منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 18 من 18

الموضوع: وصول اوباما الى الرياض

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    20-Jun-2005
    المشاركات
    9,251

    وصول اوباما الى الرياض

    فى اول زياره له لشرق الاوسط , مرحبا باابوحسين فى المملكه ,
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    20-Jun-2005
    المشاركات
    9,251
    الحمدلله تخلصنا من وجوه الشؤم والشر ديك شينى ورامسفيلد ورايز الذين
    قلبو منطقة الشرق الاوسط الى منطقة حروب وعداوه بين شعوب المنطقه,
    ونتأمل خير ان شاءالله من زيارة الرئيس اوباما
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    2-Nov-2005
    المشاركات
    2,956
    صحيح مايستحون الهوامير
    لا تفشلونا نبي الموشر اخضر
    100
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    11-May-2005
    المشاركات
    1,819
    بيرفعونه بالبنك الامريكي
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    21-Jul-2008
    المشاركات
    15,143
    تأثير زيارته على اسعار النفط ؟؟؟!!!
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    4-Apr-2003
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    11,440
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سكوري مشاهدة المشاركة
    صحيح مايستحون الهوامير
    لا تفشلونا نبي الموشر اخضر
    100
    ابشر خليناه لك هالحين اخضر بس الاغلاق حسب المزاج
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    4-Apr-2003
    الدولة
    السعودية
    المشاركات
    11,440
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alrajel مشاهدة المشاركة
    الحمدلله تخلصنا من وجوه الشؤم والشر ديك شينى ورامسفيلد ورايز الذين
    قلبو منطقة الشرق الاوسط الى منطقة حروب وعداوه بين شعوب المنطقه,
    ونتأمل خير ان شاءالله من زيارة الرئيس اوباما
    الشلة الي ذكرتها هذه شلة صهاينة حاقدين على الامة و الشعوب ولك ان تقرأ هذا الرابط لمزيد من المعرفه .. تحياتي لك
    http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=8564
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    5-Jan-2003
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    3,201
    يقولون بيمر وادي الدواسر غدا
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    22-Dec-2005
    الدولة
    السعوديه حماها الله
    المشاركات
    914
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسم مشاهدة المشاركة
    يقولون بيمر وادي الدواسر غدا



    وزيدك من الشعر بيت الرجال مدمن حبحب باللهجه الدوسريه ( جح )


    وبيحمل الجمس 79 حوض أسود اللون حجم 450 من هالحبحب


    ولا أوصيكم يا أهل الحبحب لا تبيعون بأقل من النسبه فوق؟؟؟؟


    الله يكون بالعون’’’’


    وسعوا إصدوركم والباقي على الله’’’’
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    23-Dec-2007
    المشاركات
    431
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alrajel مشاهدة المشاركة
    فى اول زياره له لشرق الاوسط , مرحبا باابوحسين فى المملكه ,
    الله لا يحيه ولا يبقيه .. ( الكفر مله واحدة ) ..
    لا تفرح بجيته اخي الكريم .. الجماعة مفلسين وحاطين عينهم على الاحتياطي النقدي للملكة .. وانظر اخي الكريم إلى سياسة امريكا منذ تأسيسها تجاه القضايا الأسلامية تجد انها سياسة واحدة ولاكن الاساليب تختلف .. يعني اوباما وبوش وكلنتن وريقن وروز فلت كلهم أوجه لعمله واحدة .. والله يكفينا شرهم ويجعل كيدهم في نحورهم .
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  11. #11
    الشيخ عبدالعزيز الجليل محذراً -أوباما أخطر على المسلمين من بوش-


    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه

    وبعد :
    فإن الدافع إلى كتابة هذه المقالة ما رأيته وسمعته من تفاؤل و استبشار لدى كثير من المسلمين بما في ذلك بعض مثقفيهم ودعاتهم بمجيء رئيس أمريكا الجديد ( أوباما ) والتعويل على مجيئه في رفع المعاناة عن بلدان المسلمين ورفع الظلم عن أهلها .

    ولقد أسفتُ لهذه السذاجة في النظرة إلى الأعداء والانسياق وراء العاطفة المخدوعة بمعسول الكلام وبريق الشعارات .

    وقد يستغرب بعض القراء بل وقد يستنكر بعضهم عنوان هذه المقالة إذ كيف يكون الشيطان بوش الذي غزا بلدان المسلمين وقتلت طائراته ودباباته أطفال المسلمين ونساءهم وأعلنها حرباً صليبية على المسلمين أقل خطراً من ( أوباما ) ذي الأصول الإسلامية والذي أبدى في خطاباته التعاطف مع المسلمين وأعلن أمام البرلمان التركي أن الولايات المتحدة ليست في حرب مع الإسلام وجسد هذا بانحنائه أمام الملك عبد الله عند لقائهما على هامش قمة العشرين في لندن !!.

    وحتى يزول هذا الاستنكار وهذا الاستغراب الذي باعثه العاطفة وليس العقل أسوق بعض الأدلة على صحة عنوان هذه المقالة :

    الدليل الأول :
    إن الجرائم التي قام بها المجرم بوش في عهده هي من الفظاعة والشهرة بحيث لا تحتاج إلى ذكر وتفصيل ومع مافي هذه الجرائم من آلام ومعاناة على المسلمين إلا أن ماترتب على هذه الحماقات والجرائم من الخير للمسلمين والشرور على الأمريكان تربو على ما أصابهم من الشرور والمفاسد. ولو كان المجرم بوش يعلم ماتؤول إليه حماقاته ومؤامراته ماقدم على فعائله وجرائمه.

    ومن أعظم هذه الثمار التي قدمتها سياسة بوش للمسلمين تلك اليقظة المباركة التي سرت في أبناء المسلمين نحو عدوهم الكافر ومعرفته على حقيقته وإحياء عقيدة الولاء والنصرة بين المؤمنين والعداوة والبراءة من الكافرين وارتفاع علم الجهاد في أكثر ميدان وثغر .

    ومن هذه الثمار أيضاً افتضاح أمريكا الطاغية في العالم وسقوط أقنعتها الكاذبة التي تروج لحقوق الإنسان ورفع الظلم وحماية الحريات , حيث تهاوت هذه الدعاوى الكاذبة وعرفها القاصي والداني وأصبحت أمريكا في نظر العالم داعية للظلم ومهددة لحقوق الإنسان ومهلكة للحرث والنسل والأخضر واليابس .

    ومن هذه الثمار : ماحق عليها من بأس الله عز وجل وظهور تداعيات انهيار نظامها الاقتصادي والسياسي والعسكري . وكل هذه الثمار السابقة ماكانت لتحصل لو لا أن الله عز وجل أغفل بوش وإدارته المجرمة عما يترتب على حماقاتهم من هذه المصالح للمسلمين و المفاسد العظيمة لتي حقت عليهم .

    ولما شعر الأمريكان بهذه المخاطر والمصائب التي حلت بهم جراء سياسة بوش الحمقاء ذهبوا لترميم أخطاء هذه السياسة في محاولة يائسة لإعادة الهيبة لدولتهم المتداعية وتحسين صورتها في العالم فجاءوا بالرئيس الجديد ( أوباما ) وجاء بسياسته الماكرة ومحاولاته الخادعة للعالم ولاسيما العالم الإسلامي وأظهر محبته للسلام ونقده الشديد لسياسة سلفه العدوانية , فانخدع بمعسول كلامه كثير من المسلمين وعلقوا على مجيئه الأمل في رفع المعاناة عن المسلمين وإزالة الظلم عنهم!!! وبانطلاء هذه الخدعة والمكر الكُبار على المسلمين يكون إجرام هذا الرئيس الجديد أشد خطراً من إجرام سلفه وذلك لما يترتب على هذه المخادعة من ضعف العداء لأمريكا الطاغية وإحسان الظن بسياستها المستقبلية .

    وهذا يترتب عليه استنامة المسلمين وخفوت الشعور بكره الكافر وإعلان البراءة منه وترك جهاده ومحاربته , وفي هذا شرٌ كبير وخطر عظيم على عقيدة الولاء والبراء وعلى قيام شعيرة الجهاد مع مافيه من إعطاء الفرصة لدولة الطغيان أمريكا في أن ترمم مافسد من سياستها واقتصادها , وتحسين صورتها المنهارة في العالم , وليس هذا من مصلحة المسلمين , بل من مصلحتهم استمرار الانهيار في الدولة الطاغية وازدياد عوامل السقوط والتدمير في مفاصلها .

    والحاصل أن سياسة المكر والنفاق التي تؤدي إلى هبوط مستوى العداوة والبراءة والمدافعة للكفار أخطر من سياسة التحدي والعدوان الذي تقوى فيه عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين وتستنفر فيه الهمم ويقوى فيه روح الجهاد والمدافعة للكفار المعتدين

    الدليل الثاني :
    يخطأ من يظن أن السياسة الأمريكية العدوانية تقوم على فرد يتربع على عرشها وأنها تتأثر بوجهته ونفسيته ورؤيته الشخصية إنما السياسة الأمريكية سياسة مؤسسية لها أهدافها وأجندتها ولها مراكزها ومخططوها .

    دور الرئيس تنفيذ هذه السياسة والسير في ضوئها , ولذا فإن تغير شخصية الرئيس الأول في أمريكا لايغير من الأمر شيء يذكر وإنما الذي يتغير سياسة كل رئيس ووسائله في تنفيذ هذه الأهداف فبينما هي عند بوش العجلة والتهور والحماقة وفي هذا مصالح للمسلمين سبق ذكر أهمها , فهي عند ( أوباما ) سياسة المكر والمخادعة ومعسول الكلام لتنفيذ نفس الأهداف التي رسمت لسلفه , فهما وجهان لعملة واحدة .

