نتيجة لتقلص فرص التوسع في السوق المحلي بسبب اشتداد المنافسة لجأت شركة الاتصالات السعودية إلى تملك الشركات خارج المملكة وتمكنت خلال الـ18 شهراً الماضية من استقطاع حصص كبيرة في شركات أجنبية تعمل في أسواق في دول تقطنها أعداد كبيرة من المسلمين رغم أنها نشطت في هذا المسعى متأخرة بعض الشيء . وتتميز هذه الأسواق بسرعة نموها ومن المتوقع أن تحقق خدمة الجوال فيها إيرادات كبيرة حيث يأتي من هذه الأسواق الكثير من الحجاج والعمال الأجانب إلى المملكة .
وقد كانت أول صفقة عالمية لشركة الاتصالات السعودية هي شراء 25 % من شركة بيناريانج الماليزية بالتزامن مع شراء 51 بالمائة من شركة نارتيندو تلفون سيليولار الاندونيسية بقيمة إجمالية قدرها 3.05بليون دولار . بيناريانج شركة استثمارية تملك شركة ماكسيز كومينيكيشنز التي تستحوذ ، إلى جانب كونها من أكبر مشغلي الاتصالات في ماليزيا على 74 % من شركة أيرسيل خامس أكبر مزود لخدمة جيه إس إم في الهند و44 % من شركة إن تي إس أحد مشغلي الهاتف الجوال . وقد أتاحت هذه الصفقة لشركة الاتصالات السعودية النفاذ إلى أسواق بعض أكبر الدول سكاناً في العالم والتي تشهد حالياً مرحلة تطور سريع في قطاعات الاتصالات بما يحمله ذلك من فرص النمو الكبيرة .
وكانت الاتصالات السعودية قد حصلت في ديسمبر 2007 على موافقة الجهات المختصة لتصبح المستثمر الرئيسي من القطاع الخاص في شركة VIVA (شركة الجوال الثالثة في الكويت). وقد دفعت الشركة 907.6 مليون دولار مقابل الحصول على 26 % من شركة VIVA التي تملك الحكومة الكويتية 24 بالمائة منها.
شريحة السكان صغار السن في دولة الكويت (متوسط العمر27سنة) هي المحرك الرئيسي لصناعة الاتصالات فيها مما يشير إلى ارتفاع الطلب على خدمات الجيل الثالث والنطاق العريض ، كما أن الأعداد الكبيرة نسبياً من المقيمين الأجانب الذين يمثلون 70 % من السكان تضمن تحقيق إيرادات كبيرة من المكالمات الدولية . ولكننا نعتقد أن المشغلين الآخرين اللذين يعملان حالياً قد تغلغلا سلفاً في السوق الكويتية ما يعني أن الاتصالات السعودية قد تحتاج إلى بعض الوقت حتى تستطيع اقتطاع حصة مناسبة في تلك السوق .
كما حصلت الاتصالات السعودية في يناير 2008 على حصة قدرها 35 % من شركة أوجيه تيليكوم مقابل 2.56 بليون دولار . وتمارس أوجيه تيليكوم عملياتها التشغيلية في لبنان والأردن وتركيا وجنوب أفريقيا حيث توفر اتصالات الخطوط الأرضية وخطوط الهاتف الجوال من خلال الشركات التالية :
· شركة تيرك تيليكوم : تمتلك أوجيه تيليكوم 55 بالمائة من شركة تيرك تيليكوم أحد أكبر مشغلي الاتصالات في تركيا التي تستحوذ على 97 % من سوق مبيعات خدمة النطاق العريض بالجملة و95 % من سوق خدمة دي إس إل بالإضافة إلى 4.5 مليون خط انترنت ADSL عدا الخدمات الأخرى التي تقدمها مثل استشارات تقنية المعلومات ومنتجات الاتصالات وخدمات البرامج والأنشطة ذات المحتوى التعليمي . وتأتي السوق التركية في المرتبة الثانية عشر على مستوى العالم من حيث حجم الاتصالات كما أنها تمر بمرحلة تحرير لهذا النشاط الحيوي حيث تجتهد الحكومة من أجل تطوير القطاع .
· شركة افيا : توفر خدمات الهاتف المحمول والتجول الدولي وخدمات البيانات ويصل عدد مشتركيها إلى 11 مليون مشترك يمثلون 16.2 % من السوق التركية . تمتلك أوجيه تيليكوم 44.6% من شركة افيا من خلال شركة تيرك تيليكوم .
· شركة سيبريا : توفر خدمات واستشارات الإنترنت وتعمل في لبنان والأردن والسعودية كما تقدم خدمات أخرى تشمل ADSL وتأجير الخطوط وخدمة الاتصال السريع ويبلغ عدد مشتركيها حوالي 200.000. تمتلك أوجيه تيليكوم 95 % من شركة سيبريا .
· سل سي : تمتلك أوجيه تيليكوم 75 % من شركة 3 سي تيليكو كمينيكيشنز التي تعتبر المالك الوحيد لشركة سيل سي التي تهيمن على حصة نسبتها 11 % من سوق جنوب أفريقيا من خلال تقديمها خدمات الهاتف الجوال مسبقة الدفع وآجلة الدفع ، ويبلغ عدد مشتركيها حوالي 5.6 مليون عميل معظمهم من مشتركي خدمة الدفع المسبق وتغطي خدماتها 30 % من أراضي جنوب أفريقيا و87 % من سكانها . ويأتي ترتيب جنوب أفريقيا في المركز الرابع على مستوى العالم من حيث سرعة نمو سوق اتصالات الهاتف الجوال .
لذلك فأنة يتوقع أن تؤدي عمليات الاستحواذ هذه إلى زيادة قاعدة عملاء شركة الاتصالات السعودية الذين يبلغ عددهم حالياً في المملكة 18 مليون عميل إلى ما يقارب 80 مليون بحلول عام 2010 . وفي تقديرنا سيؤدي تضافر الجهود بين الشركات الحليفة الجديدة إلى زيادة متوسط إيرادات المستخدم الواحد الذي تأثر كثيراً بالمنافسة داخل المملكة .
المفضلات