منتديات أعمال الخليج
منتديات أعمال الخليج

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: أمريكا بين السقوط الحر والهبوط الاضطراري

  1. #1

    أمريكا بين السقوط الحر والهبوط الاضطراري

    أمريكا بين السقوط الحر والهبوط الاضطراري.

    هبوط اضطراري
    تواردت الأنباء وتواترت حول سقوط طائرات أمريكا في ميادين القتال دون أن تحدد الجهات الرسمية أي أسباب منطقية أو مقنعة لوقوع هذا الكم الهائل من الطائرات. فكم سمعنا عن الهبوط الاضطراري دون معرفة السبب وعند السؤال عن ذلك يتهربون بقولهم جاري التحقيق في أسباب الحادث. وهكذا منذ بداية الحرب لم يعلنوا نتيجة تحقيق في أي حادثة وإن أعلنوا قالوا تعطل في أحد المحركات أو نتيجة عواصف ترابية! أسباب مضحكة أفقدت العالم ثقتهم في الإعلام الأمريكي وفي الصناعات الحربية الأمريكية التي دائما تتعطل محركاتها ولا تصمد أمام العواصف الترابية!
    بل أفقدت العالم ثقته في قوة وقدرة الجيش الأمريكي على مواجهة (فلول) طالبان أو تمرد (الإرهابيين)!! والعجيب أن نرى جيوش أقوى أربعين دولة صليبية تطالب بالتفاوض مع (فلول) طالبان! كيف أصبحت هذه الفلول قوة عظمى تهزم كل هذه الجيوش بكامل عدتها وعتادها بل وترفض التفاوض مع هذه الجيوش المعتدية؟
    الحقيقة المؤكدة هي هروب فلول الإعلام المأجور من ساحات المعارك، وبقائه كظاهرة صوتية تنهق خلف أبواق مأجورة، تعلن ما يمليه عليها العدو المهزوم، من أكاذيب وسفاهات لا يقبلها عقل سليم، حتى فقد الجميع مصداقيته أمام شعوب الأرض.

    السقوط الحر
    وعلى الجانب الاقتصادي نرى سقوطا حرا لاقتصاد الدول السبع ذات أقوى اقتصاد في العالم. بل وموتها؛ بعد أن جثمت على صدر العالم نصف قرن من الزمان، تخطط وتتآمر وتنهب الثروات. واليوم نراها تستجدي دول العالم الثالث لتضخ أموالها في شرايين الاقتصاد الغربي بعد أن دخل غرفة الإنعاش، معترفين أنهم في مرحلة ركود ومنكرين أنهم في حالة كساد. ولكن ما الفرق بين الركود والكساد؟ وحتى نوضح الفرق بينهما نورد هذا الرسم:



    ففي مرحلة الكساد يكون الدخل القومي أقل بكثير من الإنفاق العام ويصبح الاستيراد أكبر بكثير من التصدير ويصبح ربح الشركات بالسالب أي تخسر، مما يضطرها لطرد كثير من العمال وإغلاق كثير من الفروع الأقل إنتاجية وإعلان بعض هذه الشركات إفلاسها وتزداد البطالة، وتبدأ القلاقل الاجتماعية والعرقية في الظهور. والمتابع لوضع الاقتصاد الغربي عامة واقتصاد أمريكا خاصة يعلم يقينا أنهم دخلوا بالفعل مرحلة السقوط الحر دون أن يعترفوا بالأسباب الحقيقية لحدوث ذلك تماما كما تسقط طائراتهم بنيران معادية فيعلنوا أنها هبطت اضطراريا.


    الحلم الأمريكي
    أيا كانت الأسباب، فهل يمكن أن يعود اقتصاد أمريكا للانتعاش ثانية؟
    إذا وقفنا على الأسباب الحقيقية لانهيار الاقتصاد الأمريكي؛ فسنقف على إجابة السؤال بوضوح دون تحيز أو مبالغة، ونلخص هذه الأسباب فيما يلي:
    1- ضرب مركزي التجارة الدوليين مما ضرب البنية التحتية لقواعد البيانات الرئيسة التي تشمل كافة البيانات التجارية الدولية، مما أضاع ثروات شركات وبنوك ودول في لحظات.
    2- استنزاف المجاهدين للجيش الأمريكي على أكثر من جبهة قتالية وتشتيت تركيزه وإنهاك قواه في حرب استنزاف غير متوازية لم تعهدها أمريكا من قبل.
    3- هروب رؤوس الأموال المستثمرة في أمريكا لدول أكثر أمنا، كدول شرق آسيا والصين.
    4- افتضاح جشع الرأسمالية الاستعمارية وظهور أنيابها الخبيثة.
    5- لم يعد للصناعات الأمريكية أي ميزة تذكر تجعلها مطلوبة عالميا عن صناعة الدول الأخرى. فصناعة السيارات تستطيع أن تجد ألف سيارة أفضل من السيارة الأمريكية وأرخص ثمنا وصناعة الحاسبات كذلك والصناعات الدقيقة وصناعة الأدوية وغيرها من الصناعات تجدها في الصين وتايوان وماليزيا بأسعار أقل عشرات المرات من مثيلاتها في أمريكا.