    الدليل الثالث :
    ومما يؤيد القول بأن السياسة الأمريكية وأهدافها لاتتغير بتغير الرئيس وإنما الذي يتغير هو الوسائل مانراه بعد تولي ( أوباما ) سدت الرئاسة في أمريكا من استمرار العدوان الأمريكي الصليبي على بلدان المسلمين وتأييد دولة اليهود ودعمهم والسعي لتفتيت البلدان الإسلامية وتقسيمها إلى دويلات طائفية . هذا مايجري على الأرض في الوقت الذي ينافق فيه أوباما ويخادع المسلمين بمحبته للإسلام ونقده لسياسة سلفه وتعاطفه مع قضايا المسلمين ولكن هذا شيء وما ينفذه في الواقع شيء آخر .

    فها هو يخرج في وسائل الإعلام وهو يتخشع أمام حائط المبكى اليهودي .
    وهاهو ينحاز مع اليهود في محرقة غزة ويبيح استخدام الأسلحة المحرمة ضد المدنيين هناك بل إنه أعطاها لليهود ليجربوها في أطفال وأهل غزة .

    وهاهو يصرح في خطاب له أمام منظمة إيباك المؤيدة لدولة اليهود ويصرح بأن القدس ستبقى عاصمة إسرائيل ويجب أن تبقى موحدة .

    وهاهو يصعد الهجمات الصاروخية على المسلمين المدنيين في أفغانستان وباكستان .
    وهاهو يأمر بزيادة قواته في أفغانستان ويعلن عزمه على إبقاء قواعد عسكرية في العراق إلى أجل غير مسمى , فماذا أبقى لبوش بعد ذلك ؟

    فأي أخوة وأي تعاطف يعلنه هذا المجرم الماكر مع المسلمين وهاهي أفعاله ونواياه ؟
    فالحذر الحذر من هذا الشيطان الماكر فإنه أخطر من الشيطان الأحمق وسيفشله الله عز وجل كما أفشل سلفه من قبله – قال سبحانه – **بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ... } } الأنبياء :18 ** .

    نسأل الله عز وجل أن يرد كيد الكفرة الصليبين في نحورهم وأن يقي المسلمين من شرورهم كما نسأله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته والحمد لله رب العالمين
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    20-Jun-2005
    المشاركات
    9,251
    الشيخ عبدالعزيز الجليل محذراً -أوباما أخطر على المسلمين من بوش-
    فإن الدافع إلى كتابة هذه المقالة ما رأيته وسمعته من تفاؤل و استبشار لدى كثير من المسلمين بما في ذلك بعضمثقفيهم ودعاتهم بمجيء رئيس أمريكا الجديد ( أوباما ) والتعويل على مجيئه في رفع المعاناة عن بلدان المسلمين ورفع الظلم عن أهلها .
    ولقد أسفتُ لهذه السذاجة في النظرة
    اخى سامى مع احترامى لوجهة نظر الشيخ فقد أسفت على اسلوبه ونظرته لمن يخالفه الرأى ووصفهم بالسذج ,
    اما باقى ماكتبه على انه ادله فلم يأتى بجديد وحماسته فى طرحها تدل على ان مفهوميته لامريكا وانظمتها ومعرفتها على حقيقتها نتيجة مايصوره الاخرين عنها وليس من معايشه واقعيه للمجتمع الامريكى فى امريكا سواء كان يعمل اويدرس فيها
    وهذا واضح من وصفه بالسذج لمن خالف رايه ومعظمهم ممن عاشو فى امريكا ولديهم خلفيه افضل عن سياسات امريكا واعتقد انه لن يكون اكثر عداوه لامريكا من حماس الذين هم من تعرض لحماقات ادارة بوش التى قيم الرئيس اوباما بموجبها ومع هذا قامت حماس بارسال خطاب الى اوباما لتقرب منه لمصلحة قضيتهم ,
    عندما تكون قوة المسلمين قوه فاعله وتستطيع التأثير على الاحداث وتحمى مكتسابتها فالشيخ الحق باعلان الجهاد على الكفار ولكن للاسف قوة المسلمين فى الوقت الحالى لاتستطيع مجابهة الوثنين وليس اهل الكتاب وقد
    تعودنا على مثل مقالات الشيخ الحماسيه وليست جديده ولكن مأخذنا عليه عدم احترام
    وجهات نظر غيره



    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    5-Jan-2003
    الدولة
    الرياض
    المشاركات
    3,201
    اوباما زار المكسيك وسجلت اول حالة لانفلونزا الخنازير
    ثم عاد لامريكا وسجلت هي الاخرى وايضا مصر وأخيرا السعودية !!

    وجهه نكبة
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  14. #14
    الله يكفينا شر انفلونزا الخنازير
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    22-Jun-2007
    الدولة
    مقابل المحطة اللي عند بيتنا
    المشاركات
    8,785
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامي التميمي مشاهدة المشاركة
    فأي أخوة وأي تعاطف يعلنه هذا المجرم الماكر مع المسلمين وهاهي أفعاله ونواياه ؟
    فالحذر الحذر من هذا الشيطان الماكر فإنه أخطر من الشيطان الأحمق وسيفشله الله عز وجل كما أفشل سلفه من قبله – قال سبحانه – **بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ... } } الأنبياء :18 ** .

    نسأل الله عز وجل أن يرد كيد الكفرة الصليبين في نحورهم وأن يقي المسلمين من شرورهم كما نسأله عز وجل أن ينصر دينه ويعلي كلمته والحمد لله رب العالمين
    بارك الله بالشيخ و بك أخي سامي ..
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    20-Nov-2002
    الدولة
    Dammam
    المشاركات
    4,609
    باراك اوباما

    اسمه قبل ان تنصره امه .. او يرتد
    مبارك حسين ابو عمامه

    واالله لن تنفعه رئاسة امريكا ولا العالم كله

    "لا حول ولاقوة الا بالله"
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  17. #17
    تاريخ التسجيل
    20-Jun-2005
    المشاركات
    9,251
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقر أبو خالد مشاهدة المشاركة
    بارك الله بالشيخ و بك أخي سامي .
    ارجو ان تقراء مايفكر فيه الاخرين دون الآخذ بالعاطفه وبالروح والدم نفيدك......
    ارجو التأنى بالقرأه لآن هناك اثبات للمصادر وليس من عقول من هب ودب
    قوة الكوابيس (The Power of Nightmares) فيلم وثائقي لهيئة الإذاعة البريطانية مدته ثلاث ساعات، وأشرف عليه أدم كورتيس Adam Curtis . ويعد هذا الفيلم من أهم الأفلام التي أُنتجت عن الحرب على الإرهاب منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. وهو أكثر جاذبية من الناحية الثقافية، وأكثر تقصياً للأحداث من الناحية التاريخية، والأكثر استفزازاً من الأفلام المنافسة له في هذا الموضوع، بما في ذلك فيلم "فهرنهايت Fahrenheit 9/11". وبالرغم من أنه تم عرضه في مهرجان كان السينمائي، وفي بضعة مهرجانات سينمائية في الولايات المتحدة، إلاّ أنه لم يفلح في الحصول على موزع أمريكي، وقد يكون ذلك لأسباب مفهومة.

    يصر هذا الفيلم الوثائقي على أن تنظيم القاعدة لا يعدو أن يكون مجرد طيف من وحي خيال جهاز الأمن القومي الأمريكي. ولا شك في أن فيلم قوة الكوابيس (The Power of Nightmares) يسعى إلى إعادة تشكيل عدة عقود سابقة من السياسة الخارجية الأمريكية، ابتداءً من الخطر السوفيتي في عقد السبعينيات إلى تهديد القاعدة اليوم، لكي يقول أن المحافظين الجدد في مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية قد بالغوا إلى حد كبير في تهويل هذه التهديدات في سعيهم لإعادة تشكيل العالم على صورة التي تريدها الولايات المتحدة.

    وكون الفيلم لم يُعرض هنا على نطاق واسع يعد خسارة بالنسبة لنا، لأنه يثير أسئلة مهمة حول المعالجة السياسية لموضوع الخوف. ومع ذلك فإن فيلم قوة الكوابيس (The Power of Nightmares) يسبب الانزعاج أيضاً لأسباب أخرى غير التي يفترضها "كورتيس" ، لأن الأطروحة التي يقدمها- وهي أن الحرب على الإرهاب تدفعها كوابيس أكثر من وجود قوى كامنة ومرعبة – تستحق الكثير من الشك. ربما نصدق أن تنظيم القاعدة أقل تنظيماً وتناغماً من جورج بوش الابن ، ولكنها منظمة عنيفة أدت إلى تفريخ حركة فكرية عالمية بقيادة أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، وهما شخصان نملك أكثر من سبب لنقلق من تأثيرهما ومخططاتهما.

    وخلاصة الحجة التي يطرحها "كورتيس" هي ما يدعيه الساسة الغربيين بأن "أخطر شيء هو الإرهاب الدولي، وهو شبكة قوية وشريرة، ولديها خلايا نائمة في عدد من الدول في أنحاء مختلفة من العالم، وهو تهديد تجب مواجهته بالحرب عليه. ولكن الكثير من هذا التهديد هو مجرد خيال، قام السياسيين بتضخيمه وتحريفه. وهو وهم أعمى تم نشره دون أي اعتراض بين الحكومات، والدوائر الأمنية ووسائل الإعلام العالمية". ويقول "كورتيس" إن هذا الوهم على ما يبدو قامت بإثارته مجموعتين مختلفين للغاية. وهما المحافظين الجدد والإسلاميين الراديكاليين، حيث أن الحرب بينهما تخفي في طياتها تحالفاً ضمنياً، بل شيء من التشابه الفكري بينهما. وكما يذكّرنا "كورتيس" ، أن المحافظين الجدد والإسلاميين ظهروا في وقت واحد في عقد الثمانينيات من القرن الماضي في أفغانستان لطرد السوفييت، كما أنهم يشتركون في كراهية الأنظمة العشائرية الاستبدادية القائمة في الشرق الأوسط (إلاّ أنهم يسعون لاستبدالها بحكومات تختلف عن بعضها تمام الاختلاف). وأكثر من ذلك، كلا الفريقين ينظر إلى الليبرالية الغربية بعين الريبة، وذلك خوفاً من أن تؤدي إلى تآكل القيم التقليدية، وبالتالي إضعاف مجتمعاتهم من الداخل.

