تحليل: رنا للاستثمار
بلغت مبيعات سابك 11848مليون ريال خلال الربع الأول من عام 2003م، بارتفاع بنسبة 98% عن نفس الفترة من العام الماضي. كما حققت الشركة أرباحاً صافية بلغت 1396مليون ريال، بنسبة ارتفاع 385% عما حققته الشركة خلال نفس الفترة من عام 2002م. ويمكن تفسير الزيادة العالية في مبيعات سابك خلال الربع الأول من هذا العام إلى ارتفاع الأسعار العالمية للمنتجات البتروكيماوية بشكل أساسي، إضافة إلى ارتفاع حجم مبيعات الشركة من هذه المنتجات. ويعود السبب في ارتفاع أسعار المنتجات البتروكيماوية في الأسواق العالمية إلى ارتفاع أسعار النفط الخام نتيجة نشوب الحرب في العراق، إضافة إلى انخفاض معدل انتاج النفط في فنزويلا بسبب حالة الاضراب العام لعمالة القطاع النفطي فيها. وقد ارتفع حجم انتاج الشركة خلال الربع الأول من العام الحالي إلى 10.4ملايين طن متري، بنسبة زياده بلغت 21% عن حجم انتاجها خلال نفس الفترة من العام السابق، بينما بلغ حجم مبيعاتها 7.4ملايين طن متري، بارتفاع بنسبة10% عما حققته الشركة خلال الربع الأول من العام الماضي2002م. وقد أشرنا في تقريرنا السابق عن سابك، والذي صدر في شهر مارس الماضي، عن توقعنا بتحسن الهوامش الربحية للشركة خلال
النصف الأول من هذا العام، كما توقعنا كذلك بارتفاع سعر سهم الشركة. وقد أشارت النتائج المالية للربع الأول من هذا العام إلى تحسن هامش الربح الاجمالي من 24.8% خلال الربع الرابع من عام 2002م ليصل إلى 26.9% خلال الربع الأول من العام الحالي، وارتفاع صافي الهامش الربحي من 8% خلال الربع الرابع لعام 2002م ليصل إلى 11% خلال الربع الأول من هذا العام. وقد بلغ معدل النمو المركب لمبيعات الشركة الربع سنوية خلال الثلاث سنوات الماضية 6.3%، وهي نسبة جيدة خصوصاً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار قاعدة المبيعات الأولية ذات الحجم الكبير.
أهم الأحداث
قامت سابك خلال الربع الأول من هذا العام بتوقيع اتفاق مشترك بينها وبين شركة (سودي كيمي إيه جي) لشراء شركة (ساينتفيك ديزاين) الواقعة في نيوجرسي، والتي تتخصص بشكل رئيسي في صناعة المواد الحفازة، وترخيص التقنيات الصناعية، لاسيما في مجالي أوكسيد الإثيلين وحمض المالييك اللامائي واللذان يعدان أساساً لصناعة العديد من المنتجات الكيماوية الوسيطة، بما في ذلك مادة جلايكول الإثيلين ومادة ترفتالات البولي إثيلين.
الأسعار العالمية
عملت التطورات الأخيرة التي شهدتها سوق النفط العالمية، نتيجة لظروف الحرب على العراق وانخفاض انتاج النفط في فنزويلا، على تعزيز أسعار البتروكيماويات، حيث أدت هذه التطورات إلى إخلال توازن قوى العرض والطلب في سوق النفط العالمية، الأمر الذي دفع بأسعار النفط الخام للارتفاع والذي رافقه ارتفاع في أسعار البتروكيماويات. وقد عملت الشركات المستهلكة لهذه المنتجات على بناء مخزون جيد من البتروكيماويات حتى لا تتعطل برامج انتاجها، نتيجة توقعهم بارتفاع أسعار هذه المنتجات خلال الفترة القادمة للأسباب السابق ذكرها. وقد تحققت تلك التوقعات حيث ارتفعت أسعار الإثيلين بحوالي 37% خلال الربع الأول من السنة الحالية، بينما قفزت أسعار البروبلين بنسبة 40% خلال شهر فبراير فقط، ولتسجل ارتفاعاً اجمالي بنسبة 80% خلال الربع الاول من هذا العام. ومن جهة أخرى فقد وصلت أسعار الميثانول ذروتها خلال شهر فبراير نتيجة انخفاض المعروض السلعي، إلا أنها عادت وتراجعت خلال شهر مارس الماضي منتهية بارتفاع بنسبة 4% عن أسعار نهاية عام 2002م. وفي جانب الأسمدة، فقد شهدت أسعار اليوريا ارتفاعاً ملحوظاً خلال الربع الاول من العام الجاري بنسبة بلغت 21%. وشهدت أيضاً أسعار
اللدائن ارتفاعاً كبيراً، حيث ارتفعت أسعار كل من البروبلين والبولي إثيلين بنسبة 40% و19% على التوالي.
