بعد التداول
أرباح الأسهم أمانة مستردة
عبدالله الجعيثن
الحديث عن الخسائر في سوق الأسهم يطول، ويدل على أن دراسة المخاطرة لدى الكثيرين ضعيفة وغير واردة أحياناً، مع أن اجتناب الخسارة مقدم على جلب الربح، كما أن دفع الألم مقدم على تحصيل اللذة..
ولكننا الآن لا نتحدث عن الخسائر، بل نتحدث عن الأرباح في سوق الأسهم، وهي بالطبع موجودة كما أن الخسائر موجودة، فالسوق ربح وخسارة بلا شك.
تنقسم الأرباح في سوق الأهسم إلى قسمين:
1 - أرباح محققة وهي التي باع صاحبها أسهمه وحقق رأس ماله وأرباحه نقداً..
2 - أرباح غير محققة: وهي التي تظهر في المحفظة على شكل أرقام ولكن قبل أن يبيع صاحبها فهي قابلة للنقص والزيادة أو أيضاً التحول من الربح إلى الخسارة.
نعود إلى الأرباح المحققة فهي تنقسم أيضاً إلى قسمين:
1 - إذا ترك صاحبها سوق الأسهم بلا رجعة فهي أرباح محققة فعلاً بالتمام والكمال.
2 - إذا استمر صاحبها في الشراء والبيع في سوق الأسهم فليست أرباحاً محققة على كل حال، بل هي أشبه ما تكون بالأمانة المستردة، لأن أسواق الأسهم ما تعطيه باليمين كثيراً ما تأخذه باليسار، وقد تأخد أكثر منه بكثير.. والفائدة من هذا الكلام كله هو ألا يغتر الإنسان بالأرباح التي حققها - حتى وإن باع طالما لديه النية للشراء من جديد - فإن الذي يغتر بهذه الأرباح ويصرفها بإسراف غلطان، فقد يطلبها السوق منه مرة أخرى كأمانة لديه، وقد يطلبها مع فوائد مركبة تقص من رأس المال نفسه..
إذن - مع الاهتمام الجاد بحدود المخاطرة المقبولة والمدروسة وعدم تجاوزها - ينبغي النظر بحذر للأرباح المحققة طالما بقي المتداول في السوق، والتحفظ على هذه الأرباح بعيداً عن الاستهلاك فلا زال هناك دائن خفي هو الذي منحنا هذه الأرباح، وهو قد يطلبها منا في أي عملية أخرى نقوم بها، ومن التسرع صرفها على أساس أنها ربح صاف..
قد يكون في هذا الكلام بعض التشاؤم، ولكن في هذا الموضوع بالذات يكون التشاؤم أقرب للواقع، وآمن من المفاجآت، وما أكثر مفاجآت أسواق الأسهم.
http://www.alriyadh.com/ci/2009/04/0...cle421150.html
المفضلات