    لقد بدأ كورتيس Curtis قصته من عام 1949 في وضع غير محتمل في جريللي بولاية كلورادو، عندما حضر الأديب المصري سيد قطب لمتابعة دراسته الجامعية. وأن مواجهة سيد قطب مع الولايات المتحدة هي التي جعلت منه لينين الإسلاميين الراديكاليين. ففي إحدى ليالي الصيف ذهب سيد قطب المتزمت إلى صالة رقص في إحدى الكنائس المحلية، حيث كان القسيس يعزف "الجو بارد في الخارج يابني" على موسيقى البيج باند (حيث أن هذا اللحن يقدم الساعة الأولى من الفيلم الوثائقي، بالإضافة إلى العبارة التي تتكرر في الأغنية). وفكرة أن داراً للعبادة تُغَنَّى فيها أغنية غرامية علمانية، بلورت شعوراً لدى سيد قطب بأن الأمريكيين شعب فاسد، ولا يهتم إلاّ بالإمتاع الذاتي. وعند عودته إلى مصر، انضم سيد قطب إلى الأخوان المسلمين، فاعتقله نظام عبد الناصر في عام 1954 لتورطه في تدبير ثورة مزعومة، حيث تعرض لأسوأ أنواع التعذيب. ويقول "كورتيس" : "لقد عاش سيد قطب، ولكن التعذيب أسهم في قوة أفكاره المتطرفة". حيث كان يكتب من زنزانته في السجن ليقول أن حركة القومية العربية العلمانية التي كانت تتزعم بلداً كان يرزح تحت حالة من الهمجية التي كانت سائدة قبل الإسلام، والتي تعرف بالجاهلية، وكان ذلك يعني ضمنياً الإطاحة بالحكومة. لقد أُعدم سيد قطب في عام 1966، إلاّ أنه ترك أثراً كبيراً على أحد المراهقين، اسمه أيمن الظواهري، فقام بتأسيس خلية جهادية، كرسها لنظرية سيد قطب التي تقول أن المسئولين في الحكومة المصرية مرتدين عن الإسلام، ولذلك يستحقون القتل.

    حتى الآن يبدو الأمر على ما يرام. وقد قام "كورتيس" بإجراء بحث أرشيفي رائع لتصوير فيلمه، حيث حصل على صور نادرة على سبيل المثال لسيد قطب في السجن (فيقوم بتنسيق القصة بطريقة ذكية من خلال إضافة بعض المقاطع من الأغاني الشعبية ولقطات من الأفلام القديمة). ولكن كورتيس Curtis في روايته لقصة سيد قطب، يقول أنها كانت تعكس قصة ليو ستراوس Leo Strauss الفيلسوف السياسي في جامعة شيكاغو، وهو تشابه إجباري يرمز من وقت لآخر إلى أساليب كورتيس Curtis الانفعالية المشكوك فيها. ويقول كورتيس Curtis أن سيد قطب كان يصوغ رؤيته الكارثية لشن الهجمات الجهادية ضد أعداء الإسلام، بينما ستراوس Strauss "الذي كان يتفق معه في إبداء نفس المخاوف من الأثر المدمر للفردانية على أمريكا" كان يقول لتلاميذه، وأغلبهم ذهبوا إلى مجالات مؤثرة في السياسة، أن الليبرالية قد أضعفت المجتمع الأمريكي واستنزفت إرادة الأمريكيين في حماية "الحرية". وهو يعتقد أن المثقفين عليهم نشر فكر الخير والشر، سواء كانوا يعتقدون بذلك أم لا، حتى يتم تعبئة الشعب الأمريكي ضد أعداء الحرية. ولهذا السبب، علمنا من أحد التعليقات الجانبية، أن ستراوس Strauss كان احد أكبر المعجبين بمسلسل "دخان السلاح Gun smoke " في التلفزيون وتصويرها للخير والشر.

    والجانب الموازي يبدو استفزازياً، ولكن كورتيس Curtis يبتعد خطوات عديدة عندما يقول "أن ستراوس Strauss كان القوة التي كانت تقف وراء تشكيل حركة المحافظين الجدد، التي تهيمن الآن على مقاليد الأمور في الإدارة الأمريكية". وفي الحقيقة أن سيد قطب وستراوس Strauss ليسا على نفس المكانة بين الإسلاميين والمحافظين الجدد. وفي كتاب الظواهري الذي صدر عام 2001 بعنوان فرسان تحت راية النبي، يستشهد الرجل بأقوال سيد قطب بشكل متكرر، كما أن أخاً لسيد قطب كان أستاذاً لابن لادن في الجامعة بالسعودية. وأن ادعاء سيد قطب بأن الحكام المسلمين الذين يترأسون الدول في حالة من الجاهلية وغير مسلمين من الناحية الفعلية، كان يشكل الدعامة الفكرية لاغتيال الرئيس المصري أنور السادات في عام 1981م. فضلاً عن ذلك، فجميع الإسلاميين مثقفين بشكل جيد، ومتأثرين بعمق بسيد قطب. وبالمقابل، نجد نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق بول ولفويتز درس مادتين على يد ستراوس Strauss في جامعة شيكاغو، وأن عدداً من الاستراوسيين Straussians (تلاميذ شتراوس Strauss) يحتلون مناصب في إدارة بوش، إلاّ أن عمل ستراوس Strauss كفيلسوف سياسي كان محدوداً على العالم خارج الأكاديمية. وفي الحقيقة أن المحركين الرئيسيين للسياسية الخارجية الأمريكية من أمثال بوش ودك شيني ودونالد رامسفيلد وكوندوليزا رايس- يحتمل أنهم على إلمام جيد بأعمال "جوهان ستراوس Johann Strauss "، أكثر من الأعمال الكثيرة والمبهمة لـ "ليو ستراوس Leo Strauss " (وكان بمقدور كورتيس Curtis أن يحسِّن من وضع عمله لو أنه بدلاً من تركيزه على ستراوس Strauss ركز على "ألبرت هولستيتر Albert Wohlstetter " ، زميل ستراوس Strauss في جامعة شيكاغو، والذي دافع في عقدي الستينيات والسبعينيات عن فكرة أن هنالك استهانة بالقوة العسكرية السوفيتية. فضلاً عن أنه كان من أهم معلمي ولفويتز وريتشارد بيرل.)

    والدعامة التالية لأطروحة كورتيس Curtis هي أن المحافظين الجدد وحلفاؤهم قاموا بالمبالغة في حجم التهديد السوفيتي، وهو مؤشر على تضخيمهم فيما بعد للخطر الذي شكله تنظيم القاعدة. ومن المخيف حقيقة أن تشاهد وزير الدفاع الحالي دونالد رامسفيلد وهو يلقي خطاباً واثقاً من نفسه إلى حد كبير في مؤتمر صحفي في عام 1976عن القوة المتنامية لآلة الحرب السوفيتية، والتي كان من الممكن أن تكون واحدة من خطاباته في وزارة الدفاع بعد مضي عدة عقود. ويوضح كورتيس Curtis أن وكالة الاستخبارات المركزية اعتبرت وجهة نظر رامسفيلد حول بناء القوة العسكرية السوفيتية مجرد "خيال"، إلاّ أن ذلك لم يمنع رامسفيلد من تشكيل الفريق "ب" الذي كان يديره ولفويتز بشكل جزئي. وفي أحد أهم أجزاء الفيلم الوثائقي يقول كورتيس Curtis:

    لقد افترض الفريق "ب" أن السوفييت قاموا بتطوير أنظمة متطورة جداً لا يمكن ردعها. حيث أنهم على سبيل المثال، لم يستطيعوا الحصول على أي شيء يدل على أن الأسطول البحري السوفيتي لديه أنظمة دفاع سمعية. ماذا كان يعني ذلك؟، قال الفريق "ب"، أن السوفييت قاموا فعلاً باختراع نظام غير سمعي جديد، من المستحيل اكتشافه. وكان ذلك يعني أن الأسطول البحري الأمريكي برمته يواجه خطر تهديد خفي كان يتربص به، وبالرغم من كل هذا، لم يكن هنالك أي دليل على ذلك.

