بسم الله ..
كل عام وأنتم بخير ، ولعل عام نرجوه خير من سنة طيوناها ..
وبما أنها كلما ازدادت الأمور تعقيدا كلما ازدادت حاجتها للتبسيط أكثر .. ولذلك دعونا نتكلم ببساطة .
ببساطة .. وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
ولذلك لن تخلو الدنيا من تقلبها بين الرخاء والشدة ، ولن نكل بحثا عن الشماعات لنعلق عليها الأخطاء واتهام الزمان بالعيب المرهون بتصرفاتنا ونوايانا التي ارتدت علينا أو ثقتنا التي اسرفنا فيها ..
ببساطة .. المشكلة ليست هي المشكلة نفسها ، ولكن المشكلة هي تعاملك وموقفك من المشكلة ..
وتعامل العالم مع المشكلة الحالية تعامل قاصر النظر مع صعوبة المسألة .. فيقول أحد المفكرين " المشاكل الحاضرة لا تحل بنفس التفكير الذي نشأت منه " .. ولذلك لا بد من تغيير التفكير أولا ومن ثم الاعتراف بالأخطاء والخروج من النزعات والرغبات واحترام الآخرين أعراق وثقافات واحتياجات وقدرات .. عدا ذلك ، فلن نخرج الى حل وسنبقى في توتر وانهيار ..
ببساطة .. طريق الحرير وطريق الحرية ..
طريق الحرير الذي نبع من الشرق الى الغرب والذي سرت معه الحكايات وبنيت عليه المدن وتناغمت معه الثقافات واحترام الشعوب والأعراق ، وبعد ظهور الطرق البحرية وظهور المستكشيفين تحول العالم من طريق الحرير الى طريق الحرية .. طرق متشعبة وسرعات متفاوتة ومصالح مادية وتحالفات ونزعات وقوانين مفتوحة وحقوق مسحوقة تحت أقدام العلمانية والمادية ..
إذا نظرنا بنظرة مبسطة ، فطريق الحرير كان قناة مضبوطة المسار محدودة المصالح من شرق الصين الى غرب أوروبا في رحلة طويلة مجملا ولكن قصيرة بناء على كثرة نقاط تبادل المنافع على طول الطريق .. ربما كان يعيبها بطء العملية وعدم وجود طرق مختصرة تتجاوز بعض المدن أو المناطق ، ولكن كان من أكبر ايجابياتها أن الكل مستفيد والمصالح مشتركة والخلل ضار بالكل والثقافات والقيم والأعراق محترمة والمادية محدودة والتجارة والعملية متزنة ..
بينما طريق الحرية طرق متعددة تتقاطع في مناطق محدودة بناء على المصالح المشتركة أو الصفات المشتركة ، تقوم على التنافسية والتسارع في النمو والخلو من القيم والضوابط روحها الجشع وقلبها المال ..
لذلك ، القضية قضية ضبط وحصر منافذ ونسيان النمو والحفاظ على الاستقرار والنظر في المصالح العامة قبل الفردية أو المشتركة وتقنين تنافس الشركات وعدم ترك النظام التجاري للاجتهادات الشخصية والعبقيرة الفردية وربطه بالمصالح الاجتماعية والانسانية والطبيعية والبيئية والفكرية .. ولذلك ربما نحتاج الى أن تكون الأمم المتحدة قوة نظام وليس لجنة اصلاح ذات البين ..
ببساطة .. نظرية second hand أو المستعمل ..
ربما تكون طاغية على قرارات وأفكار الكثير حول العالم خصوصا في السلع المعمرة والمقتنيات الغالية ، في ظل تضخم السلع أو تضخم العملات أو انخفاض اسعار الصرف والعملات .. ربما المستعمل سيكون الخنجر في ظهر الاقتصاد والشركات والانتاج بعد خنجر الاقراض .. وهذا بسبب اندفاع الشركات في الانتاج أكثر من حاجة البشر حتى أنه من السخرية أنك تستطيع أن تقول أنها اصبحت مثل علب التونة .. ولذلك المستعمل يؤدي مهمة اساسية ويحفظ قيمته المادية ويضغط على جشع المنتجين ..
ببساطة .. دعم البنوك بالمال ليس حلا ..
البنوك التي أقلست وتم دعمها تخشى أن تقرض واصبحت أمام مغامرات الاقراض وحتمية الكساد ..
أما البنوك التي تاثرت بنسب متفاوتة وخصوصا في السعودية ، فارى أن دعمها ليس الا عملية نفسية فقط ، لأن البنوك مازال لديها أمول لتقرضها ولكن لا وجود لمقترضين الا بنسب بسيطة في ظل انفاق الدولة السخي والافراد المخنوقون بالقروض لسنيين قادمة ..
لذلك ما زالت البنوك في انحدار وأكل من سنام البعير حتى يحصد الشعير ..
ببساطة.. بين شعرة معاوية ودرة عمر ..
فشعرة معاوية حل سياسي مرن بين اطراف عدة في مرونة بين القوى وتوازن بين الموجات . يقوم بها من يدير أمور شاسعة ويحاول قيادة كتلة معقدة وحلوله على فترة زمنية مطولة .. بينما درة عمر تحتاج الى رجل نزيه وقوي وموهوب وذو قدرات عالية ، وهذا الحل سريع بالاتجاه الى الأسس والحلول الجذرية للمشاكل ولو كانت صعبة أو قوية الأثر .. ولذلك يقول الصينوين " قوة الخيزران في مرونته "
ولذلك نحن الآن في مرحلة شعرة معاوية ، ولكن إذا لم تفلح على مدار السنة الجديدة فربما لا مفر من درة عمر .. ولكن من سيكون عمر ؟؟؟
ببساطة .. السلاح سلعة والفتنة سوقه ..
