائد أصحاب المساكن جراء تأجيرها للمعتمرين تشكل 72 في المائة من إجمالي دخولهم، التي تتأثر في الغالب بحجم إجمالي إنفاق المعتمرين على العمرة ونسبة ما يخصص من ميزانية المعتمر للإنفاق على خدمات الإسكان في قطاع الشقق المفروشة.
المفضلات