    لقد كانت تلك، صياغة مبكرة لهذا المذهب الرامسفيلدي (Rumsfeldian doctrine) بأن غياب الدليل ليس دليلاً على الغياب (The absence of evidence is not the evidence of absence). وللإشارة إلى هذا التأثير المدمر يقوم كورتيس Curtis بنشر ما قالته الدكتورة آن كان Anne Cahn ، الخبيرة الحكومية للحد من التسليح في فترة السبعينيات، حيث قالت "لو مررت على أغلب ادعاءات فريق "ب" عن الأسلحة والأنظمة السوفيتية، وقمت بفحصها الواحد تلو الآخر، لوجدتها كلها خطأ". وإن مبالغات فريق "ب"، على حد قول كورتيس Curtis ، كانت كلها لخدمة الخيالات المفرطة التي كان يختلقها المحافظين الجدد، والتي تنظر إلى الاتحاد السوفيتي على أنه مركز لكل الشرور في العالم. وقد كانت الفكرة الأساسية في هذا الخيال أن الكرملين كان يقف وراء جميع حركات المقاومة المحلية المتمردة، من بلفاست إلى فلسطين (ناهيك عن محاولة اغتيال البابا يوحنا بولس الثاني). كلير سترلينج Claire Sterling قام بشرح هذه القصة التي تم فضحها تماماً في شبكات الإرهاب منذ ذلك الوقت، في كتاب أثّر على تفكير المسئولين في إدارة ريغان وبعض المحللين من المحافظين الجدد من أمثال مايكل لدين Michael Ledeen ، الذي يقول الآن أن طهران جعلت من موسكو قاعدة عمليات لشبكة الإرهاب. ويمكن انتقاد كورتيس Curtis على إغفاله للرعب الذي شكله النظام السوفيتي، وهو شيء يقدره المحافظين الجدد أكثر من اليساريين، ولكنه محق في قوله أن المحافظين الجدد أضافوا حماساً لاهوتياً إلى السياسة الخارجة الأمريكية، وأنهم كانوا يرغبون في النظر إلى ماضي أي شخص يرغب في مواجهة أعداء أمريكا- مثل أحد قادة الحرب الأفغان المتعصبين، قلب الدين حكمتيار والذي تلقى حزبه 600 مليون دولار على الأقل من المعونات الأمريكية لمحاربة السوفييت في عقد الثمانينيات، وهو الآن من أكثر الإرهابيين المطلوب القبض عليهم في أفغانستان.

    وبمجرد أن حصل كورتيس Curtis على هذه الرواية عن الفريق "ب"، يقوم ببناء تاريخ معارضة الإسلاميين خلال العقود الماضية. ولكنه يقوم بنسف ما بناه عندما يخلص إلى أن تنظيم القاعدة لا يعدو أن يكون مجرد وهم اختلقه المسئولين الأمريكيين. ويحكي كورتيس Curtis قصة الظواهري، الذي تحول إلى التطرف بسبب السنوات الثلاث التي قضاها في السجون المصرية أثناء بداية عقد الثمانينات، تماماً كسيد قطب، عندما ظهر في السجن كناطق باسم زملائه السجناء من الإسلاميين. يقوم كورتيس Curtis بعرض لقطات قوية للظواهري أثناء محاكمته وهو يصيح باتجاه الكاميرا بلغة إنجليزية ممتازة:

    "نحن الآن نريد أن نتحدث إلى العالم أجمع. من نحن؟ من نحن؟ ولماذا أتوا بنا إلى هنا؟ وماذا نريد أن نقول؟ فأما عن السؤال الأول: نحن مسلمون. نحن مسلمون مؤمنون بدينهم، وفي اعتقادهم الواسع، من حيث الفكر والممارسة. إننا نؤمن بديننا فكراً وممارسة. ولذلك حاولنا أن نبذل قصارى جهدنا لبناء دولة إسلامية ومجتمع إسلامي... وجبهة إسلامية حقيقة ضد الصهيونية والشيوعية والإمبريالية".

    وأنت تشاهد هذا الفيلم تجد إحساساً بقوة ثقافة الظواهري وقوة معتقداته الدينية. وبعد خروجه من السجن التقى هو وبن لادن في باكستان بمنتصف عقد الثمانينيات أثناء الحرب الأفغانية ضد السوفييت، حيث نشأت بينهما علاقة. وفي إعادة روايته لطبيعة تلك العلاقة يقوم كورتيس Curtis بطرح أخطر اتهاماته، حيث يقول "فيما عدا مجموعة صغيرة لم يكن لدى بن لادن تنظيم رسمي، حتى اخترع له الأمريكيين نظاما".

    ولدعم هذه الرؤية يعتمد كورتيس Curtis بشكل جزئي على مقابلة أجراها مع الصحفي البريطاني جاسون بيرك Jason Burke الذي ألف كتاباً ممتازاً عن تنظيم القاعدة. ويقول بيرك Burke لكورتيس Curtis "الفكرة هي أن بن لادن كان يدير منظمة متماسكة لديها ناشطين وخلايا في أنحاء مختلفة من العالم، وكون تصبح عضواً في مثل هذه المنظمة يعد ضرباً من الأساطير. ليست هنالك منظمة تسمى القاعدة. وليست هنالك شبكة عالمية لها قائد معين وكوادر يطيعون الأوامر دون تردد، ولديها مجسات تمتد إلى الخلايا النائمة في كل من أمريكا وإفريقيا وأوروبا". ولكن بيرك Burke في كتابه الذي صدر عام 2003 بعنوان: تنظيم القاعدة: يلقي ظلالاً من الإرهاب، كان أقل رفضاً لفكرة أن تنظيم القاعدة هو المنظمة التي يشير إليها هذا التعليق. وكتب بيرك Burke قائلاً "بينما كانت القيادة الأساسية لتنظيم القاعدة تتكون من عدد قليل جداً من الأشخاص، إلاّ أن بن لادن والرجال الذين من حوله حصلوا على موارد ضخمة، عينيه ومادية، وتمكنوا من استخدامها في تسليط الضوء على قوتهم وممارسة تأثيرهم على مستوى العالم". فبالنسبة لي بدا ذلك أمراً مريباً "لمنظمة متماسكة".

    وفي الحقيقة هنالك مثال ممتاز حول كيفية عمل هذه المنظمة العالمية، لم يتم ذكره في فيلم كورتيس Curtis الوثائقي لأسباب واضحة. ففي ديسمبر 2001 قامت السلطات السنغافورية باعتقال ثلاثة عشر شخصاً من عناصر الجماعة الإسلامية، وهي أكبر جماعة إرهابية في جنوب شرق آسيا لقيامهم بالتخطيط لتفجير السفارة الأمريكية هناك. حيث ساعد ذلك في معرفة أن هؤلاء الناشطين قاموا بتصوير السفارة بالفيديو استعداداً لمهاجمتها وقاموا بإرسال نسخة من الشريط إلى محمد عاطف، القائد العسكري لتنظيم القاعدة في أفغانستان للحصول على موافقته على العملية. بالإضافة إلى نسخة لرجل يعرف بالحنبلي كان القائد العسكري للجماعة الإسلامية وعضواً بمجلس شورى القاعدة. وبالرغم من أن بيرك Burke كان محقاً في تأكيده على أن عملية جمع كل الجماعات الجهادية المنتشرة في أنحاء مختلفة من العالم مثل تنظيم القاعدة في بوتقة واحدة يعد إفراطاً في التبسيط، ولن يؤدي إلى تغيير الحقيقة بأن هنالك تنظيم اسمه القاعدة (وهي المنظمة التي يتم استبدالها الآن بالحركة الدينية الجهادية الراديكالية التي نشأ منها تنظيم القاعدة منذ البداية، والتي حصلت منه الآن على دفع كبير).

    ويدعي كورتيس Curtis أن تنظيم القاعدة تم اختراعه لأول مرة في عام 2001 عندما قام المدعين الأمريكيين في نيويورك بمحاكمة أربعة رجال متورطين في مؤامرة تفجير السفارتين الأمريكيتين في شرق إفريقيا عام 1998. وأثناء المحاكمة بالغوا في التركيز على شهادة جمال الفضل المساعد السابق لأسامة بن لادن، والذي نسج قصة حول المتمرد السعودي تسهل على المدعين الأمريكيين عملية استهدافه باستخدام قوانين المؤامرات التي أدت إلى وضع زعماء المافيا خلف القضبان. ويقول كورتيس Curtis :

    إن الصورة التي رسمها الفضل للأمريكيين عن أسامة بن لادن، كانت عن شخصية قوية في شبكة إرهابية ضخمة، ويملك شبكة منظمة للسيطرة. وقال أيضاً أن بن لادن قام بتسمية هذه الشبكة بالقاعدة....ولكن لم تكن هنالك منظمة. بل كان هؤلاء عدداً من المتمردين كانوا يخططون لعملياتهم ويستعينون ببن لادن في التمويل والمساعدة، فهو لم يكن قائداً لهم. كما أنه ليس هنالك من دليل على أن بن لادن استخدم مصطلح "القاعدة" في إشارة إلى اسم مجموعة بعينها إلاّ بعد الحادي عشر من سبتمبر، عندما أدرك بأن هذا هو المصطلح الذي أطلقه الأمريكيين على التنظيم.

    هذا هراء. فهنالك دليل قوي بأن تنظيم القاعدة أنشئ في عام 1998 بواسطة أسامة بن لادن ومجموعة صغيرة من المتمردين الذين يتفقون معه في الرأي، ثم توسعت الجماعة لتصبح منظمة سرية ومنضبطة قامت بتنفيذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وقبل عامين وفي مفكرة الاجتماع التي انعقدت فيها الاجتماعات التأسيسية لتنظيم القاعدة (التي تم اكتشافها في البوسنة) أشير إليها في وثائق المحكمة في محاكمة أجريت في شيكاغو. حيث تمت هذه الاجتماعات في أغسطس عام 1998وضمت كل من بن لادن وأبو عبيدة البنشري الذي أصبح القائد العسكري لتنظيم القاعدة فيما بعد. وناقش المشاركين في هذه الاجتماعات إمكانية إنشاء "جماعة عسكرية جديدة" تشكل قاعدة. وفي مخطط تنظيمي كتب باليد لجماعة جديدة، وبرئاسة بن لادن الذي يعرف أيضاً بأبي عبد الله.

