استمرت اجتماعات مجالس ادارات مصانع الحديد السعودية المنافسة لسابك .. على مدى يوم كامل أمس .. من أجل دراسة اوضاع مصانعهم ورؤية أسعارهم خلال المرحلة المقبلة بعد الهبوط الكبير الذي أحدثته سابك أمس الاول في اسعار حديدها بخفض سعر الطن بواقع 800 ريال.
وقالت مصادر تحدثت لـ«المدينة» بان الاجتماعات التي عقدت يوم أمس بكبريات مصانع الحديد المنافسة لسابك تهدف لتحديد ما سيتم طرحه من قضايا فى لقاء مصنعي الحديد المرتقب مع وزير التجارة والصناعة عبدالله زينل الذي كان مقررا اليوم ولكنه اجل حتى موعد سيتم تحديده فيما بعد .. وقالت المصادر بان اصحاب المصانع طالبوا بحضور محمد الماضي الرئيس التنفيذي لشركة سابك للاجتماع .. من اجل اتخاذ قرار موحد في هذه الأزمة الخانقة التى يتعرض لها صناع الحديد حسب وصف المصدر امس.
واضاف ان السياسية التسويقية التي تمارسها سابك مع موزعيها أيضا فيها الشيء الكثير من عدم الانصاف .. كونها تعتمد على التخفيض المباشر من الإدارة العليا دون الرجوع للموزعين .. كما أن سابك لا زالت تحمي موزعيها من الخسائر حيث يتواجد مندوبو سابك منذ الصباح الباكر لإحصاء ما هو موجود بمخازن الموزعين واعتماده بالأسعار الجديدة.
وأشار الى ان ملاك المصانع والرؤساء التنفيذيين سيطالبون بان يكون هناك تنسيق ما بين المصانع في الزيادة أو التخفيض خلال المرحلة المقبلة .. معللين طلبهم هذا بوجود استثمارات ضخمة وكبيرة تتعرض للاهتزاز .. كما انهم انزعجوا من خطوة سابك كون هذا التخفيض تم بعد أسبوع من اجتماع «سابك» بموزعيها في أنحاء المملكة وإعلانهم تثبيت الأسعار لنهاية الشهر الحالي.
وقال الدكتور علي دايخ المدير العام التنفيذي لشركة المجموعة السعودية للحديد أن تخفيض سابك أجبرهم على التخفيض ايضا .. حيث أصدرنا تعميما بالعمل بنفس أسعار سابك .. رغم ان هذه الخطوة تسير في غير مصلحتنا .. لكننا أجبرنا عليها لمجاراة السوق. وأنصح كل المصانع باتباع نفس الخطوة والا سيخرجون من السوق.
ولم يستبعد المصدر بان تقدم سابك على خطوة أخرى خلال المرحلة القادمة باجراء تخفيض جديد قد يصل الى 500 ريال .. معللا ذلك بالضغوط الكبيرة التى تواجهها «سابك» من السوق الإقليمي الساعي «لنهش» حصتها من سوقها الرئيسي بالمملكة .. والتي يقول كبار مسؤولي سابك بأنها تسيطر على أكثر من 50 في المئة تقريبا منه.
واضاف: العديد من المصانع الكبرى كالاتفاق والراجحي بدأت تأخذ حصة اكبر بالسوق .. كما ان المصانع الجديدة بدأت التسويق لنفسها بقوة .. حيث ان الإنتاج السعودي اليوم عبر أكثر من 14 مصنعا كبيرا وصغيرا يصل لما يقارب 7 ملايين و 500 الف طن .. في حين يصل استهلاك السوق لاكثر من 10 ملايين طن .. مما يعني وجود فجوة سيتم سدها باستيراد أكثر من مليوني طن وهو الثقب الذي من الممكن أن تعمل عليه المصانع الإقليمية لاقتناص حصص أكبر من استهلاك السوق السعودي لصالحها وهو التخوف الذي يصيب المصانع المحلية وفى مقدمتها سابك.
جريدة المدينة 19/11/2008
المفضلات