أعتقد ان الكلمة أعلاه، عنوان موضوع اليوم، يحسن أن يهتم بها كل متداول في سوق الأسهم، كل أسواق الأسهم بل وأكثر أنواع التجارة والأسواق.. والكلمة (تَوقَّع) فعل أمر، وله معنى في الفصحى، وآخر في العامية، وكلاهما - أي المعنيين - يحسن بالمتداول أن يهتم به أثناء اتخاذ قراراته في الشراء والبيع..
المعنى الفصيح لكلمة (توقّع) (قَدِّر) وهذا معروف، قدّر أرباح الشركة قبل صدورها بالتدقيق في إعلاناتها وقوائمها المالية ونسب نموها أو تراجعها وتوسعاتها من عدمها وأسعار منتجاتها، وهذا المعنى (قَدِّر) تشارك العامية الفصحى فيه وفي دلالة أخرى لهذه الكلمة الموحية وهو (انتظر مفاجآت) وهذا لا ريب فيه، ان الحياة كلها مليئة بالمفاجآت حتى قالوا (تَوقَّع ما لا يتوَقَّع) والمفاجآت تربك المشتري أو البائع حسب نوعها.. ومن المفاجآت في سوق الأسهم صدور قرارات جديدة تشمل السوق أو تخص صناعة معينة على سبيل المثال لا الحصر..
هناك معنى شعبي آخر لكلمة (تَوقَّع) وهو (ارفق) وهو بليغ وحكيم، لأنه مشتق من التوقعات الحبلى بالمفاجآت، ولهذا ينصح الوجدان الشعبي المجرب بالرفق والتوقع، بدل السرعة والاندفاع، لأن المفاجآت أكثر ما تضر المندفعين المسرعين المسرفين في التهور غير الحاسبين للمخاطر الحاصلة. والتي قد تحصل فجأة وبدون توقُّع، فالأيام حبلى بالمستجدات..
وبما أن دوام الحال من المحال فإن الرفق يصبح سيد الموقف، لأنه - أي الرفق - يجعل صاحبه قادراً على مواجهة المفاجآت غير المتوقعة بحكمة وثبات، ويحسب المخاطر على مهل، دون تهويل أو تهوين، أما العجل المطفوق فهو عرضة للصدمات والكدمات والانقلابات المروعة وأسرته معه لأنه هو عائلهم والمسؤول عنهم، إذن توقَّع فالدنيا لن تطير والسوق لن يقفل أبوابه، والمفاجآت لن تتوقف عن الحدوث وكل شيء في هذه الدنيا يتغيّر إلاَّ قانون التغير.
الرياض
المفضلات