    وفي مقابلة له مع صحيفة عرب نيوز قدم حسن السريحي، وهو رجل دين سعودي معارض خرج مؤخراً من المعتقل، قدم وصفاً لتنظيم القاعدة ولبدايات التنظيم في بداية عقد الثمانينيات "التفت إلىَّ البنشري وبدأ يتحدث بصوت منخفض: تعلَمُ أن الأخ أسامه أنفق الكثير من الأموال في التدريب وشراء السلاح للمجاهدين العرب. ويجب أن لا نضيع هذا الاستثمار بعد الجهاد ضد الروس. يجب أن نعيد تنظيمهم في جيش إسلامي باسم القاعدة. وهذا الجيش يجب أن يكون مستعداً لمناصرة الإسلام والمسلمين في أي جزء من العالم". وكذلك ناصر أحمد ناصر البحري، الحارس الشخصي لبن لادن، والذي يعيش الآن في اليمن، قال في مقابلة له مع صحيفة القدس العربي: عندما عاد بن لادن إلى أفغانستان في عام 1966، قام بفتح فروع لتنظيم القاعدة في كل من المملكة العربية السعودية واليمن، وأماكن أخرى.

    كما أن بن لان نفسه يروي قصة ظهور هذا الاسم لأول مرة، في مقابلة له مع مراسل قناة الجزيرة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر بفترة وجيزة، حيث قال "أبو عبيدة البنشري قام بإنشاء معسكرات التدريب لمجاهدينا ضد الإرهاب السوفيتي (أثناء عقد الثمانينيات). وكنا نسمي معسكر التدريب هذا بالقاعدة. وبقي هذا الاسم. وفي عام 1999، وفي حوار مع أحد الصحفيين الباكستانيين، وهو رحيم الله يوسف زاي، بدأ بن لادن يشير علانية إلى القاعدة، وفي إحدى نقاط الحوار قال أنه لا يعرف أي شخص يعمل في التنظيم حيث قال : "إن عدد أخواننا كبير، والحمد لله، وأنا لا أعرف كل الذين معنا في هذه القاعدة أو التنظيم". واستمر بن لادن في القول بأن شخصاً يدعى ممدوح سالم، الذي قامت ألمانيا بتسليمه مؤخراً إلى الولايات المتحدة بسبب تهم إرهابية، "لم يكن أبداً عضواً في تنظيمنا الجهادي. وهو ليس عضواً في القاعدة". وعندما قامت الجزيرة بعرض شريط وثائقي هام عن بن لادن في عام 1999، أسمته بتدمير القاعدة، لكان ذلك اختياراً شاذاً للعنوان لو لم تكن القاعدة موجوداً أصلاً.
    حول تخفيض رواتب الفدائيين الذين يعيشون في أفغانستان إلى النصف، وتشكو من غياب المحاسبة في الأموال التي صرفت في اليمن، وهي من نوع المذكرات المألوفة بالنسبة لأي شخص عمل في منظمة بيروقراطية. وكذلك مراسلي صحيفة نيويورك تايمز قاموا باستعادة بعض الوثائق في كابول، كالتي كانت تحمل العنوان "مستودع ذخيرة القاعدة" وقد كانت تستخدمها القاعدة في متابعة الأسلحة والذخائر.

    وتشير مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر نفسها إلى حقيقة أن تنظيم القاعدة كان منظمة ذات نفوذ عالمي كان يقودها بن لادن. وبالرغم من أن كورتيس Curtis يشير بشكل صحيح إلى أن مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر كانت من بنات أفكار خالد شيخ محمد، الذي ذهب إلى بن لادن لطلب التمويل والمساعدة في الحصول على المتطوعين"، وأن مشروع خالد شيخ محمد لتحطيم الطائرات في المعالم الأمريكية كان سيبقى مجرد كابوس قوي لولا تنظيم القاعدة، وذلك لأن العملية لم تكن تتطلب مئات الآلاف من الدولارات وحسب، بل فوق كل ذلك كانت في حاجة إلى مجموعة كبيرة من الشباب المربي تربية جيدة ومستعد للاستشهاد طواعية في العملية. وبالتالي خطط لمؤامرة الحادي عشر من سبتمبر في أنحاء مختلفة من الكرة الأرضية، حيث كانت تعقد اجتماعات التخطيط للعملية في ماليزيا، وتلقي المشاركين للتدريبات القتالية في الولايات المتحدة، والتنسيق بين قادة المؤامرة في هامبورج، وتحويلات الأموال من دبي، وتجنيد الانتحاريين من دول مختلفة في الشرق الأوسط- حيث أن جميع المشاركين التقوا بقادة القاعدة في أفغانستان.

    ومع أن بن لادن لم يدخل نفسه في تفاصيل عمليات الحادي عشر من سبتمبر، إلاّ أنه كان قائدها النهائي. وفي عام 2002 عندما قام بن الشيبة وخالد شيخ محمد معاً بتنسيق هجمات الحادي عشر من سبتمبر، قال بن الشيبة ليسري فوده، مراسل قناة الجزيرة أنه سافر إلى باكستان من هامبورج في نهاية أغسطس 2001 للتأكد من أن بن لادن أشعر بتوقيت الهجمات قبل خمسة أيام من وقوعها. غير أن الدور الإشرافي الذي لعبه بن لادن في الهجمات على واشنطن ونيويورك ضُخم في تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر، ويوضح أنه في عام 1999 قام بن لادن بتعيين محمد عطا قائداً للخاطفين. ويخلص التقرير إلى أنه "من الواضح إذاً أن بن لادن وقائده العسكري عاطف، كانا مسئولين بشكل مباشر عن هذه العملية". والشيء نفسه يمكن أن يقال عن هجمات القاعدة على السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998. ففي عام 1993 أرسل بن لادن أحد معاونيه لدراسة وضع السفارة الأمريكية في كينيا، وعندما عرضوا عليه صوراً فوتوغرافية من تلك الرحلة أشار بالضبط إلى الموقع الذي يعتقد أن توضع فيه الشاحنة المفخخة.

    ولأن كورتيس Curtis لا يعتقد بأن تنظيم القاعدة منظمة يقودها أسامة بن لادن، يضع نفسه في صف إدارة بوش دون أن يدري، لأن فشلها في القبض على بن لادن لا يزال مصدراً للإحراج بالنسبة إليها لدرجة أنها لا تتجاسر على ذكر اسمه. خذ على سبيل المثال مناقشة كورتيس Curtis للمعركة التي جرت في تورا بورا في شرقي أفغانستان، حيث أن بن لادن وأتباعه خاضوا معركة مع عدة مئات من جنود تحالف الشمال ضد حفنة من جنود القوات الخاصة الأمريكية خلال الأسبوعين الأولين من شهر ديسمبر 2001م. وتماماً كما قللت إدارة بوش من أهمية تورا بورا، بالرغم من أنها كنت اللحظة الوحيدة التي كانت فيها لدى الولايات المتحدة فكرة جيدة عن مكان تواجد بن لادن، يقول كورتيس Curtis تورا بورا هذه ما هي إلاّ عدد قليل جداً من الكهوف، ولا يوجد هنالك أي دليل مقنع يشير إلى أن أعضاء القاعدة مختفون فيها. فالذين تابعوا الانتخابات الأمريكية يتذكرون عندما قال السناتور كيري أن الرئيس بوش قد أضاع فرصة في القبض على بن لادن "عندما حاصرناه في تلك الجبال". وقد رفض بوش زعم كيري ووصفه بأنه "إدعاء فض".

    وفي الحقيقة، طبقاً للخطابات واسعة الانتشار للمسئولين في البنتاغون في منتصف ديسمبر 2001، كان هنالك "قدراً معقولاً من اليقين" بأن بن لادن كان في تورا بورا، وهو حكم كان يعتمد على عمليات اعتراض الإرسال الإذاعي. وفي العام الماضي، لطف الله مشعل، وهو من كبار المسئولين في وزارة الداخلية الأفغانية، قال لي، استناداً إلى بعض الحوارات التي دارت بين أحد الممولين السعوديين وطباخ بن لادن، كلا الرجلين كان في المعركة، ولا بد أن بن لادن كان في تورا بورا دون شك. وفي يونيو عام 2003 التقيت بعدد من مسئولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين، قال لي أحدهم "نحن واثقون من أن بن لادن كان في تورا بورا، واختفى منها مع مجموعة صغيرة". كما أن عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة القدس العربي، وهو من مصادر المعلومات الموثوق بها حول القاعدة، قال أن بن لادن أصيب بجرح في كتفه في تورا بورا. وفي أحد أشرطة الفيديو الذي تم عرضه في قناة الجزيرة قبل عامين روى بن لادن ذكرياته عن معركة تورا بورا. فقال "لقد كنا حوالي ثلاثمائة من المجاهدين. فقمنا بحفر مائة خندق على مساحة واحد ميل مربع، وذلك لكي نتجنب الخسائر البشرية الهائلة نتيجة للقصف الأمريكي". وفي أغسطس الماضي نشرت صحيفة الشرق الأوسط رواية عن عبد الله تبارك الحارس المغربي لبن لادن، والذي كان في تورا بورا أيضاً، حيث قال "لقد دخلنا تورا بورا، ومكثنا فيها عشرين يوماً. ففر أيمن الظواهري من هناك، ثم بعد ذلك هرب بن لادن مع ابنه محمد". وباختصار هنالك الكثير من الأدلة على أن بن لادن والمئات من أتباعه كانوا في تورا بورا، وهي حقيقة تدحض رواية إدارة بوش وكذلك كورتيس Curtis للمعركة.

