بدأت أزمة الكساد العظيم في الولايات المتحدة الأمريكية وسوق الأصول المالية ، وكان الرئيس الأمريكي يومها ( هوفر ) منتشي برواج الاقتصاد الأمريكي إلى حدود الهوس ، هذا الهوس شمل بعض كبار المتعاملين ، فكان جون روكفلر ( عمرة حينها 93 عاما ) يصنف الأزمة بسحابة الصيف في تعريفنا ، فخلال عمرة المديد ، مر به الكثير منها ، وسوف تمر كغيرها ، هذا ما كان قد قاله ، ولهذا التفاؤل ما يبرره ، فقد كان عقد العشرينات يمثل عصر التكنولوجيا الذهبي ، فخلالها تم تحويل مخترعات حديثة إلى سلع وخدمات تجارية ، مثل السيارات والتلفون والراديو ومنصات توصيل الكهرباء . ولأنها مملوكة لشركات مدرجة في وول ستريت ، شهد السوق انتعاشا حقيقيا وورقيا غير مسبوق ، ففي 24 أغسطس 1921 كان مؤشر الداو جونز عند 63.9 نقطة ، وبلغ في 3 سبتمبر 1929 نحو 381.2 نقطة أو تضاعف نحو 6 مرات .
وعندما انفجرت الأزمة ، لم يكن تقدير هوفر أو روكفلر صحيحا ، وكان خطرا لأنة أدى إلى التقاعس الشديد عن مواجهتها حتى حين انتقلت إلى المرحلة الثانية وأصابت القطاع المصرفي وبدأت عملية الاصطفاف لسحب الودائع من البنوك . وبعد عشر شهور من بداية الأزمة ، أفلس 744 بنك في الولايات المتحدة الأمريكية ، وأصبح عدد البنوك التي أعلنت إفلاسها في عقد الثلاثينات 9000 بنك ، وصاحبها أزمة فقدان ثقة كبيرة وتوقف الدم عن الجريان في شرايين الاقتصاد الأمريكي ,وبحلول عام 1933 ، كانت إصابة الاقتصاد الحقيقي عميقة ومؤلمة حين فقد الاقتصاد الأمريكي مقاسا بالناتج القومي الإجمالي ثلث حجمه ، وأرتفع معدل البطالة إلى 25 % ، وهبطت الأجور الاسمية لمن ظلوا يعملون بنحو 42 % ، وهو أسوا ما أصاب اقتصاد رئيسي في العالم في التاريخ الحديث .
المفضلات