ظهر بعد تفكك الاتحاد السوفيتي مليارديرات الجيش والنفط والسياسة ، نهب في عز الظهيرة من خزائن أكبر دولة في العالم ومن ثم باعت الجمهوريات المنفصلة أطنان من الأسلحة الروسية بمئات المليارات ..
القضية هي أمريكا المترسنة بالأسلحة والمليئة بالديون ، فهل ستشعل نار فتن لتجد سوق رائجة للسلاح ؟؟ في الحقيقة أن أمريكا كأي دولة علمانية همها الأكبر ا، تعيش ولو حساب الغير وخصوصا الدول المسكينة ، أمريكا صانعة السلاح .. آسف صانعة السلام ..
فعلى سبيل المثال السعودية من 1991 - 1996 وهي تسدد ديون أمريكية جراء حرب الخليج ، والعراق يسدد الى الآن لصانعي السلام الى الآن ..فهل نرى زبائن جدد ؟؟
بعد أن تسببت الحكومة الأمريكية في صنع بنكين هما أساس الفتنة وأزمة الرهان فاني ماي و فريدي ماك ، فالآن تحملت خطة انقاذ ومن ثم أعفت الشركات والطبقة المتوسطة من الضرائب .. فمن أين سيكون دخلها ؟؟
أخشى أن تكون هناك فتنة مدروسة ..
ببساطة .. ادارة العباقرة ..
فبينما كان الامريكان يطورون قلما ليكتب في الفضاء ، كان الروس يكتبون في الفضاء بالقلم الرصاص .. وبينما وضع مصنع جهاز اشعة مطور لكشف الصناديق الفارغة في نهاية خط الانتاج ، وضع مصنع آخر مروحة تطرد الصندوق الفارغ .. وبينما كانت الشركات تتنافس لاخماد حرائق الكويت ، سرقت الشركة الهنقارية فكرة عود الثقاب من شاب سعودي موهوب فكرة " عود الثقاب " وهي نفخ اللهب بقوة لتنطفئ النيران ..
المهم هنا هو عدم التعمق في التفكير في المشكلة ولكن التأمل والبحث عن حلول من حولنا في الطبيعة وببساطة ..
ببساطة .. تطوير التفكير هو تطوير للحياة ..
التفكير عملية عقلية منهكة يبتعد عنها الكثيرون ، لذلك " نجد أن أكثر الناس يبحثون عن شخص يؤمنون به ويتحدثون بلسانه وليس عن شيء يؤمنون به ويستقلون برايهم فيه " فالتبعية ظاهرة عامة والتفكير ظاهرة خاصة ..
التفكير لن يصبح مجديا الا بالتجرد من العواطف والنزعات وتعلم للأسس والقواعد والبحث عن الحقيقة بالبراهين المنطقية وتقبل الراي الآخر إذا كان له ما يستند عليه ، وسعة الأفق والخبرة المركومة والتشاور البناء ..
ببساطة .. طرق مستحدثة وآلات مبرمجة ..
طريق السويس ومن ثم طريق بنما وقريبا طريق القطب الشمالي ، كلها طرق أثرت في مسار الاقتصاد وفي أحوال شعوب وتشعب الاقتصاد وظهور التحالفات الفرعية ..
ظهور الات أثر في موازين الاقتصاد حيث استغنت الكثير من الشركات والمؤسسات عن القوى البشرية بقوى اليكترونية في أداء العمل لتوفير المال والجهد وجودة النتائج .. ولذلك في ظل انحسار الأموال في جيوب القلة وبثروات ضخمة أدى الى ظهور مجالات الأعمال المالية والاستشارات المالية والادارات المالية والأندية المالية .. الخ . ونرى الآن الخطر الذي يواجهه أهل الوظائف المالية .. فهل سنرى الآلات تقف في قفص الاتهام في المحاكم البشرية أم نرى البشر في القفص في المحاكم الالكترونية .. !!
ببساطة .. صنعة في اليد أمان من الفقر ..
وهكذا يؤسس اللانسان نفسه ولا ينتظر معروف غيره ، وهكذا يسود الناس ويصعدون ويسعدون ، وهكذا يقول العرب " قيمة كل انسان ما يحسن " ..
ببساطة .. treasure hunters هكذا كان يسمى اول المهاجرون لأمريكا ..
ونرى الكثير من الناس قد اجتهدوا في كسب الرزق ونسوا كثيرا من واجباتهم في الحياة مما أخرج لنا أجيال نستنكرها ونأسف عليها ، هذا من جهة ، ومن جهة اخرى خرج لنا أناس أنطقهم المال ولم يكن لهم شأن يذكر أو فضل يؤثر أو علم يثمر .. سعي وراء تكوين ممالك من المال خالية من الأسس والروح والترابط ..
ورزقك ليس ينقصه التأني .. وليس يزيد في الرزق العناء ..
ببساطة .. الكثير يتعثرون بالحقيقة بشكل عرضي في حياتهم ، ولكن سرعان ما ينهضون ويكملون طريقهم وكأن شيأ لم يحدث ..
شاهبندر
المفضلات