    وفي سعيه لتصوير تنظيم القاعدة على أنه من صنيعة الدوائر الرسمية الأمريكية، يفقد كورتيس Curtis القصة الحقيقية عن إدارة بوش وتنظيم القاعدة. حيث أن الذي اختلق أسطورة المنظمة الوهمية ليسوا هم المسئولين في إدارة بوش، ولكن القاعدة ببساطة لم يناسب رؤيتهم التي شكلت تهديداً خطيراً، ولذلك قاموا بتجاهله إلى حد كبير حتى أخلوا مكاتبهم في صبيحة الحادي عشر من سبتمبر 2001. كما أن بحثاً في قاعد البيانات عن أي تصريحات لأي من كبار المسئولين في إدارة بوش حول بن لادن أو القاعدة، والتي أُدلي بها قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لم يظهر نتائج ذات قيمة. وقد علمنا من لجنة الحادي عشر من سبتمبر أنه بينما مجلس وزراء بوش انعقد ثلاثاً وثلاثين مرة قبل الحادي عشر من سبتمبر، واحداً فقط من اجتماعاتهم هذه كان عن الإرهاب. ولم يكن القاعدة يشكل موضوعاً يتناوله كبار المسؤولين في إدارة بوش بشكل سري أو علني قبل الحقيقة هنالك القليل من الأدلة على أن أي من المعتقلين كان على علاقة بأي مؤامرات إرهابية.

    ويقوم كورتيس Curtis بتفسير هذا الأمر من خلال قصة تعود إلى كيستون كوبس والمفتش كلاسيو. فبعد الحادي عشر من سبتمبر اعتقل أربعة مراهقين من العرب، يعيشون في مدينة ديترويت للاشتباه في أنهم خلية نائمة من خلايا القاعدة، وذلك بعد أن حصلوا على معلومات سرية من محتال معروف. وحصل المسؤولون الأمريكيون بعد ذلك على شريط فيديو لرحلة قام بها هؤلاء المراهقين إلى ديزني لاند واقتنعوا بأن الشريط كان تصويراً لعملية إرهابية مستقبلية. وكما قال رون هانسن، مراسل ديترويت نيوز:

    لم أستطيع أبداً أن تجاوز حقيقة أن الشريط كان يشبه شريطاً سياحياً. حيث أن جولة ديزني لاند على سبيل المثال، كانت عبارة عن طابور طويل، يشق الناس طريقهم إلى الساحة، وكانت الكاميرا تتجه من حين لآخر إلى الصخور التي ظهرت على الجدران مثل فيلم إنديانا جونز، وبعد عدة دقائق تدور الكاميرا وتعرض سلة للنفايات بشكل خاطف، ثم تعود لعرض الحشود. وقال الخبير الحكومي مشيراً إلى سلة النفايات للحظة، الأشخاص الذين هم جزء من هذه المؤامرة للقيام بهذه العمليات الإرهابية – يريدون أن يفهموا طبيعة المكان: وكيف يمكنهم وضع قنبلة في ديزني لاند بكاليفورنيا.

    وقد أصبحت الحالة أكثر غرابة عندما وجه المسؤولون تهماً إلى المراهقين بأنهم كانوا يخططون لمهاجمة قاعدة أمريكية في تركيا. وإن الرسومات التي تم اكتشافها في إحدى المفكرات بينت فيما بعد أنها كانت مجرد رسومات وهمية لأحد اليمنيين الذي كان يعتقد أنه وزير دفاع للشرق الأوسط برمته، والذي انتحر قبل عام من وصول أي من المتهمين إلى ديترويت. وفي النهاية تم قبول إدانة المراهقين بالإرهاب.

    إن قضية ديترويت هذه تمثل رمزاً للكثير من قضايا الإرهاب التي ظل يتناولها المدعين العامين الأمريكيين منذ الحادي عشر من سبتمبر، والتي تتبع آلية نفخ الأبواق من قبل الحكومة في أغلب الأحيان من أجل انهيار المتهم أو لإظهاره على أنه أقل قليلاً من أمر مزلزل، عندما تظهر التفاصيل بعد أشهر من ذلك. ومن يستطيع أن ينسى المرشد الديني جيمس يي James Yee ، جاسوس القاعدة في جونتانامو الذي اتضح أنه لم يكن يخدع بلاده فحسب، بل كان يخدع زوجته أيضاً؟ أو المحامي سيء الحظ من أوريجون الذي تلقى ضربة بسبب دوره المزعوم في تفجيرات مدريد؟ أو كما
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    20-Jun-2005
    المشاركات
    9,251
    يتبع
    كما أن بن لان نفسه يروي قصة ظهور هذا الاسم لأول مرة، في مقابلة له مع مراسل قناة الجزيرة بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر بفترة وجيزة، حيث قال "أبو عبيدة البنشري قام بإنشاء معسكرات التدريب لمجاهدينا ضد الإرهاب السوفيتي (أثناء عقد الثمانينيات). وكنا نسمي معسكر التدريب هذا بالقاعدة. وبقي هذا الاسم. وفي عام 1999، وفي حوار مع أحد الصحفيين الباكستانيين، وهو رحيم الله يوسف زاي، بدأ بن لادن يشير علانية إلى القاعدة، وفي إحدى نقاط الحوار قال أنه لا يعرف أي شخص يعمل في التنظيم حيث قال : "إن عدد أخواننا كبير، والحمد لله، وأنا لا أعرف كل الذين معنا في هذه القاعدة أو التنظيم". واستمر بن لادن في القول بأن شخصاً يدعى ممدوح سالم، الذي قامت ألمانيا بتسليمه مؤخراً إلى الولايات المتحدة بسبب تهم إرهابية، "لم يكن أبداً عضواً في تنظيمنا الجهادي. وهو ليس عضواً في القاعدة". وعندما قامت الجزيرة بعرض شريط وثائقي هام عن بن لادن في عام 1999، أسمته بتدمير القاعدة، لكان ذلك اختياراً شاذاً للعنوان لو لم تكن القاعدة موجوداً أصلاً.

    والمواد التي استعيدت من أفغانستان بعد سقوط حركة طالبان تؤكد أن منسوبي القاعدة يشيرون إليها بهذا الاسم، ويرون أنهم أعضاء في منظمة أكبر يقودها بن لادن. ألن كوليسون Alan Cullison مراسل صحيفة ول ستريت جورنال Wall Street Journal على سبيل المثال، اشترى جهاز كمبيوتر كان يستخدمه أعضاء تنظيم القاعدة من بينهم أيمن الظواهري نفسه. حيث أن إحدى المذكرات التي وجدت في الكمبيوتر مؤرخة بإبريل 1988، كتبها طارق أنور، كانت موجهة إلى أعضاء القاعدة في اليمن، وكانت تصف مشاكل الحياة اليومية في أفغانستان. ومذكرة أخرى كتبت بما يصفه كوليسون Cullison لغة تحاكي لغة الشركات الدولية. فقد كان يشار إلى بن لادن بالمقاول والأعمال الإرهابية "بالتجارة". كما أن مذكرة أخرى من الظواهري تتحدث حول تخفيض رواتب الفدائيين الذين يعيشون في أفغانستان إلى النصف، وتشكو من غياب المحاسبة في الأموال التي صرفت في اليمن، وهي من نوع المذكرات المألوفة بالنسبة لأي شخص عمل في منظمة بيروقراطية. وكذلك مراسلي صحيفة نيويورك تايمز قاموا باستعادة بعض الوثائق في كابول، كالتي كانت تحمل العنوان "مستودع ذخيرة القاعدة" وقد كانت تستخدمها القاعدة في متابعة الأسلحة والذخائر.

    وتشير مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر نفسها إلى حقيقة أن تنظيم القاعدة كان منظمة ذات نفوذ عالمي كان يقودها بن لادن. وبالرغم من أن كورتيس Curtis يشير بشكل صحيح إلى أن مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر كانت من بنات أفكار خالد شيخ محمد، الذي ذهب إلى بن لادن لطلب التمويل والمساعدة في الحصول على المتطوعين"، وأن مشروع خالد شيخ محمد لتحطيم الطائرات في المعالم الأمريكية كان سيبقى مجرد كابوس قوي لولا تنظيم القاعدة، وذلك لأن العملية لم تكن تتطلب مئات الآلاف من الدولارات وحسب، بل فوق كل ذلك كانت في حاجة إلى مجموعة كبيرة من الشباب المربي تربية جيدة ومستعد للاستشهاد طواعية في العملية. وبالتالي خطط لمؤامرة الحادي عشر من سبتمبر في أنحاء مختلفة من الكرة الأرضية، حيث كانت تعقد اجتماعات التخطيط للعملية في ماليزيا، وتلقي المشاركين للتدريبات القتالية في الولايات المتحدة، والتنسيق بين قادة المؤامرة في هامبورج، وتحويلات الأموال من دبي، وتجنيد الانتحاريين من دول مختلفة في الشرق الأوسط- حيث أن جميع المشاركين التقوا بقادة القاعدة في أفغانستان.

    ومع أن بن لادن لم يدخل نفسه في تفاصيل عمليات الحادي عشر من سبتمبر، إلاّ أنه كان قائدها النهائي. وفي عام 2002 عندما قام بن الشيبة وخالد شيخ محمد معاً بتنسيق هجمات الحادي عشر من سبتمبر، قال بن الشيبة ليسري فوده، مراسل قناة الجزيرة أنه سافر إلى باكستان من هامبورج في نهاية أغسطس 2001 للتأكد من أن بن لادن أشعر بتوقيت الهجمات قبل خمسة أيام من وقوعها. غير أن الدور الإشرافي الذي لعبه بن لادن في الهجمات على واشنطن ونيويورك ضُخم في تقرير لجنة الحادي عشر من سبتمبر، ويوضح أنه في عام 1999 قام بن لادن بتعيين محمد عطا قائداً للخاطفين. ويخلص التقرير إلى أنه "من الواضح إذاً أن بن لادن وقائده العسكري عاطف، كانا مسئولين بشكل مباشر عن هذه العملية". والشيء نفسه يمكن أن يقال عن هجمات القاعدة على السفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998. ففي عام 1993 أرسل بن لادن أحد معاونيه لدراسة وضع السفارة الأمريكية في كينيا، وعندما عرضوا عليه صوراً فوتوغرافية من تلك الرحلة أشار بالضبط إلى الموقع الذي يعتقد أن توضع فيه الشاحنة المفخخة.

