بسم الله الرحمن الرحيم
سبق ان كتبت هذا المقال منذ سنين ونشرته في بعض المنتديات الانترنتيه واعيد نشره هنا مع بعض التنقيحات فيه وفي العنوان حيث العنوان لم يكن بهذا الشكل ,,, لقد غيرت العنوان جذريا ليكون بهذه الصيغه نظرا لان بعض القراء - اقول بعض القراء - ومن خلال خبره في كتابة المقالات ومتابعتها لا يقرأ من الموضوع الا عنوانه دون ان يفهم العنوان فضلا عن المقال فيعيث بالمقال فسادا وهو لايدري ,,,, او وهو لايريد ان يدري ,, يعيث فيه فسادا وهو يحسب انه يحسن صنعا ,, لانه يتفاعل مع المقال منطلقا من داخل صندوق تصوره لا من خارجه !,,, ربما لصغر سن او لقلة خبره او لضيق افق ,, او لتركيبه فطريه يصعب على صاحبها تغييرها ( غير جبل ولا تغير طبع ) ,, لذلك ارجو من كل من يقرأ المقال ان يقرأه بكل موضوعيه وعقلانيه ويتخلص من جدران صندوق تصوره ويتجرد من العواطف كليا او على الاقل ليحاول ذلك ,, ليرى المقال بجوهره الحقيقي ,,, وتغييري للعنوان ليس انتقاصا من العنوان السابق فانا مازلت لا ارى فيه أي نقصان ولكن يؤسفني ان اقول ان القصور اراه في تصور بعض القراء الذين يبنون الحكم على المقال من تصورهم هم لا من حقيقتة العنوان والمقال ,, كما انني تعمدت ان انشر هذا المقال في بداية اجازة الاسبوع كمقال جانبي ذا علاقه مباشره او غير مباشره بالعمل والتجاره والاقتصاد عامة ,,,
كان العنوان الاصلي للمقال :
إستفد من القواسم المشتركه ( الفطريه ) بين اليهود والقصمان والحضارم..!
والفطريه في ذلك العنوان كنت اقصد فيها فطرية الانسان كأنسان - أي إنسان - بصرف النظر عن لونه او لغته او عقيدته او دينه او حتى زمان ومكان وجوده على هذه الارض ,,,,
والآن الى المقال :
في البدايه يجب ان اوضح ان هذا المقال ليس ذما في اهل القصيم او في الاخوه الحضارم او مدحا لليهود كما قد يُخيل للبعض .. هذا الخيال الذي ربما يتبادر الى اذهان بعض القراء فقط لان عبارة " قواسم مشتركه " بين اليهود والقصمان والحضارم جاءت في العنوان ..!..( اياك ان تقفز الى النتائج ! إنتظر واقرأ المقال حتى نهايته بعنايه وتركيز وموضوعيه خالصه.. ثم أحكم عليه ).. او ان هذا الخيال السلبي يتبادر الى ذهن بعض القراء ربما لأنهم لا يدركون ان بالعنوان مدحا بما يشبه الذم ..اقول ربما ..على كل حال ..
.. المقال في رأيي عباره عن رؤيه خاصه وموضوعيه وعقلانيه ( من واحد قصمنجي محكور .. اللي هو انا ) للمقارنه بين ( بعض ) من اليهود والقصمان والحضارم من خلال ملاحظات في نقاط تشابه( قواسم مشتركه إيجابيه ) واضحه في بعض تصرفاتهم ( الدنيويه ) هذه النقاط التي لفتت انتباهي وجعلتني اتفكر فيها ... ولم ارى نتائجها ( على ارض الواقع ) الا سنه من سنن الله في الارض .. نعم سنه من سنن الله في الارض ..( تسوي كذا يصير كذا .. ماتسوي كذا مايصير كذا ..شئت ام ابيت ايها الانسان الا ان يشاء الله تعالى ) .. وهي في رايي ليست حصرا على اليهود والقصمان والحضارم فربما هناك مجتمعات اخرى تكون فيها نفس الصفات ولكني لا اعرفها... وهذا المقال في رأيي هو ايضا للتفكر في سنن الله في الارض وتأثيرها على خلقه ومخلوقاته اولا واخيرا .. كمن يتفكر في سنة الله كيف لايُثمر زرعا إلا إن غُرس( في وقت محدد ) من العام فلو زرعته في غير وقته لا يُثمر بل لا ينبت اصلا.. فسبحان الله أحسن الخالقين .. هي هذه ارادته ومشيئته وسنته وميزانه عز وجل على هذه الارض ..
