مسؤول في الاتحاد الأوروبي : أمريكا تغض الطرف عن فوضى جديدة مقبلة
مسؤول أوروبي يتهم أمريكا بغض الطرف عن فوضى مالية جديدة ..
بروكسل – الوكالات: - -
11/11/1429هـ
أكد جان يونكر رئيس وزراء لوكسمبورج إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي أبلغوا السلطات الأمريكية على مدى السنوات الأربع الأخيرة، أن أزمة القروض عالية المخاطر وفقاعة العقارات توشكان على الانفجار.
وأضاف يونكر الذي يرأس أيضا الاجتماعات الشهرية لوزراء مالية مجموعة اليورو أن الولايات المتحدة واصلت تجاهل المخاوف الأوروبية بشأن اقتصادها. وقال "نحاول الآن لفت انتباه زملائنا الأمريكيين إلى أزمة بطاقات الائتمان التي قد تبزغ وتقع علينا في أي يوم. يقال إن المشكلة غير قائمة.. حسنا أنها ستحدث وستكون لها تداعيات".
في مايلي مزيداً من التفاصيل:
اقترح القادة الأوروبيون قمة دولية أخرى حول إصلاح النظام المالي "بعد 100 يوم" على القمة المرتقبة في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) في واشنطن، أي نهاية شباط (فبراير)، بحسب النص المشترك الصادر عن قمتهم الجمعة في بروكسل.
وأفاد النص بضرورة "العمل خلال 100 يوم اعتبارا من 15 تشرين الثاني (نوفمبر) على إعداد إجراءات تطبيق مبادئ "إصلاح النظام، ولا سيما الشفافية وتحقيق انضباط للأسواق المالية، والتي تنوي أوروبا الدفاع عنها في قمة مجموعة الـ 20 في واشنطن.
وأضاف النص "عقب هذه الفترة سنقترح انعقاد قمة جديدة"، يشمل جدول أعمالها بشكل خاص "تقريرا حول تطبيق الإجراءات الأولى التي ستقر في 15 تشرين الثاني (نوفمبر)". بالتالي يتوقع انعقاد قمة أخرى اعتبارا من 23 شباط (فبراير). ويتسلم الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما منصبه رسميا في 20 كانون الثاني (يناير).
وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الأول إن دول الاتحاد الأوروبي وحدت صفوفها قبيل قمة عالمية في واشنطن بشأن كيفية إصلاح النظام المالي العالمي. وبدا أن ساركوزي الذي تحدث بعد اجتماع مع زعماء دول الاتحاد وعددها 27 دولة في بروكسل يهون من شأن دلائل على خلاف بين باريس وبرلين على درجة التعاون المطلوبة.
وأبلغ مؤتمرا صحفيا "هناك موقف مفصل بدرجة ما لأوروبا.. سندافع عن موقف مشترك. عن رؤية.. لإعادة هيكلة نظامنا المالي".
وقال "كل الدول اتفقت على هذه الحاجة. الكل اتفق على الحاجة إلى اتخاذ قرارات عملية صارمة وطموح في قمة واشنطن. "نريد تغيير قواعد اللعبة في عالم المال". وأضاف أن الاتفاق العام من حيث المبدأ لا يستبعد خلافات بشأن ما تسعى كل دولة للتأكيد عليه، مضيفا أن قادة الاتحاد الأوروبي يؤيدون خطة فرنسية من خمس نقاط تتضمن دورا أقوى لصندوق النقد الدولي ومراقبة وكالات التصنيف الائتماني وفرض قيود على الإفراط في المخاطرة.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن الاتحاد الأوروبي اتفق على أنه لا مجال لسياسات الحماية التجارية في أي إجراء يتم الاتفاق عليه في واشنطن الأسبوع المقبل. وأبلغت مؤتمرا صحفيا منفصلا "لا نستطيع الانتظار لسنوات لحين انتهاء الأزمة. يجب أن نخلص إلى استنتاجاتنا سريعا".
وتحرص فرنسا على أن يكون لأوروبا صوت مسموع على الساحة الدولية معتقدة أن الأزمة المالية التي بدأت في الأسواق الأمريكية أضعفت الولايات المتحدة ووفرت فرصة لدول الاتحاد لتعزيز نفوذها.
ودعا ساركوزي أيضا الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما إلى المساعدة في إعادة تشكيل نظم إدارة الاقتصاد العالمي.