    ولأن كورتيس Curtis لا يعتقد بأن تنظيم القاعدة منظمة يقودها أسامة بن لادن، يضع نفسه في صف إدارة بوش دون أن يدري، لأن فشلها في القبض على بن لادن لا يزال مصدراً للإحراج بالنسبة إليها لدرجة أنها لا تتجاسر على ذكر اسمه. خذ على سبيل المثال مناقشة كورتيس Curtis للمعركة التي جرت في تورا بورا في شرقي أفغانستان، حيث أن بن لادن وأتباعه خاضوا معركة مع عدة مئات من جنود تحالف الشمال ضد حفنة من جنود القوات الخاصة الأمريكية خلال الأسبوعين الأولين من شهر ديسمبر 2001م. وتماماً كما قللت إدارة بوش من أهمية تورا بورا، بالرغم من أنها كنت اللحظة الوحيدة التي كانت فيها لدى الولايات المتحدة فكرة جيدة عن مكان تواجد بن لادن، يقول كورتيس Curtis تورا بورا هذه ما هي إلاّ عدد قليل جداً من الكهوف، ولا يوجد هنالك أي دليل مقنع يشير إلى أن أعضاء القاعدة مختفون فيها. فالذين تابعوا الانتخابات الأمريكية يتذكرون عندما قال السناتور كيري أن الرئيس بوش قد أضاع فرصة في القبض على بن لادن "عندما حاصرناه في تلك الجبال". وقد رفض بوش زعم كيري ووصفه بأنه "إدعاء فض".

    وفي الحقيقة، طبقاً للخطابات واسعة الانتشار للمسئولين في البنتاغون في منتصف ديسمبر 2001، كان هنالك "قدراً معقولاً من اليقين" بأن بن لادن كان في تورا بورا، وهو حكم كان يعتمد على عمليات اعتراض الإرسال الإذاعي. وفي العام الماضي، لطف الله مشعل، وهو من كبار المسئولين في وزارة الداخلية الأفغانية، قال لي، استناداً إلى بعض الحوارات التي دارت بين أحد الممولين السعوديين وطباخ بن لادن، كلا الرجلين كان في المعركة، ولا بد أن بن لادن كان في تورا بورا دون شك. وفي يونيو عام 2003 التقيت بعدد من مسئولي مكافحة الإرهاب الأمريكيين، قال لي أحدهم "نحن واثقون من أن بن لادن كان في تورا بورا، واختفى منها مع مجموعة صغيرة". كما أن عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة القدس العربي، وهو من مصادر المعلومات الموثوق بها حول القاعدة، قال أن بن لادن أصيب بجرح في كتفه في تورا بورا. وفي أحد أشرطة الفيديو الذي تم عرضه في قناة الجزيرة قبل عامين روى بن لادن ذكرياته عن معركة تورا بورا. فقال "لقد كنا حوالي ثلاثمائة من المجاهدين. فقمنا بحفر مائة خندق على مساحة واحد ميل مربع، وذلك لكي نتجنب الخسائر البشرية الهائلة نتيجة للقصف الأمريكي". وفي أغسطس الماضي نشرت صحيفة الشرق الأوسط رواية عن عبد الله تبارك الحارس المغربي لبن لادن، والذي كان في تورا بورا أيضاً، حيث قال "لقد دخلنا تورا بورا، ومكثنا فيها عشرين يوماً. ففر أيمن الظواهري من هناك، ثم بعد ذلك هرب بن لادن مع ابنه محمد". وباختصار هنالك الكثير من الأدلة على أن بن لادن والمئات من أتباعه كانوا في تورا بورا، وهي حقيقة تدحض رواية إدارة بوش وكذلك كورتيس Curtis للمعركة.

    وفي سعيه لتصوير تنظيم القاعدة على أنه من صنيعة الدوائر الرسمية الأمريكية، يفقد كورتيس Curtis القصة الحقيقية عن إدارة بوش وتنظيم القاعدة. حيث أن الذي اختلق أسطورة المنظمة الوهمية ليسوا هم المسئولين في إدارة بوش، ولكن القاعدة ببساطة لم يناسب رؤيتهم التي شكلت تهديداً خطيراً، ولذلك قاموا بتجاهله إلى حد كبير حتى أخلوا مكاتبهم في صبيحة الحادي عشر من سبتمبر 2001. كما أن بحثاً في قاعد البيانات عن أي تصريحات لأي من كبار المسئولين في إدارة بوش حول بن لادن أو القاعدة، والتي أُدلي بها قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، لم يظهر نتائج ذات قيمة. وقد علمنا من لجنة الحادي عشر من سبتمبر أنه بينما مجلس وزراء بوش انعقد ثلاثاً وثلاثين مرة قبل الحادي عشر من سبتمبر، واحداً فقط من اجتماعاتهم هذه كان عن الإرهاب. ولم يكن القاعدة يشكل موضوعاً يتناوله كبار المسؤولين في إدارة بوش بشكل سري أو علني قبل الحادي عشر من سبتمبر، لأنهم كانوا منشغلين بالتهديدات التي تشكلها الدول- وأن تركيزهم كان موجهاً إلى الصين والعراق ودفاعات الصواريخ البالستية (وهي لا تشكل بطبيعة الحال حماية من الهجمات الإرهابية).

    لقد كان هذا وضعاً شاذاً على أية حال، لأنه نادراً ما يقوم أعداءنا بتحذيرنا من نواياهم. وتخيل معي للحظة واحدة، أولئك المسئولين في القيادة العليا اليابانية، الذين عبَّروا مراراً وتكراً عن نيتهم في مهاجمة الولايات المتحدة ابتداءً من عام 1937. ثم تذكر معي أيضاً الطريقة المختلفة التي جرت بها أحداث بيرل هاربر بعد ذلك بأربع سنوات. حسناً، هذا هو بالضبط ما كان يفعله بن لادن منذ عام 1997، حيث كان يطلق التهديدات المتكررة عبر مقابلات واسعة الانتشار التي كانت تجرى معه في CNN و ABC والجزيرة، بأنه سيشن حرباً ضد الولايات المتحدة. ولكن هذه التهديدات أخذت من قبل أعضاء محددين في إدارة بوش على أنها مجرد فرقعات أكثر من كونها تهديدات من خصم قادر. ويروي ريتشاد كلارك Richard Clarke المنسق السابق لمكافحة الإرهاب في كتابه "ضد جميع الأعداء Against All Enemies " عندما اجتمعت لجنة النواب من المسئولين في الوزارات الثانوية لأول مرة في إبريل 2001 لمناقشة موضوع الإرهاب، قال ولفويتز الذي كان مشغولاً لفترة طويلة بنظريات مؤامرة غير موثوق بها بأن العراق كان وراء الهجوم الأول ضد مركز التجارة العالمي في عام 1993، قال بحدة " لست أفهم لماذا بدأنا حديثنا بهذا الرجل، بن لادن". وباختصار، فإن ولفويتز، على الأقل حتى هجمات الحادي عشر من سبتمبر، كان يتفق مع تقييم كورتيس Curtis بأن تهديد القاعدة كان "مجرد خيال". إن أبرز شخصية في المحافظين الجدد لم يسع إلى تضخيم التهديد الذي كان يشكِّله القاعدة وحسب، بل أساء فهم أهمية ذلك التهديد- حتى فات الأوان.

    وفي الساعة الأخيرة من فيلمه الوثائقي فإن حجة كورتيس Curtis بأن المسؤولين في إدارة بوش لم يحملوا تهديد القاعدة محمل الجد، أخذت أقوى أشكالها. ومن العناصر الحرجة في أسلوب تعامل إدارة بوش مع التهديدات هو افتراض وجود "الخلايا النائمة" في الولايات المتحدة من قبيل "خُضْر تحت السرير" والتي يصفها كورتيس Curtis بأنها مطاردة "لعدوٍ شبح".

    لقد اعتقل الآلاف، وطلب من جميع فروع الأجهزة الأمنية والجيش أن تبحث عن الإرهابيين. وشيئاً فشيئاً عثرت الحكومة على الشبكة: فوجدت سلسلة من الخلايا الخفية في بعض المدن في أنحاء مختلفة من البلاد من بفالو إلى بورتلاند. وسماها الأمريكيون "بالخلايا النائمة" وقرروا بأنها كنت تنتظر دورها للهجوم. ولكن في الحقيقة هنالك القليل من الأدلة على أن أي من المعتقلين كان على علاقة بأي مؤامرات إرهابية.

    ويقوم كورتيس Curtis بتفسير هذا الأمر من خلال قصة تعود إلى كيستون كوبس والمفتش كلاسيو. فبعد الحادي عشر من سبتمبر اعتقل أربعة مراهقين من العرب، يعيشون في مدينة ديترويت للاشتباه في أنهم خلية نائمة من خلايا القاعدة، وذلك بعد أن حصلوا على معلومات سرية من محتال معروف. وحصل المسؤولون الأمريكيون بعد ذلك على شريط فيديو لرحلة قام بها هؤلاء المراهقين إلى ديزني لاند واقتنعوا بأن الشريط كان تصويراً لعملية إرهابية مستقبلية. وكما قال رون هانسن، مراسل ديترويت نيوز:

    لم أستطيع أبداً أن تجاوز حقيقة أن الشريط كان يشبه شريطاً سياحياً. حيث أن جولة ديزني لاند على سبيل المثال، كانت عبارة عن طابور طويل، يشق الناس طريقهم إلى الساحة، وكانت الكاميرا تتجه من حين لآخر إلى الصخور التي ظهرت على الجدران مثل فيلم إنديانا جونز، وبعد عدة دقائق تدور الكاميرا وتعرض سلة للنفايات بشكل خاطف، ثم تعود لعرض الحشود. وقال الخبير الحكومي مشيراً إلى سلة النفايات للحظة، الأشخاص الذين هم جزء من هذه المؤامرة للقيام بهذه العمليات الإرهابية – يريدون أن يفهموا طبيعة المكان: وكيف يمكنهم وضع قنبلة في ديزني لاند بكاليفورنيا.