النظرة المستقبلية
أشرنا في تقريرنا السابق عن سابك، والذي أعد في بداية شهر مارس الماضي، بأن هناك فرصةً كبيرةً لصعود سعر سهم سابك بنسبة تتراوح ما بين 20% إلى 30% عن الأسعار السائدة آنذاك. وتماشياً مع توقعاتنا فقد حقق سعر سهم سابك ارتفاعاً بنسبة 20% قبل أن يعود لينخفض بشكل طفيف نتيجة جني الأرباح من قبل المستثمرين. وقد فوجىء المستثمرون بالنتائج المالية الإيجابية لأداء الشركة خلال الربع الأول من هذا العام، مما سيثير تساؤلهم حول ما إذا كان هذا الأداء سيستمر على النحو ذاته على مدار السنة الحالية أم لا. وللإجابة على هذا التساؤل لابد لنا من أن ندرك فيما إذا كان هذا النمو المسجل قابلا للاستمرارية أم لا. فعلى الرغم مما حققته سابك خلال الربع الأول من السنة الحالية من ارتفاع في أسعار جميع أصناف منتجاتها من الكيماويات الأساسية، والأسمدة واللدائن على حد سواء وبنسب نمو متفاوتة، إلا أنه لابد لنا من أن لا نغفل عن حقيقة مهمة وهي أن هذا النمو كان محركاً بصورة أساسية بعوامل وأحداث خارجية غير متكررة، والتي عملت على إنحراف مسار أسعار هذه المنتجات. أما الآن فقد تراجعت أسعار البتروكيماويات عن مستوى قمتها الذي حققته خلال شهر مارس الماضي نتيجة توقع تحسن
الوضع في فنزويلا بالاضافة إلى انتهاء العمليات العسكرية في العراق. كما انخفضت أسعار كل من الأسمدة واللدائن مقارنة بما سجلته خلال شهر مارس، ومع هذا فهي ما زالت تفوق مستويات الأسعار التي كانت سائدة في نهاية عام 2002م. ومن جهة أخرى فإنه من المحتمل أن يؤثر تراجع أداء الاقتصاديات الآسيوية بشكل سلبي على صادرات سابك لتلك الدول نتيجة ظهور وباء الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد (سارس)، كما ويتوقع أن تبقى أسعار النفط الخام متذبذبة خلال الفترة القادمة، وبالتالي تذبذب أسعار المنتجات البتروكيماوية على حد سواء، الأمر الذي سينعكس سلباً على الايرادات المستقبلية لسابك. وتشير التوقعات إلى احتمالية انخفاض الطلب على المنتجات البتركيماوية حال استخدام المستهلكين لمخزونهم من هذه المنتجات خلال الربع الثاني من هذا العام، نتيجة توقعهم لهبوط أسعار هذه المنتجات مستقبلاً. ومن هنا فإننا نعتقد بأن ايرادات سابك ستنخفض خلال الربع الثاني من هذا العام مقارنة بمستوى ايراداتها خلال الربع الأول. وتجدر الإشارة إلى أن متوسط مكرر أرباح سهم الشركة خلال الإثني عشر شهراً الماضية كان في حدود 13ضعفاً، الأمر الذي يعني أنه سيكون هناك فرصةً محدودةً لارتفاع اله
امش الربحي لسعر سهم سابك على المدى القصير. بينما يتوقع أن تكون النظرة المستقبلية لأداء سهم سابك ايجابيةً على المديين المتوسط والطويل الأجل، حيث إننا نتوقع أن تحقق سابك نمواً متوسطاً أو أعلى من المتوسط خلال هذه الفترة نتيجةً لتميز سابك بامتلاكها مجموعة متنوعة من المنتجات.
|
 |
 |
|||
 |
 |
||||
رد مع اقتباس
المفضلات