تقرير المجموعة الدولية للوساطة المالية الوضع الاقتصادي أصعب العقبات أمام وول ستريت الأسهم الأميركية بلغت القاع وفرص ارتفاعها أكثر من انخفاضها

ذكر تقرير المجموعة الدولية للوساطة المالية، الذي يتناول حركة اسواق المال العالمية الاسبوعية، أن احتمالات ان تكون اسواق الاسهم الرئيسية قد بلغت القاع باتت تزداد مؤخرا، بعد أن ابتعدت هذه الاسواق أكثر من 20% من المستويات المنخفضة القياسية التي سجلتها في منتصف شهر مارس الماضي.

واوضح التقرير أن ارتفاع كميات التداول في وول ستريت اظهر ان العديد من المستثمرين اعادوا معظم رؤوس اموالهم الى اسواق الاسهم الاميركية في الاسابيع الاخيرة، مما دعم مستوى مؤشرات الاسهم الرئىسية فيها.

ولكن من جهة اخرى تبقى بعض المخاوف عقبة في طريق ارتفاع هذه الاسواق، منها مخاوف من الوضع الاقتصادي الاميركي من جهة، ومخاوف من تقارير ارباح الشركات الاميركية من جهة اخرى.

وقال: على الرغم من هذا الا ان الامد القريب يبدو اكثر اشراقا الآن عنه قبل بضعة اشهر، حيث يشهد الارتفاع الكبير في كميات التداول في وول ستريت، وبقاء مؤشرات الاسهم الرئيسية بعيدة عن مستويات دعمها الأسياسية، يشهد هذا على ازدياد الطمأنينة بين المتداولين، ومقدرة الاسواق على مواجهة هذه الصعوبات خلال الاشهر القادمة.

العقبة

ولفتت «المجموعة» الى ان الوضع الاقتصادي الاميركي قد يكون من اصعب العقبات امام اسواق الاسهم الاميركية، ففي نهاية الاسبوع الماضي تراجعت مؤشرات الاسهم الرئيسية في وول ستريت بعد ارتفاع داو جونز طوال الاسبوع، متأثرة بتقرير جامعة ميتشيغان لثقة المستهلك، الذي اظهر تراجعا حادا وغير متوقع لهذه الثقة خلال الاسابيع الاولى من الشهر الحالي بسبب التباطؤ الاقتصادي الحاد.

وهذا بالطبع زاد من قلق المحللين الاقتصاديين لكون الاقتصاد الاميركي يعتمد بشكل مباشر على القطاع الاستهلاكي! وذكرت ان مؤشر داو جونز الصناعي الذي تراجع اكثر من 100 نقطة خلال فترة تداول يوم الجمعة الماضي، انهى الاسبوع على تراجع 79 نقطة عند مستوى 9117 نقطة، كما تراجع كل من مؤشر ستاندرد اند بورز المجمع، وناسداك التكنولوجي nasdaq-100 الى 988 نقطة و1203 نقاط على التوالي، لكن وضع الاسواق العام بقي نشطا حيث ارتفعت رؤوس الاموال الداخلة الى الصناديق الاستثمارية الى 5.3 مليارات دولار، مقارنة بدخول 4.1 مليار دولار اليها في الاسبوع السابق.

أسعار السندات

واشار تقرير المجموعة الى ان تراجع اسواق الاسهم ادى الى رفع اسعار السندات الحكومية قصيرة الاجل مما ادى بدوره الى تراجع العائد عليها بشكل كبيرة، مما يعبر بشكل واضح على ارتفاع التوقعات بتراجع اسعار الفوائد الاميركية في الامد القريب! مما قد يبدو ان المجال ضيق لتخفيض الفوائد الاميركية التي تقف عند ادنى مستوياتها منذ 40 عاما، الا ان هذا يبدو الحل الوحيد امام المركزي الاميركي لتحفيز الاقتصاد الاميركي خلال الاشهر المقبلة فبعد حفنة من التقارير الاقتصادية التي صدرت خلال الاسابيع الماضية، والتي اظهرت استمرار التباطؤ الاقتصادي في الولايات المتحدة وبخاصة في القطاعات الصناعية والاستهلاكية - التي تشكل الجزء الأكبر من الناتج القومي الاميركي. وعليه، فقد بات تخفيض الفائدة الاميركية هو الحل الاخير امام مجلس الاحتياط الفدرالي لمنع الاقتصاد من الدخول في انكماش اقتصادي خلال الربعين الثالث والرابع من هذا العام.

واضاف: لكن، وعلى الرغم من سلبية المعطيات الاقتصادية، فان التفاؤل لا يزال مرتفعا على اوساط المتداولين في وول ستريت، حيث يعتقد معظمهم ان اسواق الاسهم بلغت القاع (مستويات شهر مارس الماضي) وان مجال التراجع بات محصورا عند مستويات الدعم الاساسية لمؤشرات الاسهم، مما يزيد من فرص ارتفاعها في الامد القريب.

وقال: تدعم التحاليل التقنية هذه الرؤية، وخصوصا مع بقاء مؤشر داو جونز الصناعي دون مستوى 9000 نقطة حتى بعد تراجعه خلال ايام التداول الماضية، حيث بات هذا المستوى يشكل دعما نفسيا مهما للاسواق، لا يتوقع المحللون ان يتراجع هذا المؤشر دونه في الامد القريب. وقد تطابقت هذه الرؤية مع التحاليل التقنية لمؤشر ناسداك التكنولوجي، الذي حافظ ايضا على مستوى 1200 نقطة خلال الاسبوع الماضي. وترى هذه التحاليل ان فرص تراجع هذه المؤشرات عن مستويات الدعم المذكورة باتت قليلة جدا، على الرغم من توقعاتهم بانحصار تداولها في مجال ضيق خلال الاسابيع المقبلة.

من جهة اخرى تستعد الاسواق لمواجهة بعض التقارير الموسمية من الشركات الاميركية وقالت «المجموعة» انه ايضا من المتوقع ان تحذر من احتمالات تراجع في ارباحها خلال الربع الثاني من هذا العام. لكن بعض المحللين الماليين رأوا ان اثر التحذيرات السلبية على وول ستريت سيكون مؤقتا، ولن يكون حافزا لتدهور هذه الاسواق في الامد القريب، بل قد يعمل فقط على عمليات جني ارباح بسيطة خلال الاسبوع القادم.

من ضمن الشركات التي تتوقع نتائج ارباحها في الاسبوع المقبل هي Micron Tech وCircuit City Inc وبنك Morgan Stanley