    وقد أصبحت الحالة أكثر غرابة عندما وجه المسؤولون تهماً إلى المراهقين بأنهم كانوا يخططون لمهاجمة قاعدة أمريكية في تركيا. وإن الرسومات التي تم اكتشافها في إحدى المفكرات بينت فيما بعد أنها كانت مجرد رسومات وهمية لأحد اليمنيين الذي كان يعتقد أنه وزير دفاع للشرق الأوسط برمته، والذي انتحر قبل عام من وصول أي من المتهمين إلى ديترويت. وفي النهاية تم قبول إدانة المراهقين بالإرهاب.

    إن قضية ديترويت هذه تمثل رمزاً للكثير من قضايا الإرهاب التي ظل يتناولها المدعين العامين الأمريكيين منذ الحادي عشر من سبتمبر، والتي تتبع آلية نفخ الأبواق من قبل الحكومة في أغلب الأحيان من أجل انهيار المتهم أو لإظهاره على أنه أقل قليلاً من أمر مزلزل، عندما تظهر التفاصيل بعد أشهر من ذلك. ومن يستطيع أن ينسى المرشد الديني جيمس يي James Yee ، جاسوس القاعدة في جونتانامو الذي اتضح أنه لم يكن يخدع بلاده فحسب، بل كان يخدع زوجته أيضاً؟ أو المحامي سيء الحظ من أوريجون الذي تلقى ضربة بسبب دوره المزعوم في تفجيرات مدريد؟ أو كما يشير كورتيس Curtis ، كيف أن وزارة العدل عقدت مؤتمراً صحفياً للإعلان عن تمزيق "خلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة" في بفالو بنيويورك، بينما في الحقيقة أن هؤلاء الذين تم اعتقالهم ارتكبوا خطئاً فادحاً عندما كذبوا على المحققين الفيدراليين وأخبروهم عن حضورهم معسكر تدريب لحركة طالبان في وقت لم يكن معروفاً كون هذا الفعل جريمة، فضلاً عن أنه لم يكن هنالك دليل على تورطهم في الإرهاب؟ وقد كانت قضية بفالو في مجملها بمثابة حكم بتجريم مسبق، ولم تكن اكتشافاً لخلية من خلايا القاعدة كما أنها لم تتعلق بمنع هجوم إرهابي.

    وقد ظهر في مسحٍ موثوق به، صدر عن مركز القانون والأمن في جامعة نيويورك في فبراير، أن 119 من القضايا الجنائية التي قامت إدارة بوش بمتابعتها بموجب قوانين الحرب على الإرهاب منذ الحادي عشر من سبتمبر "اتهمت المحاكم عدد قليل نسبياً من الأشخاص بتهمة ارتكاب أعمال إرهابية مباشرة، وأدانت شخصاً واحداً فقط، وهو (ريتشارد ريد) المعروف بمفجر الحذاء"، والذي لم يكن خلية أمريكية نائمة، بل كان بريطانياً من أصل جامايكي حاول أن يقوم بتفجير طائرة أميريكان إير لاين التي صعد إليها ليس في باريس تكساس، ولكن في باريس التي في فرنسا.

    هنالك مبالغة في ظاهرة الخلايا الأمريكية النائمة من قبل المسؤولين الأمريكيين والروايات المتنافسة في وسائل الإعلام، ولا نريد أن نقول أن الخلايا النائمة لم تكن موجودة في الماضي. فعلى سبيل المثال، علي محمد، المدرب العسكري لتنظيم القاعدة، كان عريفاً في الجيش الأمريكي في نهاية عقد الثمانينيات، وكان متزوجاً بأمريكية من أصل مكسيكي كانت تعمل اختصاصية شبكة حاسوب في كاليفورنيا، واعتقل في عام 1998، بعد مرور ثلاثة عشر عاماً على قدومه إلى الولايات المتحدة. لقد كان محمد المعاون الذي أرسله بن لادن لمعاينة وضع السفارة الأمريكية في كينيا عام 1993، أي قبل خمس سنوات من تفجيرها بواسطة خلية محلية لتنظيم القاعدة.

    ولكن لم يكن هنالك أي دليل على وجود نائمون من أمثال محمد يعملون داخل الولايات المتحدة منذ الحادي عشر من سبتمبر. وهذه الخلايا إما أنها تغط في نوم عميق وأنها بحكم الميتة، أو أنها ببساطة ليست موجودة. إن بداية الحرب على العراق والانتخابات الرئاسية كلاهما هيأ مناسبات رائعة لهذه الخلايا المفترضة لتقوم بتوجيه ضرباتها، إلاّ أن شيئاً لم يحدث. كما أن لجنة الحادي عشر من سبتمبر وبناءً على أكبر تحقيق جنائي أجري في التاريخ، خلصت إلى أن الخاطفين لم تكن لديهم شبكات للدعم داخل الولايات المتحدة. وإذا ما أخذنا هذه الحقيقة، مع عدم وجود قضايا أو هجمات إرهاب حقيقية في الولايات المتحدة، تقودنا إلى الاعتقاد بأنه لا توجد خلايا نائمة أمريكية. وقد جاء أيضاً دعماً لهذه الرؤية من جهة غير متوقعة في مارس: حيث يخلص مكتب التحقيقات الفيدرالي في تقرير تم تسريبه إلى أن "الجهود الأمريكية حتى الآن لم تسفر عن أي دليل على وجود خلايا أو شبكات مخفية تعمل داخل البلاد ".

    تلك هي الأخبار السارة. ولكن على أية حال هل تلك مشكلة حقيقية؟ لقد كانت هنالك خلايا نائمة مثل علي محمد، والذين وضعوا أنفسهم داخل المجتمع الأمريكي لسنوات عديدة، ولكن التهديد الحقيقي للإرهابيين الإسلاميين جاء من بعض زوار البلاد. وكانت قضية الهجوم الذي شن على مركز التجارة العالمي في 1993 حيث أن رمزي يوسف الرأس المدبر له كان قد وصل من باكستان بنية مهاجمة أهداف أمريكية، وكذلك الحال بالنسبة إلى هجمات الحادي عشر من سبتمبر. وقد صح أيضاً أن أحمد رسام الذي تم إيقافه وهو يحاول عبور الحدود الكندية في ديسمبر من عام 1999 في مهمة لتفجير مطار لوس أنجلوس الدولي، وكذلك بالنسبة إلى ريد.

    وفي الحقيقة، فإن تهديد الإرهاب الإسلاموي للولايات المتحدة اليوم يأتي غالباً من أوروبا، وليس من الخلايا النائمة المحلية، أو من خريجي المدارس الإسلامية في الشرق الأوسط، كما يتصور الجمهور، أو بعض البلهاء الذين لا يعرفون شيئاً أكثر من قراءة القرآن. إن ريد مواطن بريطاني، وعضو القاعدة زكريا الموسوي، مواطن فرنسي، كما أن طيارو الحادي عشر من سبتمبر أصبحوا معارضين في هامبورج. وأن الهجمات التي وقعت في مدريد العام الماضي وراح ضحيتها 191 شخصاً، واغتيال المنتج السينمائي الهولندي فان جوخ، تدل على أن الرجال الذين يعتنقون نظريات القاعدة قاموا مؤخراً بارتكاب أعمال إرهابية خطيرة في أوروبا، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى زيادة هجرة أعداد كبيرة من المسلمين إلى أوروبا، والتي ستصطدم على نطاق واسع بالتمييز العنصري مما قد يؤدي بشدة إلى عزلة المسلمين الذين يشعرون بذلك بصرف النظر عن الأموال التي يجنونها أو طيلة الفترة التي تقيم فيها عائلاتهم، فالباكستانيين الذين يعيشون في لندن لن يكونوا بريطانيين تماماً، وكذلك الجزائريين في باريس لن يكونوا فرنسيين تماماً، أو المغاربة في مدريد لا يمكنهم أن يتحولوا إلى أسبان حقيقيين. هذه ليست كوابيس، ولكنها حقيقة: وهي وجهة نظر ربما يتوصل إليها كورتيس Curtis في نهاية المطاف، فعندما يتم تنفيذ هجوم إرهابي كبير في لندن تعتبره السلطات البريطانية أمراً حتمياً.

    وبالرغم من اختلافاتي الكثيرة مع فيلم قوة الكوابيس The Power of Nightmares الذي تجد فيه إحساساً بمحاضرات نعوم شومسكي التي تنقل بواسطة مونتي بايثون Monty Python ، إلاّ أنه لا يزال فيلماً غنياً يستحق الإشادة، لأنه يتعامل مع مشاهديه على أنهم أناس راشدون لديهم القدرة على متابعة الحجج المعقدة. وهذه رؤية الجمهور الذي تم التخلي عنه في الشبكات التلفزيونية الأمريكية. وقد كان من المفيد لو أن أحد التنفيذيين وجد فرصة في فيلم قوة الكوابيس. وفي النهاية، فإن نظيره الأمريكي، فهرنهايت 11/9 حصد من الأموال ما لم يحصده فيلم وثائقي في التاريخ. وإن ما كان ينبغي على كورتيس Curtis أن يقوله، أكثر بكثير مما كان على مايكل مور أن يقوله.
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك