درج الاقتصاديون على ذكر العديد من النظريات والأسباب التي يعزون إليها حالات التخلف الاقتصادي ، التي ما زالت تعاني منها الغالبية الكبرى من دول العالم . وقد أدى الاهتمام بهذه الأسباب إلى ظهور فروع جديدة في علم الاقتصاد تختص بهذه الأسباب ، كاقتصاديات السكان والجغرافيا الاقتصادية والاقتصاد الاجتماعي ، وبهذا الخصوص سنتحدث وبإيجاز عن نظرية الحلقة المفرغة للفقر التي تأخذ بمنطق السببية الدائري في الربط بين أسباب التخلف ، وهي تعني ببساطة أن هناك مجموعة من القوى أو العوامل أو المؤثرات التي تتفاعل مع بعضها بطريقة دائرية من شأنها أبقاء الدول المتخلفة في حالة تخلف مستمر لا يمكن الخروج منها ومن أمثله تلك الحلقات ( الحلقة المفرغة للفقر ) التي تقول بأن انخفاض دخل الفرد يؤدي إلى انخفاض مستوى التغذية وانخفاض المستوى الصحي ، وهذا يؤدي إلى انخفاض الكفاءة الإنتاجية وبالتالي إلى انخفاض مستوى الدخل ومن ثم العودة إلى حيث بدأنا ، وبهذا لا تستطيع الدول الخلاص من تلك الحلقة . وهناك العديد من أمثالها فمثلا بدون منظمين لا توجد تنمية وبدون تنمية لا يوجد منظمون ، ومثال التخلف يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية الزراعية وهذا يؤدي إلى سؤ التغذية ، مما يؤدي إلى انخفاض الادخار والاستثمار وبالتالي إلى قلة الإنتاج والدخل والادخار . وهذه النظرية عوضا عن أنها تعجز عن تحديد بداية الحلقة فأن تفسيراتها تعتبر سطحية وتبسط الأمور .لأن مشكلة التخلف مشكلة مركبة فانخفاض الادخار على سبيل المثال لا يرجع فقط إلى انخفاض الدخل في جميع الأحوال إنما تتحكم فيه عوامل كثيرة وهكذا يمكن نقد هذه الحلقات التي تبدو لأول وهلة منطقية في داريتها .