    كل هذه الأسباب وغيرها أدت لانهيار الاقتصاد الأمريكي. فأي هذه الأسباب يمكن لأمريكا علاجه بالخطة الاقتصادية المزعومة التي تبنوها؟ واضح أن إعادة قاعدة بيانات مركز التجارة ضرب من المستحيل، كما أن إعادة الثقة في الصناعات الأمريكية التي تهبط اضطراريا لأتفه الأسباب، أمر يعجز عن تحقيقه أوباما. ولن يفيدهم كثيرا ترقيع مبادئ الرأسمالية ببعض القوانين الضابطة لعملها، لأن مشرع هذه القوانين سيعمل دائما على حماية مصالح الشركات والبنوك من جيوب دافعي الضرائب والفقراء. فهل أمريكا مستعدة لإعلان هزيمتها في حروبها الفاشلة ضد المسلمين وسحب قواتها من مهالك القتال؟ من المؤكد أن كبريائها وتكبرها في الأرض بغير الحق سيمنعها من فعل ذلك. وهذا ما يؤكد استحالة عودة اقتصادها للانتعاش.

    مأزق الدولار
    قد يظن بعض المراقبين أن ارتفاع الدولار الأمريكي أمام العملات العالمية دليل على قوة الاقتصاد الأمريكي وقدرته على النهوض من كبوته! ونسي أن قانون العرض والطلب هو الذي يحكم هذا الأمر؛ ونفصل ذلك أكثر: لما كانت أمريكا مدينة لجميع دول العالم فانطلق الجميع يطالب بالدولارات التي له في أمريكا، وباع ما يملك من سندات وأسهم ورقية بأبخس الأسعار في البورصات - وهي كلها مقيَّمة بالدولار – أدى ذلك كله لزيادة الطالب على الدولار مع ندرة السيولة في البنوك الأمريكية، كل ذلك رفع سعر الدولار مقابل العملات الأخرى. وهذا لا يضيف أي ميزة لأمريكا بل يزيد في ورطتها حيث يصبح المنتج الأمريكي أغلى سعرا من نظيره الصيني. ألا ترون أن أمريكا تطالب الصين برفع قيمة عملتها لتصبح منتجات الصين أغلى سعرا في العالم فيكف الناس عن شرائها؟!

    لكن هل يستمر صعود الدولار بهذا الشكل دون حدود؟ والإجابة تتحدد بمعرفة متى ينتهي الناس من استرداد أموالهم من أمريكا ومتى يتخلصون تماما من سنداتهم وأسهمهم الوهمية في أمريكا؟ عندها يبدأ الناس في صرف دولاراتهم في بلادهم ويكتشفون أنها مجرد أوراق خضراء لا قيمة لها ولا يمكن الحصول بها على منتج أمريكي ذو ميزة مهمة – سيبدأ انهيار الدولار كعملة محترمة. وعندها ستنهار اقتصاديات دول كبرى ربطت عملتها بالدولار. وقد رأينا دول تنبهت لهذا الفخ فبدأت في تحويل رصيدها النقدي من الدولار إلى الذهب.


    أزمة العشرين
    جمعت أمريكا عشرين دولة لتبحث بينهم عن صديق حميم ينقذها من ورطتها أو عن وريث وفيٍّ يحمل منها راية الصليب وتكون له تبعا ذليلا. فهل نجحت أمريكا في غايتها؟

    المؤكد أن مجموعة العشرين هم بين شامت حاقد و مستجدٍ مفلس، فهل ينقذ بعضهم بعضا؟ كما أن قمة العشرين تعد إعلان وفاة لمجموعة السبع. والمؤكد أيضا أن هذه القمة أعلنت ضمنيا فشل أمريكا في قيادة العالم وضرورة وجود أطراف أخرى يحترم رأيها. كما أكدت هذه القمة على أفول نجم الإمبراطورية الأمريكية وزوال هيبتها. لكن سيبقى تعظيمها ساكن في قلوب الذين عبدوها من دون الله (إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ) أو يتوبوا من قريب.

    كتبه

    د. محمد حافظ

    18/11/2008
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    19-Jun-2005
    المشاركات
    2,173
    شكرا دكتور على الاثراء
    وفقك الله
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    14-May-2005
    المشاركات
    263
    بارك الله فيك
    كلام رائع
    بودي يادكتور أن استفسر عن مايلي :

    للاسف الدولار هي العملة الاولى بالعالم والاكثر تداولا ونحن مربوطون بها
    وامريكا على حافة الانهيار ماهو مصير الدولار في هذا الوقت وماهو مصير عملتنا الريال السعودي واثرة على العملات الاخرى والاقتصاد الداخلي كالاوراق المالية والعقار
    تقبل خالص التحية والتقدير
    رد مع اقتباس رد مع اقتباس

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
المنتدى غير مسؤول عن أي معلومة منشورة به ولا يتحمل ادنى مسؤولية لقرار اتخذه القارئ بناء على ذلك