تتفشى البطالة المقنعة عادة في الدول النامية التي تزيد فيها الأهمية النسبية للقطاع الزراعي ، ومعنى أنها مقنعة أنها غير ظاهرة وخفية وتعتبر نتيجة طبيعية لعاملين هما نمو السكان بمعدلات كبيرة مع انخفاض قدرة القطاع الصناعي على استيعابهم . لذلك نجدهم يلجاون إلى القطاع الأم أي القطاع الزراعي وهو في غير حاجة حقيقية لهم لضعف معدل نموه وقلة المرونة في عرض الأراضي الزراعية القابلة للزراعة ، لذلك نجد أن الغالبية الكبرى من العاملين في هذا القطاع عملهم موسمي ويقضون أغلب أيام السنة في فراغ أو شبة فراغ .
وعلى عكس ما يجري العمل به في الدول الصناعية حيث يقوم العمال العاطلون بتسجيل أنفسهم في مكاتب العمل نجد أن العاطلين في الدول النامية قلما يعرف عددهم وعلى وجه الدقة لعدم وجود نظم تسجيل أو حيث لا يكون للتسجيل فائدة تذكر بالنسبة للعمال لقلة الفرص البديلة للعمل . غير أننا في هذا الصدد يجب ألا نقلل من خطورة مشكلة البطالة الظاهرة في معظم الدول الصناعية فهي من أهم عيوب هذه المجتمعات وفي مقدمة مشاكلها الاقتصادية إلا أن أهم ما يميز النوعين هو إن البطالة في الدول الصناعة هي بطالة ظاهرة ومعروفة ولكنها في الدول النامية تكون خفية أو مقنعة .