وتدعو الخطة اجتماع 15 تشرين الثاني (نوفمبر) في واشنطن إلى تمهيد الطريق لمقترحات ملموسة على أن تجري مراجعتها في غضون 100 يوم من خلال قمة ثانية. وسيتوجه زعماء الاتحاد الأوروبي إلى واشنطن مدعومين باعتقاد أن جولتهم لإنقاذ البنوك التي تكلفت 2.2 تريليون يورو (2.8 تريليون دولار) الشهر الماضي هي التي ساعدت على تجنب انهيار مالي بدأته أزمة الائتمان التي جاءت من الولايات المتحدة.
ولكن في بادرة على الخلافات الوطنية انتقد وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي جان بيير جواييه ألمانيا لاعتراضها في وقت سابق هذا الأسبوع على دعوة فرنسا لرد دولي منسق على التحديات الاقتصادية.
وقال جواييه لمحطة إذاعة فرنسية "أعتقد أن الرأي العام في أوروبا يتوقع تنسيقا وموقفا موحدا.. السلوكيات الوطنية وغير المنسقة ليست حلا جيدا".
في الوقت ذاته، قال مسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي إن الولايات المتحدة تجاهلت تحذيرات أوروبية متكررة في السنوات الأخيرة من أزمة اقتصادية وشيكة وإنها تغض الطرف عن خطر فوضى جديدة مقبلة.
وقال رئيس وزراء لوكسمبورج جان كلود يونكر أقدم زعيم أوروبي لا يزال في السلطة، إن المسؤولين الأوروبيين طرحوا مخاوفهم على الرئيس الأمريكي جورج بوش وكبار مساعديه لكنها لم تؤخذ بجدية.
وأبلغ يونكر الصحافيين عقب قمة للاتحاد الأوروبي "لا أقول إن الأمريكيين سخروا منا لكنهم أوضحوا اعتقادهم بأننا عصبيون ومبالغون ولا نفهم الكوكب الجديد الذي ظنوا أنهم سيفرضونه على الآخرين".
وتعصف بالاقتصاد العالمي أزمة مالية بدأت في "وول ستريت" في وقت سابق هذا العام وأحكمت قبضتها على الأسواق العالمية مثيرة احتمال حدوث ركود في بلدان كثيرة.
وفي تقييم صريح أكثر من المعتاد قال يونكر إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي أبلغوا السلطات الأمريكية على مدى السنوات الأربع الأخيرة أن أزمة القروض عالية المخاطر وفقاعة العقارات توشكان على الانفجار.
وقال "لعلنا لم نتحدث في هذا الشأن بما فيه الكفاية مع العالم الخارجي لكننا كنا نجري محادثات مستمرة مع الرئيس (الأمريكي) ووزير الخزانة الأمريكية ومحافظ البنك المركزي لكنهم رفضوا الإصغاء إلينا".
"كل المشكلات التي تمتد إليها اليوم جذور الأزمة المالية العالمية أثيرت وجرى تحديدها ومناقشتها. كل ما قيل تحقق".
وأضاف يونكر الذي يرأس أيضا الاجتماعات الشهرية لوزراء مالية مجموعة اليورو أن الولايات المتحدة واصلت تجاهل المخاوف الأوروبية بشأن اقتصادها. وقال "نحاول الآن لفت انتباه زملائنا الأمريكيين إلى أزمة بطاقات الائتمان التي قد تبزغ وتقع علينا في أي يوم. يقال إن المشكلة غير قائمة.. حسنا إنها ستحدث وستكون لها تداعيات".
وكانت فيتش ريتنجز قد قالت في تقرير سابق هذا الأسبوع إن تزايد فقدان الوظائف وتقلبات أسعار الطاقة وانحسار خيارات إعادة التمويل قد تسفر عن خسائر قياسية لبطاقات الائتمان الأمريكية في عام 2009.
وأضاف يونكر أن الولايات المتحدة لم تعالج بعد مشكلة مستويات العجز الضخمة في ميزانيتها وفي معاملاتها الجارية.
وقال إن الرئيس المنتخب باراك أوباما لن يحل المشكلة إذا التزم بتعهدات الإنفاق التي قدمها خلال حملته الانتخابية.
وقال "لا أعرف كيف يستطيع الرئيس الأمريكي الجديد خفض (العجز) إذا نفذ برنامجه الاجتماعي".
المفضلات