.. كما يجب ان نتذكر دائما ان هناك صفات بك ايها الانسان ربما تكون حميده او لا تكون ولكنها تتوافق احيانا مع ( ايا كان ) من الناس حتى لوكان اولئك الناس لا يتفقون معك في عقيدتك ومنهجك .. لإن السنن الربانيه على الارض التي ستقع عليك هي نفسها التي ستقع على غيرك من الناس حتى لو خالفوك النهج والعقيده .. كيف لا وهم جميعا ( خلق الله ) وهم جميعا ( من بني آدم ) ويعيشون معك على هذه الارض .. ولقد تعمدت ان اجعل اوجه التشابه في هذه الصفات بين مجتمعات مختلفه في اللغه والمنهج والعقيده والدين لاثبت عمليا وعلى ارض الواقع ان استشعار هذه السنن واكتشافها وتطبيقها ولمس نتائجها ليس له علاقه او ارتباط لا من قريب ولا من بعيد بهذا الاختلاف ولكن له علاقه خالصه بكونهم جميعا من بني آدم قاسمهم المشترك انهم جميعا بشر وبالتالي جميعهم يستشعرون فطريا سنن الله وميزانه على الارض التي يعيشون وعاشواعليها جيلا بعد جيل .. هذا يعني ان من لم تكن فيه هذه الصفات من الناس لن يستطيع ان يستشعر تلك السنن وبالتالي لن يستطيع ان يلمس نتائجها الايجابيه حتى لو كان قصيميا او يهوديا او حضرميا ,, كما انني سميت تلك المجتمعات صراحة ( القصمان واليهود والحضارم ) لاثبت عمليا وتطبيقيا وعلى ارض الواقع لكل من يشكك في تلك النقاط اوفي نتائجها او يشكك في مصداقيتها لاثبت له صحتها اذا ما اسقطها عمليا على بعضهم او اغلبهم والتي يرى نتائجها الايجابيه عيانا بيانا عليهم ,,
.. والآن تعالو معي سويا نستعرض هذه النقاط ( القواسم المشتركه ) :
النقطه الاولى .. عملهم في الدنيا ( مهما كان ضخما ) مثل العمل في مجال المال والاعمال بكل اوجهه والعمل بقطاعات الدوله والقطاعات العامه والعلاقات الاجتماعيه وخلافه دائما محاط بالسريه والكتمان بقدرالامكان .. لايحبون الظهور أبدا .. ويكرهون بل يحاربون تسليط الاضواء على اشخاصهم او على اعمالهم او على أي شيء يمت لهم بصله .. وعملهم الدؤوب دائما وابدا بصمت .. ( واقضوا حوائجكم بالسر والكتمان ) يطبقونها بحذافيرها وبإتقان وإيمان شديدين ..
النقطه الثانيه .. يعتمدون كثيرا على المباديء الحميده والتعاليم الساميه( خصوصا تعاليم الاديان السماويه ) والتي تنعكس ايجابيا عليهم وبالتالي على معاملاتهم وتعاملهم المباشر مع الناس ..
.. النقطه الثالثه .. يحبون بذل المال في اعمال الخير ( وبسخاء ) .. وهذا البذل لايتوازى اطلاقا مع صرفهم على انفسهم ( مصاريفهم الخاصه ).. فان كان يبذل أحدهم في الخير عشرة ريالات فهو ربما لايصرف على نفسه ريالا واحدا..
