في البداية يجب أن نوضح بعض المفاهيم المتعلقة بتوظيف الأموال مثل الاستثمار والمقامرة والمضاربة.
فالاستثمار (Investing) هو عملية اقتناء أوراق مالية بهدف الحصول على الدخل الجاري الذي تدره (الفائدة أو الأرباح الموزعة) وللاستفادة من التحسن في سعرها في السوق على المدى البعيد. وتتميز هذه العملية عادة بالتأني في دراسة وتحليل بدائل الأوراق المالية المتاحة لاختيار المزيج المناسب منها، أي الذي يحقق أعلى عائد ممكن لمستوى المخاطرة الذي يقبل المستثمر أن يتحمله.
أما المقامرة (GAMBLING) هي عبارة عن مراهنة عن حدوث احتمالات صغيرة لتحقيق أرباح كبيرة. والقيمة المتوقعة للرهان في المقامرة سالبة، إي لغير مصلحة المقامر. وتظهر نتائج المقامرة في فترة زمنية قصيرة للغاية. كذلك فإن التحليل المالي والاستثماري لا يجدي في تغيير نتائج المقامرة. وتعني المقامرة في عالم الأعمال أخذ المخاطر الغير محسوبة وبالتالي التعرض لنتائج غير متوقعة.
أما المضاربة (SPECULATION) هي عملية شراء أوراق مالية بهدف إعادة بيعها وتحقيق أرباح من التحسن المتوقع في سعرها في السوق. والفترة الزمنية التي تتم خلالها عملية الشراء والبيع تكون عادة قصيرة. ولا يهتم المضارب عادة بما تدره الأوراق المالية من فائدة وأرباح موزعة لأنه لن يحتفظ بها لفترة طويلة. ولأن الهدف من التوظيف هو جني الأرباح الرأسمالية الناتجة عن الارتفاع في سعرها. وهنا يظهر الفرق واضحاً بين المضاربة والاستثمار من حيث هدف الربح من تغير السعر والفترة الزمنية.
فهناك من يقول أن المضاربة تساعد على استقرار الأسعار فالمضارب لكي يحقق ربح يجب أن يشتري عندما تكون الأسعار منخفضة وأن يبيع عندما تكون الأسعار مرتفعة. وهكذا عندما يشتري المضاربون عندما تكون الأسعار منخفضة فإنهم يؤثرون على الأسعار بدفعها إلى الارتفاع. وعندما يبيعون والأسعار مرتفعة يدفعون بالأسعار نحو الانخفاض. وعلية فأن للمضاربة منافع اقتصادية نعدد منها ما يلي :
1. المضاربة تساهم في تطوير الأفراد والمؤسسات الاستثمارية المتخصصة في أخذ المخاطر المحسوبة والتي تمكن المتجنبين للخطر بأن يرفعوا الخطر عن كواهلهم ويحولوه إلى المضاربين.
2. تنبؤات بالأسعار مجانية ، فالمضاربة على الأسعار المستقبلية لسلعة ما تمثل أحسن التنبؤات لما ستكون عليه أسعار السلعة في المستقبل.
3. وجود المضاربين يساعد على التعديل الكفء للأسعار في السوق.
4. يوفر المضاربون السيولة في السوق للمتداولين.
5. المضاربة تساعد على توحيد الأسعار في الأسواق المختلفة: إذا كانت سلعة تباع في سوقين مختلفين بأسعار مختلفة بأكثر من تكاليف النقل بين السوقين، فإن نشاطات المضاربين بالشراء في السوق الأرخص والبيع في السوق الأغلى تقود إلى توحيد الأسعار في السوقين.