النقطه الرابعه .. الاثرياء منهم يكرهون الظهور بمظهر الثراء .. فلا ملابسهم ولامراكبهم ولا حتى مساكنهم توحي اليك بذلك فهي دائما متواضعه جدا وهذا مايعرف بالانجليزيه بـ( Low Profile ) وربما هذه النقطه تتوافق مع عدم حبهم للظهور التي جاءت في النقطه الاولى ,, وهناك مثلا حضرميا يجسد هذه النقطه يقول : " قع ذر وكل سكر " وبمناسبة ذكر الاخوه الحضارم ,, القصيمي وفي مجال العمل والتجاره يثق ثقه عمياء بالحضرمي والحضرمي ايضا وفي نفس المجال يثق بالقصيمي ثقه عمياء ربما هذا دليل عملي واضح باتفاقهم وتوافقهم في التطبيق الفطري لتلك النقاط ,,,
النقطه الخامسه .. ان ضاقت بهم الدنيا لا يستقرون في مكان واحد فهم دائما يتحركون في ارض الله ( يضربون في مناكبها ) يتحركون الى الاماكن ( مهما كانت هذه الاماكن بعيده جغرافيا أومعنويا عن موطنهم الاصلي ) هذه الاماكن التي يرون بل ويؤمنون ان مستقبلهم وفرجهم فيها باذن الله حتى ولو كانت في آخر الدنيا.. حتى بات مثلا " قصمنجيا " شعبيا يؤكد هذا التوجه وربما تكون هناك امثله مشابهه عند اليهود والحضارم او عند مجتمعات اخرى وهو : " ديرك اللي ترزق به مُهب اللي تولد به " ..
النقطه السادسه .. من الصعب او يكاد ان يكون من المستحيل ان يكونوا يوما ما ( رؤوسا ) خاصة في المجال السياسي هم يكرهون ربما لانهم يدركون ( فطريا ) ان الرأس كثير الآفات .. وهذا لايعني انهم بعيدين عن هذا المجال .. فهم فيه غالبا ليسوا ( رؤوسا ) ولكنهم دائما قريبين جدا من الرأس ( ربما أكتاف أو ماحولها ).. ونتيجة لهذا الامر فهم ذا تأثير فعال وقوي جدا وغير مباشر على ( الرأس ) كل ذلك دون ان يكونوا ظاهرين في الصوره .. كيف لا ولا يظهر في الصوره الا " الرأس " !
النقطه السابعه ,, من الصعب جدا ان يغيروا الخط العملي الذي يسلكونه خطا وظيفيا كان او تجاريا ثباتهم عليه اقوى بكثير من أي متغيرات حوله ,,, والمثل القصيمي القائل " اقضب الجاده ولو طالت ,, وبنت العم ولو بارت " يمثل في رايي هذه النقطه ,,
النقطه الثامنه .. يمتازون بالصبر والنفس الطويييييييييييييل والايمان الشديد الخالص بكل ماسلف من نقاط ...
والنتيجه الحتميه ( في رأيي ) لكل تلك النقاط سالفة الذكر والملاحظه عليهم بجلاء .. هي وصولهم الى مراكز عليا متقدمه في السلطه وفي مجال المال والاعمال ايضا .. واتصور ان السبب في ذلك هو بتطبيقهم ( الفطري ) لتلك النقاط سالفة الذكر..
.. وهذه النتيجه الايجابيه في تصوري هي نتيجه حتميه لانها وكما قلت سابقا ربما لانها تتوافق وسنن الله في الارض .. ( تسوي كذا يصير كذا ماتسوي كذا مايصير كذا .. ميزان وضعه الله على الارض سيكون شئت ام ابيت ايها الانسان الا ان يشاء الله ان لايكون )
.. فان رغب اي انسان ( وهذا هو بيت القصيد لكل هذا المقال ) .. اقول ان رغب اي انسان ان يصل لهذه النتيجه الايجابيه ( أي يريد دنيا ,, يريد ثراء او سلطه ) والتي يراها الآن حاضرة بجلاء في بعض اليهود والقصمان والحضارم .. فليتبع تلك النقاط ليحققها بإذن الله ولو بعد حيييييين ..!
بقي ان اوؤكد ان هذه النقاط لاتؤتي أكلها باذن الله الابعد زمن طويل في التعايش معها وبالتالي فهي تحتاج الى كثير من الايمان ثم الايمان ثم الايمان بتلك النقاط والصبر ثم الصبر ثم الصبر عليها ..
